أم المؤمنين الصديقه ...
ثاني نساء العالمين بعد ابنتها ...
المصطفاة للمصطفى (ص) ...
حورية محمد (ص) و حبيبته ...
المظلومة الصابرة المجاهده ...
يا ام فاطم لا تهمت بتهمة ***
و قلب الهدى حوى لك اركانا ***
و ما للحقير من جرأة ***
ينسب اليك من الفرية الوانا ***
لكنما زق بغض اولادك من امه ***
الحميراء فغدى بعدها عنوانا ***
يا عذراء احمد و الطهر التي ***
صانها الله فما مسها انسانا ***
و يا روح الصبا و قلب الربيع ***
و لؤلؤة البحر العميق مصانا ***
و يا بدراً في كبد السماء محله ***
تنسى النجوم و يبقى ذكر اضوانا ***
براك الله حورية أحمد ***
فأنت له قي دنياك و أخرانا ***
لقد بذل علماء البلاط و وعاظ السلاطين كل جهودهم لينتقصوا من اهل البيت ( عليهم أفضل الصلاة و ازكى السلام ) و كل من يمت اليهم بصله ، و نال السيدة الصديقة الصفية المصطفاة الطاهرة ذات العصمه ، الشيء الكثير من تلك الافترائات ، و لكن كان علماء شيعة محمد و آل محمد (ص) لهم بالمرصاد ، و قد تناول السيد جعفر مرتضى العملي في كتابه (( الصحيح من سيرة النبي الأعظم -ص- )) ، تلك الافترائات ، فأثبت ان ام المؤمنين الصديقه خديجه (ع) لم تكن متزوجةً ابداً قبل رسول الله (ص) ، و لم تكن كبيرة في السن كما اشتهر عليها ، فقد اثبت ان عمرها (ع) حين زواجها كان بين الـ ( 25-28 ) ، كما اثبت ان عائشه كانت متزوجةً قبل رسول الله (ص) ... لتنقلب الآيه ... ، فجزاه الله خير الجزاء .
1- هي أقرب زوجات النبي (ص) إليه نسباً و أشرفهن حسباً ، و تتصل معه (ص) بجده قصي بن كلاب (ع) .
{ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن *قصي* بن كلاب } { خديجه بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن *قصي* بن كلاب }
2- هي الزوجة الأولى للنبي (ص) و لم يتزوج عليها قط في حياتها على الرغم من طول المدة التي عاش فيها معها .! .
3- هي أكثر من عاش معها من بين جميع زوجاته ، حيث تزوجها النبي (ص) و كان سنه خمساً و عشرين ، و توفيت و كان للنبي (ص) من العمر خمسين عاماً ، اي انها عاشت معه خمساً و عشرين عاماً ، و لم يعش مع اي من زوجاته الاخريات هذه المده .
4- هي الزوجة البكر العذراء الوحيده للنبي محمد (ص) من بين جميع نسائه .
5- هي اصغر زوجات النبي (ص) ، حيث تزوجها و لها من العمر خمساً و عشرين سنه و لم يتزوج (ص) بهذا السن من غيرها ، فأصغر من تزوج بعدها هي عائشه و كان لها من العمر على أقل تقدير سبعاً و عشرين عاماً ..!
6- لم تكن ام المؤمنين الصديقه احب نساء النبي (ص) اليه فحسب ، بل كانت من احب الخلق اليه اطلاقاً و من اقربهم الى قلبه و أعزهم الى نفسه ، و يشهد لهذا حزنه العظيم على فراقها حين توفيت .
7- لم تكن اكثر زوجاته حباً له فقط ، بل كانت من اكثر الخلق حباً و ولاءاً و وفاءاً و تضحيةً و بذلاً لرسول الله (ص) و مهما احب احد النبي (ص) و بذل من اجله فلن يصل الى ما وصلت اليه السيدة الصديقه (ع) ! ، و أشعارها في حب رسول الله (ص) تشهد لها بذلك .
8- هي الزوجة الوحيده للنبي (ص) التي لم تؤذه (ص) ابداً ، حيث صدر الايذاء عن كل زوجاته الا هي ! فهي (ع) من النساء القلائل في التاريخ اللاواتي لم يؤذين ازواجهن ابداً ، فقد حفظته زوجاً و نبياً ، في طوال المدة الزوجيه التي عاشت فيها معه (ص) ، و كانت في طوال تلك المده تقدم له اعلى درجات الاخلاص و التضحية و الحب .
9- هي اكثر زوجات النبي (ص) و من أكثر المسلمين ايماناً و تصديقاً به حيث لم يصدر عنها ما يوحي بشكها او عدم يقينها اطلاقاً ، بل العكس تماماً كانت افعالها قبل كلماتها يطفح منها التصديق و التسليم في اعلى درجاتهما ..!
10- هي من المسلمين القلائل الذين لم يؤذوا رسول الله (ص) و لم يشكوا به في اضمار او اظهار او قول او فعل ، و قليلون هم المسلمون الذين لم تصدر عنهم اية هفوة تدل على شكهم و قلة يقينهم ، و على رأسهم سيد المسلمين بلا نظير علي بن ابي طالب (ع) و من بينهم خديجة (ع) و غيرها .
11- هي الزوجة الوحيدة للنبي (ص) التي كان نسله (ص) منها بواسطة ابنتيهما الوحيده الصديقة الكبرى (ص) ، و لم ينجب من غيرها ، الا ابراهيم (ع) ابن ماريه (رض) و لم يعقب منه حيث توفي و هو طفل ..!
12- عبّر رسول الله (ص) عن السيده خديجه (ع) في حديثه مع الزهراء (ع) { ان بطن امك كان وعاءاً للإمامه }
13- تعد الصديقة الصغرى ثاني افضل نساء العالمين من الاولين و الآخرين ، بل هي من افضل من خلق الله اطلاقاً ...
14- لم تسجد لصنم قط في حياتها و لم تعبد غير الله وحده لا شريك له ، و كانت على دين ابراهيم الخليل (ع) ، و هي أولى المسلمين .
15- كان بيت خديجه الصديقه (ع) اول بيت مسلم على الاطلاق و كان سكانه رسول الله (ص) و أمير المؤمنين (ع) و السيدة الصديقه (ع)
16- ما قام الاسلام الا بخلق محمد (ص) و دفاع ابي طالب (ع) و أموال خديجه (ع) و سيف علي (ع) ، هكذا ورد عن تراجمة علم الله و خزان وحيه (ع) .
17- لا يوجد مسلم في هذا الزمان و الى يوم القيامه يجرأ على انكار فضل محمد (ص) و علي و ابو طالب و خديجه ( صلوات الله عليهم ) في اسلامه و اقراره بوحدانية الله ، و تخلصه من عادات الجاهليه المقيته السيئه ، و من انكر فضلهم فقد انكر فضل الله ...!
18- جاهدت في بيتها الزوجي و جاهدت في نصرتها للدين و جاهدت في امومتها فهي الصديقة المجاهده .
19- حين تم زواج السيده الصديقه (ع) بأقدس خلق الله (ص) سمع صوت من السماء (( زوجت الطاهر بالطاهره و الصادق بالصادقه )) .
20- استبشرت الملائكة و الحور العين و جميع اهل السماء بهذا الزواج المقدس و تهلل جميع سكان السماء فرحاً و سرورا لهذا الوقع العظيم .
21- كان اكثر الناس شبهاً بالصديقة خديجه (ع) هو سبطها الاكبر الامام الحسن المحتبى (ع) ، كما ورد عنه (ع) { عن الحسن بن علي (ع) قال : في قوله تعالى « في اي صورة ما شاء ركبك » ، صور الله عز و جل علي بن ابي طالب في ظهر ابي طالب على صورة محمد صلى الله عليه و آله فكان علي بن ابي طالب اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه و آله و كان الحسين بن علي اشبه الناس بفاطمه و كنت انا اشبه الناس بخديجة الكبرى } ( المناقب ابن شهر آشوب ج3 ص 170 ) .
22- كانت خديجه (ع) توفق في تعاملها مع النبي (ص) على اساس انه سيدها و نبيها و امامها و على اساس انه زوجها و حبيبها ، و هو (ص) كان يغمرها بالحنان و الحب ، فكانت حياة النبي (ص) و خديجه هي اعظم و اجمل و اكمل مثال للسعادة و المودة و الموازنة بين الحب و الاحترام و الطاعه ، بل هي الحياة الاولى من كل الجوانب و النواحي بعد حياة الصديقين علي و فاطمه (ع) ، فقد كانت حياةً ملؤها الحب و التضحية و المواساة و الصدق ، و ما وجدت خصلة سيئه واحده في خديجه (ع) عكرت صفو هذه السعادة الإلهيه ، التي تقوم على الايمان بالله بأعلى درجات اليقين ، و جزماً و قطعاً ان حياة النبي (ص) مع زوجته هي ثاني اسعد حياة في الوجود .
23- كان الجو القائم في حياة النبي (ص) و السيده الصديقه خديجه (ع) و السائد فيها على كل جوانبها بلا استثناء هو جو ذكر الله و طاعته و حبه و الامتثال لأوامره حرفياً ، منذ اول يوم اجتمعا فيه تحت سقف واحد ، فهما لم يعبدا غير الله قط ، لذا تعد حياة النبي (ص) مع خديجه (ع) هم من اعظم الامثلة على حب الله و طاعته ! ، حيث بدأت حياتهما و انتهت و لم تقع فيها لله معصيةً قط ..! .
24- تعد السيدة خديجه (ع) من اعظم المجاهدين في التاريخ و من اكثر من تحمل و صبر و اوذي في ذات الله ، و تاريخها الحافل بالجهاد يؤكد ذلك ..'
25- يعد بيت الصديقه (ع) من اقدس البيوت و اعظمها و اكثرها ارتباطاً بالله و طاعةً له ، فقد ضم تحت سقفه سيد خلق الله (ص) كما ضم ايضاً علياً و فاطمه ثاني و ثالث خير خلق الله ، بالإضافة الى خديجة (ع) التي تعد مثالاً أعظم للتقوى و الورع و الطاعه ..!
26- ان السيده الصديقه خديجه (ع) معصومه ، و من الذين اصطفاهم الله و عصمهم من الزلات و الخطايا ، فهي صلوات الله عليهما معصومة مطهره نقية مبرأة من الذنوب .
27- كانت السيده الصديقه (ع) حبيبة رسول الله (ص) بحق ، و كان يشق عليه (ص) فراقها حيث كانت قريبةً حبيبةً الى قلبه ، و كان اذا فارقها يعود اليها بكل شوق و حب و هي تتلقاه بأبيات شعريه ملؤها الحب و الشوق ، و ما اسمعته في حياتها كلمةً جارحة او لفظةً تسيء اليه قط ، و لم تكن امرأة تليق بسيد الخلق (ص) سوى خديجه (ع) .
28- كانت السيده خديجه (ع) على خلق عالٍ و ادب رفيع فلم تلحقها امرأة في عصرها ابداً بخلق او دين او جمال او ثروة و مال ، فكانت المرأة الاولى في عصرها اطلاقاً في كل شيء ، بل كانت سيدة نساء عصرها و عصور الاولين و الآخرين الا ابنتها الصديقة الكبرى التي لا تقاس بأحد ..!
29- كانت السيده الصديقه خديجه (ع) اول من صلى مع النبي (ص) بعد امير المؤمنين (ع) ، و كان الناس اذا رأوهم يصلون سألوا عنهم ، فيقال لهم انهم محمد (ص) و ابن عمه (ع) و زوجته (ع) ، فهي اول من صلى الى القبله ، بل انها صلت مع النبي (ص) و علي (ع) قبل البعثه ، و ما يدل على ذلك انهم كانوا يصلون اتجاه الكعبه ، و معلوم ان القبلة بعد البعثة و فرض الصلاة في القرآن مباشرةً و حتى الهجره كانت هي بيت المقدس ، في حين تذكر الروايات الكثيره انهم ( صلى الله عليهم و آلهم ) كانوا يصلون الى الكعبه ، و لا يمكن ان يصلوا قِبَلَها و يخالفوا ما جاء في الشرع ذلك الوقت ، ما يعني انهم كان يصلون قبل البعثة ! ، حيث لا يوجد امر في الصلاة اتجاه قبلة معينه !
30- كانت من ضمن الاشخاص الذين يعرفون جيداً و يوقنون ببعثة النبي محمد (ص) و نبوته قبل حدوثها و كانت مع هؤلاء من امثال ابو طالب (ع) و السيدة فاطمه بنت اسد (ع) و جعفر و حمزه (ع) و غيرهم فضلاً عن نفس النبي (ع) ، ينتظرون تلك البعثة و يستعدون لها و قد نذروا أنفسهم لأجل اعلائها من قبل ان تولد في المهد ، فتخيل مدى تضحيتهم و هم يستعدون للأمر قبل قدومه ..! ، فما قام امر البعثة الا على يد هؤلاء ...!
31- ان الحب الذي جمع بين اقدس خلق الله (ص) و ثاني اقدس إماء الله (ع) قد فاق الحب البشري المعهود ، و العشق الآدمي المَسود ..! ، فقد كان حباً إلهياً بالدرجة الاولى و حباً محمدياً أحمدياً بالدرجة الثانيه و حباً إيمانياً بالدرجة الثالثه و حباً حقيقياً و حباً عاطفياً و حتى حباً اخوياً و حباً بكل ما للحب من معانِ النقاء و الطهارة و الصفاء ، فلم يبقَ نوع من انواع المشاعر الانسانية الصحيحه الا و توفرت في علاقة القديسين ( صلى الله عليهما و آلهما ) ، و لذلك فقد خلت حياتهما من كل شائبه ! ، و لذلك ايضاً كانت تلك الحياة هي الحياة الاسوة التي لن يصل احد الى ما بلغته من الذروه ، لكن يقتدي بها و يتعملم منها .
32- لقد أنبئها رسول الله (ص) بأسماء اوصيائه الاثني عشر (ع) واحداً واحدا فآمنت بهم و سلمت لهم و خضعت لأمرهم ، كما قد آمنت من قبل بأم ابيها الصديقة الكبرى (ع) حين كانت جنينا في بطنها ، حيث كانت تحدثها و تؤنسها ، فلما سمع النبي (ص) محادثتهما بشرها بمقام جنينها الذي ستلده و هي انثى ما خلق الله نظيراً لها الا بعلها ...!
33- بلغ من علو الصديقة الصغرى (ع) أن كانت سيدات نساء العالم قابلات لها ، فعند ولادتها للصديقة الكبرى (ع) أتينها اربع نساء من الجنه و عرفن على انفسهن ، فكن السيده مريم و السيدة آسيه بنت مزاحم و كلثم بنت عمران اخت موسى (ع) و ساره زوجة ابراهيم (ع) ( عليهن السلام ) ، و مع ان هؤلاء هن سيدات نساء عالمهن و فضلياته الا انهن عند القياس بالسيدة خديجه (ع) ما هن الا قابلات يلين منها ما تلي النساء من النساء عند الولاده ...!
34- لقد تفوقت السيده خديجه (ع) على جميع نساء العالمين اذا استثنينا ابنتها ( صلوات الله عليها ) عموماً و على نساء النبي (ص) خصوصاً في الدين و الدنيا ، فلم تبق خصلةً محمودةً الا اجتمعت فيها سواءاً كانت تلك الخصله من موجبات تقدمها في دار الفناء او من موجبات تقدمها في دار البقاء ، حيث حازت (ع) الشرف الرفيع في الدارين بما لا تلحقها لاحقة ابداً .
35- خديجة (ع) الزوجة العذراء الوحيده للنبي محمد (ص) التي لم تعرف رجلاً غيره (ص) و لم يعرفها رجل غيره (ص) ، و لم يلمسها بشر الا هو (ص) ، و خديجه اصغر نسائه (ص) و اشبهن و افتاهن ، و خديجه اجمل نسائه (ص) و احلاهن شكلاً و اروعهن وجهاً و هي الحسناء الجميله ، خديجة أثراهن مالاً و أغناهن ثروةً ، خديجه اطيبهن سمعةً فهي المعروفة المشهوره بـ (الطاهره) ( و الأميرة النبيله و ملكة الحجاز ) ، خديجه التي تمنى ان يظفر بها سادات العرب لما اجتمع فيها من صفات الكمال ، خديجه اشرفهن حسباً و اكرمهن نسبا ، خديجه الزوجة الحبيبه التي حُببت الى قلب النبي (ص) حتى ما جف لسانه المبارك عن ذكرها يوماً ، خديجه اول حبيبة الى قلب رسول الله ... هذا ما في الدنيا اما ما في الدين فهي التي لم تشرك بالله قط و اول من صلى الى الكعبة مع النبي (ص) و الامير (ع) و اول من آمن به و من اعظم من آزره و ناصره ... الخ ما لا يخفى الا عن الضرير الأعمى .
36- ان السيده الصديقه (ع) هي الزوجة الوحيده التي تزوجها رسول الله (ص) لأجل الزواج و تكوين البيت الزوجي ، فكل زوجاته الاخريات قد تزوجهن النبي (ص) لأسباب عديده لم تكن لدافع الزواج (على الاقل) بالدرجة الاولى ، و انما كان لإجل تحقيق مصلحه دينيه ، الا الصديقة (ع) فهي الوحيدة التي تزوجها لدافع الزواج و انجاب الذريه ، و لتكون زوجةً له و اماً للصديقة الكبرى (ع) ، تشاركه حياته المقدسه .
37- لم تكن السيدة خديجة (ع) جميلةً فحسب ..! بل انها لفرط جمال خَلقها و كماله و اشراقة وجهها و حُسن تعابيره و روعة ملامحه ، إشتهرت بذلك حتى طالت إليها اعناق الخطاب الذين ينتمون الى أعالي الانساب و ذروة الاحساب من العرب ، و مع ذلك رفضتهم جميعاً و لم تقبل بهم ، حتى عجب لذلك معارفها و أقربائها..! ، و قد وصفت انها اجمل اهل زمانها .
38- لم يقتصر كمال السيدة خديجه (ع) على كمال الخِلقة من جمال الوجه و البدن ، بل انها اشتهرت لدى مجتمعها برجاحة العقل و كمال اللب و حسن التفكير ، حتى كان يستشيرها كبار القوم و كانت تشير عليهم بأرجح الحلول و الاجوبه ، على الرغم من صغر سنها .
39- لم يبق شيء من صفات الكمال الا و توفر بالسيدة الصديقه خديجه (ع) بل طفح عليها حتى اشتهر عنها ، و من ذلك عفتها التي لم يكن لها مثيل بين نساء العالمين الا ما ندر ، حتى سميت بالـ ( طاهره ) ، لطاهرتها و عفتها و ورعها و حيائها .
40- ان عفة السيدة الصديقة الصغرى خديجه (ع) و طهارتها و حيائها يجعل من الصعب عليها ان يذاع عنها انها حسناء جميلة ، و ذلك كان من الابتلائات التي تعرضت لها السيده الصديقه (ع) في حياتها الشريفه ، ( ان الله اذا احب عبداً ابتلاه ) ، و مع ذلك نرى ان السيده لم يصبها اي سوء و لم تتعرض الى اي خطر ، مما يدل على القوة و الصلابه التي كانت عليها السيده بحيث تمكنت من منع رجال الجاهليه من ايذائها ، بل كانت من القوة انها ترفض خاطبيها بكامل ارادتها و حريتها و لا تتعرض لأي ضغط او اجبار على قبولهم من قبل من يقوم على امرها و يلي ولايتها ، و اين ذلك في الجاهليه حيث اجبار الرجال على الزواج فكيف بالنساء ..؟! ، مما يدل على انها كانت مهابة محترمه حتى من قبل من يقوم على أمرها .
41- ان طبيعة الجو السائد تؤثر على شخصية الانسان و تصرفاته ، و هذا مسلم مؤكد لاشك فيه ، و مع ذلك فإن السيدة الصديقه (ع) لم تتأثر و لو قليلاً فقط بأجواء مجتمعها الجاهلي المشرك ، بل رقت فوقه و علت عليه حتى صارت شريكة لسيد الخلق بلا منازع (ص) ..!!
42- جاهدت ايام الجاهلية مجتمعها الفاسد و المشرك و تحملت و رابطت و صمدت و رفضت اعراف الجاهلية و عاداتها القذره كما رفضت كل من تقدم لخطبتها لأنها تعلم بشأن النبي (ص) فبقيت منتظرةً له موقنةً بقدومه ، ثم صبرت و جاهدت فتحملت لوم و تقريع و مقاطعة نساء قريش لها بعد زواجها بالنبي (ص) و رفضها لمن تقدم من خاطبيها الاثرياء ، و كان كلا الامرين من رفض للخطاب و زواج بالنبي (ص) بيدها الا انها اختارتهما على الرغم مما واجهت بسببهما من مصاعب .
43- ان تضحية خديجه الصديقه (ع) لم تبدأ ايام الدعوه و لم تبدأ ايام الزواج الأولى بل بدأت قبل ذلك ، فقد أعطت خديجة (ع) نفسها و وهبت روحها للنبي (ص) و عرضت نفسها عليه كزوجه ، فكان اول ما جادت به السيدة الصديقه (ع) للنبي الخاتم (ع) هو نفسها التي هي أغلى شيء تملكه ، و كانت هي البادئه في حدوث هذا الزواج المقدس ، الذي خلف اعظم ذرية شهدها الوجود بأسره مذ خلق الله الحياة و حتى يفنيها .
44- حين ذاع امر زواج رسول الله (ص) و السيده الصديقه (ع) سمعت الصديقه (ع) الناس و هم يتحدثون ان خديجة بنت خويلد ستتزوج من فقير لا مال معه ، فجمعت الناس و قالت لهم : اعلموا اني وهبت كل ثروتي لمحمد (ص) فإن رضي بي زوجةً و انا لا مال معي و هو بهذه الثروه فهذا من كرمه و حسن اخلاقه . ، فعجب الجميع من تصرفها هذا ..! .
45- إن مناقب الصديقة ( صلوات الله عليها ) كثيرة جداً ، تفوق حد الحصر ، الا ان أعظم منقبة لها على الاطلاق بغير نظير ، هي كونها اماً للصديقة الكبرى (ع) ثم جدةً لأحد عشر اماماً (ع) و كما قال حبيبها و زوجها و نبيها (ص) ، (( بطن خديجه وعاءٌ للامامه )) .
46- كانت الزهراء (ع) تحدث امها خديجه (ع) و هي جنين في بطنها لتسليها و تؤنسها و تقلل من وحشتها ، و كانت خديجه (ع) تستمع اليها و تصغي بكل راحة و طمأنينه و أنس .
47- ان سماع أم المؤمنين الصديقه (ع) لصوت الزهراء (ع) و هي جنين في بطنها و استيعابها لذلك الامر من دون عجب او هرع ، يدل على رجاحة لبها و كبر عقلها و عمق ايمانها و شدة يقينها بقدرة الله و صدق نبيها (ص) و مقامه و مقام اهل بيته الطاهرين (ع) .
48- حسبك ان تعلم ان بيت السيدة خديجه (ع) كان مكان ترعر الانوار و ملجأ أمن لمن ضموا في صدورهم الاسرار ، اسرار الملك الواحد القهّار ..! ، فقد كان بيت خديجه (ع) انساً و رغداً للنبي (ص) ، فكانت تحنو عليه كما تحنو الام على ولدها ، ثم كان علي الصديق الأكبر (ع) في بيتها ، حيث رباه النبي (ص) في ذلك البيت و انشأه و علمه و زقه العلوم كلها ، ثم ولدت الزهراء الصديقة الكبرى (ع) في ذلك البيت و تنعمت بحنان الابوين و زقت علم النبي الأمين (ص) ، ثم كل من كان من نسل الصديق و الصديقة الأكبرين هم من نتاج ذلك البيت المقدس الذي لطالما نزلت فيه آيات الله و لطالما تلي به كتاب الله ... ، ما بالك و قد تواجد فيه ثلاثة من القرائين الناطقه ..!
49- كان اسم والدة السيده خديجه (ع) هو "فاطمه" ، فسبحان الله خالق فاطمة بنت خديجة بنت فاطمه ..!
50- ما رأيك بهذا النسب :- الصديقة الصغرى زينب الكبرى بنت الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء بنت الصديقة الصغرى ام المؤمنين خديجه ... ، أليس هو من الأنساب التي اذا قرأت على مجنون لأفاق ...؟
و ما قيمة رأيك و رأي و رأي العالمين اذا تليت اسماء على مسامعنا هي باطن كتاب الله و جوهر وحي الله و علة من علل خلق عباد الله ... هن اشرف النساء اطلاقاً و خير الإناث إتفاقاً .
51- ان ما ورد في كثير من زيارات الأئمه (ع) و لا سيما زيارات الحسين (ع) ، { السلام عليك يا بن خديجة الكبرى } هو من أعظم ما يستدل به على رفعة مقام السيده خديجه (ع)، حيث يجعل من انتماء الامام الى خديجة (ع) مدعاة الفخر و الشرف و قسماً من أقسام الفضيلة و المناقب ، حيث يأتي السلام على الامام بابن خديجة الكبرى مع السلام عليه بابن محمد المصطفى (ص) و علي المرتضى (ع) و فاطمة الزهراء (ع) ، و لو كان هذا الانتساب الى خديجة الكبرى (ع) لغير الامام من بعض اولادها الصالحين لقل عظم الامر ، الا ان الزيارة تجعل من انتساب الامام بما له من مقام لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبقه سابق ولا يطمع في إدراكه طامع الى خديجه فضيلة و فخراً كما تجعل من انتسابه الى رسول الله (ص) و أمير المؤمنين (ع) و فاطمة الزهراء (ع) فخراً و فضيله ، فما أعظم مقام السيدة خديجه عند الله ...!
52- ينقل ابنها الامام الصادق (ع) ان كل واحد منهم ان توفاه الله تكون له خيمة جنب المعصوم الذي يسبقه ، و من عجيب الأمر ان خيمة السيده القديسه خديجه الصديقه (ع) هي من بين تلك الخيم ، حيث انها بين خيمتي الصديقة الكبرى فاطمه (ع) و خيمة سيد الأولياء و أكبر الاسباط الحسن (ع) ، و لم يكن احد سوى السيده خديجه (ع) في ذلك المكان الرفيع بين خيم أهل البيت (ع) ...!
53- ارض فدك المقدسه و التي دارت و تدور عليها رحى الحقيقه ، هي ايضاً من نتاجات السيده خديجه و تضحياتها و صبرها ، فإن الارض التي لم تزل حجة الله على من اعرض عن ولاية علي (ع) ، و التي بان فيها غضب الزهراء على ابن ابي قحافه و التي عبر عن حدودها الامام الكاظم (ع) انها حدود بلاد المسلمين بأجمعها ، حيث من خلالها تتضح حقيقة الخلافه و أحقية أهل البيت (ع) ، ذلك كله كان مهد ترعرعه و نشوئه السيدة خديجه و أموالها و عطائها ... ! ، حيث ان تلك الأرض هي عبارة عن تعويض الهي لإبنة السيده خديجه عن أموالها التي بذلتها في سبيل الله ، فلعبت تلك الارض التي لولا خديجه لم تكن لتوجد اصلا ذلك الدور المهم في تبيان الحقيقه و احقية اهل الحقيقه .
54- ان من طبيعة مجريات حوادث الدنيا و أحوالها ، ان كل موهوب محسود ، و لكل عظيم حاسد ! ، و لم تكن السيدة خديجه (ع) بدعاً من الموهوبين اصحاب الامتياز و التفوق ! ، و قد طالتها انياب الحساد كثيراً و تكاثرت عليها افترائات الخصوم و الصقت بها امور هي محض فريه ..!
55- حسّاد خديجه (ع) كثيرون و على رأسهم من تعترف انها لم تحسد امرأة كما حسدت خديجه (ع) ، اعني عائشه ، و بما ان حساد خديجة (ع) يعلمون استحالة نسبة الانتقاص اليها في دينها ، اذ هي من قد نشرت الدين بجهادها و بذلها و صبرها (ع) ، فقد نسبوا اليها النقصان و الحط في امور الدنيا ككونها عجوز كبيره و انها ارملة عن عدة ازواج قبل رسول الله (ص) و غيرها من الاكاذيب التي ما انزل الله بها من سلطان ..!
56- ولدت السيده خديجه (ع) في عام الفيل في ذات السنة التي ولد فيها رسول الله (ص) في مكة المكرمه ، و توفيت في السنة العاشره من البعثه ، قبل الهجرة بثلاث سنين بعد الخروج من حصار شعب ابي طالب ، و دفنت بالحجون في مكة المكرمه .
57- لما توفيت السيده خديجه (ع) اخذت الزهراء (ع) بالبكاء و اصبحت تسأل ابيها (ص) عن مكان أمها ، فأوحى الله الى النبي (ص) ان خديجة الآن في الجنه بين آسيه و مريم (ع) .
58- تولى رسول الله (ص) بنفسه دفنها و أنزلها الى القبر بيده المقدسه ، و في ذلك من المكرمات ما لا يخفى .
59- وكان رسول الله (ص) يقول « ما اغتممت بغمّ أيام حياة أبي طالب وخديجة » ، و هذا يدل على مدى نصرة ابي طالب و خديجه (ع) للنبي (ص) و دفاعهما و ذبهما عنه بحيث ما اغتم بغم ايام حياتهما ، كما يدل على مدى حبه لهما و حبهما له (ص) .
60- ان النصرة التي كان يقوم بها كل من ابي طالب (ع) و خديجه (ع) للنبي (ص) و دينه ، و المحبة العظيمه التي كانا يتمتعان بها في قلبه (ص) جعلت من عام وفاتهما "عام الحزن" بالنسبة له (ص) ، فأصبحت السنة العاشره للبعثه تعرف لدى المؤرخين بهذا الاسم ، دلالةً لذي بصر على ما نأى عنه عديم نظر ...!!
هذا و الصلاة و السلام على محمد و آل محمد .
ثاني نساء العالمين بعد ابنتها ...
المصطفاة للمصطفى (ص) ...
حورية محمد (ص) و حبيبته ...
المظلومة الصابرة المجاهده ...
يا ام فاطم لا تهمت بتهمة ***
و قلب الهدى حوى لك اركانا ***
و ما للحقير من جرأة ***
ينسب اليك من الفرية الوانا ***
لكنما زق بغض اولادك من امه ***
الحميراء فغدى بعدها عنوانا ***
يا عذراء احمد و الطهر التي ***
صانها الله فما مسها انسانا ***
و يا روح الصبا و قلب الربيع ***
و لؤلؤة البحر العميق مصانا ***
و يا بدراً في كبد السماء محله ***
تنسى النجوم و يبقى ذكر اضوانا ***
براك الله حورية أحمد ***
فأنت له قي دنياك و أخرانا ***
لقد بذل علماء البلاط و وعاظ السلاطين كل جهودهم لينتقصوا من اهل البيت ( عليهم أفضل الصلاة و ازكى السلام ) و كل من يمت اليهم بصله ، و نال السيدة الصديقة الصفية المصطفاة الطاهرة ذات العصمه ، الشيء الكثير من تلك الافترائات ، و لكن كان علماء شيعة محمد و آل محمد (ص) لهم بالمرصاد ، و قد تناول السيد جعفر مرتضى العملي في كتابه (( الصحيح من سيرة النبي الأعظم -ص- )) ، تلك الافترائات ، فأثبت ان ام المؤمنين الصديقه خديجه (ع) لم تكن متزوجةً ابداً قبل رسول الله (ص) ، و لم تكن كبيرة في السن كما اشتهر عليها ، فقد اثبت ان عمرها (ع) حين زواجها كان بين الـ ( 25-28 ) ، كما اثبت ان عائشه كانت متزوجةً قبل رسول الله (ص) ... لتنقلب الآيه ... ، فجزاه الله خير الجزاء .
1- هي أقرب زوجات النبي (ص) إليه نسباً و أشرفهن حسباً ، و تتصل معه (ص) بجده قصي بن كلاب (ع) .
{ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن *قصي* بن كلاب } { خديجه بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن *قصي* بن كلاب }
2- هي الزوجة الأولى للنبي (ص) و لم يتزوج عليها قط في حياتها على الرغم من طول المدة التي عاش فيها معها .! .
3- هي أكثر من عاش معها من بين جميع زوجاته ، حيث تزوجها النبي (ص) و كان سنه خمساً و عشرين ، و توفيت و كان للنبي (ص) من العمر خمسين عاماً ، اي انها عاشت معه خمساً و عشرين عاماً ، و لم يعش مع اي من زوجاته الاخريات هذه المده .
4- هي الزوجة البكر العذراء الوحيده للنبي محمد (ص) من بين جميع نسائه .
5- هي اصغر زوجات النبي (ص) ، حيث تزوجها و لها من العمر خمساً و عشرين سنه و لم يتزوج (ص) بهذا السن من غيرها ، فأصغر من تزوج بعدها هي عائشه و كان لها من العمر على أقل تقدير سبعاً و عشرين عاماً ..!
6- لم تكن ام المؤمنين الصديقه احب نساء النبي (ص) اليه فحسب ، بل كانت من احب الخلق اليه اطلاقاً و من اقربهم الى قلبه و أعزهم الى نفسه ، و يشهد لهذا حزنه العظيم على فراقها حين توفيت .
7- لم تكن اكثر زوجاته حباً له فقط ، بل كانت من اكثر الخلق حباً و ولاءاً و وفاءاً و تضحيةً و بذلاً لرسول الله (ص) و مهما احب احد النبي (ص) و بذل من اجله فلن يصل الى ما وصلت اليه السيدة الصديقه (ع) ! ، و أشعارها في حب رسول الله (ص) تشهد لها بذلك .
8- هي الزوجة الوحيده للنبي (ص) التي لم تؤذه (ص) ابداً ، حيث صدر الايذاء عن كل زوجاته الا هي ! فهي (ع) من النساء القلائل في التاريخ اللاواتي لم يؤذين ازواجهن ابداً ، فقد حفظته زوجاً و نبياً ، في طوال المدة الزوجيه التي عاشت فيها معه (ص) ، و كانت في طوال تلك المده تقدم له اعلى درجات الاخلاص و التضحية و الحب .
9- هي اكثر زوجات النبي (ص) و من أكثر المسلمين ايماناً و تصديقاً به حيث لم يصدر عنها ما يوحي بشكها او عدم يقينها اطلاقاً ، بل العكس تماماً كانت افعالها قبل كلماتها يطفح منها التصديق و التسليم في اعلى درجاتهما ..!
10- هي من المسلمين القلائل الذين لم يؤذوا رسول الله (ص) و لم يشكوا به في اضمار او اظهار او قول او فعل ، و قليلون هم المسلمون الذين لم تصدر عنهم اية هفوة تدل على شكهم و قلة يقينهم ، و على رأسهم سيد المسلمين بلا نظير علي بن ابي طالب (ع) و من بينهم خديجة (ع) و غيرها .
11- هي الزوجة الوحيدة للنبي (ص) التي كان نسله (ص) منها بواسطة ابنتيهما الوحيده الصديقة الكبرى (ص) ، و لم ينجب من غيرها ، الا ابراهيم (ع) ابن ماريه (رض) و لم يعقب منه حيث توفي و هو طفل ..!
12- عبّر رسول الله (ص) عن السيده خديجه (ع) في حديثه مع الزهراء (ع) { ان بطن امك كان وعاءاً للإمامه }
13- تعد الصديقة الصغرى ثاني افضل نساء العالمين من الاولين و الآخرين ، بل هي من افضل من خلق الله اطلاقاً ...
14- لم تسجد لصنم قط في حياتها و لم تعبد غير الله وحده لا شريك له ، و كانت على دين ابراهيم الخليل (ع) ، و هي أولى المسلمين .
15- كان بيت خديجه الصديقه (ع) اول بيت مسلم على الاطلاق و كان سكانه رسول الله (ص) و أمير المؤمنين (ع) و السيدة الصديقه (ع)
16- ما قام الاسلام الا بخلق محمد (ص) و دفاع ابي طالب (ع) و أموال خديجه (ع) و سيف علي (ع) ، هكذا ورد عن تراجمة علم الله و خزان وحيه (ع) .
17- لا يوجد مسلم في هذا الزمان و الى يوم القيامه يجرأ على انكار فضل محمد (ص) و علي و ابو طالب و خديجه ( صلوات الله عليهم ) في اسلامه و اقراره بوحدانية الله ، و تخلصه من عادات الجاهليه المقيته السيئه ، و من انكر فضلهم فقد انكر فضل الله ...!
18- جاهدت في بيتها الزوجي و جاهدت في نصرتها للدين و جاهدت في امومتها فهي الصديقة المجاهده .
19- حين تم زواج السيده الصديقه (ع) بأقدس خلق الله (ص) سمع صوت من السماء (( زوجت الطاهر بالطاهره و الصادق بالصادقه )) .
20- استبشرت الملائكة و الحور العين و جميع اهل السماء بهذا الزواج المقدس و تهلل جميع سكان السماء فرحاً و سرورا لهذا الوقع العظيم .
21- كان اكثر الناس شبهاً بالصديقة خديجه (ع) هو سبطها الاكبر الامام الحسن المحتبى (ع) ، كما ورد عنه (ع) { عن الحسن بن علي (ع) قال : في قوله تعالى « في اي صورة ما شاء ركبك » ، صور الله عز و جل علي بن ابي طالب في ظهر ابي طالب على صورة محمد صلى الله عليه و آله فكان علي بن ابي طالب اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه و آله و كان الحسين بن علي اشبه الناس بفاطمه و كنت انا اشبه الناس بخديجة الكبرى } ( المناقب ابن شهر آشوب ج3 ص 170 ) .
22- كانت خديجه (ع) توفق في تعاملها مع النبي (ص) على اساس انه سيدها و نبيها و امامها و على اساس انه زوجها و حبيبها ، و هو (ص) كان يغمرها بالحنان و الحب ، فكانت حياة النبي (ص) و خديجه هي اعظم و اجمل و اكمل مثال للسعادة و المودة و الموازنة بين الحب و الاحترام و الطاعه ، بل هي الحياة الاولى من كل الجوانب و النواحي بعد حياة الصديقين علي و فاطمه (ع) ، فقد كانت حياةً ملؤها الحب و التضحية و المواساة و الصدق ، و ما وجدت خصلة سيئه واحده في خديجه (ع) عكرت صفو هذه السعادة الإلهيه ، التي تقوم على الايمان بالله بأعلى درجات اليقين ، و جزماً و قطعاً ان حياة النبي (ص) مع زوجته هي ثاني اسعد حياة في الوجود .
23- كان الجو القائم في حياة النبي (ص) و السيده الصديقه خديجه (ع) و السائد فيها على كل جوانبها بلا استثناء هو جو ذكر الله و طاعته و حبه و الامتثال لأوامره حرفياً ، منذ اول يوم اجتمعا فيه تحت سقف واحد ، فهما لم يعبدا غير الله قط ، لذا تعد حياة النبي (ص) مع خديجه (ع) هم من اعظم الامثلة على حب الله و طاعته ! ، حيث بدأت حياتهما و انتهت و لم تقع فيها لله معصيةً قط ..! .
24- تعد السيدة خديجه (ع) من اعظم المجاهدين في التاريخ و من اكثر من تحمل و صبر و اوذي في ذات الله ، و تاريخها الحافل بالجهاد يؤكد ذلك ..'
25- يعد بيت الصديقه (ع) من اقدس البيوت و اعظمها و اكثرها ارتباطاً بالله و طاعةً له ، فقد ضم تحت سقفه سيد خلق الله (ص) كما ضم ايضاً علياً و فاطمه ثاني و ثالث خير خلق الله ، بالإضافة الى خديجة (ع) التي تعد مثالاً أعظم للتقوى و الورع و الطاعه ..!
26- ان السيده الصديقه خديجه (ع) معصومه ، و من الذين اصطفاهم الله و عصمهم من الزلات و الخطايا ، فهي صلوات الله عليهما معصومة مطهره نقية مبرأة من الذنوب .
27- كانت السيده الصديقه (ع) حبيبة رسول الله (ص) بحق ، و كان يشق عليه (ص) فراقها حيث كانت قريبةً حبيبةً الى قلبه ، و كان اذا فارقها يعود اليها بكل شوق و حب و هي تتلقاه بأبيات شعريه ملؤها الحب و الشوق ، و ما اسمعته في حياتها كلمةً جارحة او لفظةً تسيء اليه قط ، و لم تكن امرأة تليق بسيد الخلق (ص) سوى خديجه (ع) .
28- كانت السيده خديجه (ع) على خلق عالٍ و ادب رفيع فلم تلحقها امرأة في عصرها ابداً بخلق او دين او جمال او ثروة و مال ، فكانت المرأة الاولى في عصرها اطلاقاً في كل شيء ، بل كانت سيدة نساء عصرها و عصور الاولين و الآخرين الا ابنتها الصديقة الكبرى التي لا تقاس بأحد ..!
29- كانت السيده الصديقه خديجه (ع) اول من صلى مع النبي (ص) بعد امير المؤمنين (ع) ، و كان الناس اذا رأوهم يصلون سألوا عنهم ، فيقال لهم انهم محمد (ص) و ابن عمه (ع) و زوجته (ع) ، فهي اول من صلى الى القبله ، بل انها صلت مع النبي (ص) و علي (ع) قبل البعثه ، و ما يدل على ذلك انهم كانوا يصلون اتجاه الكعبه ، و معلوم ان القبلة بعد البعثة و فرض الصلاة في القرآن مباشرةً و حتى الهجره كانت هي بيت المقدس ، في حين تذكر الروايات الكثيره انهم ( صلى الله عليهم و آلهم ) كانوا يصلون الى الكعبه ، و لا يمكن ان يصلوا قِبَلَها و يخالفوا ما جاء في الشرع ذلك الوقت ، ما يعني انهم كان يصلون قبل البعثة ! ، حيث لا يوجد امر في الصلاة اتجاه قبلة معينه !
30- كانت من ضمن الاشخاص الذين يعرفون جيداً و يوقنون ببعثة النبي محمد (ص) و نبوته قبل حدوثها و كانت مع هؤلاء من امثال ابو طالب (ع) و السيدة فاطمه بنت اسد (ع) و جعفر و حمزه (ع) و غيرهم فضلاً عن نفس النبي (ع) ، ينتظرون تلك البعثة و يستعدون لها و قد نذروا أنفسهم لأجل اعلائها من قبل ان تولد في المهد ، فتخيل مدى تضحيتهم و هم يستعدون للأمر قبل قدومه ..! ، فما قام امر البعثة الا على يد هؤلاء ...!
31- ان الحب الذي جمع بين اقدس خلق الله (ص) و ثاني اقدس إماء الله (ع) قد فاق الحب البشري المعهود ، و العشق الآدمي المَسود ..! ، فقد كان حباً إلهياً بالدرجة الاولى و حباً محمدياً أحمدياً بالدرجة الثانيه و حباً إيمانياً بالدرجة الثالثه و حباً حقيقياً و حباً عاطفياً و حتى حباً اخوياً و حباً بكل ما للحب من معانِ النقاء و الطهارة و الصفاء ، فلم يبقَ نوع من انواع المشاعر الانسانية الصحيحه الا و توفرت في علاقة القديسين ( صلى الله عليهما و آلهما ) ، و لذلك فقد خلت حياتهما من كل شائبه ! ، و لذلك ايضاً كانت تلك الحياة هي الحياة الاسوة التي لن يصل احد الى ما بلغته من الذروه ، لكن يقتدي بها و يتعملم منها .
32- لقد أنبئها رسول الله (ص) بأسماء اوصيائه الاثني عشر (ع) واحداً واحدا فآمنت بهم و سلمت لهم و خضعت لأمرهم ، كما قد آمنت من قبل بأم ابيها الصديقة الكبرى (ع) حين كانت جنينا في بطنها ، حيث كانت تحدثها و تؤنسها ، فلما سمع النبي (ص) محادثتهما بشرها بمقام جنينها الذي ستلده و هي انثى ما خلق الله نظيراً لها الا بعلها ...!
33- بلغ من علو الصديقة الصغرى (ع) أن كانت سيدات نساء العالم قابلات لها ، فعند ولادتها للصديقة الكبرى (ع) أتينها اربع نساء من الجنه و عرفن على انفسهن ، فكن السيده مريم و السيدة آسيه بنت مزاحم و كلثم بنت عمران اخت موسى (ع) و ساره زوجة ابراهيم (ع) ( عليهن السلام ) ، و مع ان هؤلاء هن سيدات نساء عالمهن و فضلياته الا انهن عند القياس بالسيدة خديجه (ع) ما هن الا قابلات يلين منها ما تلي النساء من النساء عند الولاده ...!
34- لقد تفوقت السيده خديجه (ع) على جميع نساء العالمين اذا استثنينا ابنتها ( صلوات الله عليها ) عموماً و على نساء النبي (ص) خصوصاً في الدين و الدنيا ، فلم تبق خصلةً محمودةً الا اجتمعت فيها سواءاً كانت تلك الخصله من موجبات تقدمها في دار الفناء او من موجبات تقدمها في دار البقاء ، حيث حازت (ع) الشرف الرفيع في الدارين بما لا تلحقها لاحقة ابداً .
35- خديجة (ع) الزوجة العذراء الوحيده للنبي محمد (ص) التي لم تعرف رجلاً غيره (ص) و لم يعرفها رجل غيره (ص) ، و لم يلمسها بشر الا هو (ص) ، و خديجه اصغر نسائه (ص) و اشبهن و افتاهن ، و خديجه اجمل نسائه (ص) و احلاهن شكلاً و اروعهن وجهاً و هي الحسناء الجميله ، خديجة أثراهن مالاً و أغناهن ثروةً ، خديجه اطيبهن سمعةً فهي المعروفة المشهوره بـ (الطاهره) ( و الأميرة النبيله و ملكة الحجاز ) ، خديجه التي تمنى ان يظفر بها سادات العرب لما اجتمع فيها من صفات الكمال ، خديجه اشرفهن حسباً و اكرمهن نسبا ، خديجه الزوجة الحبيبه التي حُببت الى قلب النبي (ص) حتى ما جف لسانه المبارك عن ذكرها يوماً ، خديجه اول حبيبة الى قلب رسول الله ... هذا ما في الدنيا اما ما في الدين فهي التي لم تشرك بالله قط و اول من صلى الى الكعبة مع النبي (ص) و الامير (ع) و اول من آمن به و من اعظم من آزره و ناصره ... الخ ما لا يخفى الا عن الضرير الأعمى .
36- ان السيده الصديقه (ع) هي الزوجة الوحيده التي تزوجها رسول الله (ص) لأجل الزواج و تكوين البيت الزوجي ، فكل زوجاته الاخريات قد تزوجهن النبي (ص) لأسباب عديده لم تكن لدافع الزواج (على الاقل) بالدرجة الاولى ، و انما كان لإجل تحقيق مصلحه دينيه ، الا الصديقة (ع) فهي الوحيدة التي تزوجها لدافع الزواج و انجاب الذريه ، و لتكون زوجةً له و اماً للصديقة الكبرى (ع) ، تشاركه حياته المقدسه .
37- لم تكن السيدة خديجة (ع) جميلةً فحسب ..! بل انها لفرط جمال خَلقها و كماله و اشراقة وجهها و حُسن تعابيره و روعة ملامحه ، إشتهرت بذلك حتى طالت إليها اعناق الخطاب الذين ينتمون الى أعالي الانساب و ذروة الاحساب من العرب ، و مع ذلك رفضتهم جميعاً و لم تقبل بهم ، حتى عجب لذلك معارفها و أقربائها..! ، و قد وصفت انها اجمل اهل زمانها .
38- لم يقتصر كمال السيدة خديجه (ع) على كمال الخِلقة من جمال الوجه و البدن ، بل انها اشتهرت لدى مجتمعها برجاحة العقل و كمال اللب و حسن التفكير ، حتى كان يستشيرها كبار القوم و كانت تشير عليهم بأرجح الحلول و الاجوبه ، على الرغم من صغر سنها .
39- لم يبق شيء من صفات الكمال الا و توفر بالسيدة الصديقه خديجه (ع) بل طفح عليها حتى اشتهر عنها ، و من ذلك عفتها التي لم يكن لها مثيل بين نساء العالمين الا ما ندر ، حتى سميت بالـ ( طاهره ) ، لطاهرتها و عفتها و ورعها و حيائها .
40- ان عفة السيدة الصديقة الصغرى خديجه (ع) و طهارتها و حيائها يجعل من الصعب عليها ان يذاع عنها انها حسناء جميلة ، و ذلك كان من الابتلائات التي تعرضت لها السيده الصديقه (ع) في حياتها الشريفه ، ( ان الله اذا احب عبداً ابتلاه ) ، و مع ذلك نرى ان السيده لم يصبها اي سوء و لم تتعرض الى اي خطر ، مما يدل على القوة و الصلابه التي كانت عليها السيده بحيث تمكنت من منع رجال الجاهليه من ايذائها ، بل كانت من القوة انها ترفض خاطبيها بكامل ارادتها و حريتها و لا تتعرض لأي ضغط او اجبار على قبولهم من قبل من يقوم على امرها و يلي ولايتها ، و اين ذلك في الجاهليه حيث اجبار الرجال على الزواج فكيف بالنساء ..؟! ، مما يدل على انها كانت مهابة محترمه حتى من قبل من يقوم على أمرها .
41- ان طبيعة الجو السائد تؤثر على شخصية الانسان و تصرفاته ، و هذا مسلم مؤكد لاشك فيه ، و مع ذلك فإن السيدة الصديقه (ع) لم تتأثر و لو قليلاً فقط بأجواء مجتمعها الجاهلي المشرك ، بل رقت فوقه و علت عليه حتى صارت شريكة لسيد الخلق بلا منازع (ص) ..!!
42- جاهدت ايام الجاهلية مجتمعها الفاسد و المشرك و تحملت و رابطت و صمدت و رفضت اعراف الجاهلية و عاداتها القذره كما رفضت كل من تقدم لخطبتها لأنها تعلم بشأن النبي (ص) فبقيت منتظرةً له موقنةً بقدومه ، ثم صبرت و جاهدت فتحملت لوم و تقريع و مقاطعة نساء قريش لها بعد زواجها بالنبي (ص) و رفضها لمن تقدم من خاطبيها الاثرياء ، و كان كلا الامرين من رفض للخطاب و زواج بالنبي (ص) بيدها الا انها اختارتهما على الرغم مما واجهت بسببهما من مصاعب .
43- ان تضحية خديجه الصديقه (ع) لم تبدأ ايام الدعوه و لم تبدأ ايام الزواج الأولى بل بدأت قبل ذلك ، فقد أعطت خديجة (ع) نفسها و وهبت روحها للنبي (ص) و عرضت نفسها عليه كزوجه ، فكان اول ما جادت به السيدة الصديقه (ع) للنبي الخاتم (ع) هو نفسها التي هي أغلى شيء تملكه ، و كانت هي البادئه في حدوث هذا الزواج المقدس ، الذي خلف اعظم ذرية شهدها الوجود بأسره مذ خلق الله الحياة و حتى يفنيها .
44- حين ذاع امر زواج رسول الله (ص) و السيده الصديقه (ع) سمعت الصديقه (ع) الناس و هم يتحدثون ان خديجة بنت خويلد ستتزوج من فقير لا مال معه ، فجمعت الناس و قالت لهم : اعلموا اني وهبت كل ثروتي لمحمد (ص) فإن رضي بي زوجةً و انا لا مال معي و هو بهذه الثروه فهذا من كرمه و حسن اخلاقه . ، فعجب الجميع من تصرفها هذا ..! .
45- إن مناقب الصديقة ( صلوات الله عليها ) كثيرة جداً ، تفوق حد الحصر ، الا ان أعظم منقبة لها على الاطلاق بغير نظير ، هي كونها اماً للصديقة الكبرى (ع) ثم جدةً لأحد عشر اماماً (ع) و كما قال حبيبها و زوجها و نبيها (ص) ، (( بطن خديجه وعاءٌ للامامه )) .
46- كانت الزهراء (ع) تحدث امها خديجه (ع) و هي جنين في بطنها لتسليها و تؤنسها و تقلل من وحشتها ، و كانت خديجه (ع) تستمع اليها و تصغي بكل راحة و طمأنينه و أنس .
47- ان سماع أم المؤمنين الصديقه (ع) لصوت الزهراء (ع) و هي جنين في بطنها و استيعابها لذلك الامر من دون عجب او هرع ، يدل على رجاحة لبها و كبر عقلها و عمق ايمانها و شدة يقينها بقدرة الله و صدق نبيها (ص) و مقامه و مقام اهل بيته الطاهرين (ع) .
48- حسبك ان تعلم ان بيت السيدة خديجه (ع) كان مكان ترعر الانوار و ملجأ أمن لمن ضموا في صدورهم الاسرار ، اسرار الملك الواحد القهّار ..! ، فقد كان بيت خديجه (ع) انساً و رغداً للنبي (ص) ، فكانت تحنو عليه كما تحنو الام على ولدها ، ثم كان علي الصديق الأكبر (ع) في بيتها ، حيث رباه النبي (ص) في ذلك البيت و انشأه و علمه و زقه العلوم كلها ، ثم ولدت الزهراء الصديقة الكبرى (ع) في ذلك البيت و تنعمت بحنان الابوين و زقت علم النبي الأمين (ص) ، ثم كل من كان من نسل الصديق و الصديقة الأكبرين هم من نتاج ذلك البيت المقدس الذي لطالما نزلت فيه آيات الله و لطالما تلي به كتاب الله ... ، ما بالك و قد تواجد فيه ثلاثة من القرائين الناطقه ..!
49- كان اسم والدة السيده خديجه (ع) هو "فاطمه" ، فسبحان الله خالق فاطمة بنت خديجة بنت فاطمه ..!
50- ما رأيك بهذا النسب :- الصديقة الصغرى زينب الكبرى بنت الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء بنت الصديقة الصغرى ام المؤمنين خديجه ... ، أليس هو من الأنساب التي اذا قرأت على مجنون لأفاق ...؟
و ما قيمة رأيك و رأي و رأي العالمين اذا تليت اسماء على مسامعنا هي باطن كتاب الله و جوهر وحي الله و علة من علل خلق عباد الله ... هن اشرف النساء اطلاقاً و خير الإناث إتفاقاً .
51- ان ما ورد في كثير من زيارات الأئمه (ع) و لا سيما زيارات الحسين (ع) ، { السلام عليك يا بن خديجة الكبرى } هو من أعظم ما يستدل به على رفعة مقام السيده خديجه (ع)، حيث يجعل من انتماء الامام الى خديجة (ع) مدعاة الفخر و الشرف و قسماً من أقسام الفضيلة و المناقب ، حيث يأتي السلام على الامام بابن خديجة الكبرى مع السلام عليه بابن محمد المصطفى (ص) و علي المرتضى (ع) و فاطمة الزهراء (ع) ، و لو كان هذا الانتساب الى خديجة الكبرى (ع) لغير الامام من بعض اولادها الصالحين لقل عظم الامر ، الا ان الزيارة تجعل من انتساب الامام بما له من مقام لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبقه سابق ولا يطمع في إدراكه طامع الى خديجه فضيلة و فخراً كما تجعل من انتسابه الى رسول الله (ص) و أمير المؤمنين (ع) و فاطمة الزهراء (ع) فخراً و فضيله ، فما أعظم مقام السيدة خديجه عند الله ...!
52- ينقل ابنها الامام الصادق (ع) ان كل واحد منهم ان توفاه الله تكون له خيمة جنب المعصوم الذي يسبقه ، و من عجيب الأمر ان خيمة السيده القديسه خديجه الصديقه (ع) هي من بين تلك الخيم ، حيث انها بين خيمتي الصديقة الكبرى فاطمه (ع) و خيمة سيد الأولياء و أكبر الاسباط الحسن (ع) ، و لم يكن احد سوى السيده خديجه (ع) في ذلك المكان الرفيع بين خيم أهل البيت (ع) ...!
53- ارض فدك المقدسه و التي دارت و تدور عليها رحى الحقيقه ، هي ايضاً من نتاجات السيده خديجه و تضحياتها و صبرها ، فإن الارض التي لم تزل حجة الله على من اعرض عن ولاية علي (ع) ، و التي بان فيها غضب الزهراء على ابن ابي قحافه و التي عبر عن حدودها الامام الكاظم (ع) انها حدود بلاد المسلمين بأجمعها ، حيث من خلالها تتضح حقيقة الخلافه و أحقية أهل البيت (ع) ، ذلك كله كان مهد ترعرعه و نشوئه السيدة خديجه و أموالها و عطائها ... ! ، حيث ان تلك الأرض هي عبارة عن تعويض الهي لإبنة السيده خديجه عن أموالها التي بذلتها في سبيل الله ، فلعبت تلك الارض التي لولا خديجه لم تكن لتوجد اصلا ذلك الدور المهم في تبيان الحقيقه و احقية اهل الحقيقه .
54- ان من طبيعة مجريات حوادث الدنيا و أحوالها ، ان كل موهوب محسود ، و لكل عظيم حاسد ! ، و لم تكن السيدة خديجه (ع) بدعاً من الموهوبين اصحاب الامتياز و التفوق ! ، و قد طالتها انياب الحساد كثيراً و تكاثرت عليها افترائات الخصوم و الصقت بها امور هي محض فريه ..!
55- حسّاد خديجه (ع) كثيرون و على رأسهم من تعترف انها لم تحسد امرأة كما حسدت خديجه (ع) ، اعني عائشه ، و بما ان حساد خديجة (ع) يعلمون استحالة نسبة الانتقاص اليها في دينها ، اذ هي من قد نشرت الدين بجهادها و بذلها و صبرها (ع) ، فقد نسبوا اليها النقصان و الحط في امور الدنيا ككونها عجوز كبيره و انها ارملة عن عدة ازواج قبل رسول الله (ص) و غيرها من الاكاذيب التي ما انزل الله بها من سلطان ..!
56- ولدت السيده خديجه (ع) في عام الفيل في ذات السنة التي ولد فيها رسول الله (ص) في مكة المكرمه ، و توفيت في السنة العاشره من البعثه ، قبل الهجرة بثلاث سنين بعد الخروج من حصار شعب ابي طالب ، و دفنت بالحجون في مكة المكرمه .
57- لما توفيت السيده خديجه (ع) اخذت الزهراء (ع) بالبكاء و اصبحت تسأل ابيها (ص) عن مكان أمها ، فأوحى الله الى النبي (ص) ان خديجة الآن في الجنه بين آسيه و مريم (ع) .
58- تولى رسول الله (ص) بنفسه دفنها و أنزلها الى القبر بيده المقدسه ، و في ذلك من المكرمات ما لا يخفى .
59- وكان رسول الله (ص) يقول « ما اغتممت بغمّ أيام حياة أبي طالب وخديجة » ، و هذا يدل على مدى نصرة ابي طالب و خديجه (ع) للنبي (ص) و دفاعهما و ذبهما عنه بحيث ما اغتم بغم ايام حياتهما ، كما يدل على مدى حبه لهما و حبهما له (ص) .
60- ان النصرة التي كان يقوم بها كل من ابي طالب (ع) و خديجه (ع) للنبي (ص) و دينه ، و المحبة العظيمه التي كانا يتمتعان بها في قلبه (ص) جعلت من عام وفاتهما "عام الحزن" بالنسبة له (ص) ، فأصبحت السنة العاشره للبعثه تعرف لدى المؤرخين بهذا الاسم ، دلالةً لذي بصر على ما نأى عنه عديم نظر ...!!
هذا و الصلاة و السلام على محمد و آل محمد .
تعليق