بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بعد أن عرفنا بعض الأسباب التي تعرض على القلب فتتسبب بضعفه الى حد قد يصل الى موته وعماه..
نتعرّض الآن الى بعض الأمور التي تساعد على تنشيط القلب وتجعله يرفل بالايمان فيشع منه النور..
فالقلب حاله حال المريض عندما يدخل الى جسمه فايروس معيّن، فلا يمكن الخلاص من هذا الفايروس بتعاطي بعض المسكّنات التي من شأنها أن تهدئ الألم ولكن لا تساهم في علاجه، ولأجل القضاء على هذا الفايروس واقتلاعه من الجسم لابد من تشخيصه أولاً ومن ثمّ أخذ العقار المناسب لقتله والتخلّص منه، وهكذا هو القلب..
ولنعلم بأنّ الله سبحانه وتعالى لا يهدي من هو لاه وغافل، بل لابد من خطوة يخطوها العبد حتى يهديه الله تعالى ((انّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))، فالخطوة الأولى لابد أن تبدأ من نفسك، فترك الذنب والمعصية لابد من أن تأتي من نفسك والعزم على هذا الترك، لا أن يتّكل الانسان على انّ الله هو الذي يهديه بقوله ((الله هو الهاد))، نعم هو وحده الهاد ولكن بشرط أن يرى في نفسك العزيمة والإصرار على تقبّل هذه الهداية والسعي لتحصيلها، فطلب الوظيفة مثلاً لا يمكن أن تأتي من غير أن يسعى لها الانسان..
فالقلب اذن يحتاج الى منبّهات تنبهه من غفلته إذا ما غفل وإعادته الى طريقه إذا ما زلّ وزاغ، ولنعلم انّ هناك إقبالاً وإدباراً لهذه القلوب وعلينا مراعاتها حتى لا تنفر وتأتي النتيجة بعكس ما نريد، فقد قال الإمام الكاظم (عليه السلام): ((إنَّ لِلقُلوبِ إقْبَالاً وإدْباراً، ونَشَاطاً وفُتُوراً، فإذا أقْبَلَتْ بَصرَتْ وفَهمَتْ، وإذا أدْبَرَتْ كَلَّتْ ومَلَّتْ، فَخُذُوهَا عِنْدَ إقْبَالِهَا ونَشَاطِهَا، واتْرُكُوهَا عِنْدَ إدْبَارِهَا وفُتُورِهَا))..
هناك الكثير من الأمور التي يمكن من خلالها جعل القلب حيّاً متواصلاً مع تعاليم الله سبحانه وتعالى..
سنذكر بعض هذه الأمور معزّزة بذكر أحاديث لأهل البيت (عليهم السلام) لأنّهم هم الطريق والسبيل الذي نسترشد به..
الذكر:
بأن تجعل قلبك ذاكراً لله تعالى في كلّ الأحوال، بأن تعوّد لسانك في البداية على ترديد الأذكار ومحاولة فهم معاني هذه الأذكار، وبمجرد التفكّر بهذه الأذكار فهذا يعني انّ القلب بدأ يعمل بطريقة صحيحة وسليمة فيكون ذاكراً لله تعالى، فعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): ((ذِكْرُ اللهِ جَلاءُ الصُّدورِ وطُمَأنِينَة القَلْبِ))..
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): ((تَعَرَّضْ لِرِقَّةِ القَلْبِ بِكثْرَةِ الذِّكْرِ في الخَلَوَاتِ))..
وقال (عليه السلام ): ((واطلُبْ رَاحَةَ البَدَنِ بإجْمَام القَلْبِ، وتخلص إلى إجْمَامِ القَلْبِ بِقِلَّةِ الخَطَأ، وتعرَّضْ لِرِقَّةِ القَلْبِ بِكثْرَة الذِّكْرِ في الخَلَوَاتِ، واسْتَجْلِبْ نُورَ القَلْبِ بِدَوَام الحُزْنِ))..
تقوى الله سبحانه وتعالى:
قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): ((إنَّ تَقْوى الله دَوَاءُ دَاءِ قُلوبِكُم وبَصَرُ عَمَى أفْئِدَتِكُم وشِفَاءُ مَرَضِ أجْسَادِكُم ، وصَلاحُ فَسَادِ صُدُورِكُم ، وطُهُورُ دَنَسِ أنْفُسِكُم ، وجَلاء عشا أبْصَارِكُم))..
معاشرة أهل الفضائل:
قال الامام أمير المؤمنين (عليه السلام): ((مُعَاشَرَةُ ذَوِي الفَضَائِلِ حَيَاةُ القُلوبِ))..
التفكر:
قال الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): ((عَوِّدُوا قُلوبَكُم الرِّقَّة، وأكْثِروا مِنْ التفكُّرِ والبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ))..
وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): ((عَلَيْكُم بالفِكْرِ فإنَّهُ حَيَاة قَلْبِ البَصِير، ومَفَاتِيحِ أبْوَابِ الحِكْمَةِ))..
إطعام المسكين والرفق باليتيم:
جاء رجل الى النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) يشكو قَسَاوة قلبه، فقال (صلى الله عليه وآله) له: ((إذا أرَدْتَ أنْ يَلِينَ قَلبَكَ فأطْعِمْ المِسْكِينَ وامْسَحْ رَأسَ اليَتِيمِ))..
ذكر الموت وتلاوة القرآن:
قال الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): ((إنَّ هَذِهِ القلوبُ تَصْدأُ كَمَا يَصْدأُ الحَديدُ إذا أصَابَهُ المَاءُ))، قيل : وما جلاؤها؟ فقال (عليه السلام): كثْرَةُ ذِكْرِ المَوتِ وتلاوَةُ القُرآنِ))..
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ((ذِكْرُ المَوتِ يُمِيتُ الشَّهَوَاتِ في النَّفْس، ويَقْطَعُ مَنَابِتَ الغَفلَةِ، ويُقوِّي القَلْبَ بِمواعِدِ اللهِ تَعَالَى، ويُرِقُّ الطَّبْعَ، ويُكَسِّر أعْلامَ الهَوَى، ويُطْفِئ نَارَ الحِرْصِ، ويُحَقِّرُ الدُّنيَا))..
على أن لا ننسى بأنّه لا يمكن ملأ الكأس بالماء النظيف إذا ما كان ذلك الكأس وسخاً، لذا علينا أن ننظف الكأس ومن ثمّ نضع الماء النظيف فيه، وهكذا القلب فعلينا التخلص من الذنوب والمعاصي، بأن نعد الله سبحانه وتعالى بتركها وعدم العود لها ونتوب توبة نصوحة والندم والبكاء على ما جنيناه على أنفسنا بابتعادنا عنه تعالى، فاذا ما كان ذلك أصبح ذلك القلب وعاءً للعلم والحكمة فقد قال النبي عيسى (عليه السلام): ((القُلُوبُ إذَا لَمْ تَخْرُقْهَا الشَّهَوَاتُ أوْ يُدَنِّسْهَا الطَّمَعُ أو يُقَسِّيهَا النَّعِيمُ، فَسَوفَ تَكونُ أوْعِيَة للحِكْمَةِ))..
أسال الله تعالى لي ولكم قلباً حيّاً واعياً عامراً بذكره تعالى منشغلاً بطاعته وعبادته، بفضله تعالى وبفضل الصلاة على محمد وآل محمد...
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بعد أن عرفنا بعض الأسباب التي تعرض على القلب فتتسبب بضعفه الى حد قد يصل الى موته وعماه..
نتعرّض الآن الى بعض الأمور التي تساعد على تنشيط القلب وتجعله يرفل بالايمان فيشع منه النور..
فالقلب حاله حال المريض عندما يدخل الى جسمه فايروس معيّن، فلا يمكن الخلاص من هذا الفايروس بتعاطي بعض المسكّنات التي من شأنها أن تهدئ الألم ولكن لا تساهم في علاجه، ولأجل القضاء على هذا الفايروس واقتلاعه من الجسم لابد من تشخيصه أولاً ومن ثمّ أخذ العقار المناسب لقتله والتخلّص منه، وهكذا هو القلب..
ولنعلم بأنّ الله سبحانه وتعالى لا يهدي من هو لاه وغافل، بل لابد من خطوة يخطوها العبد حتى يهديه الله تعالى ((انّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))، فالخطوة الأولى لابد أن تبدأ من نفسك، فترك الذنب والمعصية لابد من أن تأتي من نفسك والعزم على هذا الترك، لا أن يتّكل الانسان على انّ الله هو الذي يهديه بقوله ((الله هو الهاد))، نعم هو وحده الهاد ولكن بشرط أن يرى في نفسك العزيمة والإصرار على تقبّل هذه الهداية والسعي لتحصيلها، فطلب الوظيفة مثلاً لا يمكن أن تأتي من غير أن يسعى لها الانسان..
فالقلب اذن يحتاج الى منبّهات تنبهه من غفلته إذا ما غفل وإعادته الى طريقه إذا ما زلّ وزاغ، ولنعلم انّ هناك إقبالاً وإدباراً لهذه القلوب وعلينا مراعاتها حتى لا تنفر وتأتي النتيجة بعكس ما نريد، فقد قال الإمام الكاظم (عليه السلام): ((إنَّ لِلقُلوبِ إقْبَالاً وإدْباراً، ونَشَاطاً وفُتُوراً، فإذا أقْبَلَتْ بَصرَتْ وفَهمَتْ، وإذا أدْبَرَتْ كَلَّتْ ومَلَّتْ، فَخُذُوهَا عِنْدَ إقْبَالِهَا ونَشَاطِهَا، واتْرُكُوهَا عِنْدَ إدْبَارِهَا وفُتُورِهَا))..
هناك الكثير من الأمور التي يمكن من خلالها جعل القلب حيّاً متواصلاً مع تعاليم الله سبحانه وتعالى..
سنذكر بعض هذه الأمور معزّزة بذكر أحاديث لأهل البيت (عليهم السلام) لأنّهم هم الطريق والسبيل الذي نسترشد به..
الذكر:
بأن تجعل قلبك ذاكراً لله تعالى في كلّ الأحوال، بأن تعوّد لسانك في البداية على ترديد الأذكار ومحاولة فهم معاني هذه الأذكار، وبمجرد التفكّر بهذه الأذكار فهذا يعني انّ القلب بدأ يعمل بطريقة صحيحة وسليمة فيكون ذاكراً لله تعالى، فعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): ((ذِكْرُ اللهِ جَلاءُ الصُّدورِ وطُمَأنِينَة القَلْبِ))..
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): ((تَعَرَّضْ لِرِقَّةِ القَلْبِ بِكثْرَةِ الذِّكْرِ في الخَلَوَاتِ))..
وقال (عليه السلام ): ((واطلُبْ رَاحَةَ البَدَنِ بإجْمَام القَلْبِ، وتخلص إلى إجْمَامِ القَلْبِ بِقِلَّةِ الخَطَأ، وتعرَّضْ لِرِقَّةِ القَلْبِ بِكثْرَة الذِّكْرِ في الخَلَوَاتِ، واسْتَجْلِبْ نُورَ القَلْبِ بِدَوَام الحُزْنِ))..
تقوى الله سبحانه وتعالى:
قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): ((إنَّ تَقْوى الله دَوَاءُ دَاءِ قُلوبِكُم وبَصَرُ عَمَى أفْئِدَتِكُم وشِفَاءُ مَرَضِ أجْسَادِكُم ، وصَلاحُ فَسَادِ صُدُورِكُم ، وطُهُورُ دَنَسِ أنْفُسِكُم ، وجَلاء عشا أبْصَارِكُم))..
معاشرة أهل الفضائل:
قال الامام أمير المؤمنين (عليه السلام): ((مُعَاشَرَةُ ذَوِي الفَضَائِلِ حَيَاةُ القُلوبِ))..
التفكر:
قال الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): ((عَوِّدُوا قُلوبَكُم الرِّقَّة، وأكْثِروا مِنْ التفكُّرِ والبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ))..
وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): ((عَلَيْكُم بالفِكْرِ فإنَّهُ حَيَاة قَلْبِ البَصِير، ومَفَاتِيحِ أبْوَابِ الحِكْمَةِ))..
إطعام المسكين والرفق باليتيم:
جاء رجل الى النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) يشكو قَسَاوة قلبه، فقال (صلى الله عليه وآله) له: ((إذا أرَدْتَ أنْ يَلِينَ قَلبَكَ فأطْعِمْ المِسْكِينَ وامْسَحْ رَأسَ اليَتِيمِ))..
ذكر الموت وتلاوة القرآن:
قال الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): ((إنَّ هَذِهِ القلوبُ تَصْدأُ كَمَا يَصْدأُ الحَديدُ إذا أصَابَهُ المَاءُ))، قيل : وما جلاؤها؟ فقال (عليه السلام): كثْرَةُ ذِكْرِ المَوتِ وتلاوَةُ القُرآنِ))..
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ((ذِكْرُ المَوتِ يُمِيتُ الشَّهَوَاتِ في النَّفْس، ويَقْطَعُ مَنَابِتَ الغَفلَةِ، ويُقوِّي القَلْبَ بِمواعِدِ اللهِ تَعَالَى، ويُرِقُّ الطَّبْعَ، ويُكَسِّر أعْلامَ الهَوَى، ويُطْفِئ نَارَ الحِرْصِ، ويُحَقِّرُ الدُّنيَا))..
على أن لا ننسى بأنّه لا يمكن ملأ الكأس بالماء النظيف إذا ما كان ذلك الكأس وسخاً، لذا علينا أن ننظف الكأس ومن ثمّ نضع الماء النظيف فيه، وهكذا القلب فعلينا التخلص من الذنوب والمعاصي، بأن نعد الله سبحانه وتعالى بتركها وعدم العود لها ونتوب توبة نصوحة والندم والبكاء على ما جنيناه على أنفسنا بابتعادنا عنه تعالى، فاذا ما كان ذلك أصبح ذلك القلب وعاءً للعلم والحكمة فقد قال النبي عيسى (عليه السلام): ((القُلُوبُ إذَا لَمْ تَخْرُقْهَا الشَّهَوَاتُ أوْ يُدَنِّسْهَا الطَّمَعُ أو يُقَسِّيهَا النَّعِيمُ، فَسَوفَ تَكونُ أوْعِيَة للحِكْمَةِ))..
أسال الله تعالى لي ولكم قلباً حيّاً واعياً عامراً بذكره تعالى منشغلاً بطاعته وعبادته، بفضله تعالى وبفضل الصلاة على محمد وآل محمد...
تعليق