هناك مقولة لأبي بكر ذكرها المؤرِّخون وأسندها إلى عبد الرحمن بن عوف،قال: دخلتُ على أبي بكر أعودهُ فاستوى جالساً..ثم قال عبد الرحمن له:ما أرى بك بأساً والحمد لله، فلا تأس على الدنيا،فو الله إن علمناك إلاّ كنت صالحاً مصلحاً، فقال:<<إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث وددتُ أني لم أفعلهنَّ:وددتُ أني لم أكشف بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الحرب،وددتُ أني يوم السقيفة كنت قد قذفت الأمر في عنق أبي عبيدة أو عمر فكان أميراً وكنتُ وزيراً(1).
(1) ابن حجر العسقلاني[لسان الميزان](ج4/ص189).
وقد ذُكرت المقولة بشكل آخر:<<فوددتُ أنّي لم أكن فتشتُ بيت فاطمة،وذكر في ذلك كلاماً كثيراً>>(1).
وقد حاول البعض تحريف المقولة حتى لا يُتَّهم الخليفة أبو بكر بإساءته للزهراء(سلام الله عليها) ،مع أنه إقرارٌ واضح لا شبهة فيه.
<<فوددتُ أنّي لم أكن فعلتُ كذا وكذا>>(2).
وقد غفل صاحب هذا التحريف أنّ هناك مَن سيأتي لينقل الحقيقة كما هي ليكشف عن زيفه وتحريفه.
وهنا لا بدّ لنا أن نذكر هذه الملاحظات:
أولاً: الذين نقلوا مقولة أبي بكر هم من كبار المؤرخين و
(1)المسعودي [مروج الذهب] (ج2/ص301).
(2)أبو القاسم بن سلام[الأموال](ص193).(2)ابن عبد ربه[العقد الفريد](ج2/ص254).
العلماء السنة من أمثال ابن جحر العسقلاني وابن سلام والمسعودي وابن عبد ربه(1).
ثانياُ: إنّ عبارة"اكشف"،و"فتشت"تحمل نفس المعنى.وهو البحث والتقصي،أي البحث عن الجماعة التي كانت متحصِّنة داخل البيت.ولربما فهم من لفظ"اكشف" معنى أشمل هو"رفع ما كان مغطى"وهو يشمل المتحصنين وغيرهم،وهو يشمل أيضاً تعريض البيت للأجانب ليقوموا بما يحلو لهم من حلاق وما شابه.
وأبو بكر كان صاحب فكرة حرق البيت
ثالثاً: الشيء الذي يقصده أبو بكر من مقولته هو ليس بالشيء الهيّن لأنه يقولها بالكثير من الحسرة والتألم.فلو كان الأمر يتعلق بمجرد التفتيش لهان على أبي بكر وغيره مثل هذا العمل الخفيف المؤنة.لكن ما يقصد الخليفة هو أكبر من
ذلك،وبتصوري أن ما قصده أبو بكر هو القرار الذي أصدره بتفتيش بيت فاطمة بإعتباره خليفة وحاكماً والذي كان السبب وراء تدفق الغوغاء إلى بيت فاطمة وارتكابهم تلك الأعمال الشنيعة بحقها وبحق زوجها والمؤمنين المقربين.
فالعبارة تبطن ما هو أكثر من عملية التفتيش،خصوصاً لو أمعنا النظر في الفقرة التي أوردها المسعودي في روايته: << فوددتُ أنّي لم أكن فتشتُ بيت فاطمة،وذكر في ذلك كلاماً كثيراً>> (1).
فترى ما هو الكلام الكثير الذي أشار إليه المسعودي؟! أليس يعني ما جرى على الزهراء من مصائب نتيجة القرار الظالم الذي اتخذه لتفتيش الدار.
رابعاً: ونفهم من مقولة أبي بكر أنّ الزهراء(سلام الله
(1)المسعودي [مروج الذهب](ج2/ص31).
عليها)لم تكن غاضبة على أبي بكر نتيجة موقفه من أراضي فدك حسب كما يصوّره الكثير من مؤرخي السنة حيث ذكروا أن الزهراء كانت غاضبة على الخليفة لأنه منعها أرض فدك.
في الرد على ذلك نقول:صحيح أنّ الزهراء (سلام الله عليها)كانت غاضبة على الخليفة بسبب هذه القضية،لكن هذا ليس هو السبب الوحيد لغضبها،فالذي رأته منه ومن الخليفة عمر هو أكبر من موضوع فدك،بل إنّ غصب حقها في فدك لا يُقاس بانتهاك حرمتها وضربها وعصرها بين الحائط والباب وإسقاط جنينها.
وأبو بكر نفسه غير متأسف ممّا أُلحق بالزهراء(سلام الله عليها)من ضرر نتيجة موقفه من فدك.. بل أسفه الأكبر هو من شيء آخر هو تفتيش بيت الزهراء والذي هو أعظم وأكبر من مسألة فدك.
لذا كان على البعض بل الأكثر من المؤرخين الذين حاولوا تصوير مشكلة الزهراء (سلام الله عليها)مع أبي بكر وحصرها بقضية فدك،كان على هؤلاء أن يصححوا نظرتهم على ضوء مقولة أبي بكر التي ذكرها كبار علمائهم من أمثال ابن حجر وابن عبد ربه وابن سلام
(1) ابن حجر العسقلاني[لسان الميزان](ج4/ص189).
وقد ذُكرت المقولة بشكل آخر:<<فوددتُ أنّي لم أكن فتشتُ بيت فاطمة،وذكر في ذلك كلاماً كثيراً>>(1).
وقد حاول البعض تحريف المقولة حتى لا يُتَّهم الخليفة أبو بكر بإساءته للزهراء(سلام الله عليها) ،مع أنه إقرارٌ واضح لا شبهة فيه.
<<فوددتُ أنّي لم أكن فعلتُ كذا وكذا>>(2).
وقد غفل صاحب هذا التحريف أنّ هناك مَن سيأتي لينقل الحقيقة كما هي ليكشف عن زيفه وتحريفه.
وهنا لا بدّ لنا أن نذكر هذه الملاحظات:
أولاً: الذين نقلوا مقولة أبي بكر هم من كبار المؤرخين و
(1)المسعودي [مروج الذهب] (ج2/ص301).
(2)أبو القاسم بن سلام[الأموال](ص193).(2)ابن عبد ربه[العقد الفريد](ج2/ص254).
العلماء السنة من أمثال ابن جحر العسقلاني وابن سلام والمسعودي وابن عبد ربه(1).
ثانياُ: إنّ عبارة"اكشف"،و"فتشت"تحمل نفس المعنى.وهو البحث والتقصي،أي البحث عن الجماعة التي كانت متحصِّنة داخل البيت.ولربما فهم من لفظ"اكشف" معنى أشمل هو"رفع ما كان مغطى"وهو يشمل المتحصنين وغيرهم،وهو يشمل أيضاً تعريض البيت للأجانب ليقوموا بما يحلو لهم من حلاق وما شابه.
وأبو بكر كان صاحب فكرة حرق البيت
ثالثاً: الشيء الذي يقصده أبو بكر من مقولته هو ليس بالشيء الهيّن لأنه يقولها بالكثير من الحسرة والتألم.فلو كان الأمر يتعلق بمجرد التفتيش لهان على أبي بكر وغيره مثل هذا العمل الخفيف المؤنة.لكن ما يقصد الخليفة هو أكبر من
ذلك،وبتصوري أن ما قصده أبو بكر هو القرار الذي أصدره بتفتيش بيت فاطمة بإعتباره خليفة وحاكماً والذي كان السبب وراء تدفق الغوغاء إلى بيت فاطمة وارتكابهم تلك الأعمال الشنيعة بحقها وبحق زوجها والمؤمنين المقربين.
فالعبارة تبطن ما هو أكثر من عملية التفتيش،خصوصاً لو أمعنا النظر في الفقرة التي أوردها المسعودي في روايته: << فوددتُ أنّي لم أكن فتشتُ بيت فاطمة،وذكر في ذلك كلاماً كثيراً>> (1).
فترى ما هو الكلام الكثير الذي أشار إليه المسعودي؟! أليس يعني ما جرى على الزهراء من مصائب نتيجة القرار الظالم الذي اتخذه لتفتيش الدار.
رابعاً: ونفهم من مقولة أبي بكر أنّ الزهراء(سلام الله
(1)المسعودي [مروج الذهب](ج2/ص31).
عليها)لم تكن غاضبة على أبي بكر نتيجة موقفه من أراضي فدك حسب كما يصوّره الكثير من مؤرخي السنة حيث ذكروا أن الزهراء كانت غاضبة على الخليفة لأنه منعها أرض فدك.
في الرد على ذلك نقول:صحيح أنّ الزهراء (سلام الله عليها)كانت غاضبة على الخليفة بسبب هذه القضية،لكن هذا ليس هو السبب الوحيد لغضبها،فالذي رأته منه ومن الخليفة عمر هو أكبر من موضوع فدك،بل إنّ غصب حقها في فدك لا يُقاس بانتهاك حرمتها وضربها وعصرها بين الحائط والباب وإسقاط جنينها.
وأبو بكر نفسه غير متأسف ممّا أُلحق بالزهراء(سلام الله عليها)من ضرر نتيجة موقفه من فدك.. بل أسفه الأكبر هو من شيء آخر هو تفتيش بيت الزهراء والذي هو أعظم وأكبر من مسألة فدك.
لذا كان على البعض بل الأكثر من المؤرخين الذين حاولوا تصوير مشكلة الزهراء (سلام الله عليها)مع أبي بكر وحصرها بقضية فدك،كان على هؤلاء أن يصححوا نظرتهم على ضوء مقولة أبي بكر التي ذكرها كبار علمائهم من أمثال ابن حجر وابن عبد ربه وابن سلام
تعليق