نبش قبر الزهراء(عليها سلام):
تفاجأ الخليفة أبو بكر ومعه عمر بموت الزهراء(سلام الله عليها)،فأسرعا-على رواية البعض-وبطريقة مثيرة للتعجب والاستغراب إلى المقبرة بحثاً عن قبرها.
فعلى رواية المفضل عن الصادق(عليه السلام):
<<فقال أبو بكر:هاتوا من ثقاة المسلمين من ينبش هذه القبور حتى تجدوا قبرها فنصلي عليها ونزورها،فبلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام)فخرج من داره مغضباً وقد احمرّ وجهه وفاضت عيناه ودرّت أوداجه وعلى يده قباؤُهُ الأصفر الذي لم يكن يلبسه إلاّ في يوم كريهةٍ،يتوكّأ على سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع،فسبق الناس النذير فقال لهم:هذا عليّ قد أقبل كما ترون،يقسم بالله لئن بحث من هذه القبور
حجر واحد لأضعنّ السيف على غابر هذه الأمة،فولّى القوم هاربين قطعاً قطعاً>>(1).
حجر واحد لأضعنّ السيف على غابر هذه الأمة،فولّى القوم هاربين قطعاً قطعاً>>(1).
وهناك رواية أخرى عن نبش قبر الزهراء (عليها السلام)سوّى في البقيع سبعة قبور،أو أربعين قبراً،ولمّا عرف الشيوخ دفنها،وفي البقيع قبور جدد،أشكل عليهم الأمر فقالوا:هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور لنخرجها ونصلّي عليها، فبلغ ذلك أمير المؤمنين(عليه السلام) فخرج مغضباً عليه قِباؤُهُ الأصفر الذي يلبسه عند الكريهة،وبيده ذو الفقار،وهو يقسم بالله:لئن حوّل
(1) المجلسي[بحار الأنوار](ج8/ص241).
من القبور حجر ليضعنّ السيف فيهم>>(1).
وإذا شكّكنا في هاتين الروايتين فثمّة رواية ذكرها علي بن أحمد الكوفي في كتاب [الإستغاثة]لا مجال لنكرانها،يقول الكوفي: <<فقال عمر:اطلبوا حتى ننبشها ونصلي عليها،فطلبوها فلم يجدوه ولم يعرفوا لها قبراً>>(2).
ذكر الكتاب جمع من علماء الرجال منهم النجاشي،والعلامة في[رجاله]،وابن شهر آشوب،والبياضي،والأفندي،والنوري، وغيرهم.
(1) أورده الرحماني في كتابه [فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى] نقلاً عن[وفاة الصديقة الزهراء](ص110).
(2) علي بن أحمد الكوفي[الاستغاثة](ص38).
وذكر آغا بزرك في[الذريعة](ج2 /ص28):
وذكر آغا بزرك في[الذريعة](ج2 /ص28):
<<[الاستغاثة في بدع الثلاثة]للشريف أبي القاسم علي بن أحمد الكوفي العلوي المتوفى سنة (352)،وذكره بهذا العنوان شيخنا النوري في[خاتمة المستدرك].
وذكر هناك نسخة خطية تعود لسنة (969) في الخزانة العلوية>>.
أما لماذا نبش قبر الزهراء(سلام الله عليها)؟
فذلك للأسباب التالية:
أوّلاً: نكاية بالإمام علي(عليه السلام)الذي أخفى جنازتها عن أعينهم،وحال بينهم وبين أن يقيموا الصلاة على جنازتها.
ثانياً: إقامة الصلاة على جنازتها،يحمل بعداً معنوياُ،فقد كان الخليفة يريد أن ينجز هذا الأمر مهما كان الظرف،ومهما كان الثمن حتى لو أدى ذلك إلى نبش قبرها.
ثالثاً:التخفيف من آثار المقاطعة التي قامت بها السيدة فاطمة الزهراء(سلام الله عليها)، ففي تصور الخليفة أنّ الصلاة على جنازتها سيمحو آثار هذه المقاطعة وسيصور القضية للناس وكأنّ شيئاً لم يحدث.
ثالثاً:التخفيف من آثار المقاطعة التي قامت بها السيدة فاطمة الزهراء(سلام الله عليها)، ففي تصور الخليفة أنّ الصلاة على جنازتها سيمحو آثار هذه المقاطعة وسيصور القضية للناس وكأنّ شيئاً لم يحدث.
تعليق