ماهي ضرورة وجود الإمامة بعد النبي ؟؟

[الهادي]

اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
حيا الله الاخت الفاضلة سهاد
اشكرك على اضافتك القيمة والتي تم معنى الموضوع بها
فجزيت خيرا ووفقك الله لكل خير بمحمد واله الطيبين الطاهرين

[الباحث الطائي]

بسم الله الرحمن الرحيم

اقتبس النص الكامل للاستاذ الكريم الهادي المحترم
مع تلوين بعض العبارات باللون الاحمروترقيمها للتعليق عليها
وكما ادناه


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاشك ولاريب ان الديانات السماوية جميعاً كانت تستمد في بقائها على الحركة المستمرة للأنبياء (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) وهم الذين يعطون الديمومة للدين ,فكان لوجودهم اثر بالغ في الحفاظ على استمرارية ما كلفوا به .
ومن بين الرسالات السماوية هي رسالة الخاتم (صلى الله عليه واله) والجميع يعلم أنها اخر الديانات والرسالات الإلهية لبني البشر, فلابد ان تكون رسالة محفوظة الى اخر الحياة البشرية ,وهذا لا يتم الا ان يكون لها امتداد الهي يصونها ويحفظها من كل تحريف وزيف كما كان بالديانات الأخرى ؟
ومن هنا برزت الحاجة الى وجود خلفاء لرسول الله (صلى الله عليه واله ) معصومون يحفظون الدين من الضياع والانحراف .
وهؤلاء الخلفاء لابد ان يجعلهم ويعنهم الله أو رسوله( 1 ) , لان اختيار الإمام او الخليفة لا يكون باختيار الناس لانهم معرضون للخطأ والاشتباه او العاطفة وإنما اختيار الإمام او الخليفة هو جعل الهي, لان الله مطلع على جميع الخلق ويعرف ما هو الأصلح لقيادة الدين.
وقبل بيان الأدلة على ان الإمامة جعل قراني لابد من تعريف الإمامة حتى يكون المعنى واضح وجلي لدى الجميع .
الإمامة كما قال المحقق الحلي (رحمة الله وبركاته )هي رئاسة عامة لشخص من الأشخاص بحق الأصل لا نياب من غير هو في دار التكليف).( 2 )
وقال التفتا زاني العالم السني :الإمامة رئاسة عامة في أمر الدين والدنيا خلافةً عن النبي (صلى الله علية والة وسلم) قال ابن ميثم البحراني الإمامة رئاسة عامة لشخص من الناس في امور الدين والدنيا .
فنلاحظ ان هناك وفاق على مهام الإمامة وشؤونها .
اما الأدلة على كون الإمامة جعل رباني كما قال الله في كتابه الكريم :
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }
وقوله تعالى {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ}
وقوله تعالى { وَإِنَّهُمْ عِنْدنَا لَمِنْ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَار }
فمسالة اختيار واجتباء نخبة من الخلق لقيادة الأمة في امور الدين والدنيا هي من مختصات الله تبارك وتعالى .
وعلى هذا نحن نقول ان خلفاء رسول الله الذين اجتباهم الله حفظة لهذا الدين هم ائمة اهل البيت (عليهم السلام) ابتداء بعلي بن أبي طالب الذي تواترت الروايات الإسلامية من مصادر الخاصة والعامة على كونه خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن بعدة الأئمة الطاهرين وهم حفظة الشرع الى قيام يوم القيامة .

---------- انتهى ---------

واقول : بخصوص العبارة رقم (1) اعلاه التي رقمتها - فلعله سهوا من جنابكم اعتبرتم ان الرسول يشترك مع الله في جعل واختيار الخلفاء
ولقد وضحتموه لاحقا في محل اخر وهو ان الاصطفاء او الجعل او الانتخاب هو مسالة من مختصات الله تعالى وحده لا شريك له

اما بخصوص العبارة رقم (2) اعلاه فاقول : وان كانت الرئاسة العامة تصح في توصيف الامام ولكن هذا لعله انسب للظاهر - والاولى والاعم والادق هو توصيفه بالولاية العامة
فكل ولي عام او كل ولي امر عام هو رئيس ولكن ليس كل رئيس قد يكون ولي في التعبير الديني القراني الدقيق

ذالك ان الرئاسة اعلى صفة قيادة لمن تشترك معهم عرضيا في المقام
واما الولاية في فهمها الديني هي صفة الاحاطة بمن دونها او تحتها

اي الرئاسة متعلقا المكان والولاية متعلقها المقام
وهذا فارق كبير في الفهم الدقي وان صدر من الحلي

والله اعلم

الباحث الطائي

[الهادي]

اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
الاستاذ الفاضل والنابه المحترم الباحث الطائي
جزيت خيرا على هذا التعليق القيم وبارك الله بك

بالنسبة الى النقطة الاولى كان المقصود ان الله يختار ويجتبي خلفاء ويخبر رسوله ليعينهم للناس , ومعلوم ان كلام رسول الله (صلى الله عليه واله ) كلام الله ,لانه لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى, بل حتى لو عينهم رسول الله فان تعينه لاشك انه صادر بامر من الله .

اما النقطة الثانية التي علقت عليها من تعريف المحقق الحلي (رحمة الله عليه)
اقول: التعريف الذي ذكره المحقق الحلي ,متفق عليه من الشيخ المفيد فما دون ؟ فلا اعتقد فات على جميع محققينا ماتفضلت به ,ثم ان الرئاسة التي ذكرت في التعريف مقرونه (بالرئاسة العامة) وهذا ما يجعلها اعم من غيرها, لان كلمة الرئاسة جنس قريب للامامة، والجنس البعيد هو النسبة والرئاسة تدل عليه بالتضمن. وقول المحقق بالعامة تخرج به الخاصة، كولاية قرية وقضاء بلد وغيرها.
ثم انه يمكن ان يقال لك ليس كل ولي رئيس وبالتالي فان وصف الامامة بالرئاسة العامة يكون جامع مانع .

[الباحث الطائي]

السلام عليكم

اشكر الاخ والاستاذ الهادي المحترم على تواصله

نعم استاذنا هو كما تقول - وكيف يمكن تصور ان تمر مثل هكذا مطالب دقيقة على العلامة الحلي وهو استاذها ومن بعده من اخذ منه ثم لا يلتفت الا اليها الباحث الطائي !
ولكن كنت بمحل استثارة الموضوع فأتبعت هذا الاسلوب من العرض - والا عبارة العلامة الحلي في الرئاسة كانت قد تناولت ما يناسب المقام
حيث انه قال : الإمامة كما قال المحقق الحلي (رحمة الله وبركاته )هي رئاسة عامة لشخص من الأشخاص بحق الأصل لا نياب من غير هو في دار التكليف).

واقول : عبارة " بحق الاصل لا نياب من غير هو في دار التكليف " هو ما اعطاها الصفة التي تستحق مقام الولاية او الحجية التي اساسها تكويني لا اعتباري

وما ذكرته من ردي هو فقط تغيير الصطلح بغيره مع الحفاظ على ابقاء المعنى المطلوب والمتصور . ولعل التعبير القرآني يسمي هذا الرئيس بما له من مقام بالولي


ولكن يبقى لعله سؤال يحتاج مزيد توضيح من جنابكم - هو ماذا تقصدون انه يمكن تصور ان تكون ولاية بدون رئاسة ( اذا كان هنا مطلبكم متعلق ليس بظاهر الامور بل بعموم المراتب )

وشكرا لكم

[الهادي]

اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين

الاخ الفاضل لااختلف معك ابدا

لكن انت تعلم ان الولاية شأن من شؤون الرئاسة ,وهذا ما يجعل الرئاسة اعم من الولاية .

اما بخصوص سؤالك (ليس كل ولي رئيس) فالقران يذكر ان المؤمنين بعضهم اولياء بعض بدليل قوله تعالى{وَالْمُؤْمِنُونَوَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } فليس معناه ان بعضهم رئيس على بعض.

وشكرا لك

[الباحث الطائي]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم شيخنا الهادي
سيدي الكريم اقتبس من جوابكم الاخير : اما بخصوص سؤالك (ليس كل ولي رئيس) فالقران يذكر ان المؤمنين بعضهم اولياء بعض بدليل قوله تعالى{وَالْمُؤْمِنُونَوَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } فليس معناه ان بعضهم رئيس على بعض.


واقول : انت كما تعلم ان كلمة الولي لها معاني - مراتب من الفهم
وهذا الذي ذهبت اليه صحيح , وانقل لك على سبيل المثال ما جاء في تفسير الميزان بخصوصه كما ادناه :


قوله تعالى: «و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض» إلى آخر الآية.
ثم وصف الله سبحانه حال المؤمنين عامة محاذاة لما وصف به المنافقين فقال: «و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض» ليدل بذلك على أنهم مع كثرتهم و تفرقهم من حيث العدد و من الذكورة و الأنوثة ذوو كينونة واحدة متفقة لا تشعب فيها و لذلك يتولى بعضهم أمر بعض و يدبره.
و لذلك كان يأمر بعضهم بعضا بالمعروف و ينهى بعضهم بعضا عن المنكر فلولاية بعض المجتمع على بعض ولاية سارية في جميع الأبعاض دخل في تصديهم الأمر بالمعروفة و النهي عن المنكر فيما بينهم أنفسهم.

واقول : نعم متفقين هنا ان يكون ولي وليس رئيس
ولكن نحن نتحدث عن مرتبة من الولي هو خليفة وحجة ومنتخب ومصطفى من الله
وهذه نعتقدها مراتب حقيقية في ذات المنتخب ولا تنفصل عنه اي داخلة في سنته التكوينية ان صح التعبير

ولذالك الولي الذي في المرتبة التي تتحدث عنها ويكون بعضهم ولي بعض - هذه كما تعلم داخلة في الولاية التشريعية حدودها
فالمقلد والمرجع الفقيه كلاهما ولي لله - ولكن احدهم تشريعيا سيتراس امر الاخر في الامور الدينية ويترتب عليها الطاعة والانقياد والاتباع او اي مثال اخر يصح في المطلب

اما ولاية الولي الذي بمرتبة الحجة او الخليفة المنتخب من الله فستكون ولاية شرعية وفوق التشريعية - اي ستكون مفروضة وحقه وملزمة لمن امن بها - بل وحتى لمن لم يؤمن بها فيبقى ولاية الولي هنا ثابته عليه ولكن الطرف الاخر سيكون عاصي او جاحد

لذالك قوله تعالى : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون
هنا الولي في المقام الرتبي يختلف عن الولي ومعناه في الاية التي ذكرتموها

ونحن نسال هل يمكن القول هنا : انما رئيسكم الله ورسوله والذين امنوا ...
والجواب ان بالدقة لا تصح - لانه المراتب بالمقام والفهم العرضي يختلف عنه مما في المقام والفهم الطولي الرتبي التنزلي

ففي مثال المؤمنون بعضهم اولياء بعض : قد تكون رئيس علينا لفترة- ثم من الممكن ان يتغير هذا وتكون تحت رئاسة من كنت رئيسه
بينما في مرتبة الامامة والحجة المنخبة والتي نحنن بصددها هذا لا يصح

-----

وقولكم : لكن انت تعلم ان الولاية شأن من شؤون الرئاسة ,وهذا ما يجعل الرئاسة اعم من الولاية

اقول : هنا اي رئاسة ومرتبة من الرئاسة انتم تفترضون انها اعم من الولاية - مزيد توضيح لو تسمحون

ارجوا المعذرة من الاطالة وشكرا لكم

[الهادي]

الاخ الفاضل تعلم بان علمائنا الذين عرفوا الامامة (بانها رئاسة عامة في امور الدين والدينا) , لايقصدون بها الرئاسة الاعتيادية التي يتداولها حكام العالم على بلدانهم وانما يقصدون الرئاسة العامة الالهية كما هو واضح في تعاريفهم
وعرفوا الامامة بالرئاسة بدل من الولاية ,لان الرئاسة جنس قريب للامامة والتعريف بالجنس القريب اتم.
بل حتى علماء الغة قد عرفوا الامامة بالرئاسة, بدليل ماقاله صاحب كتاب المنجد ص 17 قال (الإمامة) :الرئاسة العامة .
وقال صاحب كتاب لسان العرب ج 1، ص .101 : إمام القوم معناه هو المتقدم لهم و يكون الإمام رئيسا كقولك:إمام المسلمين.
ثم ان الولاية لها اكثر من 80 معنى ورد في القران الكريم .
فحينما عرف علماء العامة والخاصة الامامة بالرئاسة العامة في امور الدين والدنيا ولم يعرفوها بالولاية فاختيارهم الرئاسة بدل الولاية اكيد دقيق.

[الباحث الطائي]

بسمه تعالى


اقتباس :

الاخ الفاضل تعلم بان علمائنا الذين عرفوا الامامة (بانها رئاسة عامة في امور الدين والدينا) , لايقصدون بها الرئاسة الاعتيادية التي يتداولها حكام العالم على بلدانهم وانما يقصدون الرئاسة العامة الالهية كما هو واضح في تعاريفهم
وعرفوا الامامة بالرئاسة بدل من الولاية ,لان الرئاسة جنس قريب للامامة والتعريف بالجنس القريب اتم.
بل حتى علماء الغة قد عرفوا الامامة بالرئاسة

----------- ------------ --------------

واقول : احسنت وهو كذالك ان شاء الله - زادك الله علما ونفعاً لنا شيخنا الكريم الهادي المحترم .

والسلام عليكم