بسم الله الرحمن الرحيم
روى العلاّمة المجلسي وغيره أنّه كان عمرُ الإمام الجواد (عليه السلام) عند وفاة أبيه (عليه السلام) تسع سنين ، وقيل : سبع سنين . ولمّا استُشهد أبوه كان في المدينة ، وشكّ بعضُ الشيعة في إمامته ؛ لصغر سنّه حتّى حجّ العُلماء والأفاضل والأشراف وأماثل الشيعة في أطراف العالم ، ثم جاؤوا إلى الإمام (عليه السلام) بعد إتمام مناسكهم ، فزالت شبهاتهم وشكوكهم بعد ما رأوا غزارة علمه وكثرة معاجزه وكراماته ، وأقرّوا بإمامته.
وقد رُوي أنه (عليه السلام) أجاب عن ثلاثين ألف مسألة غامضة في مجلسٍ واحد أو مجالس متوالية.
وأراد المأمون ـ بعد أن أخذ الناس بلومه والطعن عليه ؛ لقتله الإمام الرضا (عليه السلام) ـ أن يدفع تهمة الخطأ والجرم عنه ، فكتب ـ بعدما جاء من خراسان إلى بغداد ـ الى الإمام محمد الجواد (عليه السلام) يدعوه بإعزاز وإكرام ، فلمّا وصل الإمام الجواد ، خرج المأمون يوماً للصيد قبل أن يلقى الإمام ، فاجتاز بطرف البلد ، وهناك صبيان يلعبون ومحمد الجواد (عليه السلام) واقف عندهم ، فلمّا أقبل المأمون فرَّ الصبيان ووقف محمّد الجواد (عليه السلام) وعُمره إذ ذاك تسع سنين ، فلمّا قرُب منه الخليفة نظر إليه ـ وكان الله تعالى ألقى في قلبه مسحة القبول ـ فقال له: ياغلام ما منعك أن لا تفرّ كما فرَّ أصحابُك ؟ فقال له محمّد الجواد (عليه السلام) مُسرعاً: (( يا أمير المؤمنين ، فرَّ أصحابي خوفاً ، والظنّ بك حسن . إنّه لا يفرُّ مِنك مَن لا ذنب له . ولم يكن بالطريق ضيقٌ فانتهي عن أمير المؤمنين )). فأعجب المأمون كلامه وحسن صورته ، فقال: ما اسمُك ياغلام ؟ فقال: (( محمّد بن عليّ الرضا )) . فترحَّم الخليفة على أبيه ، وساق جواده إلى ناحية وجهته
وروى الطبري عن الشلمغاني أنّه قال : حجّ إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر (عليه السلام) . قال إسحاق : فأعددتُ لي في رقعةٍ عشر مسائل لأسأله عنها ، وكان لي حمل . فقلتُ: إذا أجابني عن مسائلي سألتُه أن يدعو الله لي أن يجعله ذكراً ، فلمّا سأله الناس قمت والرقعة معي لأسأله عن مسائلي ، فلمّا نظر إليَّ قال لي : (( يا أبا يعقوب سمّه أحمد )) . فولد لي ذكر وسمّيته أحمد ، فعاش مُدّةً ومات
ومن معاجزه (عليه السلام) ما رواه الشيخ الكليني وغيره عن محمّد بن أبي العلاء أنّه قال : سمعتُ يحيى بن أكثم ـ قاضي سامراء ـ بعدما جهدت به وناظرتُه وحاورتُه ، وواصلتُه وسألته عن عُلوم آل محمّدٍ (ص) فقال : بينا أنا ذات يوم دخلتُ أطوف بقبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فرأيتُ محمّد بن عليّ الرضا (عليه السلام) يطوف به ، فناظرتهُ في مسائل عندي فأخرجها إليّ . فقلتُ له : والله إنّي اُريد أن أسألك مسألة ، والله لأستحي من ذلك . فقال لي : (( أنا اُخبرك قبل أن تسألني ، تسألني عن الإمام ؟ ))
فقلت: هو والله هذا . فقال : (( أنا هو )) . فقلتُ : علامة ؟ فكان في يده عصا فنطقت وقالت: إنّ مولاي إمام هذا الزمان وهو الحجّة
وروى أيضاً بهذا المعنى عُمارة بن زيد أنه قال: رأيت محمّد بن علي (عليهما السلام) فقلت له: يابن رسول الله ما علامة الإمام؟ قال: (( إذا فعل هكذا ، ووضع يده على صخرةٍ فبان أصابعُه فيها ، ورأيتُه يمدّ الحديدة بغير نارٍ ويطبع على الحجارة بخاتَمه)).
وروى إسماعيل بن العبّاس الهاشمي أنّه قال: جئتُ إلى أبي جعفر (عليه السلام) يوم عيد ، فشكوتُ إليه ضيق المعاش ، فرفع المصلّى وأخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها ، فخرجت بها إلى السوق فكان فيها ستة عشر مثقالاً من ذهب
روى العلاّمة المجلسي وغيره أنّه كان عمرُ الإمام الجواد (عليه السلام) عند وفاة أبيه (عليه السلام) تسع سنين ، وقيل : سبع سنين . ولمّا استُشهد أبوه كان في المدينة ، وشكّ بعضُ الشيعة في إمامته ؛ لصغر سنّه حتّى حجّ العُلماء والأفاضل والأشراف وأماثل الشيعة في أطراف العالم ، ثم جاؤوا إلى الإمام (عليه السلام) بعد إتمام مناسكهم ، فزالت شبهاتهم وشكوكهم بعد ما رأوا غزارة علمه وكثرة معاجزه وكراماته ، وأقرّوا بإمامته.
وقد رُوي أنه (عليه السلام) أجاب عن ثلاثين ألف مسألة غامضة في مجلسٍ واحد أو مجالس متوالية.
وأراد المأمون ـ بعد أن أخذ الناس بلومه والطعن عليه ؛ لقتله الإمام الرضا (عليه السلام) ـ أن يدفع تهمة الخطأ والجرم عنه ، فكتب ـ بعدما جاء من خراسان إلى بغداد ـ الى الإمام محمد الجواد (عليه السلام) يدعوه بإعزاز وإكرام ، فلمّا وصل الإمام الجواد ، خرج المأمون يوماً للصيد قبل أن يلقى الإمام ، فاجتاز بطرف البلد ، وهناك صبيان يلعبون ومحمد الجواد (عليه السلام) واقف عندهم ، فلمّا أقبل المأمون فرَّ الصبيان ووقف محمّد الجواد (عليه السلام) وعُمره إذ ذاك تسع سنين ، فلمّا قرُب منه الخليفة نظر إليه ـ وكان الله تعالى ألقى في قلبه مسحة القبول ـ فقال له: ياغلام ما منعك أن لا تفرّ كما فرَّ أصحابُك ؟ فقال له محمّد الجواد (عليه السلام) مُسرعاً: (( يا أمير المؤمنين ، فرَّ أصحابي خوفاً ، والظنّ بك حسن . إنّه لا يفرُّ مِنك مَن لا ذنب له . ولم يكن بالطريق ضيقٌ فانتهي عن أمير المؤمنين )). فأعجب المأمون كلامه وحسن صورته ، فقال: ما اسمُك ياغلام ؟ فقال: (( محمّد بن عليّ الرضا )) . فترحَّم الخليفة على أبيه ، وساق جواده إلى ناحية وجهته
وروى الطبري عن الشلمغاني أنّه قال : حجّ إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر (عليه السلام) . قال إسحاق : فأعددتُ لي في رقعةٍ عشر مسائل لأسأله عنها ، وكان لي حمل . فقلتُ: إذا أجابني عن مسائلي سألتُه أن يدعو الله لي أن يجعله ذكراً ، فلمّا سأله الناس قمت والرقعة معي لأسأله عن مسائلي ، فلمّا نظر إليَّ قال لي : (( يا أبا يعقوب سمّه أحمد )) . فولد لي ذكر وسمّيته أحمد ، فعاش مُدّةً ومات
ومن معاجزه (عليه السلام) ما رواه الشيخ الكليني وغيره عن محمّد بن أبي العلاء أنّه قال : سمعتُ يحيى بن أكثم ـ قاضي سامراء ـ بعدما جهدت به وناظرتُه وحاورتُه ، وواصلتُه وسألته عن عُلوم آل محمّدٍ (ص) فقال : بينا أنا ذات يوم دخلتُ أطوف بقبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فرأيتُ محمّد بن عليّ الرضا (عليه السلام) يطوف به ، فناظرتهُ في مسائل عندي فأخرجها إليّ . فقلتُ له : والله إنّي اُريد أن أسألك مسألة ، والله لأستحي من ذلك . فقال لي : (( أنا اُخبرك قبل أن تسألني ، تسألني عن الإمام ؟ ))
فقلت: هو والله هذا . فقال : (( أنا هو )) . فقلتُ : علامة ؟ فكان في يده عصا فنطقت وقالت: إنّ مولاي إمام هذا الزمان وهو الحجّة
وروى أيضاً بهذا المعنى عُمارة بن زيد أنه قال: رأيت محمّد بن علي (عليهما السلام) فقلت له: يابن رسول الله ما علامة الإمام؟ قال: (( إذا فعل هكذا ، ووضع يده على صخرةٍ فبان أصابعُه فيها ، ورأيتُه يمدّ الحديدة بغير نارٍ ويطبع على الحجارة بخاتَمه)).
وروى إسماعيل بن العبّاس الهاشمي أنّه قال: جئتُ إلى أبي جعفر (عليه السلام) يوم عيد ، فشكوتُ إليه ضيق المعاش ، فرفع المصلّى وأخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها ، فخرجت بها إلى السوق فكان فيها ستة عشر مثقالاً من ذهب
تعليق