بسم الله الرحمن الرحيم
اللهـــــــم صلِ على محـــــمد وآلِ محــــــمد
في أغلب تجمعات الناس مع بعضهم البعض كتجمع الأحبه,الأقارب,الأصدقاء,الجيران,تجمع الزملاء في أماكن العمل مثلاً يتناولون في جلستهم فاكهه ويستلذون بها ويغوصون في تناولها أحياناً لساعاتاللهـــــــم صلِ على محـــــمد وآلِ محــــــمد
أتدرون ماهذه الفاكهــــــه!؟إنها (الغِيــــــــبه)
نعم الغِيبه ذلك الحرام الذي نستسهله ونستصغره حتى في بعض الأحيان من الملتزمين بعض الشيء لايتورعون عنها ,مشكلة الغيبه الناس لايرون قبحها كباقي المحرمات مثلاً إذا رأينا شخص يستمع الغناء او افطر شهر رمضان اوصافح امرأه اجنبيه هذا الشخص يسقط من اعيننا في حين إن المغتاب نندمج مع حديثه وكأنه لم يرتكب ذنب على الرغم من إن ذنب الغيبه اعظم واكبر من سماع الغناء
حيث ان الذي افطر والذي سمع الغناء مثلاً بمجرد توبتهم ,المفطر يؤدي عليه من صيام والذي سمع الغناء تاب عن ذلك ممكن رب العالمين يتوب عليهم وتشملهم رحمته لكن في حالة الغيبه هناك طرف ثالث وهو الشخص الذي اغتبته فلا يغفر الله إلا إذا عفا عنك الشخص المستغاب فاالله عادل لايضيع حق احد ابداً.هذا المرض الإجتماعي المزمن والخطيريُصاب به غالبية الناس وليس الجميع طبعاً
وكأنه اصبح جزء لايتجزأ من شخصية الإنسان عندما يجتمع مع الآخرين كي يحلو الحديث ناسين أو متناسين ذلك الذنب العظيم .
ومع الأسف الشديد في بعض الأحيان عند تجمع النسوه في مجالس العزاء الحسيني البعض منهن تغتاب زوجة أخيها مثلاً وتلك تغتاب جيرانها ناسيات إن الزهراء(ع)تحضر في تلك المجالس
وكذلك تجمع الطلبه وخصوصاً في الجامعات حيث توجد إستراحه بين محاضره واخرى فنتناول تلك الفاكهه بإنتقاد هذا وذاك مثلاً هذه قصيره وتلك طويله وهذا قبيح وذاك اخلاقه غير جيده وهكذا
فالنقف لحظه!ونسأل أنفسنا نحن لماذا هنا في هذا المكان والذي يسمى الحرم الجامعي,طبعاً كلمة حرم تطلق على كل شيء مقدس وسمي هنا بالحرم الجامعي لقدسية العلم ذلك النور العظيم الذي له شأن كبير عند الله سبحانه ...إذاً أين نحن من العلم!!أين نحن من الثقافه!حيث إن العلم لاينفع بدون أخلاق والغيبه ليست من الأخلاق!ألا ينبغي أن نكون قدوه لمن لم تتوفر له الفرصه بالتعلم ونرشده لعله لايعلم ماآثار الغيبه وماعقوباتها,
وظاهرة الغيبه شائعه حتى بين الأهل والأقرباء مما يثير الضغينه والحقد والتباعد الإجتماعي وهذا كثيراً مانلاحظه من إغتياب الزوجه لإم زوجها وبالعكس هذه المشكله الأزليه بين الطرفين وهنا طبعاً الغيبه تكون الفاكهه المفضله لكل منهما
هذه الحالات لمستها من واقعنا.
والغيبه لها اسبابها اما ان يكون سوء الظن,شفاء الغيض,الكراهيه,الحقد,الإنتقاص من الآخرين ,الغيره,الفخر والتعالي على الناس,أو ربما يكون سبب الغيبه للتسليه وسد أوقات الفراغ وغيرها من الأسباب
والغيبه أنواع:
غيبة اللسان:
وهي معروفه التحدث عن الغير بما لايرضونه بغيابهم
غيبة العين:
مثلاً تغمز للجالسين حولك انظروا الى عيب فلان
غيبة الإشاره:
مثلاً تشير الى عيب في شخص آخرمثلاً احول اوقصير القامه وغيرها من االمواصفات التي لايرضاها الآخر.
والأسلام الحنيف نهانا عن الغيبه سواء في القرآن الكريم اوفي سنة رسول الله واهل بيته حيث قال تعالى في كتابه العزيز"ولايغتب بعضكم بعضا أيحب احدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه "
آيه 12 سورة الحجرات
وكذلك رسولنا بين عقوبة الغيبه حيث قال:لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت:من هؤلاء ياجبرئيل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم
كما علمنا الغيبه من الكبائر وليس لها كفاره إلا التوبه النصوح وهي من حقوق الآدميين فلاتصح التوبه إلا بأربعة شروط كمانقلوه رواة الحديث عن اهل البيت(ع)
*الإقلاع عنها في الحال
*الندم على مامضى
*العزم على ألاتعود اليها
*إستسماح من اغتبته وإن لم تستطع أوكان قد مات اوغاب عنك اكثرله من الدعاء والإستغفار
ضبط اللسان يحتاج الى إراده قويــــــــــه...فالنحاول بذل جهودنا لتقوية تلك الإراده
ونتذكـــــــــــــر إن للكلمه أثر في الخير والشرفبالكلمه يرضى الله عز وجل عن العبد حتى تبلغه من ذي العرش رضواناً وبهايسخط الله عز وجل عليه فيتهاوى بها دركات النار ..فيجب على الإنسان انيحذر من لسانه وألايتكلم إلا بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخره
ونتذكــــــــــــرقوله تعالى: "ومايُلفظ من قول إلالديه رقيب عتيـــــــــد"
واخيراً اقول اللهم كف لساني عن العالمين
واسأل الله الموفقيه للجميع
تعليق