بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت سابقا موضوع حول شبهة عدم ورود أسماء الائمة عليهم السلام برواية سنية صحيحة بعنوان (عدم ذكر النبي اسماء الائمة الاثنى عشر) وبينا خطأ السؤال الشبهة وهنا نحب ان نزيد المسألة وضوحا بذكر أجوبة ذكرها بعض اهم علماء السلفيين المعاصرين وهو الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العتمي اليماني في كتاب (القائد في تصحيح العقائد) ص 14 - 16وعلق على الكتاب محمد ناصر الدين الالباني قال:
فأن قيل: فلماذا لم يجعل الله عز وجل جميع حجج الحق مكشوفة قاهرة لا تشتبه على احد فلا يبقى الا مطيع يعلم هو وغيره انه مطيع، والا عاص يعلم هو وغيره انه عاص، ولا يتأتى له انكار ولا اعتذار؟(1)
قلت: لو كان كذلك لكان الناس مجبورين على اعتقاد الحق فلا يستحقون عليه حمداً ولا كمالا ولا ثوابا، ولكانوا مكرهين على الاعتراف كمن كان في مكان مظلم فزعم ان ذاك ليل وراهن على ذلك ففتحت الأبواب فاذا الشمس في كبد السماء، ولكانوا قريبا من المكرهين على الطاعة من عمل وكف، لفوات كثير من الشبهات التي يتعلل بها من يضعف حبه للحق فيغالط بها الناس ونفسه أيضا.
(1) علق الأخ العلامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة على هذا الموضوع مالفظه: (( يريد الشيخ بالسؤال والجواب ان بين حكمة الله تعالى في ابتلاء الناس بالهوى والشبهات والشهوات ليحصل الجهاد والابتلاء ويحمد المجاهد ويؤجر، والا فوضوح الحق والباطل أمر لا خفاء به، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة)).
وعلّق على ما يأتي اول الفصل الثالث مالفظه (( الحق ان حجج الله تعالى التي سماها بينات هي مكشوفة واضحة لا خفاء بها وانما تخفى على من في قلبه كن وفي اذنيه وقر وعلى بصره غشاوة من هواه وأخلاقه وما اعتاد)).
قال المؤلف: لا اراه يخفى ان مرادي بالقضية المكشوفة القاهرة هو ان تكون بحيث لا تخفى هي ولا افادتها اليقين على عاقل حتى لو زعم زاعم انه يجهلها، او انه يعتقد عدم دلالتها او يرتاب فيها لقطع العقلاء بانه اما مجنون الجنون المنافي للتكليف او كاذب. ولا يخفى انه ليس جميع الحجج الحق هكذا، ولكنها بينات البيان الذي تحصل به الهداية وتقوم به الحجة، ثم هي على ضربين، الضرب الأول الحجج التي توصل الانسان الى ان يتبين له انه يجب عليه ان يكون مسلما، الثاني ما بعد ذلك، فالاول حجج واضحة لكن من اتبع هوى قد انه قد يصد عن الحق، او قصر في القيام بما قد بان ان عليه ان يقوم فقد يرتاب او يجهل، والضرب الثاني على درجات، منه ما في معنى الأول فيكفر المخطئ فيه، ومنه ما لا يكفر ولكنه يؤاخذ ، ومنه ما يعذر ، ومنه ما يؤجر أيضا على اجتهاده. المؤلف.
قلت: وهذا التفصيل حق لا غبار عليه عندي. ن.
اقول انا الربيعي: كلام الشيخين واضح في مجئ جملة من العقائد بادلة تحتاج الى بحث ونظر وحياد وان يجعل الانسان هدفه تحصيل الحق وان خالف قومه وهواه.
تعليق