شعر للد?تور الوائلي مخاطباً الامام الشهيد باقر الصدر
يقول قد نظمتُ هذه القصيدةَ وأنا في غمرة المرض بحالةٍ ?نتُ أتوقع الموتَ لحظة بعد لحظة و تداعت إليَّ في تل? الفترة ذ?ريات غوالٍ لاح فيها الوجهُ الحبيبُ إليَّ في بسمته المضيئة ، ووضوحه المعبّر ، فانهمرت دمعة وتدفقت خواطرُ ?ان مزيجُها هذهِ الأبيات :
عزائي ولولا ذاك عزَّ عزائي
بأنك حيٌّ رغمَ كلِّ فناءِ
مسستَ الردي فاهتزَّ حيّا مغرِّدا
كما اهتزَّت الأرضُ المواتُ بماءِ
ومثلُك لايفني فما الفكر ميتٌ
وما كان طبعُ الفكرِ غيرَ بقاءِ
وهل ملكَ الدنيا سوي العلم وحدَهُ
وهل خالدٌ فيها سوي العلماءِ
فما أنا إذ أدنو إليكَ مؤبِّن
ولا مِن دعاةِ الحزن رغمَ شجائي
ولكنني أدنو لأقتبسَ اللظي
وأحملَه جمرا ليومِ لقاءِ
فقد غمر الدنيا الجليدُ فأجدبت
فلا تنتهي دون اللظي لنماءِ
فما عصفت بالظالمين و رهطِهم
سوي جولةٍ في الساحِ يوم فِداءِ
ولمْ لا و إن الموتَ في الناس يستوي
به اجلُ الشجعانِ و الجبناءِ
فمُت مرة كي لاتري ألفَ موتةٍ
تموتُ بها في قبضةِ الحقراءِ
هو الوثب اما موتةٌ مشرأبّة1
و أما صعودُ المجدِ في خيلاءِ2
أبا الفكرِ مَن أردوك ما كان همُّهم
شفاءَ غليلٍ لاَنتهي لشفاءِ
ولا هو محض الانتقام مِن الذي
تحدّاهم في عزمةٍ و مضاءِ
ولا عطشٌ للدم فالقوم أشبعوا
ثري الوطنِ المنكوب بحرّ دماءِ
فهم من فصيلٍ تستوي في حسابهِ
دِما عبقريٍّ أو هزيلةُ شاء
ولكنهم ألفَوك نسرا بوسعِه
بأنْ يرتقي في نزعةٍ لسماءِ
وخافوا لواءً راح يخفقُ ظلُّه
علي أمةٍ في حاجةٍ للواءِ
فأرداك3 حقدٌ ينتهي بجذوره
إلي دمنة4 غذّته شرَّ غذاءِ
لآكلةِ الاكبادِ للشفّة التي
تبلُّ غليلاً من دمِ الشهداءِ
وما زال فينا من بنيها عصائب
هي الأمس لكن يختفي بغطاءِ
يمزّق إذ يقوي و يرفع إن كبا5
( مصاحفَه ) الصفراء للبلهاءِ
أبا الفكر عمر الورد حتي لو انتهي
سريعا يضل العطرُ غيرَ نهائي
وعطرُ دماءِ الواهبين ملاحم
مضمّخةٌ ما هنَّ محض شذاءِ
فليت الذي يبكونهم يندبونهم
بملحمةٍ حمراء لا ببكاءِ
فما أرجع الدمعُ الحقوقَ ولا انتهي
لفتحٍ و لا روّي غليلَ ظماءِ
فقل للقوافي الهادراتِ فصيحةً
كلامُ المواضي أفصحُ الفصحاءِ
ومَن مرضوا بالذلِّ انّ دواءَهم
كؤوسُ المنايا فهي خيرُ دواءِ
أبا الفكر يربي محنة الفكر لو غدت
تحكم فيه قبضة الجهلاءِ
ولو مشت الظلماء في غمرة الضحي
لتغتال زهو النور غير فضاءِ
وان تتداعي6 ألسُنٌ حثها الهوي
لتمدح فحوي العار دون حياءِ
وكنتُ أخال العلمَ دون تعصّب
يعمُّ الوري من عدلهِ بسواءِ
ويثأرُ للمظلومِ دون هويةٍ
و كان الرجا هذا فخاب رجائي
تسألني نفسي أما كان (باقرٌ)
فتيً من جنودِ اللّه و الامناءِ
أما استهدف الالحاد و اهتز للهدي
حساما و رمحا ما التوي باداء
أما كان سبطا للنبي إذا أبي
له البعض ان يُدعي ابنَه بنداءِ
أليس ابوه و هو فوق خلافة
لدي البعض يدعي (رابع الخلفاء)
أليس امه الزهراءُ سيدةُ النسا
إذا ذكرت بالفخر أيّ نساءِ
فما بالُ آل اللّهِ اُخوةِ دربِه
نسوه فما أعطوه حقَّ إخاءِ
وليتَهم ما ارتاح للذئبِ سمعُهم
و قد سمعوا للذئبِ صوتَ عواءِ
فيا باقرَ العلمِ الذي ما أجاره
بنوه سوي أن أكثروا بدعاءِ
ولاقاهُ أبناءُ العقيدةِ بعدما
قضي العمرَ في تكريمهم بجفاءِ
ويا من تحدّي البغيَ جهرا بواضح
من العزم و الايمان لا بجفاءِ
ستبقي و لا يبقي سوي من تجرّدوا
و من أخلصوا للّهِ من حنفاءِ
وتبقي الدِّما هدرا إلي أن يجيءَ من
يُجلجلُ7 بالبارودِ لا برثاءِ
ويا أيها الشلو الدفين ( بكوفةٍ )
من الرمل في وادي الحمي المتنائي
بوجهٍ يشعُّ النورُ في قسماتهِ8
دليلاً علي طهرٍ به و نقاءِ
وثغرٍ كأنَّ الشمسَ في بسماته
تضيء فما تلقاه غير مضاء
إليك علي بُعدٍ مشاعر عانقت
جراحَك تستوحيك رمزَ إباءِ
وتمسح قبرا كلُّ جزء برمله
فمٌ صارخٌ في أوجهِ العملاءِ
وتستمطرُ الانواءَ لطفا و رحمةً
لثاوٍ 9 سقي رملَ الحمي بدماءِ
وقرّب نحراً في نحور تعاقبت
بدرب ( علي ) والدِ الشهداءِ
يوحّدها دربُ الفداء فتلتقي
كبارُ المني في حلبةِ الكبراءِ
وللجرحِ في وعي الشعوبِ مكانةٌ
و للجرحِ عندَ اللّهِ خيرُ جزاءِ
وعندي و قد عايشت فيك خلائقا
كمثلِ شفيفِ10 النورِ يومَ صفاءِ
سجاحة11 طبعٍ أريحيٍّت مازجت
بمتّزنٍ من هيبةِ الفقهاءِ
فيا صدرُ ما ضافت رحاب فسيحة
علي الاقرب الادني و لا البعداءِ
وداعا فقد ألقاك إن جادت المني
بمقعد صدق في أعزّ فناءِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1اشرأب: من ارتفع كي ينظر
2 الغرور، الكبر
3 أردي: أهلك
4 الحقد القديم
5 سقط، عثر
6تجتمع، تتصدّع
7صوّت
8 ملامح الوجه
9 مدفون بالتراث
10الرّقّة
11الليّن الخلق
يقول قد نظمتُ هذه القصيدةَ وأنا في غمرة المرض بحالةٍ ?نتُ أتوقع الموتَ لحظة بعد لحظة و تداعت إليَّ في تل? الفترة ذ?ريات غوالٍ لاح فيها الوجهُ الحبيبُ إليَّ في بسمته المضيئة ، ووضوحه المعبّر ، فانهمرت دمعة وتدفقت خواطرُ ?ان مزيجُها هذهِ الأبيات :
عزائي ولولا ذاك عزَّ عزائي
بأنك حيٌّ رغمَ كلِّ فناءِ
مسستَ الردي فاهتزَّ حيّا مغرِّدا
كما اهتزَّت الأرضُ المواتُ بماءِ
ومثلُك لايفني فما الفكر ميتٌ
وما كان طبعُ الفكرِ غيرَ بقاءِ
وهل ملكَ الدنيا سوي العلم وحدَهُ
وهل خالدٌ فيها سوي العلماءِ
فما أنا إذ أدنو إليكَ مؤبِّن
ولا مِن دعاةِ الحزن رغمَ شجائي
ولكنني أدنو لأقتبسَ اللظي
وأحملَه جمرا ليومِ لقاءِ
فقد غمر الدنيا الجليدُ فأجدبت
فلا تنتهي دون اللظي لنماءِ
فما عصفت بالظالمين و رهطِهم
سوي جولةٍ في الساحِ يوم فِداءِ
ولمْ لا و إن الموتَ في الناس يستوي
به اجلُ الشجعانِ و الجبناءِ
فمُت مرة كي لاتري ألفَ موتةٍ
تموتُ بها في قبضةِ الحقراءِ
هو الوثب اما موتةٌ مشرأبّة1
و أما صعودُ المجدِ في خيلاءِ2
أبا الفكرِ مَن أردوك ما كان همُّهم
شفاءَ غليلٍ لاَنتهي لشفاءِ
ولا هو محض الانتقام مِن الذي
تحدّاهم في عزمةٍ و مضاءِ
ولا عطشٌ للدم فالقوم أشبعوا
ثري الوطنِ المنكوب بحرّ دماءِ
فهم من فصيلٍ تستوي في حسابهِ
دِما عبقريٍّ أو هزيلةُ شاء
ولكنهم ألفَوك نسرا بوسعِه
بأنْ يرتقي في نزعةٍ لسماءِ
وخافوا لواءً راح يخفقُ ظلُّه
علي أمةٍ في حاجةٍ للواءِ
فأرداك3 حقدٌ ينتهي بجذوره
إلي دمنة4 غذّته شرَّ غذاءِ
لآكلةِ الاكبادِ للشفّة التي
تبلُّ غليلاً من دمِ الشهداءِ
وما زال فينا من بنيها عصائب
هي الأمس لكن يختفي بغطاءِ
يمزّق إذ يقوي و يرفع إن كبا5
( مصاحفَه ) الصفراء للبلهاءِ
أبا الفكر عمر الورد حتي لو انتهي
سريعا يضل العطرُ غيرَ نهائي
وعطرُ دماءِ الواهبين ملاحم
مضمّخةٌ ما هنَّ محض شذاءِ
فليت الذي يبكونهم يندبونهم
بملحمةٍ حمراء لا ببكاءِ
فما أرجع الدمعُ الحقوقَ ولا انتهي
لفتحٍ و لا روّي غليلَ ظماءِ
فقل للقوافي الهادراتِ فصيحةً
كلامُ المواضي أفصحُ الفصحاءِ
ومَن مرضوا بالذلِّ انّ دواءَهم
كؤوسُ المنايا فهي خيرُ دواءِ
أبا الفكر يربي محنة الفكر لو غدت
تحكم فيه قبضة الجهلاءِ
ولو مشت الظلماء في غمرة الضحي
لتغتال زهو النور غير فضاءِ
وان تتداعي6 ألسُنٌ حثها الهوي
لتمدح فحوي العار دون حياءِ
وكنتُ أخال العلمَ دون تعصّب
يعمُّ الوري من عدلهِ بسواءِ
ويثأرُ للمظلومِ دون هويةٍ
و كان الرجا هذا فخاب رجائي
تسألني نفسي أما كان (باقرٌ)
فتيً من جنودِ اللّه و الامناءِ
أما استهدف الالحاد و اهتز للهدي
حساما و رمحا ما التوي باداء
أما كان سبطا للنبي إذا أبي
له البعض ان يُدعي ابنَه بنداءِ
أليس ابوه و هو فوق خلافة
لدي البعض يدعي (رابع الخلفاء)
أليس امه الزهراءُ سيدةُ النسا
إذا ذكرت بالفخر أيّ نساءِ
فما بالُ آل اللّهِ اُخوةِ دربِه
نسوه فما أعطوه حقَّ إخاءِ
وليتَهم ما ارتاح للذئبِ سمعُهم
و قد سمعوا للذئبِ صوتَ عواءِ
فيا باقرَ العلمِ الذي ما أجاره
بنوه سوي أن أكثروا بدعاءِ
ولاقاهُ أبناءُ العقيدةِ بعدما
قضي العمرَ في تكريمهم بجفاءِ
ويا من تحدّي البغيَ جهرا بواضح
من العزم و الايمان لا بجفاءِ
ستبقي و لا يبقي سوي من تجرّدوا
و من أخلصوا للّهِ من حنفاءِ
وتبقي الدِّما هدرا إلي أن يجيءَ من
يُجلجلُ7 بالبارودِ لا برثاءِ
ويا أيها الشلو الدفين ( بكوفةٍ )
من الرمل في وادي الحمي المتنائي
بوجهٍ يشعُّ النورُ في قسماتهِ8
دليلاً علي طهرٍ به و نقاءِ
وثغرٍ كأنَّ الشمسَ في بسماته
تضيء فما تلقاه غير مضاء
إليك علي بُعدٍ مشاعر عانقت
جراحَك تستوحيك رمزَ إباءِ
وتمسح قبرا كلُّ جزء برمله
فمٌ صارخٌ في أوجهِ العملاءِ
وتستمطرُ الانواءَ لطفا و رحمةً
لثاوٍ 9 سقي رملَ الحمي بدماءِ
وقرّب نحراً في نحور تعاقبت
بدرب ( علي ) والدِ الشهداءِ
يوحّدها دربُ الفداء فتلتقي
كبارُ المني في حلبةِ الكبراءِ
وللجرحِ في وعي الشعوبِ مكانةٌ
و للجرحِ عندَ اللّهِ خيرُ جزاءِ
وعندي و قد عايشت فيك خلائقا
كمثلِ شفيفِ10 النورِ يومَ صفاءِ
سجاحة11 طبعٍ أريحيٍّت مازجت
بمتّزنٍ من هيبةِ الفقهاءِ
فيا صدرُ ما ضافت رحاب فسيحة
علي الاقرب الادني و لا البعداءِ
وداعا فقد ألقاك إن جادت المني
بمقعد صدق في أعزّ فناءِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1اشرأب: من ارتفع كي ينظر
2 الغرور، الكبر
3 أردي: أهلك
4 الحقد القديم
5 سقط، عثر
6تجتمع، تتصدّع
7صوّت
8 ملامح الوجه
9 مدفون بالتراث
10الرّقّة
11الليّن الخلق
تعليق