بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من ضمن الأذكار التي يستحب ذكرها في كلّ صباح ما قاله الشيخ الكفعمي (قدس سرّه):
يُسْتَحَبُّ أَنْ يُقَالَ كُلَّ يَوْمَ: ((تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً))..
وفي هذا الذكر الشريف الكثير من المعاني التي ينبغي علينا معرفتها عند ترديده فنتفاعل معه وفق ما نفهمه حتى لا يكون مجرّد ألفاظ نتلفظها من غير أن نفقه ما نقوله..
فقولنا ((توكّلت على الحيّ الذي لا يموت)) يعني انّنا نقرّ بتفويض كلّ أمورنا الى الله سبحانه وتعالى ولا حول ولا قوة لنا إلاّ به، وما تسخير البعض للبعض إلاّ من باب التسبيب بالأسباب وليس على نحو الاستقلالية، وهذا يعني عجز كلّ ما دون الله تعالى وافتقارهم اليه، وفي نفس الوقت إقرار بأنّ من نتوكّل عليه هو دائم لا زوال له، أي انّنا نتّكل على من لا يترك خلقه أبداً ولو للحظة واحدة وهو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم..
وإضافة الى صفة الحياة من غير موت يأتي الاقرار بالوحدانية، فانّه تعالى أبى أن يتّخذ ولداً أو زوجة لأنّ كلّ ذلك يعني نقصه وإمكانه جلّ عن ذلك وعلا علواً كبيراً وقد قال تعالى ((وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا))الجن : 3، وحتى الشريك في الالوهية لا يمكن أن يوجد معه تعالى عن ذلك وهو القائل في كتابه الكريم ((لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا))الأنبياء : 22،
فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة تقطع الطريق على كلّ مدّع بوجود اله آخر أو شريك، لحصول المفسدة والفساد نتيجة لذلك، وبالنظر لعدم وجود الفساد فهذا يعني بعدم وجود اله آخر غير الله سبحانه وتعالى فيتحقق المطلوب بالوحدانية..
وبعد ذلك تأتي فقرة ((ولم يكن له وليّ من الذلّ))، وهذا يعني بأنّ وجود الولي يعني هناك حاجة للناصر والمعين أو ذلّ قد يمرّ به فيحتاج الى ذلك الولي، ولكنّ الله سبحانه وتعالى هو العزيز على الاطلاق وقد قال تعالى في كتابه الكريم ((الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ))الحشر : 23..
ويُختتم هذا الذكر الطاهر بهذه العبارة ((وكبّره تكبيراً))، وخير ما نشرح به هذه العبارة هو ما قال السيد الطباطبائي (قدس سرّه) في ميزانه: ((«و كبره تكبيرا» وقد أطلق إطلاقا بعد التوصيف والتنزيه فهو تكبير من كل وصف، ولذا فسر «الله أكبر» بأنه أكبر من أن يوصف على ما ورد عن الصادق (عليه السلام)، ولو كان المعنى أنه أكبر من كل شيء لم يخل من إشراك الأشياء به تعالى في معنى الكبر وهو أعز ساحة أن يشاركه شيء في أمر))..
وبقي أن ننوه الى أنّ هذه الفقرة التي ورد استحباب قراءتها في كلّ يوم هي في الحقيقة مستقاة من آية واردة في القرآن الكريم حيث قال تعالى في كتابه الكريم ((وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا))الإسراء : 111..
نسأل الله تعالى لنا ولكم أن يرزقنا صفاء النية وحسن التفكّر وخير العاقبة...
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من ضمن الأذكار التي يستحب ذكرها في كلّ صباح ما قاله الشيخ الكفعمي (قدس سرّه):
يُسْتَحَبُّ أَنْ يُقَالَ كُلَّ يَوْمَ: ((تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً))..
وفي هذا الذكر الشريف الكثير من المعاني التي ينبغي علينا معرفتها عند ترديده فنتفاعل معه وفق ما نفهمه حتى لا يكون مجرّد ألفاظ نتلفظها من غير أن نفقه ما نقوله..
فقولنا ((توكّلت على الحيّ الذي لا يموت)) يعني انّنا نقرّ بتفويض كلّ أمورنا الى الله سبحانه وتعالى ولا حول ولا قوة لنا إلاّ به، وما تسخير البعض للبعض إلاّ من باب التسبيب بالأسباب وليس على نحو الاستقلالية، وهذا يعني عجز كلّ ما دون الله تعالى وافتقارهم اليه، وفي نفس الوقت إقرار بأنّ من نتوكّل عليه هو دائم لا زوال له، أي انّنا نتّكل على من لا يترك خلقه أبداً ولو للحظة واحدة وهو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم..
وإضافة الى صفة الحياة من غير موت يأتي الاقرار بالوحدانية، فانّه تعالى أبى أن يتّخذ ولداً أو زوجة لأنّ كلّ ذلك يعني نقصه وإمكانه جلّ عن ذلك وعلا علواً كبيراً وقد قال تعالى ((وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا))الجن : 3، وحتى الشريك في الالوهية لا يمكن أن يوجد معه تعالى عن ذلك وهو القائل في كتابه الكريم ((لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا))الأنبياء : 22،
فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة تقطع الطريق على كلّ مدّع بوجود اله آخر أو شريك، لحصول المفسدة والفساد نتيجة لذلك، وبالنظر لعدم وجود الفساد فهذا يعني بعدم وجود اله آخر غير الله سبحانه وتعالى فيتحقق المطلوب بالوحدانية..
وبعد ذلك تأتي فقرة ((ولم يكن له وليّ من الذلّ))، وهذا يعني بأنّ وجود الولي يعني هناك حاجة للناصر والمعين أو ذلّ قد يمرّ به فيحتاج الى ذلك الولي، ولكنّ الله سبحانه وتعالى هو العزيز على الاطلاق وقد قال تعالى في كتابه الكريم ((الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ))الحشر : 23..
ويُختتم هذا الذكر الطاهر بهذه العبارة ((وكبّره تكبيراً))، وخير ما نشرح به هذه العبارة هو ما قال السيد الطباطبائي (قدس سرّه) في ميزانه: ((«و كبره تكبيرا» وقد أطلق إطلاقا بعد التوصيف والتنزيه فهو تكبير من كل وصف، ولذا فسر «الله أكبر» بأنه أكبر من أن يوصف على ما ورد عن الصادق (عليه السلام)، ولو كان المعنى أنه أكبر من كل شيء لم يخل من إشراك الأشياء به تعالى في معنى الكبر وهو أعز ساحة أن يشاركه شيء في أمر))..
وبقي أن ننوه الى أنّ هذه الفقرة التي ورد استحباب قراءتها في كلّ يوم هي في الحقيقة مستقاة من آية واردة في القرآن الكريم حيث قال تعالى في كتابه الكريم ((وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا))الإسراء : 111..
نسأل الله تعالى لنا ولكم أن يرزقنا صفاء النية وحسن التفكّر وخير العاقبة...
تعليق