اخواني اخواتي هذه القصه الكامله للاحداث التي وقعت بعد معركة الطف والتي وقعت بها انتفاضة المختار الثقفي{رضي الله عنه} ارجو من الاخوه بالاداره تثبيت هذا الموضوع لانه يجب الاطلاع عليه من كل موالي ومواليه ولكم الاجر وتقبلو تحاتي اخوكم حيـدر ذو الفقار الدراجي _بغداد العراق.
التجارب فحنّكته ، ولابس الخطوب فهذّبته .
المختار بن أبي عبيدة بن مسعود الثقفي .
ولادته :
ولد المختار في السنة الأُولى من الهجرة بمدينة الطائف .
نشأته :
نشأ المختار مقداماً شجاعاً ، يتعاطى معالي الأُمور ، وكان ذا عقل وافر
، وجواب حاضر ، وخلال مأثورة ، ونفس بالسخاء موفورة ، وفطرة تدرك الأشياء
بفراستها ، وهمّة تعلو على الفراقد بنفاستها ، وحدس مصيب ، وكفٍّ في
الحروب مجيب ، مارس
أقوال الأئمة ( عليهم السلام ) فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت ، حتّى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين ( عليه السلام )) (1) .
2ـ قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( لا تسبّوا المختار ، فإنّه قتل قتلتنا ، وطلب بثأرنا ، وزوّج أراملنا ، وقسّم فينا المال على العسرة ) (2) .
3ـ قال عمر بن علي بن الحسين : ( إنّ علي بن الحسين ( عليهما
السلام ) لمّا أتي برأس عبيد الله بن زياد ، ورأس عمر بن سعد فخرّ ساجداً
وقال : الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من أعدائي ، وجزى الله المختار خيراً ) (3) .
سجنه :
تعرف في المختار شمائل النخوة والإباء ورفض الظلم ، ويرى فيه مواقف
الشجاعة والتحدّي أحياناً ، وهذا أشدّ ما تخشاه السلطات الأُموية ، فألقت
القبض عليه ، وأودعته في سجن عبيد الله بن زياد في الكوفة .
وكان هذا تمهيداً لتصفية القوى والشخصيات المعارضة ، والتفرّغ لإبادة أهل البيت بعد ذلك حيث لا أنصار لهم ولا أتباع .
وتقتضي المشيئة الإلهية أن يلتقي المختار في السجن بميثم التمّار ـ
هذا المؤمن الصالح ، الذي أخذ علومه من الإمام علي ( عليه السلام ) ـ
فيبشّره بقوله : إنّك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين ( عليه السلام ) ،
فتقتل هذا الجبّار الذي نحن في سجنه ـ أي ابن زياد ـ وتطأ بقدمك هذا على
جبهته وخدَّيه (4) .
ولم تطل الأيّام حتّى دعا عبيد الله بن زياد بالمختار من سجنه
ليقتله ، وإذا برسالة من يزيد بن معاوية تصل إلى ابن زياد ، يأمره فيها
بإخراج المختار من السجن ، وذلك أنّ أُخت المختار كانت زوجة عبد الله بن
عمر ، فسألت زوجها أن يشفع لأخيها إلى يزيد ، فشفع فأمضى يزيد شفاعته ،
فكتب بإخراج المختار .
ثورته :
أوجدت ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ردود فعل كبيرة في صفوف
الأُمّة الإسلامية ، فتوالت الحركات الثورية مقاومة التسلّط البغيض للزمرة
الظالمة الأُموية ، وعلى إضعافها .
فحدثت ثورة التوّابين ، بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ، والمسيّب
بن نجبة الفزاري بالكوفة ، ورفعوا شعار التوبة والتكفير ، لتخلّفهم عن
نصرة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ثمّ وقعت ثورة المختار الثقفي ، تحت
شعار : ( يا لثارات الحسين ) .
فأخذ المختار يقتل كلّ من اشترك في قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) من أهل الكوفة .
حرقه لحرملة :
قال المنهال : دخلت على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قبل انصرافي من مكّة ، فقال لي : ( يا منهال ، ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ) ؟ فقلت : تركته حيّاً بالكوفة ، فرفع يديه جميعاً ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( اللهُمّ أَذِقْه حرَّ الحديد ، اللهمّ أذِقْه حرّ الحديد ، اللهمّ أذِقْه حرَّ النار ) .
قال المنهال : فقدمت الكوفة ، وقد ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي
، وكان صديقاً لي ، فركبت إليه ولقيته خارجاً من داره ، فقال : يا منهال ،
لم تأتنا في ولايتنا هذه ، ولم تهنّئنا بها ، ولم تشركنا فيها ؟! فأعلمته
أنّي كنت بمكّة ، وأنّي قد جئتك الآن .
وسايرته ونحن نتحدّث حتّى أتى الكناسة ، فوقف وقوفاً كأنّه ينظر
شيئاً ، وقد كان أُخبر بمكان حرملة فوجّه في طلبه ، فلم يلبث أن جاء قوم
يركضون ، حتّى قالوا : أيُّها الأمير البشارة ، قد أُخذ حرملة بن كاهل !
فما لبثنا أن جيء به ، فلمّا نظر إليه المختار قال لحرملة :
الحمد لله الذي مكّنني منك ، ثمّ قال : النار النار ، فأُتي بنار وقصب ،
فأُلقي عليه فاشتعل فيه النار .
قال المنهال : فقلت : سبحان الله ! فقال لي : يا منهال ، إنّ
التسبيح لحسن ، ففيم سبّحت ؟ قلت : أيّها الأمير ، دخلت في سفرتي هذه –
وقد كنت منصرفاً من مكّة – على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال لي :
( يا منهال ، ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ) ؟ فقلت : تركته حيّاً بالكوفة ، فرفع يديه جميعاً فقال : ( اللهمّ أذِقْه حرَّ الحديد ، اللهمّ أذِقْه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقْه حرّ النار ) .
فقال لي المختار : أسمعت علي بن الحسين يقول هذا ؟! فقلت : والله
لقد سمعته يقول هذا ، فنزل عن دابّته وصلّى ركعتين فأطال السجود ، ثمّ ركب
وقد احترق حرملة (5) .
إرساله جيشاً لمقاتلة عبيد الله بن زياد :
شيّع المختارُ إبراهيمَ بن مالك الأشتر ماشياً يبعثه إلى قتال عبيد
الله بن زياد ، فقال له إبراهيم : اركب رحمك الله ، فقال المختار : إنّي
لأحتسب الأجر في خطاي معك ، وأحبُّ أن تغبرَّ قدماي في نصر آل محمّد (
صلّى الله عليه وآله ) .
ثمّ ودّعه وانصرف ، فسار ابن الأشتر إلى المدائن يريد ابن زياد ،
ثمّ نزل نهر الخازر بالموصل شمال العراق ، وكان الملتقى هناك ، فحضّ ابن
الأشتر أصحابه خاطباً فيهم : يا أهل الحقّ وأنصار الدين ، هذا ابن زياد
قاتل حسين بن علي وأهل بيته ، قد أتاكم الله به وبحزبه حزب الشيطان ،
فقاتلوهم بنية وصبر ، لعلّ الله يقتله بأيديكم ويشفي صدوركم .
وتزاحفوا ، ونادى أهل العراق : يا لثارات الحسين ، فجال أصحاب
ابن الأشتر جولة ، وحمل ابن الأشتر يميناً فخالط القلب ، وكسرهم أهل
العراق فركبوهم يقتلونهم ، فانجلت الغمّة وقد قتل عبيد الله بن زياد ،
وحصين بن نمير ، وشرحبيل بن ذي الكلاع ، وأعيان أصحابهم .
وأمر إبراهيم بن الأشتر أن يطلب أصحابه ابن زياد ، فجاء رجل فنزع
خفَّيه وتأمّله ، فإذا هو ابن زياد على ما وصف ابن الأشتر ، فاجتزّ رأسه ،
واستوقدوا عامّة الليل بجسده ، ثمّ بعث إبراهيم بن الأشتر برأس ابن زياد
ورؤوس أعيانه إلى المختار .
فجاءوا بالرؤوس والمختار يتغدّى ، فأُلقيت بين يديه ، فقال :
الحمد لله ربّ العالمين ! فقد وضع رأس الحسين بن علي ( عليهما السلام )
بين يدي ابن زياد لعنه الله وهو يتغدّى ، وأُتيت برأس ابن زياد وأنا
أتغدّى !.
فلمّا فرغ المختار من الغداء قام فوطئ وجه ابن زياد بنعله ، ثمّ
رمى بالنعل إلى مولىً له وقال له : اغسلها فإنّي وضعتها على وجه نجس كافر
.
ثمّ بعث المختار برأس ابن زياد إلى محمّد بن الحنفية وإلى الإمام
زين العابدين ( عليه السلام ) ، فأُدخل عليه وهو يتغدّى ، فقال ( عليه
السلام ) : ( أُدخلت على ابن زياد ـ أي حينما أُسر وجيء به إلى
الكوفة ـ وهو يتغدّى ، ورأسُ أبي بين يديه ، فقلت : اللهمّ لا تمتني حتّى
تريني رأس ابن زياد وأنا أتغدّى ، فالحمد لله الذي أجاب دعوتي ) (6) .
قتله لعمر بن سعد :
كان المختار قد سئل في أمان عمر بن سعد ، فآمنه على شرط ألاّ يخرج من الكوفة ، فإن خرج منها هدر دمه .
فقال رجل لعمر بن سعد : إنّي سمعت المختار يحلف ليقتلنّ رجلاً ،
والله ما أحسبه غيرك ! فلمّا سمع ذلك خرج عمر حتّى أتى الحمّام ـ الذي
سمّي فيما بعد بحمّام عمر ـ فقيل له : أترى هذا يخفى على المختار ! فرجع
ليلاً ، ثمّ أرسل ولده حفصاً إلى المختار الذي دعا أبا عمرة وبعث معه
رجلين ، فجاءوا برأس عمر بن سعد فتأسّف حفص وتمنّى أن يكون مكان أبيه ،
فصاح المختار يا أبا عمرة ، ألحقه به ، فقتله .
فقال المختار بعد ذلك : عمر بالحسين ، وحفص بعلي بن الحسين ـ أي علي الأكبر ـ ولا سواء !
واشتدّ أمر المختار بعد قتل ابن زياد ، وأخاف الوجوه ، وكان يقول :
لا يسوغ لي طعام ولا شراب حتّى أقتل قتلة الحسين بن علي ( عليهما السلام )
وأهل بيته ، وما من ديني أترك أحداً منهم حيّاً .
وقال : أعلموني من شرك في دم الحسين وأهل بيته ( عليهم السلام )
، فلم يكن يأتونه برجل فيشهدون أنّه من قتلة الحسين أو ممّن أعان عليه ،
إلاّ قتله .
شهادته :
استشهد ( رضي الله عنه ) في الرابع عشر من شهر رمضان 67 هـ ، بعدما
قاتل مصعب بن الزبير وجيشه أشد قتال ، حيث بعثه أخوه عبد الله بن الزبير
إلى العراق للانتقام من المختار .
ـــــــــ
1ـ اختيار معرفة الرجال 1 / 341 .
2ـ المصدر السابق 1 / 340 .
3ـ المصدر السابق 1 / 342 .
4ـ الإرشاد 1 / 325 .
5ـ اللهوف في قتلى الطفوف : 196 .
6ـ الأمالي للشيخ الطوسي : 242 .
التجارب فحنّكته ، ولابس الخطوب فهذّبته .
المختار بن أبي عبيدة بن مسعود الثقفي .
ولادته :
ولد المختار في السنة الأُولى من الهجرة بمدينة الطائف .
نشأته :
نشأ المختار مقداماً شجاعاً ، يتعاطى معالي الأُمور ، وكان ذا عقل وافر
، وجواب حاضر ، وخلال مأثورة ، ونفس بالسخاء موفورة ، وفطرة تدرك الأشياء
بفراستها ، وهمّة تعلو على الفراقد بنفاستها ، وحدس مصيب ، وكفٍّ في
الحروب مجيب ، مارس
أقوال الأئمة ( عليهم السلام ) فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت ، حتّى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين ( عليه السلام )) (1) .
2ـ قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( لا تسبّوا المختار ، فإنّه قتل قتلتنا ، وطلب بثأرنا ، وزوّج أراملنا ، وقسّم فينا المال على العسرة ) (2) .
3ـ قال عمر بن علي بن الحسين : ( إنّ علي بن الحسين ( عليهما
السلام ) لمّا أتي برأس عبيد الله بن زياد ، ورأس عمر بن سعد فخرّ ساجداً
وقال : الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من أعدائي ، وجزى الله المختار خيراً ) (3) .
سجنه :
تعرف في المختار شمائل النخوة والإباء ورفض الظلم ، ويرى فيه مواقف
الشجاعة والتحدّي أحياناً ، وهذا أشدّ ما تخشاه السلطات الأُموية ، فألقت
القبض عليه ، وأودعته في سجن عبيد الله بن زياد في الكوفة .
وكان هذا تمهيداً لتصفية القوى والشخصيات المعارضة ، والتفرّغ لإبادة أهل البيت بعد ذلك حيث لا أنصار لهم ولا أتباع .
وتقتضي المشيئة الإلهية أن يلتقي المختار في السجن بميثم التمّار ـ
هذا المؤمن الصالح ، الذي أخذ علومه من الإمام علي ( عليه السلام ) ـ
فيبشّره بقوله : إنّك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين ( عليه السلام ) ،
فتقتل هذا الجبّار الذي نحن في سجنه ـ أي ابن زياد ـ وتطأ بقدمك هذا على
جبهته وخدَّيه (4) .
ولم تطل الأيّام حتّى دعا عبيد الله بن زياد بالمختار من سجنه
ليقتله ، وإذا برسالة من يزيد بن معاوية تصل إلى ابن زياد ، يأمره فيها
بإخراج المختار من السجن ، وذلك أنّ أُخت المختار كانت زوجة عبد الله بن
عمر ، فسألت زوجها أن يشفع لأخيها إلى يزيد ، فشفع فأمضى يزيد شفاعته ،
فكتب بإخراج المختار .
ثورته :
أوجدت ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ردود فعل كبيرة في صفوف
الأُمّة الإسلامية ، فتوالت الحركات الثورية مقاومة التسلّط البغيض للزمرة
الظالمة الأُموية ، وعلى إضعافها .
فحدثت ثورة التوّابين ، بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ، والمسيّب
بن نجبة الفزاري بالكوفة ، ورفعوا شعار التوبة والتكفير ، لتخلّفهم عن
نصرة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ثمّ وقعت ثورة المختار الثقفي ، تحت
شعار : ( يا لثارات الحسين ) .
فأخذ المختار يقتل كلّ من اشترك في قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) من أهل الكوفة .
حرقه لحرملة :
قال المنهال : دخلت على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قبل انصرافي من مكّة ، فقال لي : ( يا منهال ، ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ) ؟ فقلت : تركته حيّاً بالكوفة ، فرفع يديه جميعاً ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( اللهُمّ أَذِقْه حرَّ الحديد ، اللهمّ أذِقْه حرّ الحديد ، اللهمّ أذِقْه حرَّ النار ) .
قال المنهال : فقدمت الكوفة ، وقد ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي
، وكان صديقاً لي ، فركبت إليه ولقيته خارجاً من داره ، فقال : يا منهال ،
لم تأتنا في ولايتنا هذه ، ولم تهنّئنا بها ، ولم تشركنا فيها ؟! فأعلمته
أنّي كنت بمكّة ، وأنّي قد جئتك الآن .
وسايرته ونحن نتحدّث حتّى أتى الكناسة ، فوقف وقوفاً كأنّه ينظر
شيئاً ، وقد كان أُخبر بمكان حرملة فوجّه في طلبه ، فلم يلبث أن جاء قوم
يركضون ، حتّى قالوا : أيُّها الأمير البشارة ، قد أُخذ حرملة بن كاهل !
فما لبثنا أن جيء به ، فلمّا نظر إليه المختار قال لحرملة :
الحمد لله الذي مكّنني منك ، ثمّ قال : النار النار ، فأُتي بنار وقصب ،
فأُلقي عليه فاشتعل فيه النار .
قال المنهال : فقلت : سبحان الله ! فقال لي : يا منهال ، إنّ
التسبيح لحسن ، ففيم سبّحت ؟ قلت : أيّها الأمير ، دخلت في سفرتي هذه –
وقد كنت منصرفاً من مكّة – على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال لي :
( يا منهال ، ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ) ؟ فقلت : تركته حيّاً بالكوفة ، فرفع يديه جميعاً فقال : ( اللهمّ أذِقْه حرَّ الحديد ، اللهمّ أذِقْه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقْه حرّ النار ) .
فقال لي المختار : أسمعت علي بن الحسين يقول هذا ؟! فقلت : والله
لقد سمعته يقول هذا ، فنزل عن دابّته وصلّى ركعتين فأطال السجود ، ثمّ ركب
وقد احترق حرملة (5) .
إرساله جيشاً لمقاتلة عبيد الله بن زياد :
شيّع المختارُ إبراهيمَ بن مالك الأشتر ماشياً يبعثه إلى قتال عبيد
الله بن زياد ، فقال له إبراهيم : اركب رحمك الله ، فقال المختار : إنّي
لأحتسب الأجر في خطاي معك ، وأحبُّ أن تغبرَّ قدماي في نصر آل محمّد (
صلّى الله عليه وآله ) .
ثمّ ودّعه وانصرف ، فسار ابن الأشتر إلى المدائن يريد ابن زياد ،
ثمّ نزل نهر الخازر بالموصل شمال العراق ، وكان الملتقى هناك ، فحضّ ابن
الأشتر أصحابه خاطباً فيهم : يا أهل الحقّ وأنصار الدين ، هذا ابن زياد
قاتل حسين بن علي وأهل بيته ، قد أتاكم الله به وبحزبه حزب الشيطان ،
فقاتلوهم بنية وصبر ، لعلّ الله يقتله بأيديكم ويشفي صدوركم .
وتزاحفوا ، ونادى أهل العراق : يا لثارات الحسين ، فجال أصحاب
ابن الأشتر جولة ، وحمل ابن الأشتر يميناً فخالط القلب ، وكسرهم أهل
العراق فركبوهم يقتلونهم ، فانجلت الغمّة وقد قتل عبيد الله بن زياد ،
وحصين بن نمير ، وشرحبيل بن ذي الكلاع ، وأعيان أصحابهم .
وأمر إبراهيم بن الأشتر أن يطلب أصحابه ابن زياد ، فجاء رجل فنزع
خفَّيه وتأمّله ، فإذا هو ابن زياد على ما وصف ابن الأشتر ، فاجتزّ رأسه ،
واستوقدوا عامّة الليل بجسده ، ثمّ بعث إبراهيم بن الأشتر برأس ابن زياد
ورؤوس أعيانه إلى المختار .
فجاءوا بالرؤوس والمختار يتغدّى ، فأُلقيت بين يديه ، فقال :
الحمد لله ربّ العالمين ! فقد وضع رأس الحسين بن علي ( عليهما السلام )
بين يدي ابن زياد لعنه الله وهو يتغدّى ، وأُتيت برأس ابن زياد وأنا
أتغدّى !.
فلمّا فرغ المختار من الغداء قام فوطئ وجه ابن زياد بنعله ، ثمّ
رمى بالنعل إلى مولىً له وقال له : اغسلها فإنّي وضعتها على وجه نجس كافر
.
ثمّ بعث المختار برأس ابن زياد إلى محمّد بن الحنفية وإلى الإمام
زين العابدين ( عليه السلام ) ، فأُدخل عليه وهو يتغدّى ، فقال ( عليه
السلام ) : ( أُدخلت على ابن زياد ـ أي حينما أُسر وجيء به إلى
الكوفة ـ وهو يتغدّى ، ورأسُ أبي بين يديه ، فقلت : اللهمّ لا تمتني حتّى
تريني رأس ابن زياد وأنا أتغدّى ، فالحمد لله الذي أجاب دعوتي ) (6) .
قتله لعمر بن سعد :
كان المختار قد سئل في أمان عمر بن سعد ، فآمنه على شرط ألاّ يخرج من الكوفة ، فإن خرج منها هدر دمه .
فقال رجل لعمر بن سعد : إنّي سمعت المختار يحلف ليقتلنّ رجلاً ،
والله ما أحسبه غيرك ! فلمّا سمع ذلك خرج عمر حتّى أتى الحمّام ـ الذي
سمّي فيما بعد بحمّام عمر ـ فقيل له : أترى هذا يخفى على المختار ! فرجع
ليلاً ، ثمّ أرسل ولده حفصاً إلى المختار الذي دعا أبا عمرة وبعث معه
رجلين ، فجاءوا برأس عمر بن سعد فتأسّف حفص وتمنّى أن يكون مكان أبيه ،
فصاح المختار يا أبا عمرة ، ألحقه به ، فقتله .
فقال المختار بعد ذلك : عمر بالحسين ، وحفص بعلي بن الحسين ـ أي علي الأكبر ـ ولا سواء !
واشتدّ أمر المختار بعد قتل ابن زياد ، وأخاف الوجوه ، وكان يقول :
لا يسوغ لي طعام ولا شراب حتّى أقتل قتلة الحسين بن علي ( عليهما السلام )
وأهل بيته ، وما من ديني أترك أحداً منهم حيّاً .
وقال : أعلموني من شرك في دم الحسين وأهل بيته ( عليهم السلام )
، فلم يكن يأتونه برجل فيشهدون أنّه من قتلة الحسين أو ممّن أعان عليه ،
إلاّ قتله .
شهادته :
استشهد ( رضي الله عنه ) في الرابع عشر من شهر رمضان 67 هـ ، بعدما
قاتل مصعب بن الزبير وجيشه أشد قتال ، حيث بعثه أخوه عبد الله بن الزبير
إلى العراق للانتقام من المختار .
ـــــــــ
1ـ اختيار معرفة الرجال 1 / 341 .
2ـ المصدر السابق 1 / 340 .
3ـ المصدر السابق 1 / 342 .
4ـ الإرشاد 1 / 325 .
5ـ اللهوف في قتلى الطفوف : 196 .
6ـ الأمالي للشيخ الطوسي : 242 .
تعليق