ما كانت السيّدة فاطمة الزهراء تنتظر أن ترى في حياتها يوماً كذلك اليوم ومأساةً كتلك المأساة وإن كان أبوها (صلى الله عليه وآله) قد أخبرها بذلك ، ولكنّ السماع شيء والرؤية شيء آخر ، وتأثير المصيبة يختلف سماعاً ورؤية، إن كانت (عليها السلام) سمعت من أبيها أنّ الاُمور تنقلب عليها وأنّ الأحقاد سوف تظهر بعد وفاته (صلى الله عليه وآله) فإنّها قد شاهدت تلك الأحداث، فقد هجم القوم على عرينها ليخرجوا زوجها من ذلك البيت الذي ما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدخله إلاّ بعد الاستئذان من فاطمة (عليها السلام) .
كانت الزهراء تتذكّر كيف أنّ زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) تجهّزت للّحوق بأبيها ، وخرجت من مكة على بعير لها وهي في الهودج، فخرج في طلبها هبّار بن الأسود فروّعها بالرمح ـ وهي في الهودج ـ وكانت حاملاً ، فلمّا رجعت طرحت ما في بطنها ، فلذلك أباح رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة دم هبّار بن الأسود
ترى ماذا سيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين يرى القوم لا يرعون حرمة ولا كرامة لدار حبيبته الزهراء ؟ بل ولا هيبة ولا احتراماً لبضعته حين يتجرّأ القوم فيضربونها ويروّعونها فيكون ذلك علة لسقوط جنينها ومرضها ثم وفاتها؟.
بالرغم من أنّ المواجهة التي حصلت في دار الزهراء (عليها السلام) كانت لفترة قصيرة ووقعت في مكان محدود غير أنّ صداها بقي لأجيال وأجيال إلى يومنا هذا تشعِر المرء بمرارة التعدّي والظلم الذي لحق بآل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولمّا تنقضِ أيام معدودات على غياب الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) .
من هذه المواجهة نستطيع أن نلحظ بعض الجوانب التي تدلّ على شخصية الزهراء :
1ـ أنّ الزهراء (عليها السلام) هبّت للدفاع عن الوصي، ووقفت خلف الباب بصلابة متناهية، وخاطبت القوم بالحجّة البالغة عسى أن يرتدع الظالمون، ولم تلتزم الصمت لأنّها صاحبة حقّ والمهاجمين غاصبون لحقّ الخلافة الشرعية .
2 ـ حينما أخرجوا علياً (عليه السلام) راحت الزهراء (عليها السلام) تدافع في موقع آخر، فلحقت به لعلّها تمنعهم عنه رغم كلّ الآلام التي تعرّضت لها عند هجومهم على الدار ، لأنّه أصبح لديها حقّان: حقّ الدفاع عن الوصي والمطالبة بالخلافة، وحقّ الظلامة التي جرت عليها من تعدّي القوم على حرمتها وهي ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)[ فاطمة الزهراء ، ابراهيم الأميني : 123] .
وحين أعيتها الحِيَل والسبل; انصرفت للدعاء عليهم صارخة مستغيثة بالله ورسوله (صلى الله عليه وآله) على رؤوس الأشهاد. إنّ موقف الزهراء (عليها السلام) سجّل اعتراضاً صارخاً واضحاً لكلّ متتبّع للحقّ بأنّ الخلافة انحرفت عن مسارها الصحيح وأصحابها الشرعيين، وقد أدّت دورها العظيم في محاولة إعادة حقّ الخلافة إلى صاحبها الشرعي الإمام عليّ (عليه السلام) أو على أقل تقدير أعادت التجربة الإسلامية إلى مجراها الحقيقي عبر استنهاض الاُمة وبثّ الوعي فيها وفضح المغتصبين للخلافة، مع التأكيد على عدم أهليّتهم لتحمّل أعباء مسؤولية زعامة المسلمين ولم تزل الرسالة حديثة عهد به
كانت الزهراء تتذكّر كيف أنّ زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) تجهّزت للّحوق بأبيها ، وخرجت من مكة على بعير لها وهي في الهودج، فخرج في طلبها هبّار بن الأسود فروّعها بالرمح ـ وهي في الهودج ـ وكانت حاملاً ، فلمّا رجعت طرحت ما في بطنها ، فلذلك أباح رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة دم هبّار بن الأسود
ترى ماذا سيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين يرى القوم لا يرعون حرمة ولا كرامة لدار حبيبته الزهراء ؟ بل ولا هيبة ولا احتراماً لبضعته حين يتجرّأ القوم فيضربونها ويروّعونها فيكون ذلك علة لسقوط جنينها ومرضها ثم وفاتها؟.
بالرغم من أنّ المواجهة التي حصلت في دار الزهراء (عليها السلام) كانت لفترة قصيرة ووقعت في مكان محدود غير أنّ صداها بقي لأجيال وأجيال إلى يومنا هذا تشعِر المرء بمرارة التعدّي والظلم الذي لحق بآل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولمّا تنقضِ أيام معدودات على غياب الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) .
من هذه المواجهة نستطيع أن نلحظ بعض الجوانب التي تدلّ على شخصية الزهراء :
1ـ أنّ الزهراء (عليها السلام) هبّت للدفاع عن الوصي، ووقفت خلف الباب بصلابة متناهية، وخاطبت القوم بالحجّة البالغة عسى أن يرتدع الظالمون، ولم تلتزم الصمت لأنّها صاحبة حقّ والمهاجمين غاصبون لحقّ الخلافة الشرعية .
2 ـ حينما أخرجوا علياً (عليه السلام) راحت الزهراء (عليها السلام) تدافع في موقع آخر، فلحقت به لعلّها تمنعهم عنه رغم كلّ الآلام التي تعرّضت لها عند هجومهم على الدار ، لأنّه أصبح لديها حقّان: حقّ الدفاع عن الوصي والمطالبة بالخلافة، وحقّ الظلامة التي جرت عليها من تعدّي القوم على حرمتها وهي ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)[ فاطمة الزهراء ، ابراهيم الأميني : 123] .
وحين أعيتها الحِيَل والسبل; انصرفت للدعاء عليهم صارخة مستغيثة بالله ورسوله (صلى الله عليه وآله) على رؤوس الأشهاد. إنّ موقف الزهراء (عليها السلام) سجّل اعتراضاً صارخاً واضحاً لكلّ متتبّع للحقّ بأنّ الخلافة انحرفت عن مسارها الصحيح وأصحابها الشرعيين، وقد أدّت دورها العظيم في محاولة إعادة حقّ الخلافة إلى صاحبها الشرعي الإمام عليّ (عليه السلام) أو على أقل تقدير أعادت التجربة الإسلامية إلى مجراها الحقيقي عبر استنهاض الاُمة وبثّ الوعي فيها وفضح المغتصبين للخلافة، مع التأكيد على عدم أهليّتهم لتحمّل أعباء مسؤولية زعامة المسلمين ولم تزل الرسالة حديثة عهد به
اعـــــــــــلام الهـــــــــــــــداية
تعليق