لو لمْ يقُمْ مثلُ الحسين بكربلا
هل لي رفيقٌ في الدُنا وحبيبُ = ومُعالجٌ عرفَ الهوى وطبيبُ
مِنْ بعدِ ما لاحَ المشيبُ بمفرقي = وارتابَ منهُ صاحبٌ وغريبُ
فتحسّرتْ أيامُ عمري بعدما = مرّتْ عليها في الربوعِ خطوبُ
شيبي وأيامُ الشبابِ تنازعا = والعمرُ يمضي ، والمماتُ قريبُ
لم يبقَ إلاّ في الوصالِ صبابةٌ = والنجمُ في وقتِ الصباحِ يغيبُ
أنظُرْ إلى تلك الطلول فلمْ أجدْ = أحداً كأنَّ الذكرياتِ كُروبُ
هذا ترابُ الأرضِ أصبحَ ناعياً = كالقلبِ أيقنَ أنّهُ مَسْلوبُ
الشمسُ فوقَ ربوعِهِ لهابةٌ = والدمعُ مِن قممِ الجبالِ لهيبُ
والنهرُ يستجدي السماءَ بقطرةٍ = ويفيضُ عند سرابِهِ الشُّؤبوبُ
ولكلِّ غصنٍ حسرةٌ وحكايةٌ = وإلى الأماني ينظرُ المحبوبُ
وَلَرُبَّ أغصانٍ خبأنَ حوادثاً = إنّ الطبيعةَ شاهدٌ ورقيبُ
يا أيها الأطلالُ هل شرْعُ الهوى = هجرٌ ومِنْ بعدِ الرحيلِ قُطوبُ
أملي وحلمي في الدُّنا سارا فهلْ = في الناسِ شخصٌ عنهما فيُجيبُ
لا الطيرُ يأتي للربوعِ كعَهْدِهِ = حتى ولا نحو الغصونِ يؤوبُ
إنّي أخافُ على النجومِ مِن الدُّجى = كمْ تاهَ في وسط ِ الظلامِ غريبُ
سِرْ بين أروقةَ السماءِ ولُذْ بها = كلُّ امرىءٍ في يومِهِ مطلوبُ
هزءَ المشيبُ مِن الشبابِ فما لهمْ = غيرُ العفافِ وسيلةٌ ووثوبُ
مابين مفتونٍ بأهواءِ الدُّنا = لا الدينُ يردَعَهُ ولا الترهيبُ
لا تطلبوا بالأمنياتِ حياتَكُمْ = إنّ الأمانيَ بالجلوسِ تخيبُ
كُنْ في الحياةِ مُفكِّراً متأمّلاً = كمْ غابَ فيها ظالمٌ ولبيبُ
لمْ يدركِ العقلُ الفناءِ وإنّما = بين الردى والأمنياتِ حُروبُ
في كلِّ حيِّ للمنايا طلعةٌ = وبكلِّ أرضٍ في العزاءِ نحيبُ
مِن كلِّ رمزٍ في العلومِ ثراثُهُ = تلك التي فيها البيانُ عجيبُ
ولكلِّ نفسٍ موعدُ عند الردى = هيهاتَ ، ليسَ منَ المماتِ هروبُ
قمْ حدّثِ التاريخَ عنْ دورِ البِلى = كمْ كانَ فيها عاجزٌ وطبيبُ
كلُّ المعالمِ في الترابِ تغيّرتْ = إذ ْطالها التسليبُ والتخريبُ
سكتَ البيانُ كأنّما لاقى الردى = وذوى البنانُ كأنهُ معيوبُ
كلٌّ إلى هذا الطريقِ يسوقُهُ = حتفٌ المنيةِ صاغراً وشَعوبُ
يا مُخْمِدَ الأنفاسِ في أوقاتِها = للروحِ في وسطِ السَّماءِ دروبُ
لو لمْ يقُمْ مثلُ الحسين بكربلا = ماثارَ زيدٌ للوغى وخطيبُ
ركبَ الردى بعزيمةٍ جبارةٍ = والموتُ يعدو خلفَهُ ويجوبُ
لم يكترثْ بجموعِ آلِ أميّةٍ = رغمَ الذي بين الصدورِ يذوبُ
حُرٌّ ، أبيٌّ ، قائدٌ مُتمكِّنٌ = بطلٌ ، كميٌّ ، في الوغى ونجيبُ
سبطٌ ، إمامٌ، هاشميٌّ سيّدٌ = شبلٌ النبيُّ المصطفى وربيبُ
تتعاقبُ الأحقابُ حول ضريحهِ = ولهى تطوفُ مع الورى وتلوبُ
فالصبحُ ينعى والمساءُ بخَلْفِهِ = يبكي ، أشدُّ بما أتى يعقوبُ
والأرضُ مِنْ عِظمِ المُصابِ تكدّرتْ = والحقلُ مِن فَرطِ العزاءِ جديبُ
والرُّسلُ مِنْ أرضِ الطفوفِ تعفّرتْ = ولِكَمْ أفادَ الشاهدُ المكروبُ
ومِنَ الجوى بين السّماءِ مآتمٌ = وعلى القلوبِ مِن السهامِ نصيبُ
أعطى ، فأعطتهُ السماءُ معاجزاً = كلُّ أمرىءٍ لفعالِهِ منسوبُ
والفضلُ بالتقوى لِمَنْ طلبَ العُلا = أما النقيضُ فزائلٌ مصلوبُ
يادهرُ إنّ الظالمينَ تفرْعَنوا = والكونُ مِنْ أمثالِهمْ مرعوبُ
وَلّى بهم ريبُ المنونِ وما لهُمْ = في الأرضِ ذكرٌ في السماءِ نصيبُ
ظلّتْ قصورُهُمُ يجولُ بوسطِهِا = ظلمٌ كبيرٌ للورى وعصيبُ
فقصدْتُها والصبحُ في أنوارِهِ = وعليهِ مِنْ حُلَلِ الحياةِ قشيبُ
ناديتُها والرّيحُ بين ربوعِها = وسألتُ : أينَ المجرمُ المطلوبُ
ياأيُّها الوغدُ الذي ظلَمَ الورى = فامكُثْ ، فأنتَ إلى اللظى معصوبُ
وانظُرْ إلى حرمِ الحسينِ فإنّهُ = دربٌ مشى لمقامِهِ أيوبُ
يرجو الشّفاءَ بتربةٍ مِن كربلا = وعليهِ مِن بلوى الحياةِ نُدوبُ
هذا قصيدي للحسينِ وآلِهِ = أنا في هواهُمْ شاعرٌ وأديبُ
أبو حسين الربيعي- 14/2/2013- الخميس – دبي
هل لي رفيقٌ في الدُنا وحبيبُ = ومُعالجٌ عرفَ الهوى وطبيبُ
مِنْ بعدِ ما لاحَ المشيبُ بمفرقي = وارتابَ منهُ صاحبٌ وغريبُ
فتحسّرتْ أيامُ عمري بعدما = مرّتْ عليها في الربوعِ خطوبُ
شيبي وأيامُ الشبابِ تنازعا = والعمرُ يمضي ، والمماتُ قريبُ
لم يبقَ إلاّ في الوصالِ صبابةٌ = والنجمُ في وقتِ الصباحِ يغيبُ
أنظُرْ إلى تلك الطلول فلمْ أجدْ = أحداً كأنَّ الذكرياتِ كُروبُ
هذا ترابُ الأرضِ أصبحَ ناعياً = كالقلبِ أيقنَ أنّهُ مَسْلوبُ
الشمسُ فوقَ ربوعِهِ لهابةٌ = والدمعُ مِن قممِ الجبالِ لهيبُ
والنهرُ يستجدي السماءَ بقطرةٍ = ويفيضُ عند سرابِهِ الشُّؤبوبُ
ولكلِّ غصنٍ حسرةٌ وحكايةٌ = وإلى الأماني ينظرُ المحبوبُ
وَلَرُبَّ أغصانٍ خبأنَ حوادثاً = إنّ الطبيعةَ شاهدٌ ورقيبُ
يا أيها الأطلالُ هل شرْعُ الهوى = هجرٌ ومِنْ بعدِ الرحيلِ قُطوبُ
أملي وحلمي في الدُّنا سارا فهلْ = في الناسِ شخصٌ عنهما فيُجيبُ
لا الطيرُ يأتي للربوعِ كعَهْدِهِ = حتى ولا نحو الغصونِ يؤوبُ
إنّي أخافُ على النجومِ مِن الدُّجى = كمْ تاهَ في وسط ِ الظلامِ غريبُ
سِرْ بين أروقةَ السماءِ ولُذْ بها = كلُّ امرىءٍ في يومِهِ مطلوبُ
هزءَ المشيبُ مِن الشبابِ فما لهمْ = غيرُ العفافِ وسيلةٌ ووثوبُ
مابين مفتونٍ بأهواءِ الدُّنا = لا الدينُ يردَعَهُ ولا الترهيبُ
لا تطلبوا بالأمنياتِ حياتَكُمْ = إنّ الأمانيَ بالجلوسِ تخيبُ
كُنْ في الحياةِ مُفكِّراً متأمّلاً = كمْ غابَ فيها ظالمٌ ولبيبُ
لمْ يدركِ العقلُ الفناءِ وإنّما = بين الردى والأمنياتِ حُروبُ
في كلِّ حيِّ للمنايا طلعةٌ = وبكلِّ أرضٍ في العزاءِ نحيبُ
مِن كلِّ رمزٍ في العلومِ ثراثُهُ = تلك التي فيها البيانُ عجيبُ
ولكلِّ نفسٍ موعدُ عند الردى = هيهاتَ ، ليسَ منَ المماتِ هروبُ
قمْ حدّثِ التاريخَ عنْ دورِ البِلى = كمْ كانَ فيها عاجزٌ وطبيبُ
كلُّ المعالمِ في الترابِ تغيّرتْ = إذ ْطالها التسليبُ والتخريبُ
سكتَ البيانُ كأنّما لاقى الردى = وذوى البنانُ كأنهُ معيوبُ
كلٌّ إلى هذا الطريقِ يسوقُهُ = حتفٌ المنيةِ صاغراً وشَعوبُ
يا مُخْمِدَ الأنفاسِ في أوقاتِها = للروحِ في وسطِ السَّماءِ دروبُ
لو لمْ يقُمْ مثلُ الحسين بكربلا = ماثارَ زيدٌ للوغى وخطيبُ
ركبَ الردى بعزيمةٍ جبارةٍ = والموتُ يعدو خلفَهُ ويجوبُ
لم يكترثْ بجموعِ آلِ أميّةٍ = رغمَ الذي بين الصدورِ يذوبُ
حُرٌّ ، أبيٌّ ، قائدٌ مُتمكِّنٌ = بطلٌ ، كميٌّ ، في الوغى ونجيبُ
سبطٌ ، إمامٌ، هاشميٌّ سيّدٌ = شبلٌ النبيُّ المصطفى وربيبُ
تتعاقبُ الأحقابُ حول ضريحهِ = ولهى تطوفُ مع الورى وتلوبُ
فالصبحُ ينعى والمساءُ بخَلْفِهِ = يبكي ، أشدُّ بما أتى يعقوبُ
والأرضُ مِنْ عِظمِ المُصابِ تكدّرتْ = والحقلُ مِن فَرطِ العزاءِ جديبُ
والرُّسلُ مِنْ أرضِ الطفوفِ تعفّرتْ = ولِكَمْ أفادَ الشاهدُ المكروبُ
ومِنَ الجوى بين السّماءِ مآتمٌ = وعلى القلوبِ مِن السهامِ نصيبُ
أعطى ، فأعطتهُ السماءُ معاجزاً = كلُّ أمرىءٍ لفعالِهِ منسوبُ
والفضلُ بالتقوى لِمَنْ طلبَ العُلا = أما النقيضُ فزائلٌ مصلوبُ
يادهرُ إنّ الظالمينَ تفرْعَنوا = والكونُ مِنْ أمثالِهمْ مرعوبُ
وَلّى بهم ريبُ المنونِ وما لهُمْ = في الأرضِ ذكرٌ في السماءِ نصيبُ
ظلّتْ قصورُهُمُ يجولُ بوسطِهِا = ظلمٌ كبيرٌ للورى وعصيبُ
فقصدْتُها والصبحُ في أنوارِهِ = وعليهِ مِنْ حُلَلِ الحياةِ قشيبُ
ناديتُها والرّيحُ بين ربوعِها = وسألتُ : أينَ المجرمُ المطلوبُ
ياأيُّها الوغدُ الذي ظلَمَ الورى = فامكُثْ ، فأنتَ إلى اللظى معصوبُ
وانظُرْ إلى حرمِ الحسينِ فإنّهُ = دربٌ مشى لمقامِهِ أيوبُ
يرجو الشّفاءَ بتربةٍ مِن كربلا = وعليهِ مِن بلوى الحياةِ نُدوبُ
هذا قصيدي للحسينِ وآلِهِ = أنا في هواهُمْ شاعرٌ وأديبُ
أبو حسين الربيعي- 14/2/2013- الخميس – دبي
تعليق