~ في رحاب الدّعاء ~
يارب خلقتنا لنعبدك ونأتمر بأمرك ، وننتهي بنواهيك ، لكننا خطاءون بطبعنا ، تستهوينا أنفسنا ، وتشغلنا من دونك دنيانا ، فننسى الغاية من وجودنا ، فنقضي أيامنا وليالينا نلهث وراءها ، حتى إذا آذنت شمسنا بالمغيب ، وأذنت أيامنا للرحيل ، ندمنا على ما فعلنا وبكينا ، ورجونا أيامنا أن تعـود بنا . ولكن هيهات ، فما فات ليس بآت ، واﻷيام تمضي إلى حيث يشاء الله ، ونحن مما جنت أيدينا تتضاءل أمام آثامنا حتى تضيق علينا اﻷرض بما رحبت ، وتضيق علينا حتى أنفسنا وإذا بحديثك القدسي يبعث في قلوبنا اﻷمل ، وإذا بكلماتك النورانية تهدئ من روعنا ، وهي تتردد في كياننا كما حدثنا به حبيبنا المصطفى (ص) حيث قال : يقول الله تعالى : يا عبدي لم تقنط ؟ أليس أنا الذي أظهرتك ، وباﻷماني طوقتك ، مالك تتجاهل عليّ كأنك ما عرفتنـي ، وتتنحّى كأنك ما وافقتنـي .
عبدي : إن استقلتنا أقلناك ، وإن تبت إلينا قبلناك ، وإن عزمت على قصدنا أدنيناك ، وإن اضطرب دليلك أريناك ، وإن عاديت نفسك في حب وُدِّنا والَيْناك ، وإن بكيت لضرّ دوائك داويناك ، وإن بكيت لضرّك شفيناك ، وإن بكيت خشية أحضرناك ، وإن بكيت خوفاً أمَّنّاك ، وإن بكيت أسَفاً على ما فاتك من حقوقنا عوَّضناك )
تعليق