بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفرق بين الإرادتين
الإرادة التشريعية هي التي يتوسط فيها بين المريد وتحقق الإرادة في الخارج إرادة موجود وشخص آخر
فمثلاً عندما تطلب من شخص أن يحضر لك شيء فحتى يتحقق وجود هذا الشيء أمامك لابد أن إرادة متوسطة بين إرادتك وبين ذلك الشيء وهي هذا الشخص الذي طلبت منه احضار ذلك الشيء
أما الإرادة التكوينية هي التي لا يتخلل بين إراة المريد وبين تحقق المراد في الخارج إرادة موجود وشخص آخر
مثلاً إذا أردت شيء تطلبه من يدك فإن اليد تتحرك مباشرة للإتيان به من دون أن يحتاج تحقق المراد خارجاً إلى توسط إرادة أخرى
فلو أتينا إلى آية التطهير مثلاً وسألنا هل أن الإرادة فيها إرادة تشريعية أو إرادة تكوينية قال تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )
فإذا قلنا أن الآية تثبت الإرادة التشريعية فهي إذاً تفيد الإنشاء بمعنى إنها تطلب من الناس أن يتطهروا وأن يتنزهوا عن كل رجس والآية تتحدث عن أهل البيت فسيكون المراد منها إذا تبثت الإرادة التشريعية أن الله تعالى يطلب من أهل البيت أن يكونوا معصومين لا أنه عزوجل يخبر عن عصمتهم بمعنى أنه تعالى يأمرهم فيجب أن يمتثلوا لهذا الأمر
أما لو قلنا أن الإرادة في الآية تثبت الإرادة التكوينية فهي إذاً إخبار عن أن أهل البيت معصومين
قال الشيخ الطوسي في هذا الشأن ليس يخلو إرادة الله إذهاب الرجس عن أهل البيت من أن يكون ماأراد منهم من فعل الطاعات واجتناب المعاصي أو يكون عبارة عن أنه أذهب عنهم الرجس بأن فعل لهم لطفاً أختاروا عنده الإمتناع من القبائح والأول لايجوز أن يكون مراداً لان هذه الإرادة حاصلة مع جميع المكلفين فلا إختصاص لأهل البيت في ذلك الإختصاص
على كل حال نقف امام خيارين في الآية وهما أن حملت الإرادة على التشريع فهي إنشاء وطلب للعصمة من أهل البيت وإذا حملت على التكوين فهي إخبار عن كونهم معصومين
ولكن لايمكن حمل الإرادة على التشريعية لأنها تنص على قول الله تعالى ( إنما يريد ) و( إنما ) تفيد الحصر والقصر ومعنى هذا أن الله تعالى طلب من أهل البيت فقط أن يكونوا كذلك وإذا كانت الإرادة تشريعية فلا معنى لأن يكون طلب الطهارة والتنزه عن الرجس مختصاً بأهل البيت محصوراً بهم دون غيرهم وستبقى الإرادة التشريعية غير منسجمة مع هذا الحصر الموجود في الآية لأن الله عزوجل أنزل الشريعة الإسلامية لا لكي يتطهر أهل البيت وحدهم ويتنزهوا عن الرجس دون غيرهم وإنما لكي يتطهر المسلمون كافة
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هذا البحث مقتبس من بحوث
تفسير الميزان
تفسير البرهان
تفسير الأمثل
نسألكم الدعاء
اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفرق بين الإرادتين
الإرادة التشريعية هي التي يتوسط فيها بين المريد وتحقق الإرادة في الخارج إرادة موجود وشخص آخر
فمثلاً عندما تطلب من شخص أن يحضر لك شيء فحتى يتحقق وجود هذا الشيء أمامك لابد أن إرادة متوسطة بين إرادتك وبين ذلك الشيء وهي هذا الشخص الذي طلبت منه احضار ذلك الشيء
أما الإرادة التكوينية هي التي لا يتخلل بين إراة المريد وبين تحقق المراد في الخارج إرادة موجود وشخص آخر
مثلاً إذا أردت شيء تطلبه من يدك فإن اليد تتحرك مباشرة للإتيان به من دون أن يحتاج تحقق المراد خارجاً إلى توسط إرادة أخرى
فلو أتينا إلى آية التطهير مثلاً وسألنا هل أن الإرادة فيها إرادة تشريعية أو إرادة تكوينية قال تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )
فإذا قلنا أن الآية تثبت الإرادة التشريعية فهي إذاً تفيد الإنشاء بمعنى إنها تطلب من الناس أن يتطهروا وأن يتنزهوا عن كل رجس والآية تتحدث عن أهل البيت فسيكون المراد منها إذا تبثت الإرادة التشريعية أن الله تعالى يطلب من أهل البيت أن يكونوا معصومين لا أنه عزوجل يخبر عن عصمتهم بمعنى أنه تعالى يأمرهم فيجب أن يمتثلوا لهذا الأمر
أما لو قلنا أن الإرادة في الآية تثبت الإرادة التكوينية فهي إذاً إخبار عن أن أهل البيت معصومين
قال الشيخ الطوسي في هذا الشأن ليس يخلو إرادة الله إذهاب الرجس عن أهل البيت من أن يكون ماأراد منهم من فعل الطاعات واجتناب المعاصي أو يكون عبارة عن أنه أذهب عنهم الرجس بأن فعل لهم لطفاً أختاروا عنده الإمتناع من القبائح والأول لايجوز أن يكون مراداً لان هذه الإرادة حاصلة مع جميع المكلفين فلا إختصاص لأهل البيت في ذلك الإختصاص
على كل حال نقف امام خيارين في الآية وهما أن حملت الإرادة على التشريع فهي إنشاء وطلب للعصمة من أهل البيت وإذا حملت على التكوين فهي إخبار عن كونهم معصومين
ولكن لايمكن حمل الإرادة على التشريعية لأنها تنص على قول الله تعالى ( إنما يريد ) و( إنما ) تفيد الحصر والقصر ومعنى هذا أن الله تعالى طلب من أهل البيت فقط أن يكونوا كذلك وإذا كانت الإرادة تشريعية فلا معنى لأن يكون طلب الطهارة والتنزه عن الرجس مختصاً بأهل البيت محصوراً بهم دون غيرهم وستبقى الإرادة التشريعية غير منسجمة مع هذا الحصر الموجود في الآية لأن الله عزوجل أنزل الشريعة الإسلامية لا لكي يتطهر أهل البيت وحدهم ويتنزهوا عن الرجس دون غيرهم وإنما لكي يتطهر المسلمون كافة
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هذا البحث مقتبس من بحوث
تفسير الميزان
تفسير البرهان
تفسير الأمثل
نسألكم الدعاء