بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الوقوف على هوية الغيبة، وأنّها ليست أكثر من استتار العنوان فقط، يتضح أنّ الإمام حاضر بوجوده المبارك في الوسط الشيعي، وأنّه يمشي في الطرقات ويدخل في الدور، ويجول في شرق الأرض وغربها، ويسمع الكلام، ويسلّم على الجماعة ويرى ولا يرى...([1]) وعلى هذا الأساس فهو حاضر ببركاته وفيوضاته بيننا، وحيث لا يمكننا الإحاطة بفوائد وجوده المبارك، إلاّ أنّه يمكن أن نستخلص بعض منافعه وبركاته وآثاره علينا في هذا العصر. كما في الرواية عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حين سأله جابر بن عبدالله الأنصاري: هل ينتفع الشيعة بالقائم في غيبته؟
«فقال: إي والذي بعثني بالنبّوة، إنّهم لينتفعون به، ويستهنئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جلّلها السحاب»([2]). ومن هذه المنافع هي:
أولاً: دفع العذاب:
ويمكن استيحاء هذه المفردة من نصوص روائية متظافرة من قبيل «لولا الحجّة لساخت الأرض بأهلها»، وغيرها ممّا يشاركها في المضمون، إلاّ أنّ السؤال الذي يطرح نفسه في المقام هو: أي عذاب يدفعه الإمام؟
أقسام العذاب:
ولكي تكون الاجابة واضحة لا لبس فيها نقول: إنّ العذاب ينقسم إلى قسمين:
1 ـ العذاب الذي يبيد البشرية بأسرها، ويسمّى عذاب الاستئصال، كالطوفان والخسف ونحوها، كما حصل في الاُمم السابقة.2 ـ العذاب التأديبي الذي لا يستأصل البشرية بكاملها، من قبيل الأمراض كالإيدز مثلاً، أو عذاب الطغاة والظالمين، ونحوهما مما لا يقضي على كل البشر.والروايات التي قاربت مهمّة الإمام (الحجّة) التي جاءت بلسان «لولا الحجّة لساخت الأرض» تشير إلى المعنى الأوّل من العذاب، وهو عذاب الاستئصال الذي يقضي على البشرية كاملاً، وقد أضاء القرآن الكريم جوانب هذه الحقيقة، كاشفاً عن دور الحجة في الأرض، كما في قوله تعالى: (وَما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )([3])، فالآية المباركة تعتبر الرسول(صلى الله عليه وآله) المصدر الأوّل للأمان، ومن الواضح أنّ ذكر الرسول(صلى الله عليه وآله) باعتبار وجوده هو حجة الله في أرضه، وبذلك يشمل أهل البيت(عليهم السلام) كل أمان للناس في زمان، وعلى هذا الأساس يكون الإمام المهدي(عليه السلام) مصدر الأمان في فترة وجوده وإمامته.
وأشار القرآن الكريم مرةً اُخرى لدور الحجة والخليفة في درء الفساد، كما هو واضح من اعتراض الملائكة على جعل الله تعالى للخليفة، كما في قوله تعالى: (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ )([4])، ولا ريب أنّ اعتراض الملائكة لا يتوجه على العذاب وسفك الدماء الجزئي الذي يقابل الخير الكثير، وإنّما كان اعتراضهم ينحصر في العذاب الكامل أو الأكثر، ولذا جاء الجواب من الباري تعالى: (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ )(3) في إشارة منه تعالى إلى دور الخليفة في منع العذاب الكامل.
.......................................
[1] ـ الغيبة للنعماني : 72، 73.[2] ـ إلزام الناصب: 1/378، كمال الدين: 1/253/3، عنه البحار: 52/93 .[3] ـ الأنفال: 33.[4] و 3 ـ البقرة: 30.
بعد الوقوف على هوية الغيبة، وأنّها ليست أكثر من استتار العنوان فقط، يتضح أنّ الإمام حاضر بوجوده المبارك في الوسط الشيعي، وأنّه يمشي في الطرقات ويدخل في الدور، ويجول في شرق الأرض وغربها، ويسمع الكلام، ويسلّم على الجماعة ويرى ولا يرى...([1]) وعلى هذا الأساس فهو حاضر ببركاته وفيوضاته بيننا، وحيث لا يمكننا الإحاطة بفوائد وجوده المبارك، إلاّ أنّه يمكن أن نستخلص بعض منافعه وبركاته وآثاره علينا في هذا العصر. كما في الرواية عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حين سأله جابر بن عبدالله الأنصاري: هل ينتفع الشيعة بالقائم في غيبته؟
«فقال: إي والذي بعثني بالنبّوة، إنّهم لينتفعون به، ويستهنئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جلّلها السحاب»([2]). ومن هذه المنافع هي:
أولاً: دفع العذاب:
ويمكن استيحاء هذه المفردة من نصوص روائية متظافرة من قبيل «لولا الحجّة لساخت الأرض بأهلها»، وغيرها ممّا يشاركها في المضمون، إلاّ أنّ السؤال الذي يطرح نفسه في المقام هو: أي عذاب يدفعه الإمام؟
أقسام العذاب:
ولكي تكون الاجابة واضحة لا لبس فيها نقول: إنّ العذاب ينقسم إلى قسمين:
1 ـ العذاب الذي يبيد البشرية بأسرها، ويسمّى عذاب الاستئصال، كالطوفان والخسف ونحوها، كما حصل في الاُمم السابقة.2 ـ العذاب التأديبي الذي لا يستأصل البشرية بكاملها، من قبيل الأمراض كالإيدز مثلاً، أو عذاب الطغاة والظالمين، ونحوهما مما لا يقضي على كل البشر.والروايات التي قاربت مهمّة الإمام (الحجّة) التي جاءت بلسان «لولا الحجّة لساخت الأرض» تشير إلى المعنى الأوّل من العذاب، وهو عذاب الاستئصال الذي يقضي على البشرية كاملاً، وقد أضاء القرآن الكريم جوانب هذه الحقيقة، كاشفاً عن دور الحجة في الأرض، كما في قوله تعالى: (وَما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )([3])، فالآية المباركة تعتبر الرسول(صلى الله عليه وآله) المصدر الأوّل للأمان، ومن الواضح أنّ ذكر الرسول(صلى الله عليه وآله) باعتبار وجوده هو حجة الله في أرضه، وبذلك يشمل أهل البيت(عليهم السلام) كل أمان للناس في زمان، وعلى هذا الأساس يكون الإمام المهدي(عليه السلام) مصدر الأمان في فترة وجوده وإمامته.
وأشار القرآن الكريم مرةً اُخرى لدور الحجة والخليفة في درء الفساد، كما هو واضح من اعتراض الملائكة على جعل الله تعالى للخليفة، كما في قوله تعالى: (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ )([4])، ولا ريب أنّ اعتراض الملائكة لا يتوجه على العذاب وسفك الدماء الجزئي الذي يقابل الخير الكثير، وإنّما كان اعتراضهم ينحصر في العذاب الكامل أو الأكثر، ولذا جاء الجواب من الباري تعالى: (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ )(3) في إشارة منه تعالى إلى دور الخليفة في منع العذاب الكامل.
.......................................
[1] ـ الغيبة للنعماني : 72، 73.[2] ـ إلزام الناصب: 1/378، كمال الدين: 1/253/3، عنه البحار: 52/93 .[3] ـ الأنفال: 33.[4] و 3 ـ البقرة: 30.
تعليق