الشيخ أحمد ابن الشيخ مهدي
و كان رحمه الله من أعاظم شعراء البحرين فرّج الله عنها و عن أهلها
سرى و رواقُ الليلِ بالدَّجْنِ مضروبُ ** وَقيدَ الحَواشي بالأشعّةِ مَقطوبُ
وميضٌ كتلويــــــــــحِ الرّداءِ و دونـــهُ ** وِهادٌ تُجافي بالسُّرى و أهاضيبُ
فما راعَني عَذْبُ المَراشِفِ شادِنٌ ** و لا شاقني وافي الرَّوادِفِ مخضـوب
سرى البارقُ المُلتاحُ من جانبِ الحِمى ** لنا و جَناحُ الليلِ أسـوَدُ غِربيبُ
بدا مِن كَثيبٍ عالَــــجٍ فاســــتفزَّني ** بِنَجْـــدٍ و قلبي بالصَّبابـــةِ ملهوبُ
و ذكرَّني مَن كنتُ أهـــوى و بَيْنَنـا ** على النَّــــأي إدلاجٌ يطولُ و تأديبُ
ومنها:
رويدا طلِابَ المجدِ بالجِدِّ إنّما * هوَ المجدُ بالمَسْعاتِ لا السَّعْيِ مَكسوبُ
تهونُ المعالي عند قومٍ و أنها * على الدهر شيءٌ بالمنيَّــةِ مَطلوب
سأتّخذُ الظلماءَ دِرعاً حصينةً * و إنْ قلَّ (ما)عندي الرجالُ الأصاحيب
أما كان بدرٌ شاهداً لِذَوي العُلا * بأنَّ رواقَ العِزِّ في الموتِ مَضروب
غداةَ تولّى بالمعالي مهذّبٌ * و عادت بإنكاثِ المَخازي القَراصيب
و أشرق في العلياء بدرُ سمائِها * فللقومِ خُسرانٌ عليه و تَتْبيب
و جاءت قريشٌ تَمْضَغُ الضِّغْنَ و العَنا * صدورٌ عليها للضغائِنِ تكتيب
على كُلِّ نَهْدِ المَركَلَيْنِ مُطَهَّمٌ * كأنّ عليه مِن ذُرى الشُّمِّ مَخشوب
و جَرْداءَ ما امتطَّْت عليها جَزارةٌ * و لكنّها تحت العَجاجَةِ سَرحوب
ومنها:
فلما اشمخرَّتْ و اشمأزَّتْ قناتُها * إلى حيثُ لا تسمو الرِّعُان الأخاشيب
سَماها عليٌّ و الرّماحُ شَوارعٌ * و فَحْلُ المنايا بالشَّراسَةِ مَركوب
جلا نَقْعَها و اليومُ باليومِ مُسْدَفٌ * و كأسُ الرّدى بين الفَوارِسِ مَعبوب
فأضحت و فيها للغواني نوادِبٌ * و للوَحْشِ وَلْغٌ و القَشاعِمُ تَخليب
و قد عَلَتِ البيضُ القَواضبِ رِيَّها * شِفاءً و أشرعْنَ الرّماحَ السَّلاهيب
فكم ضيغمٍ أغفى و ليس به كَرى * و لكنّهُ من خمرةِ الموتِ مَصحوب
و كم مَلِكٍ يأبى المَذلّةَ أصبحت * تُقبَّلُ مَثواهُ العِتاقُ اليَعابيب
و مُمْتَقِصٍ قد كان يسمو إلى العلا * فأضحى و فيه للردى الحَتْمِ تقطيب
و كم خَرَّ فيها مستطيلٌ و دونه * طَعينٌ بأطرافِ الأسنّةِ مَخضوب
و كم هانَ مَشبوحُ الذّراعينِ أغلَبٌ * فأمسى على المثوى لَقىً و هو مغلوب
و دان بدين الحقِّ فيه شَمَردَلٌ * غدا و هو للدينِ الحنيفيِّ مَشعوبُ
و كم آسِرٍ أضحى و للأسْرِ مَوْثِقٌ * عليهِ و للأغلال غُلٌّ و تَكْليب
و أصْيَدُ ما راضت نوازقُ بأسِِهِ * جرى و هو للجُّرْدِ الشَّوازِبِ مَجنوب
و شَقْشَقَةٌ قرَّتْ لِمُقْرَمِ مُصْعَبٍ * و عَضْبٍ تولّى و هو بالعَضْبِ مَعضوب
و ناعِمِ جسمٍ عافِرِ الوجهِ شاحِبٍ * عوائِدُهُ العُقْبانُ و النّسْرُ و الذّيب
هو الخَطْبُ ما كانوا يظنّونَ مِثلَهُ * و لكنّهُ مَن حاربَ اللهَ مَحروب
تغشّاهُ طَلّاعُ الثّنايا مُشَيَّعٌ * إذا أرهقَ الأقوامَ للبؤسِ أثعوب
ظَهورٌ على السّرِ المَصونِ و مُهْطِعٌ * لهُ الملأ الأعلى مَتى فاهَ تَثويب
و ناصِرُ دينِ اللهِ و ابنُ نصيرِهِ * إذا عزَّ إقدامٌ و أعوَزَ مَندوب
عمادٌ إلى الدينِ الحنيفيِّ قائمٌ * و هادٍ إلى الأمرِ الإلهيِّ مَنسوب
و مظهِرُ أسرارِ النبوّةِ و الذي * بسَطوَتِهِ استعلى الهدى و ثوى الحوب
و ذو الجَّهْدِ يومَ الشِّعْبِ لمّا تَشعشعَتْ * كؤوسُ الرَّدى في قومِهِ و الأكاويب
و جاشت قريشٌ و التَوَتْ و تمرَّدَتْ * و رانَتْ عليها للضّلالِ الغَياهيب
هو السّرُّ سِرُّ السِّرِّ سِرٌّ مُقَنَّعٌ * بِسِرٍّ و سِرُّ مُسْتَسَرٌ و مَلحوب
وهي قصيدة طويلة أحسبها من عيون الشعر
سأتوفر على بيان معانيها في مناسبة أخرى وأعتذر إذا كان في تشكيلها أو كتابتها تصحيف
و كان رحمه الله من أعاظم شعراء البحرين فرّج الله عنها و عن أهلها
سرى و رواقُ الليلِ بالدَّجْنِ مضروبُ ** وَقيدَ الحَواشي بالأشعّةِ مَقطوبُ
وميضٌ كتلويــــــــــحِ الرّداءِ و دونـــهُ ** وِهادٌ تُجافي بالسُّرى و أهاضيبُ
فما راعَني عَذْبُ المَراشِفِ شادِنٌ ** و لا شاقني وافي الرَّوادِفِ مخضـوب
سرى البارقُ المُلتاحُ من جانبِ الحِمى ** لنا و جَناحُ الليلِ أسـوَدُ غِربيبُ
بدا مِن كَثيبٍ عالَــــجٍ فاســــتفزَّني ** بِنَجْـــدٍ و قلبي بالصَّبابـــةِ ملهوبُ
و ذكرَّني مَن كنتُ أهـــوى و بَيْنَنـا ** على النَّــــأي إدلاجٌ يطولُ و تأديبُ
ومنها:
رويدا طلِابَ المجدِ بالجِدِّ إنّما * هوَ المجدُ بالمَسْعاتِ لا السَّعْيِ مَكسوبُ
تهونُ المعالي عند قومٍ و أنها * على الدهر شيءٌ بالمنيَّــةِ مَطلوب
سأتّخذُ الظلماءَ دِرعاً حصينةً * و إنْ قلَّ (ما)عندي الرجالُ الأصاحيب
أما كان بدرٌ شاهداً لِذَوي العُلا * بأنَّ رواقَ العِزِّ في الموتِ مَضروب
غداةَ تولّى بالمعالي مهذّبٌ * و عادت بإنكاثِ المَخازي القَراصيب
و أشرق في العلياء بدرُ سمائِها * فللقومِ خُسرانٌ عليه و تَتْبيب
و جاءت قريشٌ تَمْضَغُ الضِّغْنَ و العَنا * صدورٌ عليها للضغائِنِ تكتيب
على كُلِّ نَهْدِ المَركَلَيْنِ مُطَهَّمٌ * كأنّ عليه مِن ذُرى الشُّمِّ مَخشوب
و جَرْداءَ ما امتطَّْت عليها جَزارةٌ * و لكنّها تحت العَجاجَةِ سَرحوب
ومنها:
فلما اشمخرَّتْ و اشمأزَّتْ قناتُها * إلى حيثُ لا تسمو الرِّعُان الأخاشيب
سَماها عليٌّ و الرّماحُ شَوارعٌ * و فَحْلُ المنايا بالشَّراسَةِ مَركوب
جلا نَقْعَها و اليومُ باليومِ مُسْدَفٌ * و كأسُ الرّدى بين الفَوارِسِ مَعبوب
فأضحت و فيها للغواني نوادِبٌ * و للوَحْشِ وَلْغٌ و القَشاعِمُ تَخليب
و قد عَلَتِ البيضُ القَواضبِ رِيَّها * شِفاءً و أشرعْنَ الرّماحَ السَّلاهيب
فكم ضيغمٍ أغفى و ليس به كَرى * و لكنّهُ من خمرةِ الموتِ مَصحوب
و كم مَلِكٍ يأبى المَذلّةَ أصبحت * تُقبَّلُ مَثواهُ العِتاقُ اليَعابيب
و مُمْتَقِصٍ قد كان يسمو إلى العلا * فأضحى و فيه للردى الحَتْمِ تقطيب
و كم خَرَّ فيها مستطيلٌ و دونه * طَعينٌ بأطرافِ الأسنّةِ مَخضوب
و كم هانَ مَشبوحُ الذّراعينِ أغلَبٌ * فأمسى على المثوى لَقىً و هو مغلوب
و دان بدين الحقِّ فيه شَمَردَلٌ * غدا و هو للدينِ الحنيفيِّ مَشعوبُ
و كم آسِرٍ أضحى و للأسْرِ مَوْثِقٌ * عليهِ و للأغلال غُلٌّ و تَكْليب
و أصْيَدُ ما راضت نوازقُ بأسِِهِ * جرى و هو للجُّرْدِ الشَّوازِبِ مَجنوب
و شَقْشَقَةٌ قرَّتْ لِمُقْرَمِ مُصْعَبٍ * و عَضْبٍ تولّى و هو بالعَضْبِ مَعضوب
و ناعِمِ جسمٍ عافِرِ الوجهِ شاحِبٍ * عوائِدُهُ العُقْبانُ و النّسْرُ و الذّيب
هو الخَطْبُ ما كانوا يظنّونَ مِثلَهُ * و لكنّهُ مَن حاربَ اللهَ مَحروب
تغشّاهُ طَلّاعُ الثّنايا مُشَيَّعٌ * إذا أرهقَ الأقوامَ للبؤسِ أثعوب
ظَهورٌ على السّرِ المَصونِ و مُهْطِعٌ * لهُ الملأ الأعلى مَتى فاهَ تَثويب
و ناصِرُ دينِ اللهِ و ابنُ نصيرِهِ * إذا عزَّ إقدامٌ و أعوَزَ مَندوب
عمادٌ إلى الدينِ الحنيفيِّ قائمٌ * و هادٍ إلى الأمرِ الإلهيِّ مَنسوب
و مظهِرُ أسرارِ النبوّةِ و الذي * بسَطوَتِهِ استعلى الهدى و ثوى الحوب
و ذو الجَّهْدِ يومَ الشِّعْبِ لمّا تَشعشعَتْ * كؤوسُ الرَّدى في قومِهِ و الأكاويب
و جاشت قريشٌ و التَوَتْ و تمرَّدَتْ * و رانَتْ عليها للضّلالِ الغَياهيب
هو السّرُّ سِرُّ السِّرِّ سِرٌّ مُقَنَّعٌ * بِسِرٍّ و سِرُّ مُسْتَسَرٌ و مَلحوب
وهي قصيدة طويلة أحسبها من عيون الشعر
سأتوفر على بيان معانيها في مناسبة أخرى وأعتذر إذا كان في تشكيلها أو كتابتها تصحيف
تعليق