استغاثة رجل من أهل الخلاف بالمهدي عليه السلام ، بعدما أشرف على الهلاك
حدثني العالم الجليل ، المولى علي الرشتي قال : ( رجعت مرة من زيارة أبي عبد الله (عليه السلام) عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات ، فلما ركبنا في بعض السفن الصغار ، التي كانت بين كربلاء و طويريج ، رأيت أهلها من أهل الحلة ، و من طويرج تفترق طريق الحلة و النجف ، و اشتغل الجماعة باللهو و اللعب و المزاح ، رأيت واحداً منهم لايدخل في عملهم ، عليه آثار السكينة و الوقار لايمازح و لايضاحك ، و كانوا يعيبون على مذهبه و يقدحون فيه ، و مع ذلك كان شريكاً في أكلهم و شربهم ، فتعجبت منه إلى أن وصلنا إلى محل كان الماء قليلاً ، فأخرجنا صاحب السفينة ، فكنا نمشي على شاطئ النهر.
فاتفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق ، فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه ، و ذمهم إياه ، و قدحهم فيه ، فقال: هؤلاء من أقاربي من أهل السنة ، و أبي منهم و أمي من أهل الإيمان ، و كنت أيضاً منهم ، ولكن الله منَّ عليَّ بالتشيع ببركة الحجة صاحب الزمان (عليه السلام) ، فسألت عن كيفية إيمانه ، فقال : اسمي ياقوت ، و أنا أبيع الدهن عند جسر الحلة ، فخرجت في بعض السنين لجلب الدهن ، من أهل البراري خارج الحلة ، فبعدت عنها بمراحل ، إلى أن قضيت و طري من شراء ما كنت أريده منه ، و حملته على حماري ، و رجعت مع جماعة من أهل الحلة ، و نزلنا في بعض المنازل ، و نمنا ، و انتبهت فما رأيت أحداً منهم ، قد ذهبوا جميعاً ، و كان طريقنا في برية قفر ، ذات سباع كثيرة ، ليس في أطرافها معمورة إلا بعد فراسخ كثيرة .
فقمت ، و جعلت الحمل على الحمار ، و مشيت خلفهم فضلَّ عني الطريق ، و بقيت متحيراً خائفاً من السباع و العطش ، فأخذت أستغيث بالخلفاء ، و المشايخ ، و أسألهم الإعانة ، و جعلتهم شفعاء عند الله تعالى ، و تضرعت كثيراً ، فلم يظهر منهم شيء ، فقلت في نفسي : إني سمعت من أمي أنها كانت تقول : إن لنا إماماً حياً ، يكنى أبا صالح يرشد الضال ، و يغيث الملهوف ، و يعين الضعيف ، فعاهدت الله تعالى أن استغثت به فأغاثني ، أن أدخل في دين أمي.
فناديته ، و استغثت به ، فإذا بشخص في جنبي ، و هو يمشي معي ، و عليه عمامة خضراء ، قال رحمه الله : و أشار حينئذٍ إلى نبات حافة النهر ، قال : كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات .
ثم دلني على الطريق ، و أمرني بالدخول في دين أمي ، و ذكر كلمات نسيتها ، قال : ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعاً من الشيعة ، قال : فقلت ، يا سيدي أنت لاتجييء معي إلى هذه القرية ، فقال ما معناه: لا ، لأنه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد أريد أن أغيثهم ، ثم غاب عني ، فما مشيت إلا قليلاً إليها وصلت إلى القرية ، و كان في مسافة بعيدة ، و وصل الجماعة إليها بعدي بيوم ، فلما دخلت الحلة ذهبت إلى سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني طاب ثراه ، و ذكرت له القصة ، فعلمني معالم ديني ، فسألته عن عمل أتوصل به إلى لقائه ( عليه السلام ) مرة أخرى ، قال : زر أبا عبد الله (عليه السلام) أربعين ليلة الجمعة ، قال : فكنت أزوره من الحلة في ليالي الجُمع إلى أن بقي واحدة ، فذهبت من الحلة في يوم الخميس ، فلما وصلت إلى باب البلد ، فإذا جماعة من أعوان الظلمة ، يطالبون الواردين التذكرة ، و ما كان عندي تذكرة ، و لاقيمتها ، فبقيت متحيراً و الناس متزاحمون على الباب ، فأردت مراراً ، أن أتخفى و أجوز عنهم ، فما تيسر لي ، و إذا بصاحبي صاحب الأمر ( عليه السلام ) في زي لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد ، فلما رأيته استغثت به ، فخرج و أخذني معه ، و أدخلني على فراقه ( عليه السلام ) ، و قد ذهب عن خاطري بعض ما كان في تلك الحكاية.
حدثني العالم الجليل ، المولى علي الرشتي قال : ( رجعت مرة من زيارة أبي عبد الله (عليه السلام) عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات ، فلما ركبنا في بعض السفن الصغار ، التي كانت بين كربلاء و طويريج ، رأيت أهلها من أهل الحلة ، و من طويرج تفترق طريق الحلة و النجف ، و اشتغل الجماعة باللهو و اللعب و المزاح ، رأيت واحداً منهم لايدخل في عملهم ، عليه آثار السكينة و الوقار لايمازح و لايضاحك ، و كانوا يعيبون على مذهبه و يقدحون فيه ، و مع ذلك كان شريكاً في أكلهم و شربهم ، فتعجبت منه إلى أن وصلنا إلى محل كان الماء قليلاً ، فأخرجنا صاحب السفينة ، فكنا نمشي على شاطئ النهر.
فاتفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق ، فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه ، و ذمهم إياه ، و قدحهم فيه ، فقال: هؤلاء من أقاربي من أهل السنة ، و أبي منهم و أمي من أهل الإيمان ، و كنت أيضاً منهم ، ولكن الله منَّ عليَّ بالتشيع ببركة الحجة صاحب الزمان (عليه السلام) ، فسألت عن كيفية إيمانه ، فقال : اسمي ياقوت ، و أنا أبيع الدهن عند جسر الحلة ، فخرجت في بعض السنين لجلب الدهن ، من أهل البراري خارج الحلة ، فبعدت عنها بمراحل ، إلى أن قضيت و طري من شراء ما كنت أريده منه ، و حملته على حماري ، و رجعت مع جماعة من أهل الحلة ، و نزلنا في بعض المنازل ، و نمنا ، و انتبهت فما رأيت أحداً منهم ، قد ذهبوا جميعاً ، و كان طريقنا في برية قفر ، ذات سباع كثيرة ، ليس في أطرافها معمورة إلا بعد فراسخ كثيرة .
فقمت ، و جعلت الحمل على الحمار ، و مشيت خلفهم فضلَّ عني الطريق ، و بقيت متحيراً خائفاً من السباع و العطش ، فأخذت أستغيث بالخلفاء ، و المشايخ ، و أسألهم الإعانة ، و جعلتهم شفعاء عند الله تعالى ، و تضرعت كثيراً ، فلم يظهر منهم شيء ، فقلت في نفسي : إني سمعت من أمي أنها كانت تقول : إن لنا إماماً حياً ، يكنى أبا صالح يرشد الضال ، و يغيث الملهوف ، و يعين الضعيف ، فعاهدت الله تعالى أن استغثت به فأغاثني ، أن أدخل في دين أمي.
فناديته ، و استغثت به ، فإذا بشخص في جنبي ، و هو يمشي معي ، و عليه عمامة خضراء ، قال رحمه الله : و أشار حينئذٍ إلى نبات حافة النهر ، قال : كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات .
ثم دلني على الطريق ، و أمرني بالدخول في دين أمي ، و ذكر كلمات نسيتها ، قال : ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعاً من الشيعة ، قال : فقلت ، يا سيدي أنت لاتجييء معي إلى هذه القرية ، فقال ما معناه: لا ، لأنه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد أريد أن أغيثهم ، ثم غاب عني ، فما مشيت إلا قليلاً إليها وصلت إلى القرية ، و كان في مسافة بعيدة ، و وصل الجماعة إليها بعدي بيوم ، فلما دخلت الحلة ذهبت إلى سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني طاب ثراه ، و ذكرت له القصة ، فعلمني معالم ديني ، فسألته عن عمل أتوصل به إلى لقائه ( عليه السلام ) مرة أخرى ، قال : زر أبا عبد الله (عليه السلام) أربعين ليلة الجمعة ، قال : فكنت أزوره من الحلة في ليالي الجُمع إلى أن بقي واحدة ، فذهبت من الحلة في يوم الخميس ، فلما وصلت إلى باب البلد ، فإذا جماعة من أعوان الظلمة ، يطالبون الواردين التذكرة ، و ما كان عندي تذكرة ، و لاقيمتها ، فبقيت متحيراً و الناس متزاحمون على الباب ، فأردت مراراً ، أن أتخفى و أجوز عنهم ، فما تيسر لي ، و إذا بصاحبي صاحب الأمر ( عليه السلام ) في زي لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد ، فلما رأيته استغثت به ، فخرج و أخذني معه ، و أدخلني على فراقه ( عليه السلام ) ، و قد ذهب عن خاطري بعض ما كان في تلك الحكاية.
تعليق