كان عمران من أنبياء الله، و كانت زوجته مثل كلّ النساء تتمنّى أن يرزقها الله ولداً، كانت كلّما رأت طفلاً انتابتها مشاعر تهزّ وجودها، و ربّما تسمّرت في مكانها تتأمّل ذلك الطفل دون أن تحسّ بما يجري حولها، حتى إذا عادت إلى رشدها مضت و الحسرة تملأ نفسها، ثمّ تنظر إلى السماء الصافية تطلب من الله أن يمنحها طفلاً يؤنسها.
و تمر الأيام و تشعر تلك المرأة التقيّة أن الله استجاب دعوتها، و أنّ الحياة تدبّ في أعماقها، و تتوجّه تلك المرأة الصالحة إلى الله تشكر له نعمته.
ظهرت علائم الحمل، و شاعت الفرحة و الأمل في نفسها ...
و انطلقت إلى المعبد لتقدّم حملها نذراً لله، فقالت بخشوع: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
و نذرت المرأة التقية مافي بطنها ليكون خادماً لله، و في ذلك الزمان كان بعض الناس يرسلون أولادهم الذكور ليخدموا في المعبد.
و تعيش السيدة التقية آلام المخاض و الميلاد. لِمَ أنجبت طفلها، و عندما أصغت إلى بكاء الوليد ابتسمت شاكرة لله .. و نظرت إلى وليدها فإذا هي أنثى !!
غابت الابتسامة عن وجهها، و ارتسمت فوق وجهها الشاحب حيرة .. كيف ستفي بنذرها إذن ؟ إنها فتاة، و الفتاة لا يمكن إرسالها لتخدم في المعبد .. نظرت إلى السماء و قالت: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى}.
كان زوج عمران عندما نذرت لله ما في بطنها محرراً ... كان يدور في خلدها أنها سترزق صبياً .. و عندما ولدت مريم .. أسقط في يدها؛ لأنها سوف لن تتمكن من الوفاء بنذرها.
و لم تطل حيرة المرأة التقية .. لأن الله جعل لهذه الفتاة شأن، ستكون سيّدة مباركة .. فالفتاة يمكن أن تخدم في المعبد المقدّس، يمكن أن تلج المحراب؛ لأنّ الله ينظر إلى خلقه سواسية، نساءً و رجالاً، و ذاب قلب السيدة التي هتفت: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}.
و عندما اطمأنّت السيدة التقية إلى وحي الله، عند ذاك سميت ابنتها مريم .. و دعت الله أن يعيذها و ذريّتها من الشيطان: {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.
و عندما توجهت إلى المعبد حدث ما يشبه النزاع بين رعاة المعبد أيّهم يكفل مريم .. مريم ابنة عمران النبيّ، و أخيراً فاز زكريّا الرجل الزاهد التقي بكفالة مريم .. ليأخد على عاتقه مسؤولية إعدادها و تربيتها. و في كل مرة كان زكريا يزور مريم في محرابها .. ترى أين وصلت تلك الفتاة في سلّمها الروحي ؟
و في كل مرة كانت دهشته تزداد .. كان يرى في محرابها آنية ملأى بالطعام الطيّب و الفاكهة .. و يتساءل زكريا: {أَنَّى لَكِ هَـذَا} ؟
فتجيب الفتاة الكريمة: {هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
و يزداد حب مريم في قلب زكريّا .. و كان تقدّمها في دنيا الروح و العبادة قد جعلته في حيرة و دهشة و إجلال. أصبحت مريم مثالاً للفتاة و المرأة كما أرادها الله .. لم يرزق زكريا ولداً، لقد كانت امرأته عاقراً تمنّى أن يُرزق ولداً مثل مريم.
و في كل مرة كان زكريّا يلج المحراب و يدعو الله: {فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً}.
و استجاب الله دعوات عبده الصالح زكريا .. و غمرت الملائكة ذات مساء المحراب بالنور و البركة و قالت: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً}.
لقد كان يحي ثمرة دعاء لزكريّا، و كان الدعاء استلهاماً لشخصيّة مريم ابنة عمران.
و تمر الأيام و تشعر تلك المرأة التقيّة أن الله استجاب دعوتها، و أنّ الحياة تدبّ في أعماقها، و تتوجّه تلك المرأة الصالحة إلى الله تشكر له نعمته.
ظهرت علائم الحمل، و شاعت الفرحة و الأمل في نفسها ...
و انطلقت إلى المعبد لتقدّم حملها نذراً لله، فقالت بخشوع: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
و نذرت المرأة التقية مافي بطنها ليكون خادماً لله، و في ذلك الزمان كان بعض الناس يرسلون أولادهم الذكور ليخدموا في المعبد.
و تعيش السيدة التقية آلام المخاض و الميلاد. لِمَ أنجبت طفلها، و عندما أصغت إلى بكاء الوليد ابتسمت شاكرة لله .. و نظرت إلى وليدها فإذا هي أنثى !!
غابت الابتسامة عن وجهها، و ارتسمت فوق وجهها الشاحب حيرة .. كيف ستفي بنذرها إذن ؟ إنها فتاة، و الفتاة لا يمكن إرسالها لتخدم في المعبد .. نظرت إلى السماء و قالت: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى}.
كان زوج عمران عندما نذرت لله ما في بطنها محرراً ... كان يدور في خلدها أنها سترزق صبياً .. و عندما ولدت مريم .. أسقط في يدها؛ لأنها سوف لن تتمكن من الوفاء بنذرها.
و لم تطل حيرة المرأة التقية .. لأن الله جعل لهذه الفتاة شأن، ستكون سيّدة مباركة .. فالفتاة يمكن أن تخدم في المعبد المقدّس، يمكن أن تلج المحراب؛ لأنّ الله ينظر إلى خلقه سواسية، نساءً و رجالاً، و ذاب قلب السيدة التي هتفت: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}.
و عندما اطمأنّت السيدة التقية إلى وحي الله، عند ذاك سميت ابنتها مريم .. و دعت الله أن يعيذها و ذريّتها من الشيطان: {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.
و عندما توجهت إلى المعبد حدث ما يشبه النزاع بين رعاة المعبد أيّهم يكفل مريم .. مريم ابنة عمران النبيّ، و أخيراً فاز زكريّا الرجل الزاهد التقي بكفالة مريم .. ليأخد على عاتقه مسؤولية إعدادها و تربيتها. و في كل مرة كان زكريا يزور مريم في محرابها .. ترى أين وصلت تلك الفتاة في سلّمها الروحي ؟
و في كل مرة كانت دهشته تزداد .. كان يرى في محرابها آنية ملأى بالطعام الطيّب و الفاكهة .. و يتساءل زكريا: {أَنَّى لَكِ هَـذَا} ؟
فتجيب الفتاة الكريمة: {هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
و يزداد حب مريم في قلب زكريّا .. و كان تقدّمها في دنيا الروح و العبادة قد جعلته في حيرة و دهشة و إجلال. أصبحت مريم مثالاً للفتاة و المرأة كما أرادها الله .. لم يرزق زكريا ولداً، لقد كانت امرأته عاقراً تمنّى أن يُرزق ولداً مثل مريم.
و في كل مرة كان زكريّا يلج المحراب و يدعو الله: {فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً}.
و استجاب الله دعوات عبده الصالح زكريا .. و غمرت الملائكة ذات مساء المحراب بالنور و البركة و قالت: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً}.
لقد كان يحي ثمرة دعاء لزكريّا، و كان الدعاء استلهاماً لشخصيّة مريم ابنة عمران.
,, للكاتب كمال السيد،،
تعليق