اللهم صل على فاطمة و ابيها ...
و بعلها و بنيها ....
و العن اعدائهم أجمعين
الى ابد الآبدين
لم يزل شيعة آل محمد (ص) منذ عصر الباقرين و الصادقين (صلوات الله عليهما) يبينون ان لا فضيلة في تلك الآية المباركه لـ ( أبي بكر ) ،
بحجج و براهين قاطعة دامغه ،
فيقتنع اهل البصيره و يعرض اهل الاهواء ..! ،
نأخذ منها جزء (( لا تحزن ان الله معنا )).
لمّا نهى رسول الله صلى الله عليه و اله ابو بكر عن الحزن في الايه (( لا تحزن ان الله معنا )) يجب ان لا يخلو الامر من امرين ، اما ان يكون ابو بكر قد كفَّ عن الحزن و انهى حزنه هذا ، بعد ان امره رسول الله (ص) بذلك ، و اما انه لم ينهي حزنه بل استمر عليه .....،
و اما الامر الاول : فإنه يدل على ان ابا بكر كان في خطأ ، و ان حزنه هذا لم يكن صائباً و لا في محله ، و انه لشدة حزنه قد بان ذلك واضحاً في وجهه ، حتى نهاه رسول الله صلى الله عليه و آله عن الحرن ، و علل (ص) نهيه ابا بكر عن الحزن
(( لا تحزن *ان الله معنا* )) ، و لا ادري هل كان ابا بكر غافلاً عن وجود الله معهم و انه جل و علا يسدد رسوله صلى الله عليه و آله ، و يحفظ دينه دين الاسلام و يكلئه من شر المتربصين ..؟! ، و قول الرسول (ص) (( ان الله معنا )) ، قد تعني ، لا بل هي فعلاً تعني هكذا ان الله معنا نحن اهل الاسلام ، اهل التوحيد الحقيقي الخالص ، حيث ان الاسلام و التوحيد معاً (( و خصوصاً في ذلك الوقت )) كان متمثلاً برسول الله (ص) ، فإن اصابه (ص) شيء فعلى الاسلام السلام ، حيث انه بعد هذه الهجره حتى قوي الاسلام ، اما قبلها لو حدث به (ص) بأس فتصوروا حال المسلمين ...،
و مما يؤكد كون (( ان الله معنا )) اي نحن المسلمين ، انه صلى الله عليه و آله قالها في وقت ريب و بأس ، و ما بقتله صلى الله عليه و آله اي بأس و ضرر عليه ابداً ، انما البأس و الخوف على المسلمين بعده ، ماذا سيحدث بهم ..!؟ ، فقوله (ص) (( ان الله معنا )) اما ان يكون المقصود بها المعية و المراقبة الالهيه لجميع خلقه ، اذاً فوعمري ان الله مع هامان و فرعون ، و مع قابيل و ابليس ، و بعد فلا فضيلة لهذه المعية ابدا ، و ان كانت معية الله و نصره فقد قلنا انه ليس في موت رسول الله صلى الله عليه و آله و استشهاده اي خذلان له ابداً ، بل تصعد روح رسول الله (ص) متقدمة ، سيدة ، قائدة ، لجميع ارواح الخلائق ، (( و عند المخالفين نفس الامر لأبي بكر ، فلا خذلان في قتله ، بل يموت و تصعد روحه الى الجنه ، فأين الخذلان اذاً ..!!؟؟ )) ، اذاً اذا كانت تلك المعيه ، معية التسديد و النصر الالهي ، فمعنى قوله (ص) (( ان الله معنا )) اي معنا نحن المسلمين ، معنا لنصرنا ، حيث الخذلان في موت رسول الله (ص) لا يكون الا للمسلمين و ليس له
( صلوات الله عليه و آله ) كما بين سابقاً ،
و قد يقال لماذا لا يكون معنى قوله (ص) (( ان الله معنا )) ، اي معنا انا و انت يا ابا بكر ينصرنا و يحفظنا من القتل ، حيث في حفظ حياتنا يحفظ الاسلام ، و هذا خطأ جداً ، فقد ثبت ان ابا بكر كان شاكّاً و مرتاباً ، غير موقن بنصر الله للاسلام ، حزين على نفسه ان يموت ، لانه لا يعتقد حق الاعتقاد بوجود الجنه ، او انه يعتقد لكنه يعلم انه ليس مؤهلاً لدخولها ، غير موقن بوجود الله معهم ، مرتاب في ذلك، و لا يمكن ان يكون نصر الاسلام و هو دين الله على يد هكذا شخص ..!؟
(( و سيثبت لاحقاً انه استمر على حزنه ، حتى بعد ان نهاه النبي (ص) )) ، الا ان يكون ، كما جاء في صحيح مسلم (( باب : ان الله ينصر الدين على يد اعدائه )) ..!! ،
على ان نصر الله المناسب للعبد في هكذ موطن ، و هو موطن الشك و الريبه (( الذي تعرض له ابو بكر في حزنه )) ، هو ابعاد الريبة عن عبده و إزالة الخوف و الحزن عن قلبه ، فما قيمة النصر الذي ينجي من الموت ، و العبد لمّا يستقر الايمان في قلبه و يثبت اليقين و الإطمأنان في فؤاده ...؟؟! ، فكيف يقال انه من الممكن ان تكون ارادة النبي صلى الله عليه و اله حين قال (( ان الله معنا )) هي ان الله معنا انا و انت يا ابا بكر يخفظنا و ينصرنا من القتل ، لأن حفظنا من القتل هو حفظ و نصر لكل الاسلام ..!؟ ، و قد قلنا ان ابا بكر كان شاكاً ..!؟ فنصر الله الاول في (( في هذه الحاله )) هي ازالة الشك عن قلبه ، ثـــــم ... نصره و حفظه من القتل ، (( بغض النظر عن ان الذي يعتريه هكذا شك و جزع ، لا يمكن ان ينال التسلط على رقاب آخرين لم يعترهم ما اعتراه ..!! (( لا ينال عهدي الظالمين )) ، )) ، و لما سيتبين ، ان الشك و الحزن الذي انتاب ابا بكر لم يزل ملازمه ، تبين ان الله لم ينصره النصر الاول و الاوجب في هذه الحاله ، و لا ننسى ان السكينة لم تنزل على ابي بكر ، مما يؤكد عدم نصر الله له بإبعاد الخوف و الحزن عن قلبه ..، و نـــــخشى .... ان تكون السلامة و الحماية لهكذا اشخاص (( شاكين مرتابين قليلي ايمان )) هي عليهم لا لهم (( و املي لهم ان كيدي متين )) ..... اللهم اجرنا ،
و اما ان يكون ابو بكر لم يعبأ لامر النبي صلى الله عليه و آله و لم ينتهي عن الحزن ..!!! فأترك التعليق لكم .
فإن ترك الحزن فهذا يعني انه بحزنه قد ارتكب معصية تطلبت نهي الرسول (ص) اياه عن عملها و الاستمرار بها ، و ان لم يترك الحزن الذي شعر به فهذا يعني انه لم يأتمر بأوامر رسول الله (ص) و لم ينتهي بنواهيه ..!! ،
و ان قيل ان نهي رسول الله صلى الله عليه و اله له عن الحزن جاء من باب التسليه و الشفقه ، نقول ان رسول الله (ص) نبّه ابا بكر بخطأ حزنه بقوله (ص) (( ان الله معنا )) ، و لا احد يحزن اذا ايقن بوجود الله تعالى معه ، يسدده و يعينه ...! ، مما يدل على الخطأ الذي وقع به ابا بكر حين حزن ، و انه غفل تمام الغفله ، عن كون الله موجد معهم ، و انه تعالى تعهد بنصر دين الاسلام و حماية نبيه (ص) حتى ينتصر الحق و يحقق ، و لم يكن حزنه حزناً عادياً ، انما كما اشرنا سابقاً ، انه لشدته قد بدى واضحاً على ملامح وجهه ، مما اضطر النبي صلى الله عليه و اله الى ان ينهاه عن المنكر و يذكره { ان الله معنا}
وقد يقال : اذاً انه (ص) ذكر ابا بكر ، و الذكرى لا تكون الا للمؤمنين (( و ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) ، لكن هذا خطأ بين فإن التذكرة بوجود الله تعالى و نصره للمؤمنين لا تكون الا للشاكين المرتابين ، و هذه الذكرى في هذه الايه تختلف ، فإنه من البديهي ان لا يذكر المؤمن (( المؤمن حقاً بالله و رسوله )) بأن الله مع المؤمنين و انه لن يتركهم و يتخلى عنهم ....!!! ، و انما يذكر بالتقوى و الحذر و الخلق ...الخ ، و الايه تتدارك الامر و تقول (( .. لعل الذكرى تنفع ..)) ، حيث انها فقط للتذكير لا اكثر ، و الا فأن المؤمن يعرفها حق معرفتها ، بل انه بنى اصول دينه عليها ، من تقوى الله و الحذر منه و مداراة الناس...الخ ، فما بالك بيقينه بتسديد الله للمؤمنين و دين الاسلام ...!!؟؟ (( بينما هنا ابو بكر قد غفل او تغافل عن مجرد نصر الله و تسديده ..!! )) ، و العجب من ابي بكر كيف لم يزدد يقينه و لم تزدد ثقته بالله ، مع وجود رسول الله صلى الله عليه و اله معه ...!!؟؟؟ (( هذه الفضيله التي يفتخر بها المخالفون و يجعلونها سبباً في تفضيل ابي بكر على جميع الصحابه ..!! ، في حين ان ذلك الوجود مع سيد الخلق مصدر السكينة و الوقار للمؤمنين ، لم ينه ابا بكر عن الحزن و الشك ، فأين الفضيله ...!!؟؟ ، دلّونا عليها ...!! ، بل هي للمتمعن رذيله ..!! )) ، عجباً كل العجب ..!!! ،
ثم ان نزول السكينه على رسول الله صلى الله عليه و اله دون ابي بكر يدل على ان ابا بكر ليس من المؤمنين ، حيث ما تحدثت آية عن نزول السكينه على النبي (ص) الا و شملت من كان معه من المؤمنين ، الا في هذه الآيه فإنها لم تشمل ابا بكر بالسكينه ، مما يدل انه ليس من المؤمنين ، مما يدل ايضاً ان قوله (ص) (( ان الله معنا )) ليست ذكرى المؤمنين ، بل ذكرى الشاكين المرتابين و شتّان ما بين الاثنين ..!! ،
و على اية حال سواءاً أ زال الحزن عن ابي بكر او لم يزل ، فإن الامر ليس مهماً ، مادام ثبت ان ابا بكر كان في حالة شك و ارتياب ..!! ،
و مما يرجح عدم زوال الحزن من ابي بكر ، و ملازمته له ، حتى بعد نهي النبي ( صلى الله عليه و آله ) له عن الحزن ، ان السكينة لم تنزل عليه ، اي انه لم يوقن بما يزيل عنه الحزن و هو كون الله معهم ، فلو ايقن ابا بكر بنصر الله لهم ، لزال عنه الحزن ، و زوال الحزن و تيقن نصر الله ، هذا الاعتقاد من اعتقاد المؤمنين ، و لو اعتقد ذلك الاعتقاد و صار من المؤمنين بموجبه لوجب ان تنزل السكينة عليه ايضاً ، لكنها لم تنزل عليه ، دلالة على انه ليس بمؤمن و لم يزُل عنه الحزن .! ،
و سبب آخر هو ان الآيه لمّا تطرقت لحزنه ، لو زال الحزن عنه لكان يجب ان تبين ذلك ، و ذلك من عدل الله ، و لمّا لم تبين الايه اي دليل ابداً على زوال الحزن عنه ، صار واضحاً ان الحزن لم يزُل عنه ، اي انه استمر على حزنه و تابع معصيته ، و لم ينتهي عنها بنهي النبي صلى الله عليه و اله .... ،
و لا تشابه بين هذا الموقف ، و نهي الله تعالى للأنبياء (ع) و للنبي محمد ( صلى الله عليه و اله ) خاصه ، عن الحزن و الكرب على اقوامهم لعدم ايمانهم بالله تعالى ، لأنه كما قلنا لمّا نهى النبي صلى الله عليه و اله ابا بكر عن الحزن ، قال له
(( ان الله معنا )) ، اي مالداعي لحزنك و الله معنا يحفظنا و يسددنا ، و هل يخاف من كان الله معه ...؟؟!! ، بينما نهي الله انبيائه عليهم السلام ، كانت علّته هي ، لا تحزنوا فإنكم لستم مسؤلين عن عصيان اممكم و لا تحملون ذنوبهم ابداً ، انما مهمتكم التبليغ فقط (( انما انت منذر ))
(( و ما على الرسول الا البلاغ المبين )) ... الخ ، فليس في حزنهم اي معصيه ، و الدليل انه لما نهاهم الله تعالى عن الحزن ، طمأنهم انهم لن يحملوا ذنوب و آثام اقوامهم الضالين (( دلالة على ان الانبياء كان حزنهم ان يحملوا آثام اقوامهم ، و هو حزن شريف ، يدل على خوف الله و تقواه ))، و ان لا يهلكوا انفسهم و ينهكوها بدعوة بعض الضالين من اقوامهم ، اذ ان الله حكم عليهم ان لا يموتوا مؤمنين لعلمه بشدة خبث سريرتهم ، فلا داعي لأن يتعبوا انفسهم .... الخ ، فلا يوجد في حزن الانبياء اي معصيه او مخالفه لله تعالى ، فهو يفرق فرق السماء عن الارض عن حزن ابي بكر ، اذ حزن ابي بكر معصيه و حزن الانبياء مثال من أمثلة شفقتهم و حنانهم على اممهم ، حيث شمل ذلك الحنان حتى العصاة ..!! ،
ثم ان هناك اكثر من آيه تتعرض لحزن النبي محمد صلى الله عليه و آله على قومه ، فلو كان حزن النبي صلى الله عليه و آله معصيه (( و العياذ بالله )) لما تكرر حزنه عدة مرات ، ثم ينهاه الله تعالى عن ذلك الحزن ، فالنبي معصوم اصلاً لا تصدر منه اية معصيه ، فضلاً عن انه اذا صدرت فينهاه الله تعالى عنها ثم لا ينتهي فيعيدها ثانية و ثالثة ...الخ ، معاذ الله ، مما يدل على ان حزن الانبياء (ع) ليس بمعصيه ، و ان نهي الله لهم ليس نهياً عن معصيه ، بل تسليةً و تخفيفاً عن قلوب انبيائه التي اصطنعها بعض مثالٍ لواسع رحمته ... ، فهي صورة جميله لشفقة الانبياء على اقوامهم على الرغم مما يقاسونه منهم من الضيم و الاذى و صورة اجمل لشفقة الله تعالى على انبيائه و احبائه (ع) ،
و قد يقال لماذا لا يكون عدم انتهاء حزن ابي بكر بعد ان نهاه رسول الله (ص) عن الحزن دليلاً على ان رسول الله (ص) لم ينهه عن معصيه ، بل شفقة ايضاً ، لأن ابو بكر ايضاً لا يتوقع منه الاستمرار على المعصيه بعد ان ينهاه النبي (ص) عنها...!! ،
يكون الجواب ، اننا اجبنا على ذلك سابقاً ، حيث قلنا سواءاً أ انهى ابو بكر حزنه ام لم ينهه فلا فرق ، بعد ان تبين انه كان شاكّاً مرتابا ، فهي اذاً لم تعد له فضيلة ابداً ، فإن حزن ابي بكر من اصله كان خطأً و لم يكن مبنياً على ايمان و شفقة على النبي صلى الله عليه و اله ، مثلاً ، بل على شك و ارتياب و جزع ،
فكيف يقال لا يتوقع من هكذا شخص ان لا ينتهي عن نواهي النبي (ص) ..؟؟!! ، و هو قد شكّ و ارتاب ، فإن كانت لا تتوقع المعصيه من الشاكين فممن تتوقع اذاً ؟؟! ،
فإن هذا الاستشكال الذي قد يطرح فاسد من اساسه ، اذا قد بين ان حزن الانبياء (ع) ليس فيه اي معصيه ، بينما حزن ابي بكر كان محض معصيه ، فما معنى قول ان استمرار ابا بكر على حزنه دل على انه ليس معصيه ..؟! ، في حين ان قول النبي صلى الله عليه و اله له (( لا تحزن ان الله معنا )) دل على شك ابا بكر بمعية الله و نصره ، فكيف يدل استمراره على حزنه على عدم معصيته و حزنه من الاساس مبني على معصيه (( فإن اساس معصية ابي بكر هو شكه و ارتيابه و سوء ظنه بالله تعالى ، فنببه النبي (ص) على ان
(( الله معنا )) ، اما استمراره بالحزن ، فهو لا يعدو كونه استمراراً بالمعصيه ، اي ان استمرار ابي بكر كان بادئه معصيه ، بينما استمرار الانبياء (ع) على الحزن على اقوامهم (( بغض النظر عن كونهم لا يستمرون على معصيه )) فإن اساسه لم يكن معصيه ، بل شفقة على اقوامهم ، و خوف من الله ان يحاسبهم ، كما عللت الايات الداله على حزن الانبياء ذلك ، و حزن ابو بكر سببه الشك ، فهو معصيه و استمراره معصية اخرى ، اما سبب حزن الانبياء سببه شفقتهم على انفسهم من التقصير و على اقوامهم من حر السعير ، فهو ليس معصية ابدا ، و الاستمرار عليه استمرار على الشفقة الالهيه المودعة في قلوب الانبياء ، ففضلاً عن ان استمرارهم ليس معصيه ، فهو استمرار على الطاعه ، و على التضحيه و التفاني في الهدف ، و على الحب والحنان و اظهار الرأفة و الرقه )) ..!؟ ،
فعجباً كيف يقرنون موقف الانبياء (ع) مع موقف ابي بكر ... !! ،
(( سبحان الله ..!! ))
هذا و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و سادات المرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين.
و بعلها و بنيها ....
و العن اعدائهم أجمعين
الى ابد الآبدين
لم يزل شيعة آل محمد (ص) منذ عصر الباقرين و الصادقين (صلوات الله عليهما) يبينون ان لا فضيلة في تلك الآية المباركه لـ ( أبي بكر ) ،
بحجج و براهين قاطعة دامغه ،
فيقتنع اهل البصيره و يعرض اهل الاهواء ..! ،
نأخذ منها جزء (( لا تحزن ان الله معنا )).
لمّا نهى رسول الله صلى الله عليه و اله ابو بكر عن الحزن في الايه (( لا تحزن ان الله معنا )) يجب ان لا يخلو الامر من امرين ، اما ان يكون ابو بكر قد كفَّ عن الحزن و انهى حزنه هذا ، بعد ان امره رسول الله (ص) بذلك ، و اما انه لم ينهي حزنه بل استمر عليه .....،
و اما الامر الاول : فإنه يدل على ان ابا بكر كان في خطأ ، و ان حزنه هذا لم يكن صائباً و لا في محله ، و انه لشدة حزنه قد بان ذلك واضحاً في وجهه ، حتى نهاه رسول الله صلى الله عليه و آله عن الحرن ، و علل (ص) نهيه ابا بكر عن الحزن
(( لا تحزن *ان الله معنا* )) ، و لا ادري هل كان ابا بكر غافلاً عن وجود الله معهم و انه جل و علا يسدد رسوله صلى الله عليه و آله ، و يحفظ دينه دين الاسلام و يكلئه من شر المتربصين ..؟! ، و قول الرسول (ص) (( ان الله معنا )) ، قد تعني ، لا بل هي فعلاً تعني هكذا ان الله معنا نحن اهل الاسلام ، اهل التوحيد الحقيقي الخالص ، حيث ان الاسلام و التوحيد معاً (( و خصوصاً في ذلك الوقت )) كان متمثلاً برسول الله (ص) ، فإن اصابه (ص) شيء فعلى الاسلام السلام ، حيث انه بعد هذه الهجره حتى قوي الاسلام ، اما قبلها لو حدث به (ص) بأس فتصوروا حال المسلمين ...،
و مما يؤكد كون (( ان الله معنا )) اي نحن المسلمين ، انه صلى الله عليه و آله قالها في وقت ريب و بأس ، و ما بقتله صلى الله عليه و آله اي بأس و ضرر عليه ابداً ، انما البأس و الخوف على المسلمين بعده ، ماذا سيحدث بهم ..!؟ ، فقوله (ص) (( ان الله معنا )) اما ان يكون المقصود بها المعية و المراقبة الالهيه لجميع خلقه ، اذاً فوعمري ان الله مع هامان و فرعون ، و مع قابيل و ابليس ، و بعد فلا فضيلة لهذه المعية ابدا ، و ان كانت معية الله و نصره فقد قلنا انه ليس في موت رسول الله صلى الله عليه و آله و استشهاده اي خذلان له ابداً ، بل تصعد روح رسول الله (ص) متقدمة ، سيدة ، قائدة ، لجميع ارواح الخلائق ، (( و عند المخالفين نفس الامر لأبي بكر ، فلا خذلان في قتله ، بل يموت و تصعد روحه الى الجنه ، فأين الخذلان اذاً ..!!؟؟ )) ، اذاً اذا كانت تلك المعيه ، معية التسديد و النصر الالهي ، فمعنى قوله (ص) (( ان الله معنا )) اي معنا نحن المسلمين ، معنا لنصرنا ، حيث الخذلان في موت رسول الله (ص) لا يكون الا للمسلمين و ليس له
( صلوات الله عليه و آله ) كما بين سابقاً ،
و قد يقال لماذا لا يكون معنى قوله (ص) (( ان الله معنا )) ، اي معنا انا و انت يا ابا بكر ينصرنا و يحفظنا من القتل ، حيث في حفظ حياتنا يحفظ الاسلام ، و هذا خطأ جداً ، فقد ثبت ان ابا بكر كان شاكّاً و مرتاباً ، غير موقن بنصر الله للاسلام ، حزين على نفسه ان يموت ، لانه لا يعتقد حق الاعتقاد بوجود الجنه ، او انه يعتقد لكنه يعلم انه ليس مؤهلاً لدخولها ، غير موقن بوجود الله معهم ، مرتاب في ذلك، و لا يمكن ان يكون نصر الاسلام و هو دين الله على يد هكذا شخص ..!؟
(( و سيثبت لاحقاً انه استمر على حزنه ، حتى بعد ان نهاه النبي (ص) )) ، الا ان يكون ، كما جاء في صحيح مسلم (( باب : ان الله ينصر الدين على يد اعدائه )) ..!! ،
على ان نصر الله المناسب للعبد في هكذ موطن ، و هو موطن الشك و الريبه (( الذي تعرض له ابو بكر في حزنه )) ، هو ابعاد الريبة عن عبده و إزالة الخوف و الحزن عن قلبه ، فما قيمة النصر الذي ينجي من الموت ، و العبد لمّا يستقر الايمان في قلبه و يثبت اليقين و الإطمأنان في فؤاده ...؟؟! ، فكيف يقال انه من الممكن ان تكون ارادة النبي صلى الله عليه و اله حين قال (( ان الله معنا )) هي ان الله معنا انا و انت يا ابا بكر يخفظنا و ينصرنا من القتل ، لأن حفظنا من القتل هو حفظ و نصر لكل الاسلام ..!؟ ، و قد قلنا ان ابا بكر كان شاكاً ..!؟ فنصر الله الاول في (( في هذه الحاله )) هي ازالة الشك عن قلبه ، ثـــــم ... نصره و حفظه من القتل ، (( بغض النظر عن ان الذي يعتريه هكذا شك و جزع ، لا يمكن ان ينال التسلط على رقاب آخرين لم يعترهم ما اعتراه ..!! (( لا ينال عهدي الظالمين )) ، )) ، و لما سيتبين ، ان الشك و الحزن الذي انتاب ابا بكر لم يزل ملازمه ، تبين ان الله لم ينصره النصر الاول و الاوجب في هذه الحاله ، و لا ننسى ان السكينة لم تنزل على ابي بكر ، مما يؤكد عدم نصر الله له بإبعاد الخوف و الحزن عن قلبه ..، و نـــــخشى .... ان تكون السلامة و الحماية لهكذا اشخاص (( شاكين مرتابين قليلي ايمان )) هي عليهم لا لهم (( و املي لهم ان كيدي متين )) ..... اللهم اجرنا ،
و اما ان يكون ابو بكر لم يعبأ لامر النبي صلى الله عليه و آله و لم ينتهي عن الحزن ..!!! فأترك التعليق لكم .
فإن ترك الحزن فهذا يعني انه بحزنه قد ارتكب معصية تطلبت نهي الرسول (ص) اياه عن عملها و الاستمرار بها ، و ان لم يترك الحزن الذي شعر به فهذا يعني انه لم يأتمر بأوامر رسول الله (ص) و لم ينتهي بنواهيه ..!! ،
و ان قيل ان نهي رسول الله صلى الله عليه و اله له عن الحزن جاء من باب التسليه و الشفقه ، نقول ان رسول الله (ص) نبّه ابا بكر بخطأ حزنه بقوله (ص) (( ان الله معنا )) ، و لا احد يحزن اذا ايقن بوجود الله تعالى معه ، يسدده و يعينه ...! ، مما يدل على الخطأ الذي وقع به ابا بكر حين حزن ، و انه غفل تمام الغفله ، عن كون الله موجد معهم ، و انه تعالى تعهد بنصر دين الاسلام و حماية نبيه (ص) حتى ينتصر الحق و يحقق ، و لم يكن حزنه حزناً عادياً ، انما كما اشرنا سابقاً ، انه لشدته قد بدى واضحاً على ملامح وجهه ، مما اضطر النبي صلى الله عليه و اله الى ان ينهاه عن المنكر و يذكره { ان الله معنا}
وقد يقال : اذاً انه (ص) ذكر ابا بكر ، و الذكرى لا تكون الا للمؤمنين (( و ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) ، لكن هذا خطأ بين فإن التذكرة بوجود الله تعالى و نصره للمؤمنين لا تكون الا للشاكين المرتابين ، و هذه الذكرى في هذه الايه تختلف ، فإنه من البديهي ان لا يذكر المؤمن (( المؤمن حقاً بالله و رسوله )) بأن الله مع المؤمنين و انه لن يتركهم و يتخلى عنهم ....!!! ، و انما يذكر بالتقوى و الحذر و الخلق ...الخ ، و الايه تتدارك الامر و تقول (( .. لعل الذكرى تنفع ..)) ، حيث انها فقط للتذكير لا اكثر ، و الا فأن المؤمن يعرفها حق معرفتها ، بل انه بنى اصول دينه عليها ، من تقوى الله و الحذر منه و مداراة الناس...الخ ، فما بالك بيقينه بتسديد الله للمؤمنين و دين الاسلام ...!!؟؟ (( بينما هنا ابو بكر قد غفل او تغافل عن مجرد نصر الله و تسديده ..!! )) ، و العجب من ابي بكر كيف لم يزدد يقينه و لم تزدد ثقته بالله ، مع وجود رسول الله صلى الله عليه و اله معه ...!!؟؟؟ (( هذه الفضيله التي يفتخر بها المخالفون و يجعلونها سبباً في تفضيل ابي بكر على جميع الصحابه ..!! ، في حين ان ذلك الوجود مع سيد الخلق مصدر السكينة و الوقار للمؤمنين ، لم ينه ابا بكر عن الحزن و الشك ، فأين الفضيله ...!!؟؟ ، دلّونا عليها ...!! ، بل هي للمتمعن رذيله ..!! )) ، عجباً كل العجب ..!!! ،
ثم ان نزول السكينه على رسول الله صلى الله عليه و اله دون ابي بكر يدل على ان ابا بكر ليس من المؤمنين ، حيث ما تحدثت آية عن نزول السكينه على النبي (ص) الا و شملت من كان معه من المؤمنين ، الا في هذه الآيه فإنها لم تشمل ابا بكر بالسكينه ، مما يدل انه ليس من المؤمنين ، مما يدل ايضاً ان قوله (ص) (( ان الله معنا )) ليست ذكرى المؤمنين ، بل ذكرى الشاكين المرتابين و شتّان ما بين الاثنين ..!! ،
و على اية حال سواءاً أ زال الحزن عن ابي بكر او لم يزل ، فإن الامر ليس مهماً ، مادام ثبت ان ابا بكر كان في حالة شك و ارتياب ..!! ،
و مما يرجح عدم زوال الحزن من ابي بكر ، و ملازمته له ، حتى بعد نهي النبي ( صلى الله عليه و آله ) له عن الحزن ، ان السكينة لم تنزل عليه ، اي انه لم يوقن بما يزيل عنه الحزن و هو كون الله معهم ، فلو ايقن ابا بكر بنصر الله لهم ، لزال عنه الحزن ، و زوال الحزن و تيقن نصر الله ، هذا الاعتقاد من اعتقاد المؤمنين ، و لو اعتقد ذلك الاعتقاد و صار من المؤمنين بموجبه لوجب ان تنزل السكينة عليه ايضاً ، لكنها لم تنزل عليه ، دلالة على انه ليس بمؤمن و لم يزُل عنه الحزن .! ،
و سبب آخر هو ان الآيه لمّا تطرقت لحزنه ، لو زال الحزن عنه لكان يجب ان تبين ذلك ، و ذلك من عدل الله ، و لمّا لم تبين الايه اي دليل ابداً على زوال الحزن عنه ، صار واضحاً ان الحزن لم يزُل عنه ، اي انه استمر على حزنه و تابع معصيته ، و لم ينتهي عنها بنهي النبي صلى الله عليه و اله .... ،
و لا تشابه بين هذا الموقف ، و نهي الله تعالى للأنبياء (ع) و للنبي محمد ( صلى الله عليه و اله ) خاصه ، عن الحزن و الكرب على اقوامهم لعدم ايمانهم بالله تعالى ، لأنه كما قلنا لمّا نهى النبي صلى الله عليه و اله ابا بكر عن الحزن ، قال له
(( ان الله معنا )) ، اي مالداعي لحزنك و الله معنا يحفظنا و يسددنا ، و هل يخاف من كان الله معه ...؟؟!! ، بينما نهي الله انبيائه عليهم السلام ، كانت علّته هي ، لا تحزنوا فإنكم لستم مسؤلين عن عصيان اممكم و لا تحملون ذنوبهم ابداً ، انما مهمتكم التبليغ فقط (( انما انت منذر ))
(( و ما على الرسول الا البلاغ المبين )) ... الخ ، فليس في حزنهم اي معصيه ، و الدليل انه لما نهاهم الله تعالى عن الحزن ، طمأنهم انهم لن يحملوا ذنوب و آثام اقوامهم الضالين (( دلالة على ان الانبياء كان حزنهم ان يحملوا آثام اقوامهم ، و هو حزن شريف ، يدل على خوف الله و تقواه ))، و ان لا يهلكوا انفسهم و ينهكوها بدعوة بعض الضالين من اقوامهم ، اذ ان الله حكم عليهم ان لا يموتوا مؤمنين لعلمه بشدة خبث سريرتهم ، فلا داعي لأن يتعبوا انفسهم .... الخ ، فلا يوجد في حزن الانبياء اي معصيه او مخالفه لله تعالى ، فهو يفرق فرق السماء عن الارض عن حزن ابي بكر ، اذ حزن ابي بكر معصيه و حزن الانبياء مثال من أمثلة شفقتهم و حنانهم على اممهم ، حيث شمل ذلك الحنان حتى العصاة ..!! ،
ثم ان هناك اكثر من آيه تتعرض لحزن النبي محمد صلى الله عليه و آله على قومه ، فلو كان حزن النبي صلى الله عليه و آله معصيه (( و العياذ بالله )) لما تكرر حزنه عدة مرات ، ثم ينهاه الله تعالى عن ذلك الحزن ، فالنبي معصوم اصلاً لا تصدر منه اية معصيه ، فضلاً عن انه اذا صدرت فينهاه الله تعالى عنها ثم لا ينتهي فيعيدها ثانية و ثالثة ...الخ ، معاذ الله ، مما يدل على ان حزن الانبياء (ع) ليس بمعصيه ، و ان نهي الله لهم ليس نهياً عن معصيه ، بل تسليةً و تخفيفاً عن قلوب انبيائه التي اصطنعها بعض مثالٍ لواسع رحمته ... ، فهي صورة جميله لشفقة الانبياء على اقوامهم على الرغم مما يقاسونه منهم من الضيم و الاذى و صورة اجمل لشفقة الله تعالى على انبيائه و احبائه (ع) ،
و قد يقال لماذا لا يكون عدم انتهاء حزن ابي بكر بعد ان نهاه رسول الله (ص) عن الحزن دليلاً على ان رسول الله (ص) لم ينهه عن معصيه ، بل شفقة ايضاً ، لأن ابو بكر ايضاً لا يتوقع منه الاستمرار على المعصيه بعد ان ينهاه النبي (ص) عنها...!! ،
يكون الجواب ، اننا اجبنا على ذلك سابقاً ، حيث قلنا سواءاً أ انهى ابو بكر حزنه ام لم ينهه فلا فرق ، بعد ان تبين انه كان شاكّاً مرتابا ، فهي اذاً لم تعد له فضيلة ابداً ، فإن حزن ابي بكر من اصله كان خطأً و لم يكن مبنياً على ايمان و شفقة على النبي صلى الله عليه و اله ، مثلاً ، بل على شك و ارتياب و جزع ،
فكيف يقال لا يتوقع من هكذا شخص ان لا ينتهي عن نواهي النبي (ص) ..؟؟!! ، و هو قد شكّ و ارتاب ، فإن كانت لا تتوقع المعصيه من الشاكين فممن تتوقع اذاً ؟؟! ،
فإن هذا الاستشكال الذي قد يطرح فاسد من اساسه ، اذا قد بين ان حزن الانبياء (ع) ليس فيه اي معصيه ، بينما حزن ابي بكر كان محض معصيه ، فما معنى قول ان استمرار ابا بكر على حزنه دل على انه ليس معصيه ..؟! ، في حين ان قول النبي صلى الله عليه و اله له (( لا تحزن ان الله معنا )) دل على شك ابا بكر بمعية الله و نصره ، فكيف يدل استمراره على حزنه على عدم معصيته و حزنه من الاساس مبني على معصيه (( فإن اساس معصية ابي بكر هو شكه و ارتيابه و سوء ظنه بالله تعالى ، فنببه النبي (ص) على ان
(( الله معنا )) ، اما استمراره بالحزن ، فهو لا يعدو كونه استمراراً بالمعصيه ، اي ان استمرار ابي بكر كان بادئه معصيه ، بينما استمرار الانبياء (ع) على الحزن على اقوامهم (( بغض النظر عن كونهم لا يستمرون على معصيه )) فإن اساسه لم يكن معصيه ، بل شفقة على اقوامهم ، و خوف من الله ان يحاسبهم ، كما عللت الايات الداله على حزن الانبياء ذلك ، و حزن ابو بكر سببه الشك ، فهو معصيه و استمراره معصية اخرى ، اما سبب حزن الانبياء سببه شفقتهم على انفسهم من التقصير و على اقوامهم من حر السعير ، فهو ليس معصية ابدا ، و الاستمرار عليه استمرار على الشفقة الالهيه المودعة في قلوب الانبياء ، ففضلاً عن ان استمرارهم ليس معصيه ، فهو استمرار على الطاعه ، و على التضحيه و التفاني في الهدف ، و على الحب والحنان و اظهار الرأفة و الرقه )) ..!؟ ،
فعجباً كيف يقرنون موقف الانبياء (ع) مع موقف ابي بكر ... !! ،
(( سبحان الله ..!! ))
هذا و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و سادات المرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين.
تعليق