لا ينبغي الإغفال عن كون العبادات والرياضات الشرعية غير مقصودة لذاتها وإنّما هي وسائل تطهيرية رسمها لنا الشارع المقدّس لابدّ منها ولا بديل لها البتّة، بها تنجلي الغبرة عن أصل الأُصول وفصل الفصول وغاية غايات المعقول والمنقول والمشهود ومنتهى الكمال الإمكانيّ في وجوده الظاهريّ وهو التوحيد الحقّي الذي به يصير الوجود طُرّاً، ظاهراً وباطناً، حاضراً وغائباً، ناطقاً وصامتاً، أوّلاً وآخراً، سابقاً ولاحقاً، عامّه وخاصّه، حيث يهتف بوجود الحقّ سبحانه، وعندئذ يُبصر العابد معبوده، ويُدرك بالحقّ معنى وجوده، وتصير روحه الطاهرة المطهّرة معلّقة بعزّ قُدسه.
من كتاب: معرفة الله، لسماحة المرجع الديني السيد كمال الحيدري
من كتاب: معرفة الله، لسماحة المرجع الديني السيد كمال الحيدري
تعليق