وقال تعالى: (ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه) الاعراف - 180.فهو تعالى جميل في اسمائه وجميل في أفعاله، وكل جميل منه. فقد بان انه تعالى محمود على جميل اسمائه ومحمود على جميل أفعاله، وأنه ما من حمد يحمده حامد لامر محمود إلا كان لله سبحانه حقيقه لان الجميل الذي يتعلق به الحمد منه سبحانه، فلله سبحانه جنس الحمد وله سبحانه كل حمد. ثم ان الظاهر من السياق وبقرينة الالتفات الذي في قوله: (إياك نعبد لآية) إن السورة من كلام العبد، وانه سبحانه في هذه السورة يلقن عبده حمد نفسه وما ينبغي ان يتأدب به العبد عند نصب نفسه في مقام العبودية، وهو الذي يؤيده قوله: (الحمد لله) وذلك إن الحمد توصيف، وقد نزه سبحانه نفسه عن وصف الواصفين من عباده حيث قال: (سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين) الصافات - 160.
والكلام مطلق غير مقيد ولم يرد في كلامه تعالى ما يؤذن بحكاية الحمد عن غيره إلا ما حكاه عن عدة من أنبيائه المخلصين،قال تعالى في خطابه لنوح (عليه السلام)( فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين) المؤمنون - 28.
وقال تعالى حكاية عن إبراهيم (عليه السلام): (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق) ابراهيم -39.
وقال تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في بضعة مواضع من كلامه: (وقل الحمد لله) النمل - 93.
وقال تعالى حكاية عن داود وسليمان (عليه السلام) (وقالا الحمد لله) النمل - 15.
وإلا ما حكاه عن أهل الجنة وهمالمطهرون من غل الصدور ولغو القول والتأثيم كقوله: (وآخر دعويهم أن الحمد لله ربالعالمين) يونس - 10.وأما غير هذه الموارد فهو تعالى وان حكى الحمد عن كثير من خلقه بل عن جميعهم، كقوله تعالى: (والملائكة يسبحون بحمد ربهم) الشورى - 5.
وقوله (ويسبح الرعد بحمده) الرعد -13.
وقوله (وإن من شئ إلا يسبح بحمده)الاسراء - 44.
إلا أنه سبحانه شفع الحمد في جميعها بالتسبيح بل جعل التسبيح هو الاصل في الحكاية وجعل الحمد معه، وذلك أن غيره تعالى لا يحيط بجمال أفعاله وكمالها كما لا يحيطون بجمال صفاته وأسمائه التي منها جمالا لافعال، قال تعالى: (ولا يحيطون به علما) طه - 110 فما وصفوه به فقد أحاطوا به وصار محدودا بحدودهم مقدرا بقدر نيلهم منه، فلا يستقيم ما أثنوا به من ثناء إلا من بعد أن ينزهوه ويسبحوه عن ما حدوه وقدروه بافهامهم، قال تعالى: (ان الله يعلموانتم لا تعلمون) النحل - 74،
وأما المخلصون من عباده تعالى فقد جعل حمدهم حمده ووصفهم وصفه حيث جعلهم مخلصين له، فقد بان ان الذي يقتضيه أدب العبودية ان يحمدالعبد ربه بما حمد به نفسه ولا يتعدى عنه، كما في الحديث الذي رواه الفريقان عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك الحديث) فقوله في أول هذه السورة: الحمد لله، تأديب بادب عبودي، ما كان للعبد ان يقوله لو لا ان الله تعالى قاله نيابة وتعليما لما ينبغي الثناء به.
والكلام مطلق غير مقيد ولم يرد في كلامه تعالى ما يؤذن بحكاية الحمد عن غيره إلا ما حكاه عن عدة من أنبيائه المخلصين،قال تعالى في خطابه لنوح (عليه السلام)( فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين) المؤمنون - 28.
وقال تعالى حكاية عن إبراهيم (عليه السلام): (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق) ابراهيم -39.
وقال تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في بضعة مواضع من كلامه: (وقل الحمد لله) النمل - 93.
وقال تعالى حكاية عن داود وسليمان (عليه السلام) (وقالا الحمد لله) النمل - 15.
وإلا ما حكاه عن أهل الجنة وهمالمطهرون من غل الصدور ولغو القول والتأثيم كقوله: (وآخر دعويهم أن الحمد لله ربالعالمين) يونس - 10.وأما غير هذه الموارد فهو تعالى وان حكى الحمد عن كثير من خلقه بل عن جميعهم، كقوله تعالى: (والملائكة يسبحون بحمد ربهم) الشورى - 5.
وقوله (ويسبح الرعد بحمده) الرعد -13.
وقوله (وإن من شئ إلا يسبح بحمده)الاسراء - 44.
إلا أنه سبحانه شفع الحمد في جميعها بالتسبيح بل جعل التسبيح هو الاصل في الحكاية وجعل الحمد معه، وذلك أن غيره تعالى لا يحيط بجمال أفعاله وكمالها كما لا يحيطون بجمال صفاته وأسمائه التي منها جمالا لافعال، قال تعالى: (ولا يحيطون به علما) طه - 110 فما وصفوه به فقد أحاطوا به وصار محدودا بحدودهم مقدرا بقدر نيلهم منه، فلا يستقيم ما أثنوا به من ثناء إلا من بعد أن ينزهوه ويسبحوه عن ما حدوه وقدروه بافهامهم، قال تعالى: (ان الله يعلموانتم لا تعلمون) النحل - 74،
وأما المخلصون من عباده تعالى فقد جعل حمدهم حمده ووصفهم وصفه حيث جعلهم مخلصين له، فقد بان ان الذي يقتضيه أدب العبودية ان يحمدالعبد ربه بما حمد به نفسه ولا يتعدى عنه، كما في الحديث الذي رواه الفريقان عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك الحديث) فقوله في أول هذه السورة: الحمد لله، تأديب بادب عبودي، ما كان للعبد ان يقوله لو لا ان الله تعالى قاله نيابة وتعليما لما ينبغي الثناء به.
تعليق