أورد علماء الشيعة قضية حرق دار الزهراء (سلام الله عليها)بشيء من الاستقصاء والتفصيل.
فقد بيّن السيد المرتضى(1) هذه الحقيقة قائلاً:روى إبراهيم بن محمد الثقفي، قال:حدثني أحمد بن عمرو البجلي،قال: حدثنا أحمد بن حبيب العامري،عن حمران بن أعين،عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع)،قال:<<والله ما بايع علي(عليه السلام) حتى رأى الدخان قد دخل بيته >>(2) .
(1) المرتضى: ترجم له الشيخ عباس القمي في[الكنى والألقاب].وقال عنه ابن خلكان في [وفيات الأعيان]ٍ:كان نقيب الطالبيين مولده سنة 355هـ.
(2) المرتضى[الشافي](ج3ص397).
وذكر المسعودي(1):
وذكر المسعودي(1):
<<فأقام أمير المؤمنين(عليه السلام)، ومن معهُ من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فوجَّهوا إلى منزله،فهجموا عليه،وأحرقوا بابه واستخرجوه منه كرهاً>>(2).
وروى الميرجهاني،قول الصادق(ع) للمفضّل بن عمر: ولا كيوم محنتنا بكربلاء،وإن كان يوم السقيفة وإحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب وأم كلثوم وفضة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمرّ .....إلخ (3).
(1) المسعودي:قال عنه القمي في [الكنى] (ج3/ص184): شيخ المؤرخين وعمادهم،مات سنة(333هـ)،وعدّ من كتبه[الوصية]و[مروج الذهب]و[أخبار الزمان].
(2) المسعودي:[إثبات الوصية](123).
(3) [نوائب الدهور](ج3/ص157).
وروى المجلسي قول الزهراء(ع): ورَكّل البابّ –تعني عمر- برجله فردّه عَلَيَّ وأنا حامل،فسقطت لوجهي،والنار تسعر وتسفع وجهي(1)....إلخ .
وروى المجلسي قول الزهراء(ع): ورَكّل البابّ –تعني عمر- برجله فردّه عَلَيَّ وأنا حامل،فسقطت لوجهي،والنار تسعر وتسفع وجهي(1)....إلخ .
وإلى جانب هذا الرأي هناك رأيٌ آخر لبعض علماء الشيعة وهو أن الهجوم المعاكس حال دون تحقيق الهدف الذي كان عمر يسعى إليه وهو حرق دار السيدة فاطمة الزهراء(ع)،فقد أورد الطبرسي :<<فانطلقوا فاستأذنوا فقالت فاطمة(ع):أُحرج عليكم أن تدخلوا بيتي بغير إذن،فرجعوا وثبت قنفذ،فقالوا:إن فاطمة قالت:كذا وكذا،فحرجتنا أن ندخل عليها البيت بغير إذن منها، فغضب عمر وقال:ما لنا وللنساء،ثم أمر أُناساً حوله فحملوا حطباً وحمل معهم فجعلوه حول منزله،وفيه علي وفاطمة وابناهما(ع).ثم نادى عمر حتى أسمع علياً(ع):والله لتخرجنّ ولتبايعنّ خليفة رسول الله أو
(1) [البحار](ج8/ص241).
لأحرقنّ عليك بيتك ناراً،ثم رجع فقعد إلى أبي بكر وهو يخاف أن يخرج عليّ بسيفه لما قد عرف من بأسه وشدته، ثم قال لقنفذ:إن خرج وإلاّ فاقتحم عليه، فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم ناراً.فانطلق قنفذ فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن،وبادر علي إلى سيفه ليأخذه فسبقوه إليه،فتناول بعض سيوفهم فكثروا عليه فضبطوه وألقوا في عنقه حبلاً أسود>>(1).
وهناك من قال:إن الزهراء(سلام الله عليها)هي التي منعت عمر من إحراق الدار لمبادرتها السريعة.فقد أورد العلاّمة الحلّي قائلاً:<< قال زيد بن أسلم: كنتُ ممّن حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع علي وأصحابه عن البيعة أن يبايعوا،فقال عمر لفاطمة: أخرجي من في
(1) الطبرسي[الاحتجاج](ص83)،وهو أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب،وهو أستاذ ابن شهر آشوب المتوفى سنة(588هـ)صاحب[المناقب]. ولابد من التمييز بينه وبين الطبرسي صاحب[مجمع البيان]فالأخير هو الفضل بن الحسن بن الفضل.
البيت وإلاّ أحرقته ومن فيه،قال:وفي البيت عليَّ وفاطمة والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)،فقالت فاطمة:تحرق على ولدي؟ قال:إي والله أو ليخرجنَّ وليبايعنَّ>>(1).
وعلى هذا النسق ذهب العياشي في [تفسيره]فقال:
<< فلما قبض نبي الله(ص)كان الذي كان لما قد مضى من الاختلاف،وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله(ص) بعد،فلمّا رأى ذلك علي (عليه السلام)ورأى الناس قد بايعوا أبا بكر خشي أن يفتتن الناس،ففرغ إلى كتاب الله وأخذ يجمعهُ في مصحف،فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايعْ،فقال عليّ:لا أخرج حتّى أجمع القرآن،فأرسل إليه مرةً أُخرى،فقال: لا أخرج حتى أفرغ،
(1) العلامة الحلي [نهج الحق وكشف الصدق](ص271).
فأرسل إليه الثالثة ابن عمّ يقال له قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله(ص) علّها تحول بينه وبين علي(عليه السلام)، فضربها،فانطلق قنفذ وليس معه علي(عليه السلام)، فخشي أن يجمع عليَّ الناس فأمر بحطب فجعل حوالي بيته،ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على علي بيته وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)،فلمّا رأى عليّ ذلك خرج فبايع كارهاً(1) .
ونقله السيد هاشم البحراني في [تفسيره](2).
ويميل المجلسي في [البحار]إلى التأكيد على حرق باب البيت.فقد ذكر قائلاً:
<<فأقام أمير المؤمنين(عليه السلام)ومن معهُ من شيعته في منازلهم،بما عهده إليه (ص)،فوجهوا إلى منزله فهجموا
(1) السمرقندي[تفسير العياشي](ج2/ص307).
(2) البحراني [تفسير البرهان](ج2/ص345).
عليه واحرقوا بابه،واستخرجوه منه كُرهاً، وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت مُحسناً>>(1).
عليه واحرقوا بابه،واستخرجوه منه كُرهاً، وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت مُحسناً>>(1).
وكذلك ذكر في مكان آخر:
<<فقال لها عمر:دعي عنك يا فاطمة حماقات النساء، فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة والخلافة،وأخذت النار في خشب الباب>>(2).
ثمّ أورد حديث المفضل عن الصادق(عليه السلام): <<وجَمْعَهُم الحطب الجزل على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأُمّ كلثوم وفضة،وإضرامَهُم النار على الباب، وخروج فاطمة إليهم وخطابَها لهم من وراء الباب،وقولَها:ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟ تريد أن تقطع نسله من
(1) المجلسي[بحار الأنوار](ج28/308).
(2) المصدر نفسه(ج53/ص19).
الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟(1).
تعليق