قال تعالى (فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا) يوسف 96
وقال (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا)العنكبوت 31
جاءت لما في الآيتين وبعدها الفعل (جاء) فلماذا جاءت (أن) في سورة يوسف ولم تات في العنكبوت؟ علما أن كليهما يتحدثان عن بشرى
نقول وبالله التوفيق
ان سياق الآيات في سورة يوسف يتحدث عن معاناة الأب من أول السورة الى نهايتها تقريبا فلما أرادت الآية أن تصف انطلاق البشير من مصر الى فلسطين جاءت (أن) لامكانية مد الصوت بها على اساس انه مد منفص وهذا سيكون أكثر دلالة في التعبير على صورة الترقب والانتظار التي عانى منها يعقوب فحين يمد القارئ الصوت بألف (لما) ثم الاخفاء للنون مع الجيم ومن بعدها مد الف جاء يعطي السامع صورة ذهنية لتلك المعاناة بعد طول نصب وتعب
أما في سورة العنكبوت فسياق الآيات لا يصور بعد المسافة أو تعب ابراهيم عليه السلام هذا من جهة ومن جهة أخرى فالملائكة في انطلاقهم حتى وصولهم الى ابراهيم لا يحتاجون الى ذلك الوقت الطويل الذي يحتاجه بشير يعقوب
فنجد ذكر (ن) هناك وعدم ذكرها هنا تتجلى فيه بلاغة القرآن العظيم
فسبحان الله وعز جلاله

والله هو العالم بالقصد


منقوووووووووووووول