بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في العديد من الروايات توصيف الائمة عليهم السلام ب(نور الله) فما المراد منه؟ومن التفاسير لهذه المفردة المهمة:
ان المراد بكونهم نور الله انهم الذين نوروا العالم بعلم الله وهدايته.
أو بنور الوجود لانهم علل غائيه لوجود الأشياء.
أو الاعم منهما أو لانهم الادلة الواضحة والانوار اللائحة التى تلوح لبصائر الخلق فيقتدى بهم .
لكني اميل الى تفسير اخر ذكره بعض العلماء (قده) خلاصته ان الالهامات الروحانية التي تجعل الانسان يميل لفعل الخيرات هي من فيوضات الائمة عليهم السلام وانهم صلوات الله عليهم يجلون وجه الحقيقة ويرفعون اللبس عن كثير من الأمور التي يزينها الشيطان للإنسان مما قد يوقعه في المعاصي والعياذ بالله .ومما يشهد لهذا التفسير ما جاء في الكافي عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفر عن قول الله عز وجل (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا (1) فقال يا أبا خالد النور والله الائمة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة وهم والله نور الله في السموات وفي الارض والله يا أبا خالد لنور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار وهم والله ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله عز وجل نورهم عمن يشاء ويظلم قلوبهم ...الحديث.
وعن الصادق عليه السلام في قوله تعالى (الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوارة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) الى قوله (واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) (2) قال عليه السلام النور في هذا الموضع امير المؤمنين والائمة (وعن الباقر عليه السلام) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به) (3) يعني إماما تأتمون به (وعن محمد بن الفضيل) عن أبي الحسن عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل (يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم) (4) قال يريدون ليطفؤوا ولاية أمير المؤمنين بافواههم قلت قوله تعالى (والله متم نوره) (5) قال يقول والله متم الامامة والامامة هي النور وذلك قوله (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) (6) قال النور هو الامام.
(1): سورة ق آية 24 (2): سورة التغابن آية 8
(2): سورة الاعراف آية 157
(3): سورة الحديد آية 28 (3)
(4): سورة التوبة آية 32
(5): سورة الصف آية 8
(6): سورة التغابن آية 8
تعليق