بسم الله الرحمن الرحيم
الف الصلاة والاسلام على سيدنا محمد وال بيته الاطهار ومن اتبع ومن والاه والف الصلاة على امامنا ومنجينا الامام البر التقي الوفي الزكي الامام علي ((عليه السلام )) ........... اليوم نقدم اليكم شرح مفصل عن دعاء الصباح وسيكون عبر دروس متتالية
اللّهمّ يَامَن دَلَعَ لِسانَ الصباح بنطق تبلّجه
قوله (عليه السلام): (يامن دلع) أي أخرج، يقال: دلع لسانه، فاندلع: أي أخرجه فخرج، ودلع لسانهُ أي خرج يتعدَّى ولا يتعدَّى، قيل: وإنما لم يجعله هاهنا لازماً إذ لابدّ لمن من ضمير راجع إليها (لسان الصباح) هو ضدّ المساء، والمراد بلسان الصباح: الشمس عند طلوعها، والنور المرتفع عن الاُفق قبل طلوعها (بنطق تبلّجه) النطق هو التكلّم، وقد يطلق على الأعمّ، فإنّ المراد به في قولهم: "ماله صامت ولا ناطق" الحيوان، وبالصامت ما سواه، والتبلّج الإضاءة والإشراق، وإضافة النطق إليه بيانيّة، أي بنطق هو إشراق ذلك اللسان، وتشبيه الإشراق بالنطق لأجل دلالته على كمال الصانع، ويقال: بلج الصبح يبلُج بالضمّ أي أضاء، وابتلج وتبلّج مثله. وهذه الفقرة موافقة لقوله تعالى: (وإن من شيء إلاّ يسبّح بحمده)(2) فإنّ كلّ شيء يدلّ على أنّه تعالى متّصف بصفات الكمال، مقدّس عن سمات النقص، فكأ نّه بحمده ويسبّحه، وذهب الكبراء إلى أنّ ذلك الحمد والتسبيح حقيقيّان لا مجازيّان، والإعجاز في تسبيح الحصى في كفّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّما هو باعتبار إسماع المحجوبين، ويساعد هذا قوله تعالى: (قالوا لجلودهم لم شهدتهم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كلّ شيء)(3) وقد ناسب إثبات النطق للصبح قوله تعالى:(والصبح إذا تنفّس)(4).
وسرّح قِطع الليل المظلم
(و) يا من (سرّح) بالتخفيف أو التشديد، والأول أنسب لفظاً بقوله: (دلع) أي أرسل، يقال: سرحت فلاناً إلى موضع كذا إذا أرسلته إليه، وقال الله تعالى: (أو تسريح بإحسان)(5) أقول: ويحتمل أن يكون من تسريح الشعر (قطع الليل المظلم) القطع بكسر القاف وفتح الطاء جمعالمصادر 2- الاسراء: 44.
3- فصلت: 21.
4- التكوير: 18.
5- البقرة: 229.
تعليق