أهمية البناء الزوجي
إن الرؤية الإسلامية النابعة من كتاب اللَّه سبحانه وسنّة النبي وآله وسلم عليهم السلام واضحة الدلالات في حثها وترغيبها بل في إعطائها للزواج مكانة قلّ نظيرها حتى قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:"ما بني بناء في الإسلام أحب إلى اللَّه عزّ وجلّ من التزويج
راسماً في مبادئه وأعماله وأهدافه خطوطاً هي الضرورات في عالم الدنيا كما الآخرة حيث لا رهبانية في الإسلام وعلى العكس تماماً مما حاوله الواهمون، ولذلك كان مشروع بناء لمؤسسة عظيمة يديرها الزوج الذي سيصبح أباً، وتعاونه الزوجة التي ستصبح أماً تهزّ المهد بيمينها وتهز العالم بيسارها. ومدرسة يترعرع في كنفها جيل صالح، تغذيّه بالمبادئ والفضائل على أساس التكامل في الأدوار والوظائف الملقاة على عاتق كل من الشريكين في سير حياة هذه العلاقة ضمن قناتها الصحيحة، وحتى يكون ذلك لا بد أن يكون أساس البناء قائماً على التقوى وهو يتمّ مع معرفة كل من الشريكين للحقوق المتوجبة عليه وضوابط العلاقة مع شريكه والآداب التي ينبغي أن يتحلى بها ولم يترك الإسلام العزيز شيئاً يرتبط بهذا الشأن إلا وبيّنه بشكل تفصيلي واضح لا يترك العذر لمخالفه على الإطلاق.
فالزواج رابطة شرعية تربط بين الرجل والمرأة، يحفظ بها النوع البشري. ولقد أجازتها الشرائع السماوية المتقدمة بأجمعها، وأكّد الإسلام عليها وندب إليها الشارع هكذا في كل تشريعاته. وبناء على ما للزواج من خطورة ومكانة مهمة في النظام الاجتماعي، تولّى الشارع المقدس رعايته بدقة وتفصيل، حيث فصّل قواعده، وحدّد أحكامه منذ اللحظات الأولى للتفكير فيه حتى إتمامه، حيث يتم الاستمتاع لكل من الزوجين بشريك حياته. ثم أولاه عناية فائقة، وأحاطه بالاهتمام البالغ من بدايته حتى ينتهي بالموت أو بغيره.
ولم يفسح الشارع المقدس المجال للناس، ليضعوا له ما شاءوا من أنظمة وأحكام ويقيموا له ما يرتضون من قواعد وأصول.
بل تولاه الشارع تفضلاً منه، وتحنناً على العباد، فوضع له أصوله ونظم أحكامه، علماً منه بأن العباد عاجزون عن أن يضعوا له التصميم الصالح، الذي يبتني عليه الكيان الاجتماعي الرصين، الذي لا يداخله ضعف، ولا يعتريه وهن، ليكتسب الزواج بهذه الرعاية المقدسة والحماية ما يُشعر الزوجين بأنهما يرتبطان برباط مقدس يشمله الدين بقدسيته في كل لحظة من مراحله، فيسكن كل منهما إلى صاحبه عن رضىً واختيار، ويطبقان عليهما أحكامه بطيب نفس وارتياح بال:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ كما ورد في المأثور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله"
مكانة الزوج
يعتبر الزوج ربّ الأسرة الذي إن يكن حائزاً على مواصفات عالية كما أراده الإسلام كان إنجاحها واستمرارها صنيعه وحليفه وإلا فلا. لذلك تدخّل الدين القيّم في تحديدها وأسس الاختيار على ضوئها بغية الإعداد لمجتمع سليم مع الأخذ بعين الاعتبار لموقعه في قوله تعالى:
﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ... ومن جانب آخر كان لرضاه الأثر الأهم في آخرة المرأة إضافة إلى أولاها حيث روي عن الباقر عليه السلام: "لا شفيع للمرأة أنجح عند ربّها من رضا زوجها.
مكانة الزوجة
إن خير فائدة بعد التقوى يستفيدها الرجل زوجة صالحة تعينه على شؤون دينه ودنياه وهي خير متاعها أيضاً ومن أعظم أسباب السعادة حيث لم يكن دورها مقصوراً في النظرة الإلهية يوماً على العلاقة الخاصة. وإنما هي ركن الأسرة وسيدتها التي تعاون الرجل وتسانده ليصلا معاً إلى الغاية التي أرادها اللَّه لهما ولذلك عبّر عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً:"ما استفاد المؤمن بعد تقوى اللَّه عزّ وجلّ خيراً له من زوجة صالحة ، وعن الصادق عليه السلام: "إنما المرأة قلادة فانظر ما تتقلد" وهذا بيان لموقعها ودعوة إلى عدم التسرع في الاختيار بل التأني ملياً قبل اتخاذ القرار، فما هي الأسس التي لا بد من الاختيار والإقدام عند وجدانها، والفرار والإحجام عند فقدانها؟
فوائد الزواج
1- الزواج سكن للنفس:
يعتبر الزواج عاملاً لإيجاد السكن والاطمئنان النفسي لدى كل من الرجل والمرأة ولذلك نجد أحدهما ناقصاً دون الآخر وهما في الحقيقة يشكلان وجوداً متكاملاً إذ يستند كل منهما إلى شريكه، فإن المرأة كما يقرّه القرآن الكريم والعلوم الطبيعية والنفسية هي موطن سكن الرجل واستقراره وهو كذلك بالنسبة إليها، ونلاحظ أن وصف (السكن) استخدم في الكتاب الكريم ضمن الحديث عن خلق نعمة الليل للنوم وعن خلق الأزواج فحال الذي لا زوجة له وحال التي لا زوج لها هو كحال الشخص الذي يفتقد الراحة والنوم وهذا جزء يسير من مدلول قوله تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً...﴾
على ما للتبادل بين الطرفين الموجب والقابل من نتائج ولذا كان الجعل منه سبحانه مودة ورحمة ليتضح محل كل من الزوجين في هذا التركيب المبارك كما أحبّه اللَّه تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .فعلى هذه الحالة من المودَّة والرحمة خلقهما تعالى.
وإذا لم نحطم هذا العامل الاستقراريّ الباعث للطمأنينة المتبادلة، فإنَّ الزوجين يتبادلان طبيعيّاً هذا التأثير، وتعساً لحال البيت الذي يفتقد ذلك، فهو مثل الفاقد لراحة النوم، ونعرف ما يصل إليه حال الذي يُعدم النوم من اضطرابٍ وإرهاقٍ ذهنيٍّ وسقم جسدي وهيجان قوة التخيُّل.
2- كلا الزوجين زينة للآخر:
ومثلما يوضح القرآن أنّ كُلاًّ من الرجل والمرأة عامل استقرار للآخر يؤكد كذلك أنَّ كلاًّ منهما زينة للآخر، يقول تعالى: ﴿... هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ...﴾.
ول"لباس" هنا ثلاثة معان، أحدها هو "الزينة" فيكون المعنى هو أن المرأة زينة للرجل مثلما اللباس زينة له.
ونفس الأمر يصدق على الرجل بالنسبة للمرأة، ويشهد على هذا المعنى أنّ القرآن أطلق مفردة "الزينة" في الحديث عن اللباس مثل قوله تعالى:﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ .
فالمراد هنا هو الأمر بارتداء الألبسة الجميلة عند الخروج والذهاب إلى صلوات الجماعة والجمعة والاهتمام بالنظافة والزينة. وعليه يكون معنى "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" أن النساء زينة لكم وأنتم زينة لهن.
والمعنى الآخر للآية هو أن الزواج يحصن الرجل والمرأة من الانحراف.
والمعنى الثالث هو أن كلاٍّ من الرجل والمرأة ست للآخر.
فالآية الكريمة تؤكد أن الرجل والمرأة كل منهما زينة للآخر، فيجب حفظ هذه الزينة يقول مولانا الصادق عليه السلام: "المرأة قلادة فانظر إلى ما تُقلَّده" كما تقدم هذا الحديث .ولذلك يجب الاهتمام باختيارها، ثم يتابع عليه السلام التأكيد لأهميَّة أمر الاختيار، فيقول: "ليس للمرأة خطر، لا لصالحتهن ولا لطالحتهن، أمَّا صالحتهن، فليس خطرها الذهب والفضة، بل هي خي من الذهب والفضة. وأمَّا طالحتهن، فليس التراب خطرها، بل التراب خي منها" ونفس الأمر يصدق على الرجل، فلو كان يتحلى بالخلق الرفيع وكانت زوجته راضية عنه، فهو نعمة كبرى للمرأة تفوق كلّ الدنيا وما فيها.
فالإمام الصادق عليه السلام يُبين هنا أن على الزوجين أن يعرفا عظمة قدر النعمة التي هما فيها، إذا كانا منسجمين فيما بينهما وكان كل منهما زينة للآخر.
3- موطن السلوى والسرور:
إضافةً إلى كون كل من الزوجين سكناً وزينة للآخر، فإن كلا منهما سلوى وعامل للترفيه عن شريكه، وأفضل عامل في هذا المجال إذا كان البيت هو حقاً كما يريده الإسلام وكان سلوك كل منهما على وفق تعاليمه.
ولذلك فإن الأزواج الناجحين هم من تتطلَّع قلوبهم دوماً إلى بيوتهم والعودة إليها بعد انتهاء عملهم اليومي، لكي يذهبوا عن أنفسهم فيها التعب والنصب والهموم، ويستعيدوا الحيوية والنشاط.
وكذلك الزوجة الناجحة فهي التي تحرص على انتظار زوجها لتفتح له الباب بنفسها، وتزيل تعبه ونصبه بنظرة وابتسامة واحدة، واستقبال تكريمي يحمل في أعماقه أجمل المعاني المعبّرة عن دورها السامي واشتراكها معه سواء في حضوره أو غيابه.
ولهذا يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:"ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها" ونلاحظ أن الروايات الشريفة تعتبر المرأة الصالحة أفضل من الذهب والفضة، بل لا تعتبر شيئاً بعد الإسلام أعظم قيمة منها.ىفعلى الرجل الذي يحظى بامرأة من هذا النوع، كما على المرأة التي تحظى بزوج صالح يبعث كل منهما السرور لدى الآخر أن يحمدا اللَّه على ذلك كثيراً. والذي يريده الإسلام هو أن يكون البيت الزوجي مبعثاً للسرور والاستقرار والراحة والأمل بالمستقبل الزاهر الواعد. وأفضل أشكال السرور هو الرفقة الودية بين الزوج والزوجة، فعلى الأزواج أن يتعاملوا مع زوجاتهم بما يبعث السرور لديهنَّ، وعليهن أن يفعلن مثل ذلك.
يروى أن رجلاً جاء إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره أن لديه زوجة تتعامل معه على وفق تلك الصورة المتقدمة الباعثة للسرور في قلبه المزيلة للتعب والنصب عنه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "... خيرُ نسائكم... الهينة اللينة المؤاتية التي إذا غضب زوجها لم تكتحل(عينها) بغمض، حتى يرضى وإذا غاب(عنها) زوجها حفظته في غيبته، فتلك عامل من عمال اللَّه وعامل اللَّه لا يخيب"
فهذه المرأة هي مثل الملائكة وثوابها وعملها عظيم، وكذلك حالُ الرجل إذا كان على نفس تلك الحالة.
وإذا زالت المحبّة والود من البيت أصبح ملوّثاً ليس للزوجين وحسب بل يطال كل أبناء الأسرة.
فإذا رأينا الأطفال ضعيفي القابليات والمواهب ذوي حافظة ضعيفة وتزداد ضعفاً يوماً بعد آخر، فلنعلم أن التقصير صاد منا، فعادة ما يكون الوالدان سبب أشكال الاضطراب الذي يظهر عند الأطفال فإنه إذا انعدم الاستقرار والطمأنينة في البيت تحوَّل إلى سجن للمرأة وعامل لانهيار الأعصاب، فلا يعود موطناً للسرور.
يحدث أحياناً أن يرغب الزوج في البقاء إلى منتصف الليل في مكان ما مع إخوانه وأصدقائه، ويفضل ذلك على الذهاب إلى بيته.
وأحياناً نجد الزوجة لا ترغب في النظر إلى وجه زوجها. وسبب ذلك هو تدميرنا لتلك الحالة المطلوبة في بيت الزوجيّة، وكونه محل السكن، عبر الكلمات الجارحة والطلبات غير المناسبة، في حين أن المطلوب هو أن تظل تلك الحالة قائمة بين الزوجين، حتى بعد أن يشيخا بحيث يظهر كل منهما جميلاً في عين الآخر، فلا نتصور أن الجمال هو فقط بهذه الزينة، لا، فالجميل الحقيقي هو الذي يكون جميلاً في عين الإنسان.
4- تكوين لأسرة كريمة:
إن تكوين الأسرة بحد ذاته أمر هام جداً وله في الإسلام أبعاد لا يمكن احصاؤها ولا تعداد فوائدها ويصغر في مقابلها أمر تلبية الغريزة على الرغم من أنه مطلوب في قناته الصحيحة وحيث أراده اللَّه تعالى. وإذا رجعنا للتاريخ نعرف أن الإنسان منذ أن وجد على الأرض كانت له أسرة، ففي البداية كانت أسرة آدم وحواء وما زالت هذه الظاهرة الفطرية قائمة تعيش إلى النهاية وقد وعد الإسلام بالثواب العظيم للأسرة التي تستطيع تقديم جيل صالح سليم كما ورد في أخبار العترة الطاهرة عليهم السلام ويكفي فائدة للزواج أن يكون سبباً لهذا الأمر إن لم تكن له فوائد أخرى، فكيف إذا كان له ما ذكرناه وغير ذلك من الفوائد العظيمة؟!
5- تهذيب للنفس البشرية:
ومن الفوائد المهمة للزواج أنه عامل قوي ومساعد على برنامج الإسلام في تهذيب النفس وتحليها بالأخلاق الفاضلة وتخليها عن الأخلاق الرذيلة.
ومن خلاله يمكن للإنسان إبعاد الشيطان وجنوده عن ساحة فكره وعمله ومن هنا كان الحث على الزواج في حداثة السن لأنه صيانة للنفس عن الحرام ومعاون هام على تربية النفس واستقامتها. يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "ايّما شاب تزوّج في حداثة سنّه عجّ شيطانه: يا ويله! عصم مني دينه"
وفي الحديث: "إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق اللَّه في النصف الباقي"
وعليه من يزهد في أن يقطع نصف الشوط في طريقه إلى اللَّه تعالى؟!
وكذلك في الجانب العبادي للزواج دوره وحضوره حيث روي: "من تزوج فقد أعطي نصف العبادة"
وعن مولانا الصادق عليه السلام: "إن ركعتين يصليها رجل متزوج أفضل من رجل يقوم ليله ويصوم نهاره أعزب"
وفي حديث عن نوم المتزوج وما أعطاه اللَّه تعالى عليه يقول رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم:
"المتزوج النائم أفضل عند اللَّه من الصائم القائم العزب"
6- زيادة للرزق:
يقول تعالى: ﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.ويقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "اتخذوا الأهل فإنه أرزق لكم"وفي المقابل ورد ذم من يترك الزواج مخافة الفقر ويتأخر إلى أن يتقدم في العمر عازفاً عن ذلك ومنتظراً أن يمتلك بيتاً وسيارة ورصيداً في البنك وغير ذلك، حيث يرى أن من المعيب أن يتزوج في بيت مستأجر أو قبل أن يمتلك سيارة وما شاكل هذه الأمور مما يبتلي به البعض من الناس في تعامله مع قضية الزواج ويضع عثرات في طريقه. يقول مولانا الصادق عليه السلام: "من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن باللَّه عزّ وجلّ، إن اللَّه عزّ وجلّ يقول: (إن يكونوا فقراء يغنهم اللَّه من فضله)".
وفي الحديث: "من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منّا".
من هنا تعرف أن ظاهرة تأجيل التزويج أو تعليقه على أمور كثيرة أو صعبة المنال في القريب العاجل، غير سليمة بل الرؤية الإسلامية تشجع على الزواج المبكر مع مراعاة الشروط والحيثيات المعتبرة فيه. من الكفاءة واللياقة والدين والأخلاق والتعاون على التقوى.
إن الرؤية الإسلامية النابعة من كتاب اللَّه سبحانه وسنّة النبي وآله وسلم عليهم السلام واضحة الدلالات في حثها وترغيبها بل في إعطائها للزواج مكانة قلّ نظيرها حتى قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:"ما بني بناء في الإسلام أحب إلى اللَّه عزّ وجلّ من التزويج
راسماً في مبادئه وأعماله وأهدافه خطوطاً هي الضرورات في عالم الدنيا كما الآخرة حيث لا رهبانية في الإسلام وعلى العكس تماماً مما حاوله الواهمون، ولذلك كان مشروع بناء لمؤسسة عظيمة يديرها الزوج الذي سيصبح أباً، وتعاونه الزوجة التي ستصبح أماً تهزّ المهد بيمينها وتهز العالم بيسارها. ومدرسة يترعرع في كنفها جيل صالح، تغذيّه بالمبادئ والفضائل على أساس التكامل في الأدوار والوظائف الملقاة على عاتق كل من الشريكين في سير حياة هذه العلاقة ضمن قناتها الصحيحة، وحتى يكون ذلك لا بد أن يكون أساس البناء قائماً على التقوى وهو يتمّ مع معرفة كل من الشريكين للحقوق المتوجبة عليه وضوابط العلاقة مع شريكه والآداب التي ينبغي أن يتحلى بها ولم يترك الإسلام العزيز شيئاً يرتبط بهذا الشأن إلا وبيّنه بشكل تفصيلي واضح لا يترك العذر لمخالفه على الإطلاق.
فالزواج رابطة شرعية تربط بين الرجل والمرأة، يحفظ بها النوع البشري. ولقد أجازتها الشرائع السماوية المتقدمة بأجمعها، وأكّد الإسلام عليها وندب إليها الشارع هكذا في كل تشريعاته. وبناء على ما للزواج من خطورة ومكانة مهمة في النظام الاجتماعي، تولّى الشارع المقدس رعايته بدقة وتفصيل، حيث فصّل قواعده، وحدّد أحكامه منذ اللحظات الأولى للتفكير فيه حتى إتمامه، حيث يتم الاستمتاع لكل من الزوجين بشريك حياته. ثم أولاه عناية فائقة، وأحاطه بالاهتمام البالغ من بدايته حتى ينتهي بالموت أو بغيره.
ولم يفسح الشارع المقدس المجال للناس، ليضعوا له ما شاءوا من أنظمة وأحكام ويقيموا له ما يرتضون من قواعد وأصول.
بل تولاه الشارع تفضلاً منه، وتحنناً على العباد، فوضع له أصوله ونظم أحكامه، علماً منه بأن العباد عاجزون عن أن يضعوا له التصميم الصالح، الذي يبتني عليه الكيان الاجتماعي الرصين، الذي لا يداخله ضعف، ولا يعتريه وهن، ليكتسب الزواج بهذه الرعاية المقدسة والحماية ما يُشعر الزوجين بأنهما يرتبطان برباط مقدس يشمله الدين بقدسيته في كل لحظة من مراحله، فيسكن كل منهما إلى صاحبه عن رضىً واختيار، ويطبقان عليهما أحكامه بطيب نفس وارتياح بال:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ كما ورد في المأثور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله"
مكانة الزوج
يعتبر الزوج ربّ الأسرة الذي إن يكن حائزاً على مواصفات عالية كما أراده الإسلام كان إنجاحها واستمرارها صنيعه وحليفه وإلا فلا. لذلك تدخّل الدين القيّم في تحديدها وأسس الاختيار على ضوئها بغية الإعداد لمجتمع سليم مع الأخذ بعين الاعتبار لموقعه في قوله تعالى:
﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ... ومن جانب آخر كان لرضاه الأثر الأهم في آخرة المرأة إضافة إلى أولاها حيث روي عن الباقر عليه السلام: "لا شفيع للمرأة أنجح عند ربّها من رضا زوجها.
مكانة الزوجة
إن خير فائدة بعد التقوى يستفيدها الرجل زوجة صالحة تعينه على شؤون دينه ودنياه وهي خير متاعها أيضاً ومن أعظم أسباب السعادة حيث لم يكن دورها مقصوراً في النظرة الإلهية يوماً على العلاقة الخاصة. وإنما هي ركن الأسرة وسيدتها التي تعاون الرجل وتسانده ليصلا معاً إلى الغاية التي أرادها اللَّه لهما ولذلك عبّر عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً:"ما استفاد المؤمن بعد تقوى اللَّه عزّ وجلّ خيراً له من زوجة صالحة ، وعن الصادق عليه السلام: "إنما المرأة قلادة فانظر ما تتقلد" وهذا بيان لموقعها ودعوة إلى عدم التسرع في الاختيار بل التأني ملياً قبل اتخاذ القرار، فما هي الأسس التي لا بد من الاختيار والإقدام عند وجدانها، والفرار والإحجام عند فقدانها؟
فوائد الزواج
1- الزواج سكن للنفس:
يعتبر الزواج عاملاً لإيجاد السكن والاطمئنان النفسي لدى كل من الرجل والمرأة ولذلك نجد أحدهما ناقصاً دون الآخر وهما في الحقيقة يشكلان وجوداً متكاملاً إذ يستند كل منهما إلى شريكه، فإن المرأة كما يقرّه القرآن الكريم والعلوم الطبيعية والنفسية هي موطن سكن الرجل واستقراره وهو كذلك بالنسبة إليها، ونلاحظ أن وصف (السكن) استخدم في الكتاب الكريم ضمن الحديث عن خلق نعمة الليل للنوم وعن خلق الأزواج فحال الذي لا زوجة له وحال التي لا زوج لها هو كحال الشخص الذي يفتقد الراحة والنوم وهذا جزء يسير من مدلول قوله تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً...﴾
على ما للتبادل بين الطرفين الموجب والقابل من نتائج ولذا كان الجعل منه سبحانه مودة ورحمة ليتضح محل كل من الزوجين في هذا التركيب المبارك كما أحبّه اللَّه تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .فعلى هذه الحالة من المودَّة والرحمة خلقهما تعالى.
وإذا لم نحطم هذا العامل الاستقراريّ الباعث للطمأنينة المتبادلة، فإنَّ الزوجين يتبادلان طبيعيّاً هذا التأثير، وتعساً لحال البيت الذي يفتقد ذلك، فهو مثل الفاقد لراحة النوم، ونعرف ما يصل إليه حال الذي يُعدم النوم من اضطرابٍ وإرهاقٍ ذهنيٍّ وسقم جسدي وهيجان قوة التخيُّل.
2- كلا الزوجين زينة للآخر:
ومثلما يوضح القرآن أنّ كُلاًّ من الرجل والمرأة عامل استقرار للآخر يؤكد كذلك أنَّ كلاًّ منهما زينة للآخر، يقول تعالى: ﴿... هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ...﴾.
ول"لباس" هنا ثلاثة معان، أحدها هو "الزينة" فيكون المعنى هو أن المرأة زينة للرجل مثلما اللباس زينة له.
ونفس الأمر يصدق على الرجل بالنسبة للمرأة، ويشهد على هذا المعنى أنّ القرآن أطلق مفردة "الزينة" في الحديث عن اللباس مثل قوله تعالى:﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ .
فالمراد هنا هو الأمر بارتداء الألبسة الجميلة عند الخروج والذهاب إلى صلوات الجماعة والجمعة والاهتمام بالنظافة والزينة. وعليه يكون معنى "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" أن النساء زينة لكم وأنتم زينة لهن.
والمعنى الآخر للآية هو أن الزواج يحصن الرجل والمرأة من الانحراف.
والمعنى الثالث هو أن كلاٍّ من الرجل والمرأة ست للآخر.
فالآية الكريمة تؤكد أن الرجل والمرأة كل منهما زينة للآخر، فيجب حفظ هذه الزينة يقول مولانا الصادق عليه السلام: "المرأة قلادة فانظر إلى ما تُقلَّده" كما تقدم هذا الحديث .ولذلك يجب الاهتمام باختيارها، ثم يتابع عليه السلام التأكيد لأهميَّة أمر الاختيار، فيقول: "ليس للمرأة خطر، لا لصالحتهن ولا لطالحتهن، أمَّا صالحتهن، فليس خطرها الذهب والفضة، بل هي خي من الذهب والفضة. وأمَّا طالحتهن، فليس التراب خطرها، بل التراب خي منها" ونفس الأمر يصدق على الرجل، فلو كان يتحلى بالخلق الرفيع وكانت زوجته راضية عنه، فهو نعمة كبرى للمرأة تفوق كلّ الدنيا وما فيها.
فالإمام الصادق عليه السلام يُبين هنا أن على الزوجين أن يعرفا عظمة قدر النعمة التي هما فيها، إذا كانا منسجمين فيما بينهما وكان كل منهما زينة للآخر.
3- موطن السلوى والسرور:
إضافةً إلى كون كل من الزوجين سكناً وزينة للآخر، فإن كلا منهما سلوى وعامل للترفيه عن شريكه، وأفضل عامل في هذا المجال إذا كان البيت هو حقاً كما يريده الإسلام وكان سلوك كل منهما على وفق تعاليمه.
ولذلك فإن الأزواج الناجحين هم من تتطلَّع قلوبهم دوماً إلى بيوتهم والعودة إليها بعد انتهاء عملهم اليومي، لكي يذهبوا عن أنفسهم فيها التعب والنصب والهموم، ويستعيدوا الحيوية والنشاط.
وكذلك الزوجة الناجحة فهي التي تحرص على انتظار زوجها لتفتح له الباب بنفسها، وتزيل تعبه ونصبه بنظرة وابتسامة واحدة، واستقبال تكريمي يحمل في أعماقه أجمل المعاني المعبّرة عن دورها السامي واشتراكها معه سواء في حضوره أو غيابه.
ولهذا يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:"ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها" ونلاحظ أن الروايات الشريفة تعتبر المرأة الصالحة أفضل من الذهب والفضة، بل لا تعتبر شيئاً بعد الإسلام أعظم قيمة منها.ىفعلى الرجل الذي يحظى بامرأة من هذا النوع، كما على المرأة التي تحظى بزوج صالح يبعث كل منهما السرور لدى الآخر أن يحمدا اللَّه على ذلك كثيراً. والذي يريده الإسلام هو أن يكون البيت الزوجي مبعثاً للسرور والاستقرار والراحة والأمل بالمستقبل الزاهر الواعد. وأفضل أشكال السرور هو الرفقة الودية بين الزوج والزوجة، فعلى الأزواج أن يتعاملوا مع زوجاتهم بما يبعث السرور لديهنَّ، وعليهن أن يفعلن مثل ذلك.
يروى أن رجلاً جاء إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره أن لديه زوجة تتعامل معه على وفق تلك الصورة المتقدمة الباعثة للسرور في قلبه المزيلة للتعب والنصب عنه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "... خيرُ نسائكم... الهينة اللينة المؤاتية التي إذا غضب زوجها لم تكتحل(عينها) بغمض، حتى يرضى وإذا غاب(عنها) زوجها حفظته في غيبته، فتلك عامل من عمال اللَّه وعامل اللَّه لا يخيب"
فهذه المرأة هي مثل الملائكة وثوابها وعملها عظيم، وكذلك حالُ الرجل إذا كان على نفس تلك الحالة.
وإذا زالت المحبّة والود من البيت أصبح ملوّثاً ليس للزوجين وحسب بل يطال كل أبناء الأسرة.
فإذا رأينا الأطفال ضعيفي القابليات والمواهب ذوي حافظة ضعيفة وتزداد ضعفاً يوماً بعد آخر، فلنعلم أن التقصير صاد منا، فعادة ما يكون الوالدان سبب أشكال الاضطراب الذي يظهر عند الأطفال فإنه إذا انعدم الاستقرار والطمأنينة في البيت تحوَّل إلى سجن للمرأة وعامل لانهيار الأعصاب، فلا يعود موطناً للسرور.
يحدث أحياناً أن يرغب الزوج في البقاء إلى منتصف الليل في مكان ما مع إخوانه وأصدقائه، ويفضل ذلك على الذهاب إلى بيته.
وأحياناً نجد الزوجة لا ترغب في النظر إلى وجه زوجها. وسبب ذلك هو تدميرنا لتلك الحالة المطلوبة في بيت الزوجيّة، وكونه محل السكن، عبر الكلمات الجارحة والطلبات غير المناسبة، في حين أن المطلوب هو أن تظل تلك الحالة قائمة بين الزوجين، حتى بعد أن يشيخا بحيث يظهر كل منهما جميلاً في عين الآخر، فلا نتصور أن الجمال هو فقط بهذه الزينة، لا، فالجميل الحقيقي هو الذي يكون جميلاً في عين الإنسان.
4- تكوين لأسرة كريمة:
إن تكوين الأسرة بحد ذاته أمر هام جداً وله في الإسلام أبعاد لا يمكن احصاؤها ولا تعداد فوائدها ويصغر في مقابلها أمر تلبية الغريزة على الرغم من أنه مطلوب في قناته الصحيحة وحيث أراده اللَّه تعالى. وإذا رجعنا للتاريخ نعرف أن الإنسان منذ أن وجد على الأرض كانت له أسرة، ففي البداية كانت أسرة آدم وحواء وما زالت هذه الظاهرة الفطرية قائمة تعيش إلى النهاية وقد وعد الإسلام بالثواب العظيم للأسرة التي تستطيع تقديم جيل صالح سليم كما ورد في أخبار العترة الطاهرة عليهم السلام ويكفي فائدة للزواج أن يكون سبباً لهذا الأمر إن لم تكن له فوائد أخرى، فكيف إذا كان له ما ذكرناه وغير ذلك من الفوائد العظيمة؟!
5- تهذيب للنفس البشرية:
ومن الفوائد المهمة للزواج أنه عامل قوي ومساعد على برنامج الإسلام في تهذيب النفس وتحليها بالأخلاق الفاضلة وتخليها عن الأخلاق الرذيلة.
ومن خلاله يمكن للإنسان إبعاد الشيطان وجنوده عن ساحة فكره وعمله ومن هنا كان الحث على الزواج في حداثة السن لأنه صيانة للنفس عن الحرام ومعاون هام على تربية النفس واستقامتها. يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "ايّما شاب تزوّج في حداثة سنّه عجّ شيطانه: يا ويله! عصم مني دينه"
وفي الحديث: "إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق اللَّه في النصف الباقي"
وعليه من يزهد في أن يقطع نصف الشوط في طريقه إلى اللَّه تعالى؟!
وكذلك في الجانب العبادي للزواج دوره وحضوره حيث روي: "من تزوج فقد أعطي نصف العبادة"
وعن مولانا الصادق عليه السلام: "إن ركعتين يصليها رجل متزوج أفضل من رجل يقوم ليله ويصوم نهاره أعزب"
وفي حديث عن نوم المتزوج وما أعطاه اللَّه تعالى عليه يقول رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم:
"المتزوج النائم أفضل عند اللَّه من الصائم القائم العزب"
6- زيادة للرزق:
يقول تعالى: ﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.ويقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "اتخذوا الأهل فإنه أرزق لكم"وفي المقابل ورد ذم من يترك الزواج مخافة الفقر ويتأخر إلى أن يتقدم في العمر عازفاً عن ذلك ومنتظراً أن يمتلك بيتاً وسيارة ورصيداً في البنك وغير ذلك، حيث يرى أن من المعيب أن يتزوج في بيت مستأجر أو قبل أن يمتلك سيارة وما شاكل هذه الأمور مما يبتلي به البعض من الناس في تعامله مع قضية الزواج ويضع عثرات في طريقه. يقول مولانا الصادق عليه السلام: "من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن باللَّه عزّ وجلّ، إن اللَّه عزّ وجلّ يقول: (إن يكونوا فقراء يغنهم اللَّه من فضله)".
وفي الحديث: "من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منّا".
من هنا تعرف أن ظاهرة تأجيل التزويج أو تعليقه على أمور كثيرة أو صعبة المنال في القريب العاجل، غير سليمة بل الرؤية الإسلامية تشجع على الزواج المبكر مع مراعاة الشروط والحيثيات المعتبرة فيه. من الكفاءة واللياقة والدين والأخلاق والتعاون على التقوى.
تعليق