أقوال الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في الحجاب؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
ان الحجاب والتستر على الحرائر دون الاماء في الآيات الكريمة ليس بمعنى عدم مشروعية الحجاب للأمة وحرمة الحجاب عليها, فهذا لم يقل به قائل من فقهاء الامامية, وذهاب عمر الى ذلك فهو وشأنه لا صلة لفهمه بالآيات الكريمة, وانما مؤدى الآيات هو قصر الوجوب على الحرائر دون الإماء, وذلك لكون الاماء في الغالب انما استعبدت بسبب الكفر كي تمر بيئة مسلمة تربوية تتعرف فيها على الدين والإيمان, ومع كونهن في الغالب من الكافرات فالخطاب الديني كيف يتوجه اليهن, فالمشروعية للحجاب عام لكل من الحرائر والاماء الا ان اللزوم هو على الحرائر كمسؤولية أشد لارتفاع المستوى التربوي فيهن . كما لا يعني هذا القصر من تحميل المسؤولية بنحو اللزوم على الحرائر لا يعني جواز انتهاك اعراض الاماء كما يتوهمه هذا القائل فان ذلك لم يتوهمه أحد من الآيات أو الفتاوى
عن الرضا (عليه السلام) كتب فيما كتب من جواب مسائله: (حرم النظر إلى شعور النساء المحجوبات بالأزواج وغيرهن من النساء لما فيه من تهييج الرجال وما يدعو التهييج إلى الفساد والدخول فيما لا يحل ولا يجمل وكذلك ما أشبه الشعور ...)(1).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له ما يحل للرجل أن يرى من المرأة إذا لم يكن محرماً, قال: (الوجه والكفان والقدمان)(2).
وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن الرجل أيحل له أن ينظر إلى شعر اخت زوجته ؟ فقال: (لا إلاّ أن تكون من القواعد) قلت له: اخت امرأته والغريبة سواء قال : (نعم...)(3).
عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الذراعين من المرأة أهما من الزينة التي قال الله تبارك وتعالى (( ولا يبدين زينتهن إلاّ لبعولتهن )) قال: (نعم وما دون الخمار من الزينة وما دون أسوارهن)(4).عن مسعدة بن زياد قال: وسمعت جعفراً (عليه السلام) سئل عمّا تظهر المرأة من زينتها قال: (الوجه والكفين)(5).
عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (لا يصلح للجارية إذا حاضت إلاّ أن تختمر إلاّ أن لا تجده)(6).
ونقول بعد هذا العرض من احاديث المعصومين عليهم السلام، وكذلك النصوص القرآنية والتي منها،
(وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او ابائهن او اباء بعولتهن او ابنائهن او ابناء بعولتهن او اخوانهن او بني اخوانهن او بني اخواتهن او نسائهن او ما ملكت ايمانهن او التابعين غير اولي الاربة من الرجال او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون )(7).
( نسب المحبة أقرب الأنساب ** خال عن الأغراض والأسباب ) ( ومتى تدنست المحبة بالسوى ** حجبتك عنك كسائر الحجاب )
(يا أيها العدم الذي هو ظاهر ** بوجود غيب غائب في الغاب ) ( خلص محبتك التي هي فيك من ** دعوى الوجود تفز بفتح الباب ) ( لا تدعى ما لم يكن لك تفتضح ** يوم اللقا في حضرة الأحباب ) ( هيهات أين محبة القوم الأولى ** شربوا الكؤوس وخمرة الأكواب ) ( وتعلقوا بالغيب لا بتقلق ** منهم به فلهم أعز جناب ) ( إن المحبة إن صفت فحقيقة ** مكنونة فيها ألذ شراب )
( وبها النفوس هي القلوب تقلبت ** من صحوها للمحو كالدولاب ) ( سلمان من آل النبي بها كما ** سلمان منا قالها بصواب )(8).
كلها حثت على ذلك هو توجيه واحد الاوهو حرمة المراة واعطائها القداسة والتعظيم وهي المخلوق التي اكدت احاديث اهل البيت(عليهم السلام)في الرعاية والمعاشرة الحسنة وانها كهرمانة وليست بقهرمانة فداريها على أي حال. فالتي تلتزم من النساء بالحجاب تكون ذات مقام عند الله وعند اهل البيت (عليهم السلام) لانها التزمت بما امره الله ورسوله، فتكون عاقبتها حسنة ومصيرها الى الجنة، بدليل قوله تعالى(تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم)(9).( ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا)(10).
---------------------------------
(1)- علل الشرائع،الشيخ الصدوق،ص565.
(2)- الكافي ،محمد بن يعقوب الكليني، ج5:ص 521.
(3)- قرب الاسناد ص363.
(4)- الكافي ،محمد بن يعقوب الكليني ،2ج:ص 520.
(5)- قرب الاسناد ص82.
(6)- الكافي، محمد بن يعقوب الكليني ج 5:ص 532.
(7)- سورة النور، الآية31.
(8)- ديوان ،عبدالغني النابلسي،الجزء1،ص169.
(9)- سورة النساء، آية13.
(10)- سورة النساء،اية69.
تعليق