الشبهة الثالثة:
انقطاع عمل الإنسان يدل على انقطاع الصلة بين الحياتين الحديث المتواتر عن رسول الله: " إذا مات المرء انقطع عمله إلاّ عن ثلاث : صدقة جارية ، وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له " وهذه الرواية تشمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )([1]) .
فعلى هامش هذه الشبهة نقول: إنّ من وطّن نفسه على إثبات ما يتمناه سواء أكان حقاً أم باطلا فهو يتمسّك بكل شيء سواء أكانت له دلالة على ما يتبناه أم لا . فأي دلالة لهذا الحديث على انقطاع الصلة ، إذ غاية ما يدل عليه أنّ الإنسان لا ينتفع بعمله شخصياً بعدما انتقل إلى البرزخ إلاّ عن ثلاث ، فليس له عمل مباشر ينتفع به إلاّ هذه الثلاث ، وأمّا أنّه لا يتمكن من التكلم والجواب والاستغفار في حق الغيرفلا دلالة للحديث عليه.هكذا تزول الشبهات ويبقى الأصل سليماً وهو أنّ الأنبياء أحياء بعد مفارقة الأرواح لأجسادهم الطاهرة وأنّه من الممكن اتصال الأحياء بأرواحهم ، كل ذلك بإذنه سبحانه . التلوّن في الاستدلال نرى أنّ المانعين عن التوسّل بدعاء النبي في حياته البرزخية يتلوّنون في الاستدلال ، فتارة ينفون حياة النبي بعد الموت وأُخرى ينفون إمكان الاتصال وثالثة يدعون لغوية هذا العمل ، ونعوذ بالله من قولهم الرابع إذ يعدّون العمل شركاً وعبادة للرسول ، أمّا الثلاث الأُول فقد ظهرت حالها ، وأمّا الشرك فلا يدرى كيف يوصف به ، مع أنّ هذاعمل واحد يُطلَب في حياة النبي ويُطلَب بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى أفيمكن أن يكون شيء واحد توحيداً في حالة وشركاً في أُخرى؟ مع أنّه لا يسأل الرسولُ بما أنّه إله، أو ربّ أو بيده مصير الداعي، وإنّما يسأله بما أنّه عبد صالح ذو نفس طاهرة وكريمة وهو أفضل الخلائق وأحد الأمانين في الأرض يستجاب دعاؤه ولا يرد.
[1]- المصدر نفسه: 267.
انقطاع عمل الإنسان يدل على انقطاع الصلة بين الحياتين الحديث المتواتر عن رسول الله: " إذا مات المرء انقطع عمله إلاّ عن ثلاث : صدقة جارية ، وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له " وهذه الرواية تشمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )([1]) .
فعلى هامش هذه الشبهة نقول: إنّ من وطّن نفسه على إثبات ما يتمناه سواء أكان حقاً أم باطلا فهو يتمسّك بكل شيء سواء أكانت له دلالة على ما يتبناه أم لا . فأي دلالة لهذا الحديث على انقطاع الصلة ، إذ غاية ما يدل عليه أنّ الإنسان لا ينتفع بعمله شخصياً بعدما انتقل إلى البرزخ إلاّ عن ثلاث ، فليس له عمل مباشر ينتفع به إلاّ هذه الثلاث ، وأمّا أنّه لا يتمكن من التكلم والجواب والاستغفار في حق الغيرفلا دلالة للحديث عليه.هكذا تزول الشبهات ويبقى الأصل سليماً وهو أنّ الأنبياء أحياء بعد مفارقة الأرواح لأجسادهم الطاهرة وأنّه من الممكن اتصال الأحياء بأرواحهم ، كل ذلك بإذنه سبحانه . التلوّن في الاستدلال نرى أنّ المانعين عن التوسّل بدعاء النبي في حياته البرزخية يتلوّنون في الاستدلال ، فتارة ينفون حياة النبي بعد الموت وأُخرى ينفون إمكان الاتصال وثالثة يدعون لغوية هذا العمل ، ونعوذ بالله من قولهم الرابع إذ يعدّون العمل شركاً وعبادة للرسول ، أمّا الثلاث الأُول فقد ظهرت حالها ، وأمّا الشرك فلا يدرى كيف يوصف به ، مع أنّ هذاعمل واحد يُطلَب في حياة النبي ويُطلَب بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى أفيمكن أن يكون شيء واحد توحيداً في حالة وشركاً في أُخرى؟ مع أنّه لا يسأل الرسولُ بما أنّه إله، أو ربّ أو بيده مصير الداعي، وإنّما يسأله بما أنّه عبد صالح ذو نفس طاهرة وكريمة وهو أفضل الخلائق وأحد الأمانين في الأرض يستجاب دعاؤه ولا يرد.
[1]- المصدر نفسه: 267.
تعليق