بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
إنّ الله أراد لكعبة الأحزان السيدة زينب (عليها السلام) أن تكون مُلهمةً للمرأة على مدى التاريخ والأزمان لتنهض من سُباتها وتقوم بوظائفها الشرعية في الحياة كما أراد الله تعالى لها من عبادة وتعلم لشتى العلوم والقيام بالدور الرسالي من تعليم وعمل ومساندة للحق بما يكفل للأسرة والمجتمع النصر على الظالمين والنهوض والتقدم والنماء دون كلل أو تعب مع الحفاظ على العفة والكرامة والشرف.
كما النجم كانت ومازالت تلك الثورة الحسينية بما فيها من شخصيات عظيمة أعطت دروساً للعالم بمختلف معالمه ولغاته، وكل ما جرى في تلك الحادثة التاريخية المفجعة بجميع مراحلها المأساوية إنما هو رسالة للمؤمنين بالله قولاً وفعلا بأنّ يجعلوها وقوداً لهم في حياتهم لنيل سعادة الدارين. وسيدة الصبر والإباء كانت نجمة في النهضة الحسينية وكانت وقوداً يستلهم منها الجميع الصمود والثبات رغم كل المآسي والآلام التي حلّت بها لفقد أعزّ وأغلى الناس لديها في الحياة بعد أمها وأبيها «سلام الله عليهم أجمعين».
الإرادة الزينبية والنهضة الحسينية
منذ أن خرجت سيدة الصبر من المدينة المحمدية وهي تعرف أنّ القافلة الحسينية معرضةً للخطر في مسيرتها التي يُريدُ الطغاة والظلمة إبادتها من على وجه الأرض، لذا فقد عزمت على أن تكون مصدر دعم ومصدر مشاركة فعالة بكل ما تملك من إيمان عظيم وحب كبير في سبيل نصرة الدين بالتضحية والعطاء، وبكل ما تملك من قوة وحجة وبيان ضد الظالمين رغم كل الظروف والمحن التي كانت تتوقع حدوثها. ولا غرو في ذلك فهي ابنة البطولة العلوية وأخت الشجاعة الحسينية والشهامة العباسية. ومن هُنا وإلى اليوم الذي قُتل فيه أخيها سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (عليه السلام) وأخيه وأولاده وأصحابه ومن اليوم الذي بدأت فيه رحلة السبي إلى الكوفة والشام إلى أن عادت لتزور الأرض التي دُفن فيها أخيها (عليها السلام) وضحايا كربلاء معه ومع ما جرى لها ومن معها من أهل بيت الإمام الحسين (عليه السلام) من نساء وأطفال من سلب وضرب وإهانة وإذلال إلاّ أنها لم تضعف عن مقارعة الظالمين بالحجة والكَلِم الموبخ لهم والبيان لحقيقة القضية الحسينية والدفاع عن من فيها من شهداء صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
الصمود الزينبي ورسالته للمرأة المؤمنة
وكأنّ الصمود الزينبي في المصائب التي يندى لها جبين الإنسانية يوم العاشر من محرم وحين فاجعة الأربعين يقول للمرأة في عصرنا الرّاهن: كوني كزينب كعبة الأحزان في كل حياتك ومواقفك التي تستلزم منكِ القوة والثبات والصمود واستخدام أسلحة النصر للحقيقة من بيان وإعلام بكل الوسائل دون تراجع عن كلمتك وعن مواقفك ودون خوف، وبالأخذ بأسباب القوة من إيمان وعلم لتصل كل واحدة منا إلى الهدف المنشود في الحياة من مجد وكرامة وشرف رغم كل الصعوبات.
العقيلة زينب (عليها السلام) حضارة ومثال للمرأة المعاصرة
إنّ الله أراد لكعبة الأحزان السيدة زينب (عليها السلام) أن تكون مُلهمةً للمرأة على مدى التاريخ والأزمان لتنهض من سُباتها وتقوم بوظائفها الشرعية في الحياة كما أراد الله تعالى لها من عبادة وتعلم لشتى العلوم والقيام بالدور الرسالي من تعليم وعمل ومساندة للحق بما يكفل للأسرة والمجتمع النصر على الظالمين والنهوض والتقدم والنماء دون كلل أو تعب مع الحفاظ على العفة والكرامة والشرف رغم كل المغريات ورغم كل التناقضات والعقبات الاجتماعية وغيرها.
أخيراً...
لتكن هذهِ النجمة العلوية مناراً لكِ أيتها المرأة المؤمنة وأيتها الفتاة المحبة لزينب (عليها السلام)، اقرئي جيداً سيرة حياتها العظيمة وتذكري مواقفها وخُطاها، كُوني كزينب (عليها السلام) قائدةً ومعلمةً ومُلهمة بالصبر والتضحية والعطاء لأجل الله والحق والعدالة في عصرنا المليء بالظلم والمحن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق