بسم الله الرحمن الرحيم
مرة أخرى نعود لشبهة ((ان الشيعة هم من قتل الحسين)) والتي لا يخفى ان سبب هذا الاشتباه هو اطلاق اسم الشيعة على كل من يفضل عليا على عثمان حتى لو قدم أبا بكر وعمر على امير المؤمنين عليه السلام وبما ان الكثير من اهل الكوفة كانوا يرون الحق مع علي (عليه السلام) ضد اعدائه وبالتالي يكونوا شيعة بهذا المعنى وان كانوا يعتقدون بامامة ابي بكر وعمر .
عموما احببنا ان نذكر هنا مجموعة من النصوص الصريحة والواضحة التي تجلي الحال وتظهر مما لا يقبل الشك ان أكثرية الناس في الكوفة هم من المخالفين فيقول أبو مخنف:
((فقال عبيدالله: يا هاني اما تعلم ان ابي قدم هذا البلد ( اي الكوفة ) فلم يترك احدا من هذه الشيعة الا قتله غير ابيك وغير حجر، وكان مع حجر ما قد علمت، ثم لم يزل يحسن صحبتك..إلخ))(1)
وقال ابن أبي الحديد المعتزلي: روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب الأحداث، قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عُمَّاله بعد عام الجماعة: (أن برئت الذمّة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته). فقامت الخطباء في كل كُورة وعلى كل منبر يلعنون عليًّا ويبرؤون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته، وكان أشد الناس بلاءاً حينئذ أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة علي عليه السلام، فاستعمل عليهم زياد بن سُميّة، وضم إليه البصرة، فكان يتتبّع الشيعة وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام، فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسَمَل العيون وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشرّدهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم. (2)
وأخرج الطبراني في معجمه الكبير بسنده عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: كان زياد يتتبع شيعة علي رضي الله عنه فيقتلهم، فبلغ ذلك الحسن بن علي رضي الله عنه فقال: اللهم تفرد بموته، فإن القتل كفارة (3)(قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح). (4)
وقال الهيثمي ايضا :وعن الحسن قال: كان زياد يتبع شيعة علي فيقتلهم فبلغ ذلك الحسن بن علي فقال: اللهم تفرد بموته فان القتل كفارة.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. (5)
و في ( تاريخ الشعوب الإسلامية ): أن زياد ابن أبيه قام بتسفير 50 ألف شيعي من الكوفة إلى خراسان المقاطعة الشرقية في فارس.(6)
وفي ( تاريخ اليعقوبي ): قال معاوية للإمام الحسين عليه السلام :يا أبا عبد الله علمت انا قتلنا شيعة أبيك و كفناهم و صلينا عليهم و دفناهم.(7)
عن إبن بطة و هو أحد علماء أهل السنة في: " عن عبد الله بن زياد بن جديد قال : قدم أبو إسحاق السبيعي من الكوفة فقال لنا شمر بن عطية : قوموا إليه ، فجلسنا إليه فتحدثوا فقال أبو إسحاق : خرجت من الكوفة و ليس أحد يشك في فضل أبي بكر و عمر و تقديمهما " (8)
و قال محب الدين الخطيب في حاشية المنتقى :هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع فإن أبا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها
(1) مقتل الحسين لابن مخنف وفي صفحة 30.
(2) شرح نهج البلاغة 11/44.
(3) المعجم الكبير 3/68.
(4) مجمع الزوائد 6/266.
(5) مجمع الزوائد و منبع الفوائد - الجزء السادس - كتاب الحدود و الديات - باب كفارات الذنوب بالقتل -10604.
(6) تاريخ الشعوب الاسلامية ج 1 ص 147.
(7) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 206.
(8) المنتقى ص 360 .
تعليق