نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة :
ما يجمعنا مع أهلنا في باكستان هو الولاء
الصادق للنبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله )
واستهداف التكفيرين لنا معاً
لكل شعب خصوصياته الثقافية والاجتماعية والديموغرافية ،
والتي تختلف بها عن باقي الشعوب ،
وتميزه وتضع له معالمه وحدوده ،
الا أنها قد تلتقي في نقاط وتشترك في روابط تتجاوز كل تلك الاختلافات ،
وإذا أردنا أن نحدد نقاط الالتقاء والاشتراك بين أهلنا
في العراق وأهلنا في باكستان ،
تبرز امامنا أقدس المشتركات وأسماها ألا وهي الرابطة الروحية ،
المتمثلة بالإيمان العميق بالإسلام والولاء الصادق لفخر الكائنات
محمد ( صلى الله عليه وآله ) وإلى آله الطاهرين .
جاء هذا خلال كلمة ألقاها نائب الأمين العام للعتبة الحسينة
المقدسة السيد أفضل الشامي خلال حفل افتتاح الأسبوع الثقافي
المقام في العاصمة الباكستانية إسلام أباد والذي
يعد الأول من نوعه في هذه البلاد، وحمل أسم ( نسيم كربلاء ) ،
حيث يعقد من قبل العتبة الحسينة المقدسة وبالتعاون
مع جامعة الكوثر وبمشاركة العتبة العباسية المقدسة .
وأضاف الشامي " كما يلتقي الشعبان بتقديم الشهداء والقرابين
في سبيل الله تعالى ،
ثمنا لولائهما وثباتهما وتمسكهما بنهج أهل البيت ( عليهم السلام ) ،
لأنهم عدل القرآن وسفينة نوح( عليه السلام) التي من ركبها نجى
ومن تخلف عنها غرق وهوى ".
كما بين الشامي وضع العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة
في الوقت الحاضر ومقارنتها بالوضع الذي كانت عليه سابقا
في زمن اللانظام حيث قال " كان عدد العاملين سابقا أي
قبل احدى عشر عاماً تقريباً أربعين شخصاً ،
مهمتهم تقتصر على فتح الأبواب وغلقها وتنظيف الصحن الشريف وفرشه فقط ،
وكان ما يسمى بالكليدار يعين من قبل اللانظام ويكون
عادة عميلا لهم وينفذ رغباتهم ،
ولطالما أعتقل الكثير من الشباب داخل هذه البقاع المقدسة
لأنهم ينادون ياحسين !! أو يرفعوا أصواتهم بالصلاة على محمد وآل محمد ،
بل كان تواجد أزلام اللانظام البعثي المجرم وأجهزته الاستخبارية
والحزبية بكثرة لمراقبة وملاحقة زوار الأمام الحسين ( عليه السلام )!!!..
هذا هو الحال قبل احدى عشر سنة ".
مضيفاً " وبعد سقوط صنم بغداد تغير الحال ،
فالعتبات المقدسة اليوم تحت نظر المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف متمثلة بسماحة آية الله العظمى
السيد علي الحسيني السيستاني ( دام ظله الوارف ) ،
ولقد أصبح عدد العاملين في العتبتين المقدستين أكثر من ( 12000 ) خادم ،
وهذا العدد يعمل في أكثر من خمسة وعشرين قسماً لكل عتبة ،
يختص كل منها في نشاط معين ،
فهناك الأقسام الإدارية والمالية والهندسية والعلاقات العامة والتوجيه
الديني والإعلام والخدمات في داخل الصحن وخارجه وغيرها الكثير ".
موضحاً " قامت العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة بتأسيس
مستشفيات للمساعدة في معالجة فقراء الزائرين وغيرهم ،
وتأسيس المدارس وبناء مدن للزائرين في مداخل مدينة كربلاء المقدسة ،
بل بدأت بالتخطيط لبناء مدن للزائرين في مداخل العراق
الحدودية البرية لتوفير الراحة للزائرين ،
ولدى العتبات المقدسة أعداداً كبيرة من السيارات للمساهمة
في نقل الزائرين وتخفيف معاناتهم ،
كما أهتمت بالمشاريع الثقافية والتبليغية من خلال وسائل الاتصال المختلفة ،
فقامت بإصدار مجلات مختلفة تحاكي وتخاطب مختلف الأعمار ،
وتم تأليف عشرات الكتب والكراسات لنشر الدين وتوعية المؤمنين ،
وفتحت المدارس الدينية حيث بلغ عدد المشاركين فيها أكثر
من مئة ألف طالب من مختلف مدن العراق ،
يأخذون دروساً في الفقه والعقائد والأخلاق وقراءة القرآن ،
من أجل تحصينهم ومنع انحرافهم مستقبلا لا سمح الله ،
كما وتساهم العتبات المقدسة في حل مشاكل المجتمع وتقريب وجهات النظر ،
ومنع قوى الشر والفتنة التي سعت لتمزيق وحدة الشعب العراقي ،
فاستضافت العتبات المقدسة أعداداً كبيرة من عشائر المناطق الغربية
والشمالية للقاء إخوانهم من عشائر الوسط والجنوب ،
اي لقاء المذاهب والقوميات المختلفة وزرع الألفة والمحبة بينهم ،
تحت قبة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس ( عليهم السلام )" .
وأضاف " توجه إدارة العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة للاهتمام
بهذه الأعمال والنشاطات المتنوعة ،
جاء من منطلق أيمانها وقناعتها بأن المراقد المقدسة لأهل
بيت الوحي ( عليهم السلام ) تملك دوراً سياسياً واجتماعياً ووطنياً
ودينياً ينبع من سيرهم ( عليهم السلام ) ،
وحرصهم على متابعة شؤون الأمة من منطلق قيادتهم
التي منحها الله لهم على أفرادها ".
كما وجه السيد الشامي باسم العتبتين المقدستين سلام العاملين
فيها وتحيات الأمينين العامين إلى جميع الأخوة في هذا البلد
وخص بالذكر أتباع اهل البيت ( عليهم السلام ) من أهل مدن ( كلكت و بلتستان ، بارا جنار ، هنكو ، كوهات ، راولبندي ،
إسلام آباد ، جلهم كجرات ، لاهور ، قصور ، فيصل آباد ، جهنك ، سركودهة ،
ساهيوا، ملتان ، مظفر كر ، ليه ، ميان والي ، بهكر ، رحيم يارخان ، كويته ،
سكهر ، نواب شاه ، حيدر اباد ، سيون شريف ، كراتشي ).
لمزيد من التفاصيل عن الموضوع
اضغط هنا
تعليق