بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
كما نعلم أهل الخلاف حرموا البكاء على الميت
ولكن هناك روايات تدل على بكاء النبي محمد (صلِ الله عليه وآله ) ومنها :
1 ـ بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) في مرض سعد بن عبادة
في صحيح مسلم:
عن عبد الله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتى رسول الله(صلِ الله عليه وآله) يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود، فلمّا دخل عليه وجده في غشية، فقال: "أقد قضى؟" قالوا: لا يا رسول الله! فبكى رسول الله(صل الله عليه وآله)، فلمّا رأى القوم بكاء رسول الله(صل الله عليه وآله)بكوا، فقال: "ألا تسمعون؟ إنّ الله لا يعذّب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذّب بهذا (وأشار إلى لسانه) أو يرحم"(1). وشكوى له: أي مرض له. وغشية: ما يغشاه من كرب الموت.
2 ـ بكاء النبي (صلى الله عليه وآله) على إبنه إبراهيم
في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وابن ماجة واللفظ للأوّل:
قال أنس: دخلنا مع رسول الله (صل الله عليه وآله) ... وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلَتْ عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن ابن عوف (رض): وأنت يا رسول الله؟! فقال: "يابن عوف، إنّها رحمة"، ثمّ أتبعها بأخرى فقال (صل الله عليه وآله): "إنّ العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلاّ ما يرضي ربّنا، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون"(2).
وفي سنن ابن ماجة:
عن أنس بن مالك; قال: لماقبض ابراهيم، ابن النبي(صل الله عليه وآله) قال لهم النبي (صل الله عليه وآله): "لا تدرجوه في أكفانه حتى أنظر إليه" فأتاه فانكب عليه، وبكى(3).
وفي سنن الترمذي:
عن جابر بن عبد الله قال: أخذ النبي (صل الله عليه وآله) بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به الى ابنه ابراهيم، فوجده يجود بنفسه فأخذه النبي (صل الله عليه وآله) فوضعه في حجره فبكى، فقال له عبد الرحمن: أتبكي، أوَلم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: "لا، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند مصيبة: خمشِ وجوه وشقِّ جيوب ورنّةِ شيطان"، وفي الحديث كلام أكثر من هذا. قال أبو عيسى هذا حديث حسن(4).
3 ـ بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) على سبطه
جاء في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وسنن النسائي واللفظ للأوّل:
أنّ ابنة النبيّ (صلِ الله عليه وآله) أرسلت اليه: أن ابناً لي قبض فأتنا، فقام ومعه سعد بن عبادة ورجال من أصحابه، فرفع الى رسول الله ونفسه تتقعقع، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنّما يرحم الله من عباده الرحماء"(5).
4 ـ بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) على عمّه حمزة
في طبقات ابن سعد ومغازي الواقدي ومسند أحمد وغيرها واللفظ للأوّل:قال: لمّا سمع رسول الله (صلِ الله عليه وآله) بعد غزوة أُحد البكاء من دور الأنصار على قتلاهم، ذرفت عينا رسول الله (صلِ الله عليه وآله) وبكى، وقال: "لكن، حمزة لا بواكي له"، فسمع ذلك سعد بن معاذ، فرجع الى نساء بني عبد الأشهل فساقهنّ فدعا لهنّ وردّهنّ. فلم تبك امرأة من الأنصار بعد ذلك الى اليوم على ميت، إلاّ بدأت بالبكاء على حمزة، ثمّ بكت على ميّتها(6).
5 ـ بكاء الرسول على الشهداء بغزوة مُؤْتة
في صحيح البخاري: أنّ النبيّ نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم وقال:"أخذ الراية زيد، فأصيب. ثمّ أخذ جعفر، فأصيب. ثمّ أخذ ابن رواحة فأصيب"، وعيناه تذرفان ...(7).
6 ـ بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) على جعفر بن أبي طالب
في الاستيعاب وأُسد الغابة والإصابة وتاريخ ابن الأثير وغيره ما موجزه: لمّا اُصيب جعفر وأصحابه دخل رسول الله (صل الله عليه وآله) بيته وطلب بني جعفر، فشمهم ودمعت عيناه، فقالت زوجته أسماء: بأبي وأمّي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: "نعم أصيبوا هذا اليوم". فقالت أسماء: فقمتُ أصيح وأجمع النساء، ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعمّاه، فقال رسول الله (صل الله عليه وآله): "على مثل جعفر فلتبك البواكي"(8).
7 ـ بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) على أُمّه عند قبرها
في صحيح مسلم ومسند أحمد وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجة واللفظ للأوّل:عن أبي هريرة قال: زار النبي (صل الله عليه وآله) قبر أمّه فبكى وأبكى مَن حوله(9).
.................................................. ...........
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
كما نعلم أهل الخلاف حرموا البكاء على الميت
ولكن هناك روايات تدل على بكاء النبي محمد (صلِ الله عليه وآله ) ومنها :
1 ـ بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) في مرض سعد بن عبادة
في صحيح مسلم:
عن عبد الله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتى رسول الله(صلِ الله عليه وآله) يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود، فلمّا دخل عليه وجده في غشية، فقال: "أقد قضى؟" قالوا: لا يا رسول الله! فبكى رسول الله(صل الله عليه وآله)، فلمّا رأى القوم بكاء رسول الله(صل الله عليه وآله)بكوا، فقال: "ألا تسمعون؟ إنّ الله لا يعذّب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذّب بهذا (وأشار إلى لسانه) أو يرحم"(1). وشكوى له: أي مرض له. وغشية: ما يغشاه من كرب الموت.
2 ـ بكاء النبي (صلى الله عليه وآله) على إبنه إبراهيم
في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وابن ماجة واللفظ للأوّل:
قال أنس: دخلنا مع رسول الله (صل الله عليه وآله) ... وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلَتْ عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن ابن عوف (رض): وأنت يا رسول الله؟! فقال: "يابن عوف، إنّها رحمة"، ثمّ أتبعها بأخرى فقال (صل الله عليه وآله): "إنّ العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلاّ ما يرضي ربّنا، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون"(2).
وفي سنن ابن ماجة:
عن أنس بن مالك; قال: لماقبض ابراهيم، ابن النبي(صل الله عليه وآله) قال لهم النبي (صل الله عليه وآله): "لا تدرجوه في أكفانه حتى أنظر إليه" فأتاه فانكب عليه، وبكى(3).
وفي سنن الترمذي:
عن جابر بن عبد الله قال: أخذ النبي (صل الله عليه وآله) بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به الى ابنه ابراهيم، فوجده يجود بنفسه فأخذه النبي (صل الله عليه وآله) فوضعه في حجره فبكى، فقال له عبد الرحمن: أتبكي، أوَلم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: "لا، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند مصيبة: خمشِ وجوه وشقِّ جيوب ورنّةِ شيطان"، وفي الحديث كلام أكثر من هذا. قال أبو عيسى هذا حديث حسن(4).
3 ـ بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) على سبطه
جاء في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وسنن النسائي واللفظ للأوّل:
أنّ ابنة النبيّ (صلِ الله عليه وآله) أرسلت اليه: أن ابناً لي قبض فأتنا، فقام ومعه سعد بن عبادة ورجال من أصحابه، فرفع الى رسول الله ونفسه تتقعقع، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنّما يرحم الله من عباده الرحماء"(5).
4 ـ بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) على عمّه حمزة
في طبقات ابن سعد ومغازي الواقدي ومسند أحمد وغيرها واللفظ للأوّل:قال: لمّا سمع رسول الله (صلِ الله عليه وآله) بعد غزوة أُحد البكاء من دور الأنصار على قتلاهم، ذرفت عينا رسول الله (صلِ الله عليه وآله) وبكى، وقال: "لكن، حمزة لا بواكي له"، فسمع ذلك سعد بن معاذ، فرجع الى نساء بني عبد الأشهل فساقهنّ فدعا لهنّ وردّهنّ. فلم تبك امرأة من الأنصار بعد ذلك الى اليوم على ميت، إلاّ بدأت بالبكاء على حمزة، ثمّ بكت على ميّتها(6).
5 ـ بكاء الرسول على الشهداء بغزوة مُؤْتة
في صحيح البخاري: أنّ النبيّ نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم وقال:"أخذ الراية زيد، فأصيب. ثمّ أخذ جعفر، فأصيب. ثمّ أخذ ابن رواحة فأصيب"، وعيناه تذرفان ...(7).
6 ـ بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) على جعفر بن أبي طالب
في الاستيعاب وأُسد الغابة والإصابة وتاريخ ابن الأثير وغيره ما موجزه: لمّا اُصيب جعفر وأصحابه دخل رسول الله (صل الله عليه وآله) بيته وطلب بني جعفر، فشمهم ودمعت عيناه، فقالت زوجته أسماء: بأبي وأمّي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: "نعم أصيبوا هذا اليوم". فقالت أسماء: فقمتُ أصيح وأجمع النساء، ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعمّاه، فقال رسول الله (صل الله عليه وآله): "على مثل جعفر فلتبك البواكي"(8).
7 ـ بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) على أُمّه عند قبرها
في صحيح مسلم ومسند أحمد وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجة واللفظ للأوّل:عن أبي هريرة قال: زار النبي (صل الله عليه وآله) قبر أمّه فبكى وأبكى مَن حوله(9).
.................................................. ...........
1- صحيح مسلم 2 : 636 كتاب الجنائز، باب6 .
2- صحيح مسلم 4 : 1808 كتاب الفضائل، باب رحمته بالصبيان والعيال، ح2 ـ وسنن أبي داود 3 : 193 كتاب الجنائز، باب البكاء على الميت ـ وسنن ابن ماجة 1 : 507 كتاب الجنائز، باب53 ح1589 ـ والبخاري 1 : 158 كتاب الجنائز، باب قول النبي (ص): "وإنّا بك لمحزونون".
3- سنن ابن ماجة 1 : 473 كتاب الجنائز، باب ما جاء في النظر الى الميت.4- صحيح الترمذي 4 : 226 كتاب الجنائز، باب الرخصة في البكاء على الميت.
5- صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب قول النبي (ص): "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه" واللفظ له، كتاب المرضى، باب عيادة الصبيان 4 : 3 وفي 4 : 191 منه، كتاب التوحيد، باب انّ رحمة الله قريب من المحسنين ـ وصحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب البكاء على الميت 2 : 636 ح11 ـ وسنن أبي داود، كتاب الجنائز، باب البكاء على الميت 3 : 193 ح3125 ـ وسنن النسائي 4 : 22 كتاب الجنائز، باب الأمر بالاحتساب والصبر، ومسند أحمد 5 : 204 و 206 و 207.
6- أوردناه من ترجمة حمزة في طبقات ابن سعد 3 : 11 ط دار صادر بيروت سنة 1377هـ ـ وأكثر تفصيلا منه في مغازي الواقدي 1 : 315 ـ 317 ـ وبعد امتاع الأسماع 1 : 163 ـ ومسند أحمد 2 : 40 ـ وتاريخ الطبري 2 : 532 ط مصر ـ وسيرة ابن هشام 3 : 50 ـ وأورده ابن عبد البر بايجاز بترجمة حمزة من الاستيعاب، وباختصار أيضاً ابن الأثير بترجمته من اُسد الغابة.
7- صحيح البخاري 2 : 204 كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب خالد ـ والبداية والنهاية لابن كثير 4 : 255 ـ والسنن الكبرى للبيهقي 4 : 70 ـ وأنساب الأشراف 2 : 43 ـ وشرح ابن أبي الحديد 15 : 73.8- راجع ترجمة جعفر من الاستيعاب واُسد الغابة والاصابة وابن الأثير 2 : 90 .
9- في صحيح مسلم 2 : 671 كتاب الجنائز، باب36 ح108 ـ ومسند أحمد 2 : 441 ـ وسنن أبي داود 3 : 218 كتاب الجنائز، باب زيارة القبور ح3234 ـ وسنن النسائي 4 : 90 كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر المشرك ـ وسنن ابن ماجة 1: 501 كتاب الجنائز، باب ما جاء في زيارة قبور المشركين ح1572.يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــع
تعليق