ان صلح الإمام الحسن( عليه السلام) كان الحل الأمثل والمناسب الذي اتخذه للحفاظ على المؤمنين الموالين له من بطش معاوية وجوره. مع العلم إن هؤلاء لم يسلموا أيضا من بطش معاوية وتشريده، رغم الشروط التي اشترطها عليه الإمام الحسن (عليه السلام) .ولكن يبقى سؤال عند البعض يصوغه كالتالي: لماذا لم يقدم الإمام على قتال معاوية والاستشهاد هو وأصحابه ، كما فعل الإمام الحسين (عليه السلام) في ثورته العارمة ضد يزيد لعنة الله عليه.ويمكن أن يكون الجواب عبر احتمالات عديدة منها : أولا: إذا استمر الإمام الحسن عليه السلام بالقتال والاستشهاد هو وأصحابه سوف تخلو الساحة من أتباع أهل البيت المخلصين الذين يوعون الأمة بانحراف ا ل أميةثانيا : إن الصلح مع معاوية سوف يسفر عن وجه معاوية الحقيقي واهدافة الحقيقية المنحرفة ، وهنا ماحصل فعلا بعد نقضه لشروط الصلح مع الإمام .ثالثا: عندما يستمر القهر والاستبداد من آل أمية على الأمة فأنها ستكون مهيأة للتحرك والمواجهة.رابعا : إن الإمام كان يقدر إن الخليفة من بعد معاوية سيكون ابنه يزيد لعنه الله وان يزيد لايملك قدرة أبيه وسلطانه ونفوذه ودهاءه وعقلة السياسي وتظاهرة بالدين فيكون الأمر أيسر في المواجهة .خامسا : إن كثير من أتباع ا ل أمية كان لهم أطماع باستلام الخلافة من بعد معاوية وضد يزيد أمثال زياد ابن أبيه ومروان وابن عثمان ابن عفان . سادسا: ونحن نقرأ النصوص الروائية نستشف منها أن هناك عهدا بين الله تعالى وبين الإمام الحسين (ع) ، هو الذي ساقه الى كربلاء وعطل الخيارات الأخرى. وكان الإمام الحسين (ع) يعبر عن ذلك بقوله أحيانا متحدثا عن بنات الرسالة : (وشاء الله ان يراهُنّ سبايا).سابعا: هناك مئات الكتب التي وصلت إلى الامام الحسين (ع) تستنصره وتستنجد به و(ان اقبل إلينا) و(نحن لك جنود مجندة). فمن جهة يكون هؤلاء قد ألقوا الحجة على إمام زمانهم في وجوب رفع الظلامة عنهم ، ومن جهة أخرى فإنهم قدموا أنفسهم بين يديه جنودا مطيعين بحسب الكتب التي بعثوها.وهذان الجانبان السادس والسابع لم يحصلا مع الإمام الحسن (ع) . فالإمام لم يستنجد به رسميا مثل هذا العدد الكبير الذي ضجّ من جور يزيد وولاته (مع ما كان يعيشه معاوية من جور) ، وكذلك فإن الإمام الحسن (ع) لم يجد من يفدّيه بنفسه ويعده انه سيكون بين يديه جندي مجندا بالعدد الذي كانت عليه الكتب الواصلة للإمام الحسين. والحمد لله رب العالمين
علي عبد الرزاق العظماوي
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الإمامان الحسن والحسين مشروعا استشهاد/ علي عبد الرزاق العظماوي
تقليص
X
تعليق