بسم الله الرحمن الرحيم
الشبهة: اذا كان الاعجاز في القران هي المعارف الموجودة فيه وهذا الامر يختص ادراكه بالعلماء فما وجه تعميم التحدي لعامة الناس ونحن نراهم غير قادرين على تمييز الاعجاز الحقيقي من غيره كما غرهم أمثال الباب والبهاء والقادياني ومسيلمة الكذاب؟
يجيب العلامة الطباطبائي (قده):
فإن قلت: ما الفائدة في توسعة التحدي إلى العامة و التعدي عن حومة الخاصة فإن العامة سريعة الانفعال للدعوة و الإجابة لكل صنيعة و قد خضعوا لأمثال الباب و البهاء و القادياني و المسيلمة على أن ما أتوا به و استدلوا عليه أشبه بالهجر و الهذيان منه بالكلام.
قلت: هذا هو السبيل في عموم الإعجاز و الطريق الممكن في تمييز الكمال و التقدم في أمر يقع فيه التفاضل و السباق، فإن أفهام الناس مختلفة اختلافا ضروريا و الكمالات كذلك، و النتيجة الضرورية لهاتين المقدمتين أن يدرك صاحب الفهم العالي و النظر الصائب و يرجع من هو دون ذلك فهما و نظرا إلى صاحبه، و الفطرة حاكمة و الغريزة قاضية.انتهى كلامه زيد في علو مقامه.(1)
فان هذه المعارف وان اختص ادراكها بالعلماء والمختصين لكن العامة يدركونها من خلال هؤلاء وهذا يشير ضمنا الى انحصار طريق المعرفة بهاتين الحالتين أي بالقادر والمؤهل للادراك ورجوع الجاهل الى العالم وقد تكون الاية الكريمة ((وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص(36) إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد(37)) إشارة لها.
(1) الميزان ج1 ص 32.
تعليق