*** القضاء والمجتمع ***
فقال له صاحب محل الدجاج :
ارجع بعد ربع ساعة وستجد الدجاجة جاهزة قال صاحب الدجاجة :
اتفقنا فمر قاضى المدينة على صاحب محل الدجاج
وقال له : أعطني دجاجة
قال صاحب الدجاج : والله ماعندى الا هذه الدجاجة
وهى لرجل سيعود لأخذها
قال القاضى : أعطني اياها واذا جاءك صاحبها قل له إن الدجاجة
طارت قال راعى الدجاج : لا يعقل
لقد أحضرها مذبوحة فكيف أقول له إنها طارت
قال القاضى : إسمع ما أقول وقل له كذا ولا عليك ودعه يشتكي
ولا يهمك قال صاحب محل الدجاج : الله يستر
جاء صاحب الدجاجة عند صاحب الدجاج وقال له أريد دجاجتي
هل انتهيت من تحضيرها قال صاحب محل الدجاج : والله دجاجتك طارت
قال صاحب الدجاجة مستغربا : ماذا تقول
هل أنت في كامل وعيك
أنا أحضرتها ميتة وصار بينهم شد في الكلام حتى كادوا يتعاركون
فقال صاحب الدجاجة : لنقصد القاضي حتى يحكم بيننا وهناك يظهر الحق
فقصدوا دار القضاء وفي طريقهم وجدوا
مسلم ويهودي يتعاركون فأراد صاحب محل الدجاج أن يفرق بينهم
ولكن إصبعه دخل في عين اليهودي ففقأها تجمع الناس ومسكوا
بصاحب محل الدجاج وقالوا هذا الذي فقأ عين اليهودي فأصبحت
القضية قضيتين فجرّوه إلى المحكمة وعندما اقتربوا من المحكمة
هرب منهم ودخل مسجدا فدخلوا وراءه فصعد فوق الصومعة فلحقوا به
فقفز من فوقها فسقط على رجل مسن فمات الرجل من شدة السقوط .
فجاء ابنه ورأى أبوه ميتا فلحق صاحب محل الدجاج وأمسكه
مع باقي الناس فذهبوا به إلى القاضي ،
فلما رآه ضحك مفكرا بسالفة الدجاجة
ولم يدري أن عليه ثلاث قضايا
1) سرقة الدجاجة
2) فقأ عين اليهودي
3) قتل العجوز .
عندما علم القاضي أمسك رأسه وجلس يفكر ،
ففكر وقدر ،
ثم عبس وبسر .
و قال دعونا ننظر في هذه القضايا على مهل
المهم نادى القاضي
أولاً على صاحب الدجاجة قال القاضي :
ماذا تقول في دعواك على صاحب محل الدجاج
قال صاحب الدجاجة : أعطيته دجاجتي ميتتة كي يحضرها ،
فلما عدت لأخذها إدعى أنها طااااااااارت فكيف يحدث
هذا يا سيادة القاضىي قال القاضي : هل تؤمن بالله
قال صاحب الدجاجة : نعم أؤمن بالله
قال له القاضي :( يحيي العظام وهى رميم ) قم فما لك شي
فليتقدم المدعي الثاني
فوقف اليهودي بين يدي القاضى وقال : يا سيدي القاضي ،
فقأ عيني هذا الرجل فجلس القاضي يقلب الأمر ويمحصه
حتى وجد الحل فقال لليهودي : دية المسلم للكافر النصف
يعنى ( نفقأ عينك الثانية حتى تفقأ عين واحدة للمسلم )
فقال اليهودي : عين واحدة خير من لا شيء ،
إني أتنازل عن دعوتي
ما عدت أريد شيء منه فقال القاضي : أعطونا القضية الثالثة
جاء ابن العجوز وقال : يا قاضى هذا الرجل قفز على أبي فقتله
ففكر القاضي وقال : طيب إذهبوا إلى الصومعة التي قفز
منها على والده رحمة الله عليه و اطلع فوقها واقفز على صاحب
محل الدجاج واقتله بنفس الطريقة التي قتل بها والدك .
فقال الولد للقاضي : طيب وإذا تحرك يمينا أو يسارا يمكن أن أموت أنا
قال القاضي : والله هذه ليست مشكلتي ،
أبوك لماذا لم يتحرك يمين ولا يسارا
هناك دائما من يستطيع اخراجك مثل الشعرة من العجين
إذا عندك دجاجة تعطيها للقاضي
اذا فسد القضاء فسد المجتمع
تعليق