وهناك آية أُخرى تفسّر لنا معنى التوفّي بوضوح وأنّه ليس بمعنى الموت والفناء، بل الأخذ والقبض أي قبض شيء موجود وأخذ شيء واقعي، يقول سبحانه { الله يتوفّى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها فيمسك الّتي قضى عليها الموتَ ويرسل الأُخرى إلى أجل مسمّى إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون }([1]) فمفاد الآية أنّ الله يقبض الأنفس ويأخذها في مرحلتين: حين الموت وحين النوم ، فما قضى عليها بعدم الرجوع إلى الدنيا أمسكها، ولم يردّها إلى الجسد، وما لم يقض عليها كذلك أرسلها إلى أجل مسمّى . كل ذلك يكشف عن أنّ الموت ليس فناءَ الإنسانِ وآية العدم ، بل هناك انخلاع عن الجسد وارتحال إلى عالم آخر.
د ـ وهناك كلمة قيّمة لأبي الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) توضح هذه الحقيقة إذ قال لأصحابه في يوم عاشوراء: " صبراً يا بني الكرام فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء، إلى الجنان الواسعة والنعم الدائمة فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر، وما هو لأعدائكم إلاّ كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب، إنّ أبي حدّثني عن رسول الله أنّ الدنيا سجن المؤمن، وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ما كذبتُ ولا كُذِّبتُ "([2]).
وفي هذه الآيات غنى وكفاية لثبوت الحياة البرزخية للأنبياء والشهداء والصديقين، بل لغيرهم وقد شهدت بذلك الآيات الكريمة التي لا مجال لنقلها، وهذه الحقيقة ممّا أجمع عليها أئمة أهل السنّة، فهذا الإمام الأشعري يقول: " ومن عقائدنا أنّ الأنبياء (عليهم السلام) أحياءٌ " وقد ألّف كتاباً أسماه "حياة الأنبياء"([3]). فلنقتصربهذا البيان في إثبات الموضوع الأوّل وقد تركنا الاحتجاج على حياتهم بما ورد في السنّة النبويّة وسيوافيك بعضها في المستقبل .
الثاني : الصلة بين الحياة الدنيوية والحياة البرزخية :هذا هو الموضوع الثاني من المواضيع الثلاثة التي يتوقف عليها إثبات ما هو المقصود في هذا الفصل. القولب الحياة البرزخية للأنبياء والصدّيقين لا يفي وحده بما هو المهم هنا ما لم يثبت أنّ هناك صلة بيننا وبينهم في البرزخ، بحيث يسمعوننا ويستطيعون أن يردّوا علينا، وهذا هو الموضوع الثاني الذي أشرنا إليه وهنا نكتفي بأبرز الآيات الواردة في هذاالمضمار التي تدل على إمكان الاتصال بالأرواح المقدسة الموجودة في عالم البرزخ ، وهذا وإن أثبته علم النفس بعد تجارب كثيرة، ولكنّنا أخذنا على أنفسنا أن نستدل بالكتاب والسنّة ، ولو كان هناك شيء في العلم فهو أيضاً يدعم مدلول الكتاب والسنّة.
[1]- الزمر/42
[2] - مصطفى الموسوى: بلاغة الحسين: ص 47
[3]- السبكي:طبقات الشافعية: 3/406
د ـ وهناك كلمة قيّمة لأبي الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) توضح هذه الحقيقة إذ قال لأصحابه في يوم عاشوراء: " صبراً يا بني الكرام فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء، إلى الجنان الواسعة والنعم الدائمة فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر، وما هو لأعدائكم إلاّ كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب، إنّ أبي حدّثني عن رسول الله أنّ الدنيا سجن المؤمن، وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ما كذبتُ ولا كُذِّبتُ "([2]).
وفي هذه الآيات غنى وكفاية لثبوت الحياة البرزخية للأنبياء والشهداء والصديقين، بل لغيرهم وقد شهدت بذلك الآيات الكريمة التي لا مجال لنقلها، وهذه الحقيقة ممّا أجمع عليها أئمة أهل السنّة، فهذا الإمام الأشعري يقول: " ومن عقائدنا أنّ الأنبياء (عليهم السلام) أحياءٌ " وقد ألّف كتاباً أسماه "حياة الأنبياء"([3]). فلنقتصربهذا البيان في إثبات الموضوع الأوّل وقد تركنا الاحتجاج على حياتهم بما ورد في السنّة النبويّة وسيوافيك بعضها في المستقبل .
الثاني : الصلة بين الحياة الدنيوية والحياة البرزخية :هذا هو الموضوع الثاني من المواضيع الثلاثة التي يتوقف عليها إثبات ما هو المقصود في هذا الفصل. القولب الحياة البرزخية للأنبياء والصدّيقين لا يفي وحده بما هو المهم هنا ما لم يثبت أنّ هناك صلة بيننا وبينهم في البرزخ، بحيث يسمعوننا ويستطيعون أن يردّوا علينا، وهذا هو الموضوع الثاني الذي أشرنا إليه وهنا نكتفي بأبرز الآيات الواردة في هذاالمضمار التي تدل على إمكان الاتصال بالأرواح المقدسة الموجودة في عالم البرزخ ، وهذا وإن أثبته علم النفس بعد تجارب كثيرة، ولكنّنا أخذنا على أنفسنا أن نستدل بالكتاب والسنّة ، ولو كان هناك شيء في العلم فهو أيضاً يدعم مدلول الكتاب والسنّة.
[1]- الزمر/42
[2] - مصطفى الموسوى: بلاغة الحسين: ص 47
[3]- السبكي:طبقات الشافعية: 3/406
تعليق