تويت
البحث عن الإمام المهدي
في مقالتي المعنونة ( المهدي المنتظر على الأبواب ) صلوات الله وسلامه على الإمام الحجة بن الحسن العسكري وعلى آبائه الطيبين الطاهرين المعصومين تناولتُ بالتحليل كتاب المفكر المصري الكبير محمد عيسى داود حول نفس الموضوع , وقد ذكرَ المؤلفُ في كتابه روايات موثقة وصحيحة عند أهل السنة والجماعة تتحدث عن ظهور الإمام المهدي في آخر الزمان والإحداث الجسام التي تسبق ظهوره ومن ثم بداية مسيرة الإصلاح الكوني الموعود الذي بشَّر به أنبياء الله تعالى منذ من آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وتوصل المؤلف من بحثه المضني إلى إنَّ هذا الزمان هو زمان الظهور وإنَّ الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك هو صاحب مصر الذي ينصر الإمام حين ظهوره استناداً إلى أدلة وقرائن أوردها في كتابه وأشرت لها وناقشتها بصورة مختصرة .
وقد أردتُ من مقالتي تلك أنْ تكون فاتحة لسلسلة كتابات تستقصي أثر الباحثين عن الإمام المهدي وتتعقب نشاطاتهم , ولشد ما أثار دهشتي ما كنت اكتشفه كل يوم .. كنت احسب إنَّ العلماء والمفكرين من شيعة أهل البيت هم وحدهم من يكتبون الكتب , ويصنفون المصنفات , ويقومون بالبحوث والدراسات حول كل ما يتعلق بالإمام المهدي المنتظر ولكني أدركت أنّ الخلق كله , العوالم والأكوان , السموات والارضين الجميع يبحث وينتظر .. وما بين البحث والأمل والانتظار والجزع ثبتَ القليل وتخبط الكثير , وكان من أهم الاكتشافات التي أثارتني هي جهود الحكومات العالمية الكبرى لمتابعة هذا الموضوع ..
أنّ الروايات التي جاءت عن العلامات الحتمية وغير الحتمية ومجريات الأحداث والمتغيرات التي تسبق الظهور المقدس كثيرة جداً , واهم من ذلك الروايات التي تعرف بشخصية الإمام عليه السلام , وقد عرَّف نبينا الكريم (ص) هذه الشخصية العظيمة وبينها بصورة واضحة وجلية , فالإمام المهدي المنتظر هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت الحجة بن الإمام الحسن العسكري صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين غير إنّ المؤامرة على هذا الإمام الظلوم بدأت حينما وضع أعداء الله تعالى روايات مكذوبة عن رسول الله (ص) تقول إنّ اسمه سيكون محمد بن عبد الله وإنه من أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب وليس من أولاد الحسين عليهما السلام .. ومن هنا بدأتْ المؤامرة والى يومنا هي مستمرة مؤامرة محمومة , شريرة , محزنة لا يمكن لأحد أنْ يتخيل أبعادها ومدياتها ولكننا نحس ونتلمس بعضاً منها وحسب ومن ذلك ادعاء مجموعة من الناس المهدوية , فتارة يظهر علينا شخص ليقول انه الإمام المهدي المنتظر , وآخر يقول أنه ابن الإمام ,وثالث يزعم أنه وصيه ورسوله ...
ومن الحلقات المهمة والمعاصرة في مسيرة التزوير لمسألة الإمام المهدي والمحاربة لها قضية السعودي جهيمان العتيبي واسمه الكامل جهيمان بن محمد بن سيف الضان الحافي الروقي العتيبي , المولود في 16 أيلول 1936 والمتوفى في يوم 9 كانون الأول 1980 , هذا الرجل درس الفلسفة الإسلامية في جامعة أم القرى في مكة المكرمة وانتقل بعدها إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وهناك التقى جهيمان بشخص يدعى محمد بن عبد الله القحطاني وهو احد تلامذة شيخ الوهابية عبدالعزيز بن باز وقرر أن ينادي بمهدوية القحطاني لتبدأ بعدها حادثة الحرم المكي الشهيرة سنة 1979 .
في روايات أهل السنة والجماعة إنّ المهدي اسمه محمد بن عبد الله وانه من أهل البيت كما أسلفنا وانه يلوذ بالحرم لينطلق بعدها إلى العراق , وكان عام 1979 يصادف مطلع القرن الهجري الجديد 1400 , وفي غرة محرم دخل جماعة جهيمان العتيبي إلى الحرم المكي لأداء صلاة الجنازة وهم يحملون نعوشا ًللصلاة عليها , وما أنْ انفضت صلاة الفجر حتى قام العتيبي ليعلن أمام المسلمين نبأ ظهور الإمام المهدي محمد بن عبد الله القحطاني واعتصامه بالمسجد الحرام , وقاموا بمبايعته واجبروا الموجودين في المسجد على مبايعته واحتجزوا الرهائن داخل الحرم لمدة ثلاثة أيام , ولم تفلح جهود قوات الأمن الداخلي والحرس الوطني السعودي في القضاء على مجموعة جهيمان العتيبي فضربت الكعبة بالمنجنيق مرة أخرى في تاريخ الإسلام حينما قامت قوات خادم الحرمين الشريفين بقصف الكعبة التي تحصن فيها الجهيمان وجماعته باستشارة من شركة فينيلVinnell الأمنية الأمريكية لاستعادة السيطرة على الحرم المكي , وقد مات في القصف محمد بن عبد الله القحطاني في حين تم إلقاء القبض جهيمان العتيبي وحكم عليه بالإعدام مع61 شخصا من أتباعه .
جهيمان العتيبي كان عدواً من أعداء الله تعالى وكذلك قاتليه , الطرف الأول استخدم هذه القضية ليبني لنفسه سلطاناً وموقعاً زائفاً , والطرف الثاني حارب المعتدين وحارب الفكرة في نفس الوقت , ولكنهم يعلمون جيداً إنّ المواجهة الحقيقية قادمة طال الزمان أو قصر وعلم ذلك عند الله تعالى , وهم يستعدون ويستعدون لهذه المواجهة القادمة الحتمية .
جلال الحلفي
في مقالتي المعنونة ( المهدي المنتظر على الأبواب ) صلوات الله وسلامه على الإمام الحجة بن الحسن العسكري وعلى آبائه الطيبين الطاهرين المعصومين تناولتُ بالتحليل كتاب المفكر المصري الكبير محمد عيسى داود حول نفس الموضوع , وقد ذكرَ المؤلفُ في كتابه روايات موثقة وصحيحة عند أهل السنة والجماعة تتحدث عن ظهور الإمام المهدي في آخر الزمان والإحداث الجسام التي تسبق ظهوره ومن ثم بداية مسيرة الإصلاح الكوني الموعود الذي بشَّر به أنبياء الله تعالى منذ من آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وتوصل المؤلف من بحثه المضني إلى إنَّ هذا الزمان هو زمان الظهور وإنَّ الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك هو صاحب مصر الذي ينصر الإمام حين ظهوره استناداً إلى أدلة وقرائن أوردها في كتابه وأشرت لها وناقشتها بصورة مختصرة .
وقد أردتُ من مقالتي تلك أنْ تكون فاتحة لسلسلة كتابات تستقصي أثر الباحثين عن الإمام المهدي وتتعقب نشاطاتهم , ولشد ما أثار دهشتي ما كنت اكتشفه كل يوم .. كنت احسب إنَّ العلماء والمفكرين من شيعة أهل البيت هم وحدهم من يكتبون الكتب , ويصنفون المصنفات , ويقومون بالبحوث والدراسات حول كل ما يتعلق بالإمام المهدي المنتظر ولكني أدركت أنّ الخلق كله , العوالم والأكوان , السموات والارضين الجميع يبحث وينتظر .. وما بين البحث والأمل والانتظار والجزع ثبتَ القليل وتخبط الكثير , وكان من أهم الاكتشافات التي أثارتني هي جهود الحكومات العالمية الكبرى لمتابعة هذا الموضوع ..
أنّ الروايات التي جاءت عن العلامات الحتمية وغير الحتمية ومجريات الأحداث والمتغيرات التي تسبق الظهور المقدس كثيرة جداً , واهم من ذلك الروايات التي تعرف بشخصية الإمام عليه السلام , وقد عرَّف نبينا الكريم (ص) هذه الشخصية العظيمة وبينها بصورة واضحة وجلية , فالإمام المهدي المنتظر هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت الحجة بن الإمام الحسن العسكري صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين غير إنّ المؤامرة على هذا الإمام الظلوم بدأت حينما وضع أعداء الله تعالى روايات مكذوبة عن رسول الله (ص) تقول إنّ اسمه سيكون محمد بن عبد الله وإنه من أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب وليس من أولاد الحسين عليهما السلام .. ومن هنا بدأتْ المؤامرة والى يومنا هي مستمرة مؤامرة محمومة , شريرة , محزنة لا يمكن لأحد أنْ يتخيل أبعادها ومدياتها ولكننا نحس ونتلمس بعضاً منها وحسب ومن ذلك ادعاء مجموعة من الناس المهدوية , فتارة يظهر علينا شخص ليقول انه الإمام المهدي المنتظر , وآخر يقول أنه ابن الإمام ,وثالث يزعم أنه وصيه ورسوله ...
ومن الحلقات المهمة والمعاصرة في مسيرة التزوير لمسألة الإمام المهدي والمحاربة لها قضية السعودي جهيمان العتيبي واسمه الكامل جهيمان بن محمد بن سيف الضان الحافي الروقي العتيبي , المولود في 16 أيلول 1936 والمتوفى في يوم 9 كانون الأول 1980 , هذا الرجل درس الفلسفة الإسلامية في جامعة أم القرى في مكة المكرمة وانتقل بعدها إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وهناك التقى جهيمان بشخص يدعى محمد بن عبد الله القحطاني وهو احد تلامذة شيخ الوهابية عبدالعزيز بن باز وقرر أن ينادي بمهدوية القحطاني لتبدأ بعدها حادثة الحرم المكي الشهيرة سنة 1979 .
في روايات أهل السنة والجماعة إنّ المهدي اسمه محمد بن عبد الله وانه من أهل البيت كما أسلفنا وانه يلوذ بالحرم لينطلق بعدها إلى العراق , وكان عام 1979 يصادف مطلع القرن الهجري الجديد 1400 , وفي غرة محرم دخل جماعة جهيمان العتيبي إلى الحرم المكي لأداء صلاة الجنازة وهم يحملون نعوشا ًللصلاة عليها , وما أنْ انفضت صلاة الفجر حتى قام العتيبي ليعلن أمام المسلمين نبأ ظهور الإمام المهدي محمد بن عبد الله القحطاني واعتصامه بالمسجد الحرام , وقاموا بمبايعته واجبروا الموجودين في المسجد على مبايعته واحتجزوا الرهائن داخل الحرم لمدة ثلاثة أيام , ولم تفلح جهود قوات الأمن الداخلي والحرس الوطني السعودي في القضاء على مجموعة جهيمان العتيبي فضربت الكعبة بالمنجنيق مرة أخرى في تاريخ الإسلام حينما قامت قوات خادم الحرمين الشريفين بقصف الكعبة التي تحصن فيها الجهيمان وجماعته باستشارة من شركة فينيلVinnell الأمنية الأمريكية لاستعادة السيطرة على الحرم المكي , وقد مات في القصف محمد بن عبد الله القحطاني في حين تم إلقاء القبض جهيمان العتيبي وحكم عليه بالإعدام مع61 شخصا من أتباعه .
جهيمان العتيبي كان عدواً من أعداء الله تعالى وكذلك قاتليه , الطرف الأول استخدم هذه القضية ليبني لنفسه سلطاناً وموقعاً زائفاً , والطرف الثاني حارب المعتدين وحارب الفكرة في نفس الوقت , ولكنهم يعلمون جيداً إنّ المواجهة الحقيقية قادمة طال الزمان أو قصر وعلم ذلك عند الله تعالى , وهم يستعدون ويستعدون لهذه المواجهة القادمة الحتمية .
جلال الحلفي
حسين منجل العكيلي
تعليق