بســـم الله الرحــــــمن الرحيــــــــم
الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ندٌّ ولا ولد , ثمَّ الصلاة على نبيه المصطفى ، واله الميامين الشرفا ، الذين خصّهم الله بآية التطهير . يقول تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
سلام من السلام عليكم
دعاء كميل
وردت الفقرة التالية
(وهو بلاء تطول مدته، ويدوم مقامه، ولا يخفّف عن أهله)
أي أهل البلاء، وهو لا يخفّف عن أهله، لأ نّه كما قال تعالى: (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً)
بيان حشر أصناف الخلق
واعلم أنّ دار الآخرة هي دار بروز صور الملكات والأخلاق، وأهل المحشر يحشرون على أصناف شتى وأقسام مختلفة:
فبعضهم يحشرون على صور البهائم، أُولئك الّذين كانوا في الدنيا واقفين عن تحصيل المعارف الحقّة والكمالات الدينية بالرياضات الشرعية، وبذلوا جهدهم وصرفوا همّهم في سوق الشهوات ونيل اللذات العاجلة كيفما اتفق، وكم من آية مرّت عليهم في الدنيا وهم عنها معرضون!
وبعضهم يحشرون على صور الذؤبان والحضاجر، اُولئك الّذين كانوا في الدنيا حسدين على ما أنعم الله به عباده من المال والكمال والجمال والعزّة والجلال، ولا زالوا حاسدين وتمكنوا فيه، فماتوا على مَلَكته، وكم من نذير جاءهم فيها وهم عنه غافلون!
وبعضهم يحشرون على صورة الدببة والخنازير.
اُؤلئك الّذين كانوا في الدنيا حريصين على ادخار الزخارف، ومولعين في كثرة الأكلّ والشرب، وما زالوا واقفين على تلك الصفة الخبيثة، حتى تمكنوا فيه وصارت مَلَكتهم، وكم من ناصح نصحهم تركه وهم عنهم نافرون!
وبعضهم يحشرون على صور القردة، اُؤلئك الّذين كانت طباعهم مجبولة على تقليد العباد، أفعالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم، وقصروا هممهم على إراءة صفات أهل الله بأقبح وجه وأسوأ حال، وما زالوا عاكفين عليها وماتوا على مَلَكتها، وكم من شفيع زاجر منعهم عن تلك الصفات الخسيسة وهم عنها سائمون!
وبعضهم يحشرون على صور الاُسود والفهود والكلاب والنمور، اُؤلئك الّذين شيمتهم في الدنيا سَوق الغضب على الخلائق، وديدنهم القهر ومزق الأعراض وهتك العصم بلا حجة شرعية، وما زالوا تورّطوا فيها حتى صارت مَلَكتهم، وكم من شفيق مكرم نصحهم تركها فما سمعوا، وماتوا وهم كافرون!
وهكذا بعضهم على صور النمل، وبعضهم على صور العقارب والزنابير والحيّات، وقِسْ عليها ما لم يُكر.
هذا على طريقة الإمامية الاثني عشرية الحقّة، ومذهب حكماء الإسلام، بل مذهب جميع الحكماء، من إدريس(عليه السلام) إلى زماننا هذا، وإليها ذهب جميع العرفاء، وأهل الكشف والشهود، والآيات الفرقانية، والأحاديث الصحيحة الصريحة، والآثار من الحكماء النظّار والعرفاء ـ أولي الأيدي والأبصار ـ في هذا الباب أكثر من أن تعدّ وتحصى.
الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ندٌّ ولا ولد , ثمَّ الصلاة على نبيه المصطفى ، واله الميامين الشرفا ، الذين خصّهم الله بآية التطهير . يقول تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
سلام من السلام عليكم
دعاء كميل
وردت الفقرة التالية
(وهو بلاء تطول مدته، ويدوم مقامه، ولا يخفّف عن أهله)
أي أهل البلاء، وهو لا يخفّف عن أهله، لأ نّه كما قال تعالى: (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً)
بيان حشر أصناف الخلق
واعلم أنّ دار الآخرة هي دار بروز صور الملكات والأخلاق، وأهل المحشر يحشرون على أصناف شتى وأقسام مختلفة:
فبعضهم يحشرون على صور البهائم، أُولئك الّذين كانوا في الدنيا واقفين عن تحصيل المعارف الحقّة والكمالات الدينية بالرياضات الشرعية، وبذلوا جهدهم وصرفوا همّهم في سوق الشهوات ونيل اللذات العاجلة كيفما اتفق، وكم من آية مرّت عليهم في الدنيا وهم عنها معرضون!
وبعضهم يحشرون على صور الذؤبان والحضاجر، اُولئك الّذين كانوا في الدنيا حسدين على ما أنعم الله به عباده من المال والكمال والجمال والعزّة والجلال، ولا زالوا حاسدين وتمكنوا فيه، فماتوا على مَلَكته، وكم من نذير جاءهم فيها وهم عنه غافلون!
وبعضهم يحشرون على صورة الدببة والخنازير.
اُؤلئك الّذين كانوا في الدنيا حريصين على ادخار الزخارف، ومولعين في كثرة الأكلّ والشرب، وما زالوا واقفين على تلك الصفة الخبيثة، حتى تمكنوا فيه وصارت مَلَكتهم، وكم من ناصح نصحهم تركه وهم عنهم نافرون!
وبعضهم يحشرون على صور القردة، اُؤلئك الّذين كانت طباعهم مجبولة على تقليد العباد، أفعالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم، وقصروا هممهم على إراءة صفات أهل الله بأقبح وجه وأسوأ حال، وما زالوا عاكفين عليها وماتوا على مَلَكتها، وكم من شفيع زاجر منعهم عن تلك الصفات الخسيسة وهم عنها سائمون!
وبعضهم يحشرون على صور الاُسود والفهود والكلاب والنمور، اُؤلئك الّذين شيمتهم في الدنيا سَوق الغضب على الخلائق، وديدنهم القهر ومزق الأعراض وهتك العصم بلا حجة شرعية، وما زالوا تورّطوا فيها حتى صارت مَلَكتهم، وكم من شفيق مكرم نصحهم تركها فما سمعوا، وماتوا وهم كافرون!
وهكذا بعضهم على صور النمل، وبعضهم على صور العقارب والزنابير والحيّات، وقِسْ عليها ما لم يُكر.
هذا على طريقة الإمامية الاثني عشرية الحقّة، ومذهب حكماء الإسلام، بل مذهب جميع الحكماء، من إدريس(عليه السلام) إلى زماننا هذا، وإليها ذهب جميع العرفاء، وأهل الكشف والشهود، والآيات الفرقانية، والأحاديث الصحيحة الصريحة، والآثار من الحكماء النظّار والعرفاء ـ أولي الأيدي والأبصار ـ في هذا الباب أكثر من أن تعدّ وتحصى.
وقيل: إنّ يوم الحشر إذا حُشر الناس على تلك الصور صاحوا وفزعوا فزعاً عظيماً، ونادوا نداء، ويقولون: يا ويلتى ما هذه، ما كنّا بهائم وذؤباناً واُسوداً وفهوداً وعمياناً، كما أخبر الله تعالى عن حال الجاهلين في الدنيا، وقولهم هناك: (رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً).
فيقال لهم: إنّما هي أعمالكم تردّ إليكم، ومَلَكاتكم صوّرت لكم، فيقولون: يا ليتنا كنّا تراباً.
ثمّ يعرضون جميعهم على النار، ويصلون فيها خالدين إلى ما شاء الله.
تعليق