شهادة زيد ابن الإمام عليّ زين العابدين(عليهما السلام)
اسمه وكنيته ونسبه(رضي الله عنه)
الشهيد أبو الحسين، زيد ابن الإمام عليّ زين العابدين ابن الإمام الحسين(عليهم السلام).
تاريخ ولادته(رضي الله عنه) ومكانها
78ﻫ، المدينة المنوّرة.
صفاته(رضي الله عنه)
كان(رضي الله عنه) تام الخلق، طويل القامة، جميل المنظر، أبيض اللون، وسيم الوجه، واسع العينين، مقرون الحاجبين، كَثُّ اللحية، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، دقيق المسربة، واسع الجبهة، أقنى الأنف، أسود الرأس واللحية، إلّا أنّ الشيب خالط عارضَيه.
وكان الوابشي يقول: «إذا رأيت زيد بن عليّ رأيت أسارير النور في وجهه»(1).
علمه(رضي الله عنه)
نشأ(رضي الله عنه) في حجر أبيه الإمام زين العابدين(عليه السلام)، وتخرّج على يده وعلى يد الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام)، ومنهم أخذ لطائف المعارف وأسرار الأحكام، فأفحم العلماء وأكابر المناظرين من سائر الملل والأديان.
فهذا أبو حنيفة يقول: «شاهدت زيد بن عليّ كما شاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفقه منه، ولا أسرع جواباً، ولا أبين قولاً»(2).
وقال الشعبي: «والله ما ولدت النساء أفضل من زيد بن عليّ، ولا أفقه ولا أشجع ولا أزهد»(3).
خُطبه(رضي الله عنه)
كان(رضي الله عنه) معروفاً بفصاحة المنطق وجزالة القول، والسرعة في الجواب، وحسن المحاضرة، والوضوح في البيان، والإيجاز في تأدية المعاني على أبلغ وجه.
وكان كلامه يشبه كلام جدّه عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) بلاغةً وفصاحة، فلا بِدعَ إِذاً إن عَدّهُ الجاحظ من خطباء بني هاشم، ووصفه أبو إسحاق السبيعي والأعمش بأنّه أفصح أهل بيته لساناً وأكثرهم بياناً.
ويشهد له أنّ هشام بن عبد الملك لم يزل منذ دخل زيد الكوفة يبعث الكتاب أثر الكتاب إلى عامل العراق، يأمره بإخراج زيد من الكوفة، ومنع الناس من حضور مجلسه؛ لأنّه الجذّاب للقلوب بعلمه الجمّ وبيانه السهل، وأنّ له لساناً أقطع من السيف وأبلغ من السحر والكهانة.
من أقوال المعصومين(عليهم السلام) فيه
1ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) للحسين(عليه السلام): «يا حسين، يخرج من صلبك رجل يُقال له زيد، يتخطّا هو وأصحابه رقاب الناس، يدخلون الجنّة بلا حساب»(4).
2ـ قال الإمام زين العابدين(عليه السلام): «يخرج من ولدي رجل يُقال له: زيد، يُقتل بالكوفة، ويُصلب بالكناسة، يخرج من قبره نبشاً، يفتح لروحه أبواب السماء، يبتهج به أهل السماوات، يجعل روحه في حوصلة طير أخضر يسرح في الجنّة حيث يشاء»(5).
3ـ قال الإمام الباقر(عليه السلام): «اللّهمّ اشدد أزري بزيد»(6).
4ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): «فإنّ زيداً كان عالماً، وكان صدوقاً، ولم يدعكم إلى نفسه، إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمّد(عليهم السلام)، ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه، إنّما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه»(7).
5ـ قال الإمام الرضا(عليه السلام): «كان من علماء آل محمّد، غضب لله عزّ وجلّ، فجاهد أعداءه حتّى قُتل في سبيله»(8).
من أقوال العلماء فيه(رضي الله عنه)
1ـ قال الشيخ المفيد(قدس سره): «وكان زيد بن عليّ بن الحسين(عليهم السلام) عين إخوته بعد أبي جعفر(عليه السلام) وأفضلهم، وكان عابداً ورعاً فقيهاً سخيّاً شجاعاً، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ويطالب بثارات الحسين(عليه السلام)»(9).
2ـ قال السيّد ابن عنبة(قدس سره): «ومناقبه أجلّ من أن تُحصى، وفضله أكثر من أن يُوصف، ويُقال له: حليف القرآن»(10).
3ـ قال العلّامة الكاظمي(قدس سره) في تكملة الرجال: «اتّفق علماء الإسلام على جلالة زيد وورعه وفضله»(11).
4ـ قال العلّامة الأميني(قدس سره): «والشيعة على بكرة أبيها لا تقول فيه إلّا بالقداسة، وترى من واجبها تبرير كلّ عمل له من جهاد ناجع، ونهضة كريمة، ودعوة إلى الرضا من آل محمّد، تشهد لذلك كلّه أحاديث أسندوها إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأئمّتهم(عليهم السلام)، ونصوص علمائهم، ومدايح شعرائهم وتأبينهم له، وإفراد مؤلّفيهم أخباره بالتدوين»(12).
ثورته(رضي الله عنه)
لقد ثار(رضي الله عنه) على الحاكم الأُموي هشام بن عبد الملك، واختار الكوفة منطلقاً لثورته، ودعا المسلمين لمبايعته، فأقبلت عليه الشيعة وغيرها تبايعه، حتّى بلغ عددهم من الكوفة فقط خمسة عشر ألف رجلاً.
ومن الجليّ الواضح أنّه لم يُعلن الثورة من أجل أن يتولّى الخلافة والإمامة بنفسه؛ لأنّه كان يعرف إمامه، بل كان يدعو إلى الرضى من آل محمّد(عليهم السلام)، طالباً الإصلاح في أُمّة جدّه التي أذاقها الأُمويون الظلم والجور.
تاريخ شهادته(رضي الله عنه) ومكانها
2 صفر 120ﻫ، مدينة الكوفة، العراق.
صلبه بعد شهادته(رضي الله عنه)
بعد شهادته(رضي الله عنه) أمر والي العراق يوسف بن عمر الثقفي ـ والد الحجّاج ـ بصلب زيد(رضي الله عنه) بالكناسة عارياً، ومكث مصلوباً أربع سنين إلى أيّام حكم الوليد بن يزيد الأُموي، فلمّا قام ابنه الشهيد يحيى بن زيد، كتب الوليد إلى يوسف: «أمّا بعد، فإذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق فاحرقه وانسفه في اليمّ نسفاً والسلام»(13).
فأمر يوسف عند ذلك خراش بن حوشب فأنزله من جذعه فأحرقه بالنار، ثمّ جعله في قواصر، ثمّ حمله في سفينة، ثمّ ذرّاه في الفرات .
بكاء الأئمّة(عليهم السلام) عليه
وقف الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) على موضع صلب زيد(رضي الله عنه) بالكوفة، فبكى وبكى الناس لبكائه، فقيل له: يا أمير المؤمنين ممّ بكاؤك، فقد أبكيت أصحابك؟ فقال: «أبكي أنّ رجلاً من ولدي يُصلب في هذا الموضع...»(14).
ولمّا سمع الإمام الصادق(عليه السلام) بقتل زيد(رضي الله عنه) بكى ثمّ قال: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، عند الله احتسب عمّي، إنّه كان نعم العم، إنّ عمّي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا، مضى والله عمّي شهيداً كشهداء استُشهدوا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم»(15).
ــــــــــــــــــــ
1. مقاتل الطالبيين: 86.
2. مسند زيد بن علي: 46.
3. المصدر السابق.
4. عيون أخبار الرضا 2/226.
5. روضة الواعظين: 269.
6. الغدير 3/70.
7. الكافي 8/264.
8. عيون أخبار الرضا 2/225.
9. الإرشاد 2/171.
10. عمدة الطالب: 255.
11. الغدير 3/71.
12. المصدر السابق 3/69.
13. مقاتل الطالبيين: 98.
14. الملاحم والفتن: 244.
15. عيون أخبار الرضا 2/228.
بقلم : محمد أمين نجف
اسمه وكنيته ونسبه(رضي الله عنه)
الشهيد أبو الحسين، زيد ابن الإمام عليّ زين العابدين ابن الإمام الحسين(عليهم السلام).
تاريخ ولادته(رضي الله عنه) ومكانها
78ﻫ، المدينة المنوّرة.
صفاته(رضي الله عنه)
كان(رضي الله عنه) تام الخلق، طويل القامة، جميل المنظر، أبيض اللون، وسيم الوجه، واسع العينين، مقرون الحاجبين، كَثُّ اللحية، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، دقيق المسربة، واسع الجبهة، أقنى الأنف، أسود الرأس واللحية، إلّا أنّ الشيب خالط عارضَيه.
وكان الوابشي يقول: «إذا رأيت زيد بن عليّ رأيت أسارير النور في وجهه»(1).
علمه(رضي الله عنه)
نشأ(رضي الله عنه) في حجر أبيه الإمام زين العابدين(عليه السلام)، وتخرّج على يده وعلى يد الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام)، ومنهم أخذ لطائف المعارف وأسرار الأحكام، فأفحم العلماء وأكابر المناظرين من سائر الملل والأديان.
فهذا أبو حنيفة يقول: «شاهدت زيد بن عليّ كما شاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفقه منه، ولا أسرع جواباً، ولا أبين قولاً»(2).
وقال الشعبي: «والله ما ولدت النساء أفضل من زيد بن عليّ، ولا أفقه ولا أشجع ولا أزهد»(3).
خُطبه(رضي الله عنه)
كان(رضي الله عنه) معروفاً بفصاحة المنطق وجزالة القول، والسرعة في الجواب، وحسن المحاضرة، والوضوح في البيان، والإيجاز في تأدية المعاني على أبلغ وجه.
وكان كلامه يشبه كلام جدّه عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) بلاغةً وفصاحة، فلا بِدعَ إِذاً إن عَدّهُ الجاحظ من خطباء بني هاشم، ووصفه أبو إسحاق السبيعي والأعمش بأنّه أفصح أهل بيته لساناً وأكثرهم بياناً.
ويشهد له أنّ هشام بن عبد الملك لم يزل منذ دخل زيد الكوفة يبعث الكتاب أثر الكتاب إلى عامل العراق، يأمره بإخراج زيد من الكوفة، ومنع الناس من حضور مجلسه؛ لأنّه الجذّاب للقلوب بعلمه الجمّ وبيانه السهل، وأنّ له لساناً أقطع من السيف وأبلغ من السحر والكهانة.
من أقوال المعصومين(عليهم السلام) فيه
1ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) للحسين(عليه السلام): «يا حسين، يخرج من صلبك رجل يُقال له زيد، يتخطّا هو وأصحابه رقاب الناس، يدخلون الجنّة بلا حساب»(4).
2ـ قال الإمام زين العابدين(عليه السلام): «يخرج من ولدي رجل يُقال له: زيد، يُقتل بالكوفة، ويُصلب بالكناسة، يخرج من قبره نبشاً، يفتح لروحه أبواب السماء، يبتهج به أهل السماوات، يجعل روحه في حوصلة طير أخضر يسرح في الجنّة حيث يشاء»(5).
3ـ قال الإمام الباقر(عليه السلام): «اللّهمّ اشدد أزري بزيد»(6).
4ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): «فإنّ زيداً كان عالماً، وكان صدوقاً، ولم يدعكم إلى نفسه، إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمّد(عليهم السلام)، ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه، إنّما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه»(7).
5ـ قال الإمام الرضا(عليه السلام): «كان من علماء آل محمّد، غضب لله عزّ وجلّ، فجاهد أعداءه حتّى قُتل في سبيله»(8).
من أقوال العلماء فيه(رضي الله عنه)
1ـ قال الشيخ المفيد(قدس سره): «وكان زيد بن عليّ بن الحسين(عليهم السلام) عين إخوته بعد أبي جعفر(عليه السلام) وأفضلهم، وكان عابداً ورعاً فقيهاً سخيّاً شجاعاً، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ويطالب بثارات الحسين(عليه السلام)»(9).
2ـ قال السيّد ابن عنبة(قدس سره): «ومناقبه أجلّ من أن تُحصى، وفضله أكثر من أن يُوصف، ويُقال له: حليف القرآن»(10).
3ـ قال العلّامة الكاظمي(قدس سره) في تكملة الرجال: «اتّفق علماء الإسلام على جلالة زيد وورعه وفضله»(11).
4ـ قال العلّامة الأميني(قدس سره): «والشيعة على بكرة أبيها لا تقول فيه إلّا بالقداسة، وترى من واجبها تبرير كلّ عمل له من جهاد ناجع، ونهضة كريمة، ودعوة إلى الرضا من آل محمّد، تشهد لذلك كلّه أحاديث أسندوها إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأئمّتهم(عليهم السلام)، ونصوص علمائهم، ومدايح شعرائهم وتأبينهم له، وإفراد مؤلّفيهم أخباره بالتدوين»(12).
ثورته(رضي الله عنه)
لقد ثار(رضي الله عنه) على الحاكم الأُموي هشام بن عبد الملك، واختار الكوفة منطلقاً لثورته، ودعا المسلمين لمبايعته، فأقبلت عليه الشيعة وغيرها تبايعه، حتّى بلغ عددهم من الكوفة فقط خمسة عشر ألف رجلاً.
ومن الجليّ الواضح أنّه لم يُعلن الثورة من أجل أن يتولّى الخلافة والإمامة بنفسه؛ لأنّه كان يعرف إمامه، بل كان يدعو إلى الرضى من آل محمّد(عليهم السلام)، طالباً الإصلاح في أُمّة جدّه التي أذاقها الأُمويون الظلم والجور.
تاريخ شهادته(رضي الله عنه) ومكانها
2 صفر 120ﻫ، مدينة الكوفة، العراق.
صلبه بعد شهادته(رضي الله عنه)
بعد شهادته(رضي الله عنه) أمر والي العراق يوسف بن عمر الثقفي ـ والد الحجّاج ـ بصلب زيد(رضي الله عنه) بالكناسة عارياً، ومكث مصلوباً أربع سنين إلى أيّام حكم الوليد بن يزيد الأُموي، فلمّا قام ابنه الشهيد يحيى بن زيد، كتب الوليد إلى يوسف: «أمّا بعد، فإذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق فاحرقه وانسفه في اليمّ نسفاً والسلام»(13).
فأمر يوسف عند ذلك خراش بن حوشب فأنزله من جذعه فأحرقه بالنار، ثمّ جعله في قواصر، ثمّ حمله في سفينة، ثمّ ذرّاه في الفرات .
بكاء الأئمّة(عليهم السلام) عليه
وقف الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) على موضع صلب زيد(رضي الله عنه) بالكوفة، فبكى وبكى الناس لبكائه، فقيل له: يا أمير المؤمنين ممّ بكاؤك، فقد أبكيت أصحابك؟ فقال: «أبكي أنّ رجلاً من ولدي يُصلب في هذا الموضع...»(14).
ولمّا سمع الإمام الصادق(عليه السلام) بقتل زيد(رضي الله عنه) بكى ثمّ قال: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، عند الله احتسب عمّي، إنّه كان نعم العم، إنّ عمّي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا، مضى والله عمّي شهيداً كشهداء استُشهدوا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم»(15).
ــــــــــــــــــــ
1. مقاتل الطالبيين: 86.
2. مسند زيد بن علي: 46.
3. المصدر السابق.
4. عيون أخبار الرضا 2/226.
5. روضة الواعظين: 269.
6. الغدير 3/70.
7. الكافي 8/264.
8. عيون أخبار الرضا 2/225.
9. الإرشاد 2/171.
10. عمدة الطالب: 255.
11. الغدير 3/71.
12. المصدر السابق 3/69.
13. مقاتل الطالبيين: 98.
14. الملاحم والفتن: 244.
15. عيون أخبار الرضا 2/228.
بقلم : محمد أمين نجف
تعليق