تويت
جنيف بلغة الأمير
تشرِدٌ وهدمٌ وقتّلٌ للأطفال .. أو بمصطلحات الجاهلية الأولى غزوٌ وسطوٌ ووأدٌ ..
وأصحاب الكراسي ينعمون بعطلة, دامت ما بقى في عروقهم الزرقاء سلطةٌ تجري ..
حتى وصل المقام بوقاحتهم أن يدّعوا حرصاً وضميراً .. استمر خلافهم شهوراً لانعقد مؤتمر المؤامرة في جنيف .. ليتنافس الجميع على طاولةِ الشؤم تلك حبَّ الظهور, داخل إطارِ صورةِ الإجرام المرسومةِ منذ عهودٍ طويلة, بريشةِ منْ فهِم قول الباري غزّ وعلا :
" إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا "
إنا ارسلناك جنرالاً.. لفتحِ البلاد بقوة السيف والذبح.. والعرق دساسٌ.
وحان اليوم المنتظر .. للأسف فزعماء الأمة!! عليهم أن يتركوا منتجعاتهم الراقية باكراً, ليتوجهوا نحو قاعة أو قاعات جنيف2 .. و كأن جنيف1 عاش برهةً أكثر من جفاف الحبر على أوراقهم الصفراء .. ساعة -أو أكثر لصدق القول- قضاها كل منهم واقفاً أمام المرآة, يتمتع بطلّتِه البهيَّة .. وبالتأكيد كانت أحلامهم السعيدة بعيدةً كل البعد, عن ما تراه الأطفال في دائرة اللّهب والجحيم المشتعلة..
دخلوا إلى القاعة, ليعرضوا علينا قوة العضلات وجمال العبارات وفن النفاق المفضوح.. لكن اليوم وبما أن للقلم حرية الخيال والأمنيات, سنقلب غيّهم وكيدهم إلى النحور..
أنتم يا من اتخذتم لأنفسِكم ألقاب الزعامة والرئاسة والسيادة.. في محضر قسيم الجنة والنار.. في محضر علم الله المكنون .. في محضر فصل الخطاب وأمير الكلام .. والحكم اليوم في جنيف2 لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام .. اليست الأمم المتحدة أو على وجهٍ أصح الأمم المتفرق, هي من أقرّت بأن أعدل حاكم مرّ على وجه البسيطة, هو أمير المؤمنين عليه السلام .. فأنصتوا جميعاً, و ارموا أوراقكم الممتلئة بالأكاذيب, وأغلقوا أفواهً تصدعت أسماعنا من ترّهاتها ..
دقت ساعة الحق والعدل..
عبثتم بالعباد لتدفعوا بالواحد منهم أن يحز نحر ابن جنسه والابتسامة تعلو محياه.. جنّتْ الثمار يا قوم وها أنتم تقطفون أحشاء البشر لتجعلوها فاكهة مجالسكم .. أبدعتم للقتل فنوناً جهِلَتها طواغيت الأمم وساحات المجازر ..
و اليوم إدِّعاء تجتمعون في أرض تخلو من صرخات الجياع و الأطفال .. أوصل لديكم الجبن إلى حد الصمم!! أزيز الرصاص و رائحة البارود واشتعل المدافع, ما زالت بفضل دراهمكم و دنانيركم تدّك الحجر والبشر..
الأمل مفقودٌ من قومٍ, نزعوا قلم النور والازدهار من يد الشباب, ليزرعوا بندقية القتل والجهل .. لم تجلبوا إلّا العار للبشرية والخذلان للإنسانية يا من ظننتم أنكم للأرض حُكاماً .. والحاكم المطلق وعد, ووعده حقّ.. لن تفروا من أفعالكم الشنيعة هذه أبدا, فالحساب آتٍ لا محال..
وأنتم يا عباد الله المقهورين المظلومين .. انتصروا لحقكم ولو علتْ أصواتهم .. أشعلوا شعلة الحكمة من رماد حقدهم .. رددوا عبارة الإباء: كدّ كيدك واسعى سعيك فو الله لن تمحو ذكرنا.. دعوا يزيدهم في مقابر التاريخ, وسيروا لغدِ التمهيد والظهور .. ابكوا فراق الأمام وأسمعوه أنين الاشتياق ..
يا أيها الشعوب الحرّة الفرج آتٍ من بين الركن والمقام, لا من جعبة جينف والأمم.. فلن تمتلئ الأرض قسطاً ولا عدلاً, لا تفاهمات ولا مصالحات.. فالأمل الوحيد لنا, لن يكون بما تقرّه الأيدي السوداء الملطخة بالدماء, بل التمسك بالثقلين لا بأذيال أحفاد الجاهلية الأولى و قيصر الرومان..
حسين منجل العكيلي
تعليق