السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
( من أنت يا حسين )
إمامي وسيدي وقرة عيني :
هذه ليالي عاشوراء قد أتت وكست بمجيئها العالم سوادا ,, ليس العالم فقط بل الأنفس أيضا تراها شعثاء غبراء لا أحد يهتم بشكله بأكله بشربه كلٌ يسد رمقه سريعاً ليمضي إلى العزاء ,, أو ينجز عمله باكراً حتى يستطيع اللحاق بركب المعزين .
من أنت يا حسين ؟؟؟
لماذا يتعنى لك العالم؟؟ ولماذا يحزن عليك ؟؟ ولماذا يلبس عليك السواد ؟؟ماذا صنعت بهم ولهم؟؟
لقد صنعت فيهم العجائب يا مولاي !!
قد خسر عمره كله من لم يعرفك أو من لم يحاول معرفتك.
أنت من غيرت العالم بدمك .
أنت من سحرت العالم بصنيعك!!
أنت من عجبت الملائكة لصبرك !!
من أنت يا حســـــــــــــــــــــــــــــــين ؟؟
عجباً لضريحك يا مولاي لا يهدأ ولا يفتر ولا يسكن ولا يخلو من الطائفيين حوله ,, فهناك من يحج إلى مكة وهناك من يحج إلى كربلاء .
وهنيئاً لحجاج بيتك يا مولاي .
كم تمنيت أن أكون معهم أشاركهم ركضهم وعدوهم إليك .
أحث التراب على رأسي وألطم على صدري وأصرخ معهم يا حسيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
فمن أنت يا حسين ؟؟.
ليالي وأيام يا مولاي قد غسلتُ فيها وجهي بدموعي وأنا أنظر إلى زوارك وأتحسر واردد:
كل الخلايق وصلت كربلا
ظليت أنا المحروم عن تربة المظلوم.
كم من ليلةٍ أصحو وأنا أظن نفسي قد وصلت إليك لأكتشف أنها كانت مجرد رؤية.
كم تتوق نفسي إلى تقبيل ذاك الضريح .
إلى متى سيدي وأنا أنتظر الإذن لي بزيارتك ؟؟ متى سيُكتب إسمي في قائمتك؟؟
أخاف أن يزورني هادم اللذات قبل أن أزورك .
حبيبي يا حسيـــــــــــــــــــــــــــن بربك قل لي من أنت يا حسين ؟؟
من قبل كنت إذا أقبل المحرم أحزن وأتألم وأبكي وأصرخ وأنادي آه لوحدتك يا أبا عبد الله ,, ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما.
لكن هذا العام إختلف الوضع فأصبحت أنادي :
ليت الموت أعدمني االحياة ,, ليتني كنتُ معكم فأفديكم بروحي وكل ما أملك ,, على الدنيا بعدك العفا يا أبا عبد الله .
وكيف لا يكون ذلك وأنا احس بطعم اليتم من بعدك ,, وأحس بألم الفراق .
كيف لا يكون ذلك وقد ذبحوك ؟؟
أحقاً سيدي أنهم ذبحوك؟؟
أحقاً أنت فديت إسماعيل ؟؟
(وفديناه بذبح عظيم)
يــــــــــــــــــــــــا إلهي !!
وما هذا الفـــــــــــــــــــــــداء!!
أتفديه بدمك ورضيعك؟؟
أتفديه بسبي أختك زينـــــــــب ؟؟
أتفديه بعضدك وحامل لوائك؟؟
أم تفديه بشبيه جدك؟؟
لله درك يــــــــــــــــــــــــا مولاي ما أعظمك وأعظم فدائك.
أ فديته هو أم فديت إسم محبوبك وإسم جدك وأبيك ؟؟
حتى لا تُمحى هذه الأسماء!!
وهل كان فداءك له أم للدين الذي عمل وتعب لنشره جدك,, وحارب وجاهد لأجله أبيك ,, وساهم في حفظه وحمايته أخيك ؟؟
نعم لقد فديت جدك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال قولته المشهورة فيك ( حسين مني وأنا من حسين ) فلولا فدائك لما كان محمد ولولا فدائك لما كان هناك دين فنعم الفداء ونعم المفدى عنه ( لو كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني )
فمن أنت يا حسين ؟؟
سيـــــــــــــــــــــــــــــــدي ؟
هل لي أن اسأل عن أمور تحيرني ؟؟
كيف إستطاعت أمك الطاهرة أن تصبر لرؤيتك ذبيح ؟؟
وهل يا ترى كنت أنت الامتحان الذي إمتحنها الله إياه قبل أن يخلقها فوجدها صابرة لما امتحنها ؟؟
هل يا ترى إبتسم ثغر الزهراء يوماً؟؟
وكيف لها أن تبتسم وقد بُشرت بقتلك يوم ولادتك !!
إذن لماذا يطالبنا العالم بالإبتسام ؟؟
كيف وقلب الزهراء لم يعرف الفرح يوماً؟؟
ما إن يرونا باكين والحزن يكسونا ,, يقولون لما انتم كالبؤساء ؟؟
لا نجد من يشعر بمُصابنا .
لكننا نجد من هو أعظم مصاباً منا ,, نحن نبكيك بالدموع وهو يبكيك دمـــــــــــــــــــــــا
( لأندبنك صباح مساء ولأبكين عليك بدل الدموع دما )
نحن نجزع ونبكي عليك وهناك من هو صابر مئات السنين وهو يتألم ويتحسر لكنه لا يصرخ .
متى يُؤذن له لنسمع صوته ينادي:
يا لثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارات الحسيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــن
هو أيضاً تتعجب لصبره ملائكة السموات .
ماذا يهجيك إن صبـــــــــــــــــــــــرت لوقعة الطف الفظيـــــــــــــــــــــــــــعة
أترى تجـــــــــيء فجيعــــــــــــــــــــــةٌ بأمـض من تلك الفجيــــــــــــــــــــــعة
حيث الحسيــــــــــن على الثـــــــرى خيـل العــدا طحنت ضلوعه
عندما ننظر إلى المعزين عليك يا مولاي وإلى عدد الباكين عليك في أنحاء العالم وإلى الملايين في العالم وهم يهتفون لبيـــــــــــــــــــــــــــــك يا حسيـــــــــــــــــــــــــن
يحظرني تســـــاؤل :
عندما يظهر القائم من ولدك كم سيكون عدد من يقول لبيك يا صاحب الزمان ؟؟!!
وما الذي يؤخر ظهوره؟؟
وهل نحن مستعدين لظهوره ومؤهلين لنصرته؟؟
عجباً لكم يا آل محمــــــــــــــــــــد!!!
من أين لكم صبركم هذا ؟؟
هل أخذتموه من صبر أيوب ؟؟
لا والله ما أخذتموه إلا من صبر جدكم محمد صلوات الله وسلامه عليه
فقد ابتلي فشكر ,, وأوذي فصبر !!
ومن سواه قال ( إلهي أمتي أمتي) ولم يقل نفسي نفسي .
لم يدعو على قومه كما دعا عليهم الأنبياء قبله بل قال ( اللهم ارحم قومي فإنهم لا يعلمون )
ولكن هل يستحق هذا القوم هذه التضحيات ؟؟
هل يستحقون جهادك للأعداء والدفاع عنهم والدفاع عن حقوقهم ؟؟
هل يستحق تضحياتك في سبيل هدايتهم وتعليمهم ؟؟؟
وبالمقابل ماذا عمل هؤلاء القوم تجاه ( المودة في القربى)؟؟
هل أكرموهم واحترموهم وأنزلوهم منازلهم التي رتبهم الله فيها ؟؟؟
لا وألف لا لأنهم لم يعرفوك فقل لهم من أنت يا حسين : ( إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة )
من أنت يا حسين
تعليق