تترقبُ الطفوفُ عاما بعد عام
ذكرى الأنين وأوجاع السبايا
ومصارع الأحبة والكرام
فتتشحُ القلوب عناقيد الوفاء
وهي تتهاوى على ثرى المكرمات
إلى حيث النجيع المدمى بالفداء
***
وتعتصرُ القبابُ تلك الجموع
لتهيلَ من ذلك الأسى...
ركامَ السنين مداداً بلون الثكلى
رايات تكتحل بالسواد...
وكراديس المواكب وتكايا العزاء
***
هل أتى عاشوراء؟
ليسطرَ على جبينِ التاريخ
حروف الولاء...
وقوافل تلبية النداء:
(ألا من ناصر ينصرنا)
نعم... لبيك يا حسين...
من أيقظ الحزن...؟
من أشعل الضمائر...؟
من نكأ الجرح...؟
إنها الراية التي قارعت الجور
جيلا بعد جيل...
***
وعلى أعتاب ذاك الثبات
آلاف الضحايا يتهافتون
لينيخوا برحلهم عند الحسين
رغم حراب الظلام...
***
لم تكن الراية سوى إيذان بالرحيل
إلى الحسين... إلى عرين الأسود
إلى ملاحم الإباء...
إلى الحناء ورائحة العرس
المقمّط بالدماء...
***
السماءُ تحتضنُ وشاح المواساة
لتمطرَ على حجيج الحسين صكوك النجاة
الأرضُ تفترش الوهاد أماناً
لتورقَ للحسين وأنصاره وجموع الملبين
جنان الكرامة والعز والبهاء
نهاجر إليك يا سيدي...
نقتفي أثرَ الأوصال المقطعة
والأشلاء المتناثرة... ولهيب الخيام
نهيل عليها أرواحنا شغفا
لنحيا من عبق ذلك الشمم التريب
فيسري على الأهداب دمع
يمزّقُ أجفان الصبر...
***
نهاجر إليك رغم الرزايا
لعلنا نغيث رمقَ العطاشى
بقطرات الدموع... بأحواض السبيل
لم تكن أكفُنا اللاطمة على الصدور
سوى أمواج زاحفة باليقين
هي تلك السيولُ...
تتلاطمُ على حائر الجنان
لترمقَ الراية السوداء
وهي تلبد الأفلاك بسحائب عاشوراء
تعليق