بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا المقال سننقل لكم من كتاب " بحوث في الملل والنحل للشيخ السبحاني / 8 / 404 " عن العلوية دون اضافة او تعليق اللهم الا ما يرتبط بمحنهم والحملات عليهم تاريخيا ، وعلى أي ففيما يلي نقله من الفوائد ما يكاد يغني الباحث عن الرجوع الى غيره واليكم ما جاء هناك بطوله :
العلويون وأصل التسمية بالنصيرية
إنّ هناك أقلاماً مغرضة حاولت أن تنسب العلويين المنتشرين في الشام والعراق وتركيا وإيران إلى فرقة النصيرية البائدة اعتماداً على أُمور ينكرها العلويون اليوم قاطبة.
وأظن أنّ السبب في ذلك هو جور السلطات الظالمة التي أخذت تشوّه صحيفة العلويين وتسودّها، فأقامت فيهم السيف والقتل والفتك والتشريد، ولم تكتفِ بل أخذت بالافتراء عليهم لتنفّر الناس من الاختلاطبهم، وأنّهم زمرة وحشية هجمية، ممّا زاد في انكماش هذه الطائفة على نفسها، لذا نجد من المناسب الكتابة عنهم حسب ما كتبوه عن أنفسهم.
أمّا سبب تسمية العلويين بالنصيرية لاَنّه لما فتحت جهات بعلبك وحمص استمد أبو عبيدة الجراح نجدة، فأتاه من العراق خالد بن الوليد، ومن مصر عمرو ابن العاص، وأتاه من المدينة جماعة من أتباع علي (عليه السلام ) وهم ممّن حضروا بيعة غدير خم، وهم من الاَنصار، وعددهم يزيد عن أربعمائة وخمسين، فسمّيت هذه القوة الصغيرة، نصيرية، إذ كان من قواعد الجهاد تمليك الاَرض التي يفتحها الجيش لذلك الجيش نفسه، فقد سميت الاَراضي التي امتلكها جماعة النصيرية : جبل النصيرية، وهو عبارة عن جهات جبل الحلو وبعض قضاء العمرانية المعروف الآن ثمّ أصبح هذا الاسم علماً خاصاً لكلّ جبال العلويين من جبل لبنان إلى أنطاكية.
وهذا الرأي أقرب إلى الصواب، ذلك أنّ الموَرّخين الصليبيّين أطلقوا على هذا الجبل اسم «النصيرة» ويبدو انّ هذا الاسم قد حرّف إلى نصيرية و الذي يعزز القناعة بصحة هذا الرأي هو أنّ إطلاق اسم نصيرية على هذا الجبل، لم يظهر إلاّ أثناء الحملات الصليبية، أي بعد عام 498هـ ،وإذا كان معنى ذلك أنّ اسم نصيرية قد تغلّب على اسم الجبل في زمن الشهرستاني.
وثمة آراء أُخرى قليلة ترى أنّ تسمية نصيرية نسبة إلى نصير غلام الاِمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام ) .ويبدولنا خطا هذه الآراء، خاصة وأنّ التاريخ لم يذكر أنّ للاِمام علي غلاماً يدعى نصيراً.
أهم عقائدهم
حسب المصادر المطّلعة على حالهم، فإنّ عقائد العلويين لاتختلف عن عقائد الشيعة الاثنا عشرية الاِمامية، وهي معروفة مسجّلة.
وما يوجب السكون والاطمئنان في ذلك أنّ جميع الموَلفين وأرباب كتب الفرق و المذاهب عدّوهم من الشيعة الاِمامية الاثنا عشرية على الرغم ممّا نسبوا إليهم ورموهم بالغلو والتطرّف والباطنية وأمثال ذلك ممّا ستأتي الاِشارة إليه.
فالعلويون يوَمنون برسالة محمد بن عبد اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا يشكّون بإمامة ابن عمه علي بن أبي طالب والاَئمة الاَحد عشر من صلبه - عليهم السّلام- وينطقون بالشهادتين عن إيمان فحصنهم شهادة أنْ لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلّم- والموالاة لآل بيته والصلاة والصوم والحج والزكاة والجهاد في سبيل اللّه والمعاد في اليوم الآخر، وكتابهم القرآن، ما زاغوا عن هواه ولانهجوا منهجاً غير شريعته،ولهم مراجع دينية عرفوا بتمسّكهم بالدين وإقامة شعائرهم الدينية الاِسلامية،ويطرحون كلَّ حديث لم يشر إليه القرآن وجاء مخالفاً له، كما وأنّهم لا يوَيّدون قول من يقول بصحّة تأويل الآيات التي بحق محمد وآل محمد - عليهم السّلام- ،ويحترمون كل الشرائع السماوية، ويقدّسون كلَّ الاَنبياء، ولا يشكّون بصحّة ماأُنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاَسباط، وما أُوتي موسى وعيسى والنبيون من ربّهم، وهم للّه مسلمون، ولم يعصوا الرسول في عمل ولم يخالفوه في قول،ويحصرون كلمة العلم الكاملة بأهل البيت، ويعتمدون على جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام ) في أبحاثهم الدينية وتأويل القرآن والفقه والفتوى، فلا شافعي ولا حنبلي ولا مالكي ولا حنفي عندهم، وكلّهم للّه حنفاء متّبعون ملّة أبيهم إبراهيم، وهوالذي سمّاهم المسلمين ويعبدون اللّه تعالى لا يشركون في عبادته حداً.
ونترك الحديث إلى أحد كتابهم وهوالشيخ عبد الرحمان الخير يتحدث عن عقيدتهم في أُصول الدين وفروعه، حيث يقول :
أُصول الدين خمسة، وهي: التوحيدو العدل والنبوّة والاِمامة والمعاد.
التوحيد: نعتقد بوجود إله واحدخالق للعالم المرئي وغير المرئي، لا شريك له في الملك متصف بصفات الكمال، منزّه عن صفات النقص والمحال:"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌوَهُوَ الْسَمِيعُ الْبَصِير " (الشورى|11).
العدل: نعتقد بأنّ اللّه تعالى عادل منزّه عن الظلم، وعن فعل القبيح والعبث، لا يكلّف البشر غير ما هو في وسعهم وطاقتهم ولا يأمرهم إلاّ بما فيه صلاحهم ولا ينهاهم إلاّ عمّا فيه فسادهم ولو جهل كثير من العباد وجه الصلاح والفساد في أمره ونهيه سبحانه.
النبوّة: نعتقد بأنّ اللّه سبحانه يصطفي من خيرة عباده الصالحين رسلاً لاِبلاغ رسالاته إلى الناس، ليرشدهم إلى ما فيه صلاحهم ويحذّروهم عمّا فيه فسادهم في الدنيا والآخرة.
ونعتقد بأنّ الاَنبياء كثيرون،ذكر منهم في القرآن الكريم خمسة وعشرون نبياً ورسولاً، أوّلهم سيدنا آدم (عليه السلام ) وآخرهم سيدنا محمد بن عبد اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وشريعته هي آخر الشرائع الاِلهية وأكملها، ونعتقد بأنّها صالحة لكلّ زمان و مكان.
ونعتقد بعصمة جميع الاَنبياء من السهو والنسيان، وارتكاب الذنوب عمداً وخطأ قبل البعثة، وبعدها، وأنّهم منزّهون عن جميع العيوب والنقائص، وأنّهم أكمل أهل زمانهم وأفضلهم وأجمعهم للصفات الحميدة،صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين.
الاِمامة: نعتقد بأنّ الاِمامة منصب تقتضيه الحكمة الاِلهية لمصلحة البشر في موَازرة الاَنبياء بنشر الدعوةالاِلهية، وفي القيام بعدهم بالمحافظة على تطبيق أحكامها بين الناس وبصون التشريع من التغيير والتحريف والتفسيرات الخاطئة.
ولذلك نعتقد اقتضاء اللطف الاِلهي بأن يكون الاِمام معيّناً بنص إلهي وأن يكون معصوماً مثل النبي سواء بسواء ليطمئن الموَمنون إلىالاقتداء به في جميع أعماله وأقواله.
ونعتقد بأنّ الاِمام بعد نبينا محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو سيدنا الاِمام علي بن أبي طالب عليه السّلام، ومن بعده ابناه الحسن والحسين، ثمّ تسعة من ذرية الحسين (عليه السلام ) ،آخرهم المهدي عجّل اللّه فرجه، وعجل به فرج الموَمنين.
المعاد: نعتقد بأنّ اللّه سبحانه يعيد الناس بعد الموت للحساب، فيجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.
كما ونوَمن بكل ما جاء في القرآن الكريم، وبما حدّث به النبي - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من أخبار يوم البعث والنشور والجنّة والنار والعذاب والنعيم والصراط والميزان وغير ذلك ممّا أثبته كتاباللّه وحديث رسوله الصحيح.
وأمّا فروع الدين: فكثيرة أهمّها الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد.
الجبر والاختيار والتفويض
يقول أحد كتّابهم في هذا الصدد:
عقيدة المسلمين العلويين في هذه المسألة هي طبق ما جاء عن الاِمام أمير الموَمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام )وهو ينفي الجبر والاِهمال، وقد منح اللّه العباد القوّة على أفعالهم وأوكلهم فيهاإلى نفوسهم فعلاً وتركاً بعد الوعد والوعيد، قال (عليه السلام ) في نهج البلاغة:«إنّ اللّه سبحانه أمر عباده تخييراً ونهاهم تحذيراً، وكلّف يسيراً ولم يكلف عسيراً، وأعطى على القليل كثيراً، ولم يعص مغلوباً ولم يطع مكرهاً، ولم يرسلالاَنبياء لعباً ولم ينزل الكتاب عبثاً، ولا خلق السماوات والاَرض وما بينهما باطلاً، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار».
وقد شنع الاَمير الشاعر المكزون السنجاري على القائلين بالجبر ووصفهم بأنّ عبيد اللات خير منهم قال:
عبيد اللات فيما جاء عنهم *يسبّون الاِله بغير علم
وأما المجبرون فعن يقين * يسبّون الاِله بكل ظلم
ويقول أيضاً:
إذا كان فعلي له مرادا * فلم بماقد أراد يعصى
ولم دعاني إلى أُمور * مني لهاالخلف ليس يحصى
ومن احتجاجه على القائلين بالجبرقوله:
قل لمن قال إنّ باري البرايا *ليس في خلقه مريد سواه
من ترى ان أراد بالعبد سوءاً *راح في العبد كارهاً ما قضاه
اتقوا اللّه ذاك أمر محال * أنيرى ساخطاً رضاه رضاه
وإذا لم يكن فقد ثبت القو * للعبد ومان في مدعاه.
ما حيك حولهم
وفي غياب المصادر الموثوقة، نسبمناوئوهم عقائد وآراء شتى إلى العلويين نشير في ما يلي إلى بعضها:
1. الاعتقاد بالحلول والغلو فيحقّ الاَئمّة سيّما الاِمام علي بن أبي طالب عليه السّلام.
2. التناسخ.
3. نبوّة النميري محمد بن نصير.
4. شركة الاِمام علي مع رسولاللّه في نبوته.
5. إباحة المحارم وتحليل نكاحالرجال بعضهم بعضاً.
6. افتراقهم إلى ثلاث فرق فيخلافة محمد بن نصير النميري.
7. عبادة السماء والشمس والقمرعلى تقاليد الفينيقيين والاعتقاد بوجود الاَئمّة - عليهم السّلام- فيها.
وهذه الافتراءات والتهم إنّما تهدف إلى شيء واحد وهو تأليب الناس عليهم دون أن تستند إلى مصدر أو مستند أووثيقة. ودون أن يتجشّم الموَلّفون لتحقيقها، فإنّ موَلّفي الفرق والملل والنحل كانهمّ أكثرهم توسيع رقعة الخلاف، وخلق أكبر عدد ممكن من الفرق وطرح أشياء غريبةعجيبة وغير معقولة ولا مشروعة.
رميهم بالغلو والتطرّف
أُمُّ الاتهامات ضدّهم هي تهمة الغلو وتأليه الاِمام علي (عليه السلام ) حيث يكرره الموَلفون من قديم وجديد.
ويترآى أنّ رميهم بالغلو والتطرف كان ردّ فعل من مناوئيهم حيث كان يرميهم هوَلاء بالتقصير في حقّ علي بن أبي طالب(عليه السلام ) أو عدم الاِيمان بفضائله وأفضليته من سائر الصحابة، حتى عدائهم لهبتحريض من خلفاء الاَمويين، فقابلوا تهمة بتهمة. ولا غرو في ذلك فانّالنزاع السياسي والعسكري بين العشائر العلوية وخصومهم من الاَمويين والعباسيين والعثمانيين الذين كانوا يتمتعون بالسلطة الرسمية تسبب في شن حرب إعلامية نفسيةضدّهم وسلب الشرعيّة عنهم حتى يبرّر ذلك التنكيلَ بهم والفتكَ الذريع بحقهم، وقدأجاد شاعرهم الاَمير حسن المكزون السنجاري حينما أنشد:
قد بدت البغضاء منهم لنا * كما منا لهم بدا الحب
وما لنا إلاّ موالاتنا * لآل طه عندهم ذنب
أعود للحديث عن عقيدة العلويين،فأقول ليس للعلويين مذهب خاصّ بهم يختلف عن مذهب أهل البيت - عليهم السّلام- كمايحاول أن يصوّر ذلك بعض الجهّال السذّج، وإنّما هم شيعة إمامية اثنا عشريةيتمذهبون بمذهب أهل البيت - عليهم السّلام- ويعولون عليه في أحكامهم ومعاملاتهم،إلاّ أنّ ثمة معتقدات علوية متميّزة سوف أحاول التركيز عليها باختصار.
أ. الطريقة الجنبلائية
يقال أحدثها في الشيعة العلويينرجل اسمه أبو محمد عبد اللّه الجنبلاني المعروف بالجنَّان، ويعتقد بعض العلويينأنّه من روَسائهم الكبار، ومن أعلم أهل عصره في التصوّف، وكان يقيم في العراق العجميفي بلدة جنبلا، ومن هنا اشتهر بالفارسي، ويقال إنّه سافر إلى مصر وهناك أدخلالحسين بن حمدان الخصيبي في طريقته، وقد تبعه الاَخير إلى جنبلا عند عودته فأخذعنه الاَحكام الصوفية والفلسفية وعلوم النجوم والهيئة وبقية العلوم العصرية.
والخصيبي أحد مشايخ العلويينالكبار وقد خلّف الجنبلاني في رئاسة مشيخة الطريقة وعنه يقول صاحب كتاب تاريخالعلويين:
كان دأب السيد حسين بن حمدانالخصيبي ووكلاوَه في الدين إرشاد بعض أفراد بقيّة الاَديان إلى دين الاِسلام،وهوَلاء يبقون بصفة أفراد مسلمين شيعة أي جعفرية، والذين يشاهد فيهم الكفاءة يدخلهمفي الطريقة الجنبلائية.
من هنا نعلم أنّ الرجل كانتغايته أن يدعو الناس إلى مذهب أهل البيت كما هو ظاهر، وأنّ الطريقة الجنبلائيةليست سوى معتقد صوفي كبقية المعتقدات الصوفية المكتومة لدى أكثر فرق المسلمين.
ب. العقيدة في الباب
يرى العلويون أنّ الاَئمّة -عليهم السّلام- هم أوصياء الرسول - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولمّا كانتالاَئمّة - عليهم السّلام- يحصون علوم الاَوّلين والآخرين كان لابدّ لهم من بابيوَخذ فيه عنهم مصداقاً، ولذلك اتبعوا الاَثر فاتخذوا باباً لكلّ منهم، والاَبوابهم:
1. الاِمام علي بن أبي طالب(عليه السلام ) باب مدينة العلم التي هي النبي، وبابه سلمان الفارسي.
2. الاِمام الحسن المجتبى (عليه السلام ) بابه قيس بن ورقة المعروف بالسفينة
.3. الاِمام الحسين الشهيد (عليه السلام ) بابه رشيد الهجري.
4. الاِمام علي زين العابدين(عليه السلام ) بابه عبد اللّه الغالب الكابلي.
5. الاِمام محمد الباقر (عليه السلام ) بابه يحيى بن معمر بن أُمّ الطويل الشمالي.
6. الاِمام جعفر الصادق (عليه السلام ) بابه جابر بن يزيد الجعفي.
7. الاِمام موسى الكاظم (عليهالسلام ) بابه محمد بن أبي زينب الكاهلي.
8. الاِمام علي الرضا (عليه السلام ) بابه المفضل بن عمر.
9.الاِمام محمد الجواد (عليهالسلام ) بابه محمد بن مفضل بن عمر.
10. الاِمام علي الهادي (عليهالسلام ) بابه عمر بن الفرات، المشهور بالكاتب.
11. الاِمام حسن العسكري (عليهالسلام ) بابه أبو شعيب محمد بن نصير النميري.
12. الاِمام الحجّة محمد المهدي(عليه السلام ) فلم يكن له باب.
أهمّ العشائر العلوية
العشائر العلوية الرئيسة أربع:الحداديون والنميلانيون والرشاونة والخياطيون، وتقسم كلّ واحدة من هذه العشائر إلى أفخاذ وبطون، وترجع الثلاث الاَولى منها إلى عشيرة المحارزة البشازعة التي هيأقدم العشائر جميعاً.
ومن عشائرهم نواصرة وقراحلةورشاونة ورسالنة، جروية باشوطية ومقاورة، ومهالبة.
فهم يرجعون في نسبهم إلى فرعين رئيسيين:
1. فرع القبائل اليمنية (العربالقحطانيين) من همدان وكندة.
2. فرع القبائل الشاميّةوالعراقية من غسّان وبهرا وتنوخ.
الذين اعتنقوا المذهب الشيعي فيوقت مبكر. بعض قبائلهم كالمحارزة يدّعون أنّهم هاشميون، وبعضهم ازداد عددهم بهجرةقبائل طي (نهاية القرن الثالث الهجري) وغسّان الذين دفعتهم الحروب الصليبية ومعهمالاَمير حسن بن المكزون (ت638هـ) من جبل سنجار في العراق إلى منطقة الشام فيالمنطقة الممتدة من طبرية وجبل عامل حتى حلب. (3)
العشائر العلوية كانوا يسكنونبادية الشام أوّلاً ثمّ نزحوا إلى ديار ربيعة في الجزيرة الفراتية، وفي العهدالعثماني تركوا بلادهم وسكنوا بيلان، اضنه وانطاكية وقسم منهم سكنوا منطقة الكلبيةبقرب اللاذقية في سوريا وقسم آخر منهم في جبال البهرة مع الاِسماعيليين، وتسمىجبال لكام، وقسم آخر منهم في جند الاَردن وطبريا بالقدس المحتلة.
ومعظم العلويين يحتشدون في سلسلةالجبال الممتدة من عكار جنوباً إلى طوروس شمالاً، ويتوزع بعضهم في محافظات حمص، حماةودمشق وحوران كيليكيا ولواء الاسكندرون في سوريا، ويوجد في المهاجر الاَمريكيةأكثر من ربع مليون علوي فضلاً عن الموجود منهم في لبنان والعراق وفلسطين وإيران.
وكذلك في أُوربا من تركيا واليونان و بلغاريا إلىآلبانيا السفلى.
أعلام العلويين
1. إسحاق الاَحمر
(... ـ 286هـ)
إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبانالنخعي، أبو يعقوب، الملقب بالاَحمر، من أهل الكوفة، رئيس الطائفة الاِسحاقية،وإليه نسبتهم وكانوا بالمدائن على نحلة النصيرية، وكان إسحاق يطلي بصره بما يغيرهفسمي الاَحمر، وقيل: لبرص فيه. ذكره الذهبي في رجال الحديث وطعن به وبالغ في ذمه،عمل كتاباً في التوحيد سماه «الصراط».
2. المنتجب العاني
(330ـ400هـ)
محمد بن الحسن العاني الخديجي المضري، أبو الفضل،المنتجب، ولد في عانة عام 330هـ وإليها نسبته، ونشأ فيها وفي بغداد حيث استقرمدّة، ثمّ انتقل إلى حلب وسكنها ثمّغادرها إلى جبال اللاذقية واتصل بحسين بن حمدانالخصيبي وتلقى عنه العقيدة والطريقة وأصبح من دعاتها، وله ديوان شعر كان شاعراًوجدانياً غزير المعاني باطنياً.
3. الحسين بن حمدان الخصيبي
(260ـ 358هـ)
ومن أعظم رجالات العلويينوعلمائهم الحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلائي وكنيته أبو عبد اللّه، ولد في جنبلا سنة 06 سبعسنين، وحفظه وهو ابن عشر، وحج وهو ابن عشرين، وأتى حلب سنة 315هـ، وتوفي فيها عام358هـ، وقبره يعرف بالشيخ يبرق.
وشهد وفاته بعض تلامذته ومريديه،منهم: أبو محمد القيس البديعي، وأبو محمد الحسن بن محمد الاعزازي، وأبو الحسن محمدبن علي الجلي.
وأقوال الموَرخين المعاصرين عنهكثيرة بين متحامل عليه وحاقد، وبين ملتزم في الصمت، منهم: النجاشي، وابن الغضائري،وصاحب الخلاصة من المتحاملين عليه.
وفي الفهرست لابن النديم: الحسينبن حمدان الخصيبي الجنبلاني يكنّى أبا عبد اللّه، روى عنه التلعكبري وسمع منه فيداره بالكوفة سنة 334هـ، وله فيه إجازة.
وفي لسان الميزان: الحسين بنحمدان بن خصيب الحصيبي أحد المصنفين في فقه الاِمامية، روى عنه أبو العباس بن عقدةوأثنى عليه وأطراه وامتدحه، كان يوَم سيف الدولة ابن حمدان في حلب.
وفي أعيان الشيعة للعلاّمة السيدمحسن الاَمين العاملي ترجمة للخصيبي مفادها امتداحه والثناء عليه وكلّ ما نسب إليهمن معاصريه وغيرهم لا أصل له ولا صحّة وإنّما كان طاهر السريرة والجيب وصحيحالعقيدة. - ومن أهم مصنفاته:
1. كتاب الهداية الكبرى في تاريخالنبي والاَئمّة ومعجزاتهم وقد قدّم كتابه هذا إلى سيف الدولة الحمداني.
وهذا الكتاب يشتمل على أربعة عشرباباً في مناقب الرسول - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأهل بيته، أوّلها باب رسولاللّه - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ، وثانيها باب السيدة الزهراء - عليها السّلام-، واثنا عشر باباً لكل إمام منهم باب من علي إلى المهدي - عليهم السّلام- ، غيرانّه توسع في باب المهدي (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف ). وقد عدّ في هذا الكتابأسماء رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ، و أسماء أمير الموَمنين علي بنأبي طالب (عليه السلام ) ، وأسماء فاطمة الزهراء و الحسن والحسين والاَئمة التسعةمن ذرية الحسين - عليهم السّلام- في السرياني والعبراني والعربي و جميع اللغاتالمختلفة بجميع أسمائهم وكناهم والخاص والعام منهم، وأسماء أُمهاتهم ومواليدهموأولادهم ودلائلهم وبراهينهم في الاَوقات، ووفراً من كلامهم وشاهدهم وأبوابهموالدلالة من كتاب اللّه عزّ وجلّ والاَخبار المروية المأثورة بالاَسانيد الصحيحة،وفضل شيعتهم.
2. الاِخوان 3. المسائل 4. تاريخ الاَئمة 5. الرسالة 6.أسماء النبي - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأسماء الاَئمة.
4. الميمون الطبراني
(358 ـ 426هـ)
سرور بن القاسم الطبراني ، أبوسعيد، الملقب بالميمون شيخ العلويين في اللاذقية، ورئيس الطريقة المعروفة عندهمبالجنبلانية، ولد في طبريا وإليها نسبته، وانتقل إلى حلب فتفقه بفقه العلويينأصحاب الخصيبي والجنبلاني، وصنف كتاباً في مذهبهم، ثمّرحل إلى اللاذقية والتف حولهمن فيها منهم واستمر إلى أن توفي ودفن بها على شاطىَ البحر في مسجد الشعراني.
5. الحسن بن مكزون السنجاري
(583 ـ 638هـ)
هو الاَمير حسن بن يوسف مكزونابن خضر، ينتهي نسبه إلى المهلّب بن أبي صفرة الاَزدي ولد عام 583هـ في سنجارالعراق، يعدّه العلويون في سورية من كبار رجالهم، كان مقامه في سنجار أميراًعليها، واستنجد به علويو اللاذقية ليدفع عنهم شرور الاِسماعيلية سنة 617هـ، فزحفإليهم سنة 620هـ وأزال نفوذهم، ثمّ تصوّف وانصرف إلى العبادة، ومات في قرية «كفرسوسة» عام 638هـ بقرب دمشق، وقبره معروف فيها.
له ديوان شعر، وكتاب تزكية النفس في العبادات الخمس، وهوصاحب
نزعة فلسفية روحية تميل نحوفلسفة محي الدين العربي في تفسير القرآن على رأي المتصوفين، وأنّه يعارض ابنالفارض في تائيته في جملة قصائده التي مطلعها:
لبّيت لما دعتني ربّة الحجب *وغبت عني بها في شدّة الطرب
إلى غير ذلك من الشخصيات التي ذكرها أصحاب التراجم. اهـ
تعليق