(5) شبهة وجواب / حديث الثقلين من الكافي الشريف .
بسم الله الرحمن الرحيم
غير خاف على احد ما لحديث الثقلين من الاهمية باعتباره من اوضح الاحاديث التي حددت لنا الجهة الشرعية والمرجعية الدينية التي تنوب عن النبي الأكرم صلى الله عليه واله ، وقد جوبه هذا الحديث بملابسات عدة ومحاولات حثيثة تهدف جميعها الى الصد عن مدلوله الشريف ، بالتشكيك بسنده ت...ارة و بمعناه اخرى ،{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة : 32] وهو حديث صحيح بل متواتر عند الشيعة ومخالفيهم ومن تلكم المحاولات ما سمعتُه من احد الجهال ممن تلبس بلباس العلم حيث نفى ثبوت الحديث في الكافي الشريف ولجلالة قدر كتاب الكافي بإعتباره يعد أفضل كتب الحديث في مدرسة اهل البيت عليهم السلام وأجلها اختاره ابو جهل موردا لشبهته ، وخفي عليه ان هذه الجلالة لا تعني بحال اشتماله على كل الحقائق بلا زيادة او نقصان كيف وهذه خصيصة كتاب الله تعالى الذي فيه تبيان كل شيء {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل : 89] ولم يفرط فيه من شيء {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام : 38] ومع ذلك فاني و بعد ان تتبعت الحديث في الكافي وجدته مرويا من خمسة طرق اربعة منها صحيحة والخامس ضعيف ويمكن تصحيحة ايضا بالشواهد والقرائن وقد اوردت كل حديث اولاً ومن نص على تصحيحه ثانياَ راجيا من الله تعالى ان يجعله ذخرا لي يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم بشفاعة محمد واله الطاهرين والحمد لله رب العالمين .
***
المورد الاول : اورده ثقة الإسلام في باب :
( ما نص الله عز وجل ورسوله على الائمة واحدا فواحد )
1 - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ وعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه ع عَنْ قَوْلِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ : * ( أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) * فَقَالَ نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ والْحَسَنِ والْحُسَيْنِ ع فَقُلْتُ لَه إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ فَمَا لَه لَمْ يُسَمِّ عَلِيّاً وأَهْلَ بَيْتِه ع فِي كِتَابِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ قَالَ فَقَالَ قُولُوا لَهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّه ص نَزَلَتْ عَلَيْه الصَّلَاةُ ولَمْ يُسَمِّ اللَّه لَهُمْ ثَلَاثاً ولَا أَرْبَعاً حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّه ص هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ ونَزَلَتْ عَلَيْه الزَّكَاةُ ولَمْ يُسَمِّ لَهُمْ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً دِرْهَمٌ حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّه ص هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ ونَزَلَ الْحَجُّ فَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ طُوفُوا أُسْبُوعاً حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّه ص هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ ونَزَلَتْ * ( أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) * ونَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ والْحَسَنِ والْحُسَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ص فِي عَلِيٍّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاه فَعَلِيٌّ مَوْلَاه وقَالَ ص أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّه وأَهْلِ بَيْتِي فَإِنِّي سَأَلْتُ اللَّه عَزَّ وجَلَّ أَنْ لَا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يُورِدَهُمَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَأَعْطَانِي ذَلِكَ ....."
المورد الثاني : ( في نفس الباب )
- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ والْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ وعِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه عليه السلام مِثْلَ ذَلِكَ .
من نصح على تصحيح الحديث :
1ـ قال العلامة المجلسي في مرآة العقول في شرح اخبار آل الرسول الجزء الاول في صفحة 665 طبعة احياء الكتب الاسلامية : " الحديث الأول صحيح بسنديه .."
2ـ السيد الخوئي قدس سره الشريف في ( البيان في تفسير القرآن )، الصفحة 231 ، طبعة مؤسسة احياء آثار الإمام الخوئي .
3ـ الشيخ المظفر في ( الشافي في شرح اصول الكافي ) القسم الثاني ، من الجزء الخامس ، الصفحة 294 طبعة مؤسسة التاريخ العربي .
المورد الثالث :
اورده ثقة الإسلام في بَابُ ( أَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ مُؤْمِناً أَوْ كَافِراً أَوْ ضَالاًّ ) . أو ( باب نادر ) كمافي بعض النسخ الأخرى . الحديث الأول من الباب .
1 - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيه عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّاً ص يَقُولُ وأَتَاه رَجُلٌ فَقَالَ لَه مَا أَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ مُؤْمِناً وأَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ كَافِراً وأَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ ضَالاًّ فَقَالَ لَه قَدْ سَأَلْتَ فَافْهَمِ الْجَوَابَ أَمَّا أَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ مُؤْمِناً أَنْ يُعَرِّفَه اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى نَفْسَه فَيُقِرَّ لَه بِالطَّاعَةِ ويُعَرِّفَه نَبِيَّه ص فَيُقِرَّ لَه بِالطَّاعَةِ ويُعَرِّفَه إِمَامَه وحُجَّتَه فِي أَرْضِه وشَاهِدَه عَلَى خَلْقِه فَيُقِرَّ لَه بِالطَّاعَةِ قُلْتُ لَه يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وإِنْ جَهِلَ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ إِلَّا مَا وَصَفْتَ قَالَ نَعَمْ إِذَا أُمِرَ أَطَاعَ وإِذَا نُهِيَ انْتَهَى وأَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ كَافِراً مَنْ زَعَمَ أَنَّ شَيْئاً نَهَى اللَّه عَنْه أَنَّ اللَّه أَمَرَ بِه ونَصَبَه دِيناً يَتَوَلَّى عَلَيْه ويَزْعُمُ أَنَّه يَعْبُدُ الَّذِي أَمَرَه بِه وإِنَّمَا يَعْبُدُ الشَّيْطَانَ وأَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ ضَالاًّ أَنْ لَا يَعْرِفَ حُجَّةَ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى وشَاهِدَه عَلَى عِبَادِه الَّذِي أَمَرَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ بِطَاعَتِه وفَرَضَ وَلَايَتَه قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِفْهُمْ لِي فَقَالَ الَّذِينَ قَرَنَهُمُ اللَّه عَزَّ وجَلَّ بِنَفْسِه ونَبِيِّه فَقَالَ : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) * قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَعَلَنِيَ اللَّه فِدَاكَ أَوْضِحْ لِي فَقَالَ الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّه ص فِي آخِرِ خُطْبَتِه يَوْمَ قَبَضَه اللَّه عَزَّ وجَلَّ إِلَيْه إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا - كِتَابَ اللَّه وعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي فَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ كَهَاتَيْنِ وجَمَعَ بَيْنَ مُسَبِّحَتَيْه ولَا أَقُولُ كَهَاتَيْنِ وجَمَعَ بَيْنَ الْمُسَبِّحَةِ والْوُسْطَى فَتَسْبِقَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لَا تَزِلُّوا ولَا تَضِلُّوا ولَا تَقَدَّمُوهُمْ فَتَضِلُّوا ."
• قال العلامة المجلسي في مرآة العقول في شرح اخبار آل الرسول الجزء الرابع في صفحة 434 طبعة احياء الكتب الاسلامية :
" مختلف فيه معتبر عندي ."
المورد الرابع : اخرجه ثقة الإسلام في باب :
( تهيئة الامام للجمعة وخطبته والأنصات )
6 - مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي خُطْبَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ الْخُطْبَةُ الأُولَى - الْحَمْدُ لِلَّه نَحْمَدُه ونَسْتَعِينُه ونَسْتَغْفِرُه ونَسْتَهْدِيه ونَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللَّه فَلَا مُضِلَّ لَه ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَه وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه انْتَجَبَه لِوَلَايَتِه واخْتَصَّه بِرِسَالَتِه وأَكْرَمَه بِالنُّبُوَّةِ أَمِيناً عَلَى غَيْبِه ورَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وصَلَّى اللَّه عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه وعَلَيْهِمُ السَّلَامُ أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّه بِتَقْوَى اللَّه وأُخَوِّفُكُمْ مِنْ عِقَابِه فَإِنَّ اللَّه يُنْجِي مَنِ اتَّقَاه بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ ولَا هُمْ يَحْزَنُونَ ويُكْرِمُ مَنْ خَافَه يَقِيهِمْ شَرَّ مَا خَافُوا ويُلَقِّيهِمْ نَضْرَةً وسُرُوراً وأُرَغِّبُكُمْ فِي كَرَامَةِ اللَّه الدَّائِمَةِ وأُخَوِّفُكُمْ عِقَابَه الَّذِي لَا انْقِطَاعَ لَه ولَا نَجَاةَ لِمَنِ اسْتَوْجَبَه فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا ولَا تَرْكَنُوا إِلَيْهَا فَإِنَّهَا دَارُ غُرُورٍ كَتَبَ اللَّه عَلَيْهَا وعَلَى أَهْلِهَا الْفَنَاءَ فَتَزَوَّدُوا مِنْهَا الَّذِي أَكْرَمَكُمُ اللَّه بِه مِنَ التَّقْوَى والْعَمَلِ الصَّالِحِ فَإِنَّه لَا يَصِلُ إِلَى اللَّه مِنْ أَعْمَالِ الْعِبَادِ إِلَّا مَا خَلَصَ مِنْهَا ولَا يَتَقَبَّلُ اللَّه إِلَّا مِنَ الْمُتَّقِينَ وقَدْ أَخْبَرَكُمُ اللَّه عَنْ مَنَازِلِ مَنْ آمَنَ وعَمِلَ صَالِحاً وعَنْ مَنَازِلِ مَنْ كَفَرَ وعَمِلَ فِي غَيْرِ سَبِيلِه وقَالَ * ( ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَه النَّاسُ وذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ . وما نُؤَخِّرُه إِلَّا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ . يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِه فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وسَعِيدٌ . فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وشَهِيقٌ . خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ والأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ . وأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ والأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) * نَسْأَلُ اللَّه الَّذِي جَمَعَنَا لِهَذَا الْجَمْعِ أَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا وأَنْ يَرْحَمَنَا جَمِيعاً إِنَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
إِنَّ كِتَابَ اللَّه أَصْدَقُ الْحَدِيثِ وأَحْسَنُ الْقِصَصِ وقَالَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ : * ( وإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَه وأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) * فَاسْمَعُوا طَاعَةَ اللَّه وأَنْصِتُوا ابْتِغَاءَ رَحْمَتِه ثُمَّ اقْرَأْ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ وادْعُ رَبَّكَ وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ص وادْعُ لِلْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ تَجْلِسُ قَدْرَ مَا تَمَكَّنُ هُنَيْهَةً ثُمَّ تَقُومُ فَتَقُولُ - الْحَمْدُ لِلَّه نَحْمَدُه ونَسْتَعِينُه ونَسْتَغْفِرُه ونَسْتَهْدِيه ونُؤْمِنُ بِه ونَتَوَكَّلُ عَلَيْه ونَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللَّه فَلَا مُضِلَّ لَه ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَه وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه وأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه أَرْسَلَه بِالْهُدَى ودِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَه عَلَى الدِّينِ كُلِّه ولَوْ كَرِه الْمُشْرِكُونَ وجَعَلَه رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ بَشِيراً ونَذِيراً ودَاعِياً إِلَى اللَّه بِإِذْنِه وسِرَاجاً مُنِيراً مَنْ يُطِعِ اللَّه ورَسُولَه فَقَدْ رَشَدَ ومَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّه بِتَقْوَى اللَّه الَّذِي يَنْفَعُ بِطَاعَتِه مَنْ أَطَاعَه والَّذِي يَضُرُّ بِمَعْصِيَتِه مَنْ عَصَاه الَّذِي إِلَيْه مَعَادُكُمْ وعَلَيْه حِسَابُكُمْ فَإِنَّ التَّقْوَى وَصِيَّةُ اللَّه فِيكُمْ وفِي الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَالَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ : * ( ولَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا الله وإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّه ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرْضِ وكانَ الله غَنِيًّا حَمِيداً ) * انْتَفِعُوا بِمَوْعِظَةِ اللَّه والْزَمُوا كِتَابَه فَإِنَّه أَبْلَغُ الْمَوْعِظَةِ وخَيْرُ الأُمُورِ فِي الْمَعَادِ عَاقِبَةً ولَقَدِ اتَّخَذَ اللَّه الْحُجَّةَ فَلَا يَهْلِكُ مَنْ هَلَكَ إِلَّا عَنْ بَيِّنَةٍ ولَا يَحْيَى مَنْ حَيَّ إِلَّا عَنْ بَيِّنَةٍ وقَدْ بَلَّغَ رَسُولُ اللَّه ص الَّذِي أُرْسِلَ بِه فَالْزَمُوا وَصِيَّتَه ومَا تَرَكَ فِيكُمْ مِنْ بَعْدِه مِنَ الثَّقَلَيْنِ - كِتَابِ اللَّه وأَهْلِ بَيْتِه اللَّذَيْنِ لَا يَضِلُّ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِمَا ولَا يَهْتَدِي مَنْ تَرَكَهُمَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وإِمَامِ الْمُتَّقِينَ ورَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ووَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثُمَّ تُسَمِّي الأَئِمَّةَ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى صَاحِبِكَ ثُمَّ تَقُولُ افْتَحْ لَه فَتْحاً يَسِيراً وانْصُرْه نَصْراً عَزِيزاً اللَّهُمَّ أَظْهِرْ بِه دِينَكَ وسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ
اللَّهُمَّ إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسْلَامَ وأَهْلَه وتُذِلُّ بِهَا النِّفَاقَ وأَهْلَه وتَجْعَلُنَا فِيهَا مِنَ الدُّعَاةِ إِلَى طَاعَتِكَ والْقَادَةِ فِي سَبِيلِكَ وتَرْزُقُنَا بِهَا كَرَامَةَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ اللَّهُمَّ مَا حَمَّلْتَنَا مِنَ الْحَقِّ فَعَرِّفْنَاه ومَا قَصُرْنَا عَنْه فَعَلِّمْنَاه ثُمَّ يَدْعُو اللَّه عَلَى عَدُوِّه ويَسْأَلُ لِنَفْسِه وأَصْحَابِه ثُمَّ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فَيَسْأَلُونَ اللَّه حَوَائِجَهُمْ كُلَّهَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنَا ويَكُونُ آخِرَ كَلَامِه أَنْ يَقُولَ إِنَّ اللَّه يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإِحْسَانِ وإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ويَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ والْمُنْكَرِ والْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ تَذَكَّرَ فَتَنْفَعُه الذِّكْرَى ثُمَّ يَنْزِلُ اهـ
قال العلامة المجلسي في مرآة العقول في شرح اخبار آل الرسول الجزء الخامس في صفحة 607 طبعة احياء الكتب الاسلامية :
" الحديث السادس : صحيح .."
المورد الخامس : وقد اورده ثقة الإسلام في باب :
( الإشارة والنص على امير المؤمنين عليه السلام )
3 - مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وغَيْرُه عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ومُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ وعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه ع قَالَ أَوْصَى مُوسَى ع إِلَى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ وأَوْصَى يُوشَعُ بْنُ نُونٍ إِلَى وَلَدِ هَارُونَ ولَمْ يُوصِ إِلَى وَلَدِه ولَا إِلَى وَلَدِ مُوسَى إِنَّ اللَّه تَعَالَى لَه الْخِيَرَةُ يَخْتَارُ مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ يَشَاءُ وبَشَّرَ مُوسَى ويُوشَعُ بِالْمَسِيحِ ع فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ الْمَسِيحَ ع قَالَ الْمَسِيحُ لَهُمْ إِنَّه سَوْفَ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي نَبِيٌّ اسْمُه أَحْمَدُ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ ع يَجِيءُ بِتَصْدِيقِي وتَصْدِيقِكُمْ وعُذْرِي وعُذْرِكُمْ - وجَرَتْ مِنْ بَعْدِه فِي الْحَوَارِيِّينَ فِي الْمُسْتَحْفَظِينَ وإِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللَّه تَعَالَى الْمُسْتَحْفَظِينَ لأَنَّهُمُ اسْتُحْفِظُوا الِاسْمَ الأَكْبَرَ وهُوَ الْكِتَابُ الَّذِي يُعْلَمُ بِه عِلْمُ كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي كَانَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ ص يَقُولُ اللَّه تَعَالَى ولَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ * ( وأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ والْمِيزانَ ) الْكِتَابُ الِاسْمُ الأَكْبَرُ وإِنَّمَا عُرِفَ مِمَّا يُدْعَى الْكِتَابَ التَّوْرَاةُ والإِنْجِيلُ والْفُرْقَانُ فِيهَا كِتَابُ نُوحٍ وفِيهَا كِتَابُ صَالِحٍ وشُعَيْبٍ وإِبْرَاهِيمَ ع فَأَخْبَرَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ : ( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ ومُوسى) * فَأَيْنَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ إِنَّمَا صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ الِاسْمُ الأَكْبَرُ وصُحُفُ مُوسَى الِاسْمُ الأَكْبَرُ فَلَمْ تَزَلِ الْوَصِيَّةُ فِي عَالِمٍ بَعْدَ عَالِمٍ حَتَّى دَفَعُوهَا إِلَى مُحَمَّدٍ ص فَلَمَّا بَعَثَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ مُحَمَّداً ص أَسْلَمَ لَه الْعَقِبُ مِنَ الْمُسْتَحْفِظِينَ وكَذَّبَه بَنُو إِسْرَائِيلَ ودَعَا إِلَى اللَّه عَزَّ وجَلَّ وجَاهَدَ فِي سَبِيلِه ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّه جَلَّ ذِكْرُه عَلَيْه أَنْ أَعْلِنْ فَضْلَ وَصِيِّكَ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ الْعَرَبَ قَوْمٌ جُفَاةٌ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ كِتَابٌ
ولَمْ يُبْعَثْ إِلَيْهِمْ نَبِيٌّ ولَا يَعْرِفُونَ فَضْلَ نُبُوَّاتِ الأَنْبِيَاءِ ع ولَا شَرَفَهُمْ ولَا يُؤْمِنُونَ بِي إِنْ أَنَا أَخْبَرْتُهُمْ بِفَضْلِ أَهْلِ بَيْتِي فَقَالَ اللَّه جَلَّ ذِكْرُه : * ( ولا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) : ( وقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِ وَصِيِّه ذِكْراً فَوَقَعَ النِّفَاقُ فِي قُلُوبِهِمْ فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّه ص ذَلِكَ ومَا يَقُولُونَ فَقَالَ اللَّه جَلَّ ذِكْرُه يَا مُحَمَّدُ * ( ولَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ ) ( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ ولكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ الله يَجْحَدُونَ ) * ولَكِنَّهُمْ يَجْحَدُونَ بِغَيْرِ حُجَّةٍ لَهُمْ وكَانَ رَسُولُ اللَّه ص يَتَأَلَّفُهُمْ ويَسْتَعِينُ بِبَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ ولَا يَزَالُ يُخْرِجُ لَهُمْ شَيْئاً فِي فَضْلِ وَصِيِّه حَتَّى نَزَلَتْ هَذِه السُّورَةُ فَاحْتَجَّ عَلَيْهِمْ حِينَ أُعْلِمَ بِمَوْتِه ونُعِيَتْ إِلَيْه نَفْسُه فَقَالَ اللَّه جَلَّ ذِكْرُه : * ( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) يَقُولُ إِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ عَلَمَكَ وأَعْلِنْ وَصِيَّكَ فَأَعْلِمْهُمْ فَضْلَه عَلَانِيَةً فَقَالَ ص مَنْ كُنْتُ مَوْلَاه فَعَلِيٌّ مَوْلَاه اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاه وعَادِ مَنْ عَادَاه ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ لأَبْعَثَنَّ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّه ورَسُولَه ويُحِبُّه اللَّه ورَسُولُه لَيْسَ بِفَرَّارٍ يُعَرِّضُ بِمَنْ رَجَعَ يُجَبِّنُ أَصْحَابَه ويُجَبِّنُونَه وقَالَ ص عَلِيٌّ سَيِّدُ الْمُؤْمِنِينَ وقَالَ عَلِيٌّ عَمُودُ الدِّينِ وقَالَ هَذَا هُوَ الَّذِي يَضْرِبُ النَّاسَ بِالسَّيْفِ عَلَى الْحَقِّ بَعْدِي وقَالَ الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ أَيْنَمَا مَالَ وقَالَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا - كِتَابَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ وأَهْلَ بَيْتِي عِتْرَتِي أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وقَدْ بَلَّغْتُ إِنَّكُمْ سَتَرِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ فَأَسْأَلُكُمْ عَمَّا فَعَلْتُمْ فِي الثَّقَلَيْنِ والثَّقَلَانِ كِتَابُ اللَّه جَلَّ ذِكْرُه وأَهْلُ بَيْتِي فَلَا تَسْبِقُوهُمْ فَتَهْلِكُوا ولَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ فَوَقَعَتِ الْحُجَّةُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ ص وبِالْكِتَابِ الَّذِي يَقْرَأُه النَّاسُ ...." .
أقول : والحديث ايضا صحيح بملاحظة مجموع الطرق الصحيحة التي مرت وغيرها ، وهو منهج معمول به عند مخالفينا ايضا ، بل هم يصححون الحديث وان كانت طرقه كلها ضعيفة فمثلا الالباني في سلسلته الصحيحة صحح حديث ( اقتدوا بالذين من بعدي ابي بكر وعمر )(1) مع ان الحديث جاء عن اربعة من الصحابة وكلها ضعيفة ؟ ! فما بالك بحديث الثقلين الذي وصل حد التواتر ولا اقل ذكرنا من الكافي فقط اربعة احاديث صحيحة فكيف لا تكون شاهدا على صحة الطريق الاخير لحديث الثقلين الذي اوردناه ، وتكون الاحاديث الضعيفة يجبر بها بعضها بعضا وتصح ؟ ! {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم : 22]
اذن فثبت ان حديث الثقلين الشريف في الكافي فقط ورد في خمسة مواضع صحيحة .
والحمد لله اولا وآخرا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع السلسلة الصحيحة الحديث رقم 1233
بسم الله الرحمن الرحيم
غير خاف على احد ما لحديث الثقلين من الاهمية باعتباره من اوضح الاحاديث التي حددت لنا الجهة الشرعية والمرجعية الدينية التي تنوب عن النبي الأكرم صلى الله عليه واله ، وقد جوبه هذا الحديث بملابسات عدة ومحاولات حثيثة تهدف جميعها الى الصد عن مدلوله الشريف ، بالتشكيك بسنده ت...ارة و بمعناه اخرى ،{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة : 32] وهو حديث صحيح بل متواتر عند الشيعة ومخالفيهم ومن تلكم المحاولات ما سمعتُه من احد الجهال ممن تلبس بلباس العلم حيث نفى ثبوت الحديث في الكافي الشريف ولجلالة قدر كتاب الكافي بإعتباره يعد أفضل كتب الحديث في مدرسة اهل البيت عليهم السلام وأجلها اختاره ابو جهل موردا لشبهته ، وخفي عليه ان هذه الجلالة لا تعني بحال اشتماله على كل الحقائق بلا زيادة او نقصان كيف وهذه خصيصة كتاب الله تعالى الذي فيه تبيان كل شيء {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل : 89] ولم يفرط فيه من شيء {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام : 38] ومع ذلك فاني و بعد ان تتبعت الحديث في الكافي وجدته مرويا من خمسة طرق اربعة منها صحيحة والخامس ضعيف ويمكن تصحيحة ايضا بالشواهد والقرائن وقد اوردت كل حديث اولاً ومن نص على تصحيحه ثانياَ راجيا من الله تعالى ان يجعله ذخرا لي يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم بشفاعة محمد واله الطاهرين والحمد لله رب العالمين .
***
المورد الاول : اورده ثقة الإسلام في باب :
( ما نص الله عز وجل ورسوله على الائمة واحدا فواحد )
1 - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ وعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه ع عَنْ قَوْلِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ : * ( أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) * فَقَالَ نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ والْحَسَنِ والْحُسَيْنِ ع فَقُلْتُ لَه إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ فَمَا لَه لَمْ يُسَمِّ عَلِيّاً وأَهْلَ بَيْتِه ع فِي كِتَابِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ قَالَ فَقَالَ قُولُوا لَهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّه ص نَزَلَتْ عَلَيْه الصَّلَاةُ ولَمْ يُسَمِّ اللَّه لَهُمْ ثَلَاثاً ولَا أَرْبَعاً حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّه ص هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ ونَزَلَتْ عَلَيْه الزَّكَاةُ ولَمْ يُسَمِّ لَهُمْ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً دِرْهَمٌ حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّه ص هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ ونَزَلَ الْحَجُّ فَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ طُوفُوا أُسْبُوعاً حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّه ص هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ ونَزَلَتْ * ( أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) * ونَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ والْحَسَنِ والْحُسَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ص فِي عَلِيٍّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاه فَعَلِيٌّ مَوْلَاه وقَالَ ص أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّه وأَهْلِ بَيْتِي فَإِنِّي سَأَلْتُ اللَّه عَزَّ وجَلَّ أَنْ لَا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يُورِدَهُمَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَأَعْطَانِي ذَلِكَ ....."
المورد الثاني : ( في نفس الباب )
- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ والْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ وعِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه عليه السلام مِثْلَ ذَلِكَ .
من نصح على تصحيح الحديث :
1ـ قال العلامة المجلسي في مرآة العقول في شرح اخبار آل الرسول الجزء الاول في صفحة 665 طبعة احياء الكتب الاسلامية : " الحديث الأول صحيح بسنديه .."
2ـ السيد الخوئي قدس سره الشريف في ( البيان في تفسير القرآن )، الصفحة 231 ، طبعة مؤسسة احياء آثار الإمام الخوئي .
3ـ الشيخ المظفر في ( الشافي في شرح اصول الكافي ) القسم الثاني ، من الجزء الخامس ، الصفحة 294 طبعة مؤسسة التاريخ العربي .
المورد الثالث :
اورده ثقة الإسلام في بَابُ ( أَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ مُؤْمِناً أَوْ كَافِراً أَوْ ضَالاًّ ) . أو ( باب نادر ) كمافي بعض النسخ الأخرى . الحديث الأول من الباب .
1 - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيه عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّاً ص يَقُولُ وأَتَاه رَجُلٌ فَقَالَ لَه مَا أَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ مُؤْمِناً وأَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ كَافِراً وأَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ ضَالاًّ فَقَالَ لَه قَدْ سَأَلْتَ فَافْهَمِ الْجَوَابَ أَمَّا أَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ مُؤْمِناً أَنْ يُعَرِّفَه اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى نَفْسَه فَيُقِرَّ لَه بِالطَّاعَةِ ويُعَرِّفَه نَبِيَّه ص فَيُقِرَّ لَه بِالطَّاعَةِ ويُعَرِّفَه إِمَامَه وحُجَّتَه فِي أَرْضِه وشَاهِدَه عَلَى خَلْقِه فَيُقِرَّ لَه بِالطَّاعَةِ قُلْتُ لَه يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وإِنْ جَهِلَ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ إِلَّا مَا وَصَفْتَ قَالَ نَعَمْ إِذَا أُمِرَ أَطَاعَ وإِذَا نُهِيَ انْتَهَى وأَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ كَافِراً مَنْ زَعَمَ أَنَّ شَيْئاً نَهَى اللَّه عَنْه أَنَّ اللَّه أَمَرَ بِه ونَصَبَه دِيناً يَتَوَلَّى عَلَيْه ويَزْعُمُ أَنَّه يَعْبُدُ الَّذِي أَمَرَه بِه وإِنَّمَا يَعْبُدُ الشَّيْطَانَ وأَدْنَى مَا يَكُونُ بِه الْعَبْدُ ضَالاًّ أَنْ لَا يَعْرِفَ حُجَّةَ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى وشَاهِدَه عَلَى عِبَادِه الَّذِي أَمَرَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ بِطَاعَتِه وفَرَضَ وَلَايَتَه قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِفْهُمْ لِي فَقَالَ الَّذِينَ قَرَنَهُمُ اللَّه عَزَّ وجَلَّ بِنَفْسِه ونَبِيِّه فَقَالَ : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) * قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَعَلَنِيَ اللَّه فِدَاكَ أَوْضِحْ لِي فَقَالَ الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّه ص فِي آخِرِ خُطْبَتِه يَوْمَ قَبَضَه اللَّه عَزَّ وجَلَّ إِلَيْه إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا - كِتَابَ اللَّه وعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي فَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ كَهَاتَيْنِ وجَمَعَ بَيْنَ مُسَبِّحَتَيْه ولَا أَقُولُ كَهَاتَيْنِ وجَمَعَ بَيْنَ الْمُسَبِّحَةِ والْوُسْطَى فَتَسْبِقَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لَا تَزِلُّوا ولَا تَضِلُّوا ولَا تَقَدَّمُوهُمْ فَتَضِلُّوا ."
• قال العلامة المجلسي في مرآة العقول في شرح اخبار آل الرسول الجزء الرابع في صفحة 434 طبعة احياء الكتب الاسلامية :
" مختلف فيه معتبر عندي ."
المورد الرابع : اخرجه ثقة الإسلام في باب :
( تهيئة الامام للجمعة وخطبته والأنصات )
6 - مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي خُطْبَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ الْخُطْبَةُ الأُولَى - الْحَمْدُ لِلَّه نَحْمَدُه ونَسْتَعِينُه ونَسْتَغْفِرُه ونَسْتَهْدِيه ونَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللَّه فَلَا مُضِلَّ لَه ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَه وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه انْتَجَبَه لِوَلَايَتِه واخْتَصَّه بِرِسَالَتِه وأَكْرَمَه بِالنُّبُوَّةِ أَمِيناً عَلَى غَيْبِه ورَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وصَلَّى اللَّه عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه وعَلَيْهِمُ السَّلَامُ أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّه بِتَقْوَى اللَّه وأُخَوِّفُكُمْ مِنْ عِقَابِه فَإِنَّ اللَّه يُنْجِي مَنِ اتَّقَاه بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ ولَا هُمْ يَحْزَنُونَ ويُكْرِمُ مَنْ خَافَه يَقِيهِمْ شَرَّ مَا خَافُوا ويُلَقِّيهِمْ نَضْرَةً وسُرُوراً وأُرَغِّبُكُمْ فِي كَرَامَةِ اللَّه الدَّائِمَةِ وأُخَوِّفُكُمْ عِقَابَه الَّذِي لَا انْقِطَاعَ لَه ولَا نَجَاةَ لِمَنِ اسْتَوْجَبَه فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا ولَا تَرْكَنُوا إِلَيْهَا فَإِنَّهَا دَارُ غُرُورٍ كَتَبَ اللَّه عَلَيْهَا وعَلَى أَهْلِهَا الْفَنَاءَ فَتَزَوَّدُوا مِنْهَا الَّذِي أَكْرَمَكُمُ اللَّه بِه مِنَ التَّقْوَى والْعَمَلِ الصَّالِحِ فَإِنَّه لَا يَصِلُ إِلَى اللَّه مِنْ أَعْمَالِ الْعِبَادِ إِلَّا مَا خَلَصَ مِنْهَا ولَا يَتَقَبَّلُ اللَّه إِلَّا مِنَ الْمُتَّقِينَ وقَدْ أَخْبَرَكُمُ اللَّه عَنْ مَنَازِلِ مَنْ آمَنَ وعَمِلَ صَالِحاً وعَنْ مَنَازِلِ مَنْ كَفَرَ وعَمِلَ فِي غَيْرِ سَبِيلِه وقَالَ * ( ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَه النَّاسُ وذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ . وما نُؤَخِّرُه إِلَّا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ . يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِه فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وسَعِيدٌ . فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وشَهِيقٌ . خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ والأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ . وأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ والأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) * نَسْأَلُ اللَّه الَّذِي جَمَعَنَا لِهَذَا الْجَمْعِ أَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا وأَنْ يَرْحَمَنَا جَمِيعاً إِنَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
إِنَّ كِتَابَ اللَّه أَصْدَقُ الْحَدِيثِ وأَحْسَنُ الْقِصَصِ وقَالَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ : * ( وإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَه وأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) * فَاسْمَعُوا طَاعَةَ اللَّه وأَنْصِتُوا ابْتِغَاءَ رَحْمَتِه ثُمَّ اقْرَأْ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ وادْعُ رَبَّكَ وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ص وادْعُ لِلْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ تَجْلِسُ قَدْرَ مَا تَمَكَّنُ هُنَيْهَةً ثُمَّ تَقُومُ فَتَقُولُ - الْحَمْدُ لِلَّه نَحْمَدُه ونَسْتَعِينُه ونَسْتَغْفِرُه ونَسْتَهْدِيه ونُؤْمِنُ بِه ونَتَوَكَّلُ عَلَيْه ونَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللَّه فَلَا مُضِلَّ لَه ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَه وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه وأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه أَرْسَلَه بِالْهُدَى ودِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَه عَلَى الدِّينِ كُلِّه ولَوْ كَرِه الْمُشْرِكُونَ وجَعَلَه رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ بَشِيراً ونَذِيراً ودَاعِياً إِلَى اللَّه بِإِذْنِه وسِرَاجاً مُنِيراً مَنْ يُطِعِ اللَّه ورَسُولَه فَقَدْ رَشَدَ ومَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّه بِتَقْوَى اللَّه الَّذِي يَنْفَعُ بِطَاعَتِه مَنْ أَطَاعَه والَّذِي يَضُرُّ بِمَعْصِيَتِه مَنْ عَصَاه الَّذِي إِلَيْه مَعَادُكُمْ وعَلَيْه حِسَابُكُمْ فَإِنَّ التَّقْوَى وَصِيَّةُ اللَّه فِيكُمْ وفِي الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَالَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ : * ( ولَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا الله وإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّه ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرْضِ وكانَ الله غَنِيًّا حَمِيداً ) * انْتَفِعُوا بِمَوْعِظَةِ اللَّه والْزَمُوا كِتَابَه فَإِنَّه أَبْلَغُ الْمَوْعِظَةِ وخَيْرُ الأُمُورِ فِي الْمَعَادِ عَاقِبَةً ولَقَدِ اتَّخَذَ اللَّه الْحُجَّةَ فَلَا يَهْلِكُ مَنْ هَلَكَ إِلَّا عَنْ بَيِّنَةٍ ولَا يَحْيَى مَنْ حَيَّ إِلَّا عَنْ بَيِّنَةٍ وقَدْ بَلَّغَ رَسُولُ اللَّه ص الَّذِي أُرْسِلَ بِه فَالْزَمُوا وَصِيَّتَه ومَا تَرَكَ فِيكُمْ مِنْ بَعْدِه مِنَ الثَّقَلَيْنِ - كِتَابِ اللَّه وأَهْلِ بَيْتِه اللَّذَيْنِ لَا يَضِلُّ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِمَا ولَا يَهْتَدِي مَنْ تَرَكَهُمَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وإِمَامِ الْمُتَّقِينَ ورَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ووَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثُمَّ تُسَمِّي الأَئِمَّةَ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى صَاحِبِكَ ثُمَّ تَقُولُ افْتَحْ لَه فَتْحاً يَسِيراً وانْصُرْه نَصْراً عَزِيزاً اللَّهُمَّ أَظْهِرْ بِه دِينَكَ وسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ
اللَّهُمَّ إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسْلَامَ وأَهْلَه وتُذِلُّ بِهَا النِّفَاقَ وأَهْلَه وتَجْعَلُنَا فِيهَا مِنَ الدُّعَاةِ إِلَى طَاعَتِكَ والْقَادَةِ فِي سَبِيلِكَ وتَرْزُقُنَا بِهَا كَرَامَةَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ اللَّهُمَّ مَا حَمَّلْتَنَا مِنَ الْحَقِّ فَعَرِّفْنَاه ومَا قَصُرْنَا عَنْه فَعَلِّمْنَاه ثُمَّ يَدْعُو اللَّه عَلَى عَدُوِّه ويَسْأَلُ لِنَفْسِه وأَصْحَابِه ثُمَّ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فَيَسْأَلُونَ اللَّه حَوَائِجَهُمْ كُلَّهَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنَا ويَكُونُ آخِرَ كَلَامِه أَنْ يَقُولَ إِنَّ اللَّه يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإِحْسَانِ وإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ويَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ والْمُنْكَرِ والْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ تَذَكَّرَ فَتَنْفَعُه الذِّكْرَى ثُمَّ يَنْزِلُ اهـ
قال العلامة المجلسي في مرآة العقول في شرح اخبار آل الرسول الجزء الخامس في صفحة 607 طبعة احياء الكتب الاسلامية :
" الحديث السادس : صحيح .."
المورد الخامس : وقد اورده ثقة الإسلام في باب :
( الإشارة والنص على امير المؤمنين عليه السلام )
3 - مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وغَيْرُه عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ومُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ وعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه ع قَالَ أَوْصَى مُوسَى ع إِلَى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ وأَوْصَى يُوشَعُ بْنُ نُونٍ إِلَى وَلَدِ هَارُونَ ولَمْ يُوصِ إِلَى وَلَدِه ولَا إِلَى وَلَدِ مُوسَى إِنَّ اللَّه تَعَالَى لَه الْخِيَرَةُ يَخْتَارُ مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ يَشَاءُ وبَشَّرَ مُوسَى ويُوشَعُ بِالْمَسِيحِ ع فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ الْمَسِيحَ ع قَالَ الْمَسِيحُ لَهُمْ إِنَّه سَوْفَ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي نَبِيٌّ اسْمُه أَحْمَدُ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ ع يَجِيءُ بِتَصْدِيقِي وتَصْدِيقِكُمْ وعُذْرِي وعُذْرِكُمْ - وجَرَتْ مِنْ بَعْدِه فِي الْحَوَارِيِّينَ فِي الْمُسْتَحْفَظِينَ وإِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللَّه تَعَالَى الْمُسْتَحْفَظِينَ لأَنَّهُمُ اسْتُحْفِظُوا الِاسْمَ الأَكْبَرَ وهُوَ الْكِتَابُ الَّذِي يُعْلَمُ بِه عِلْمُ كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي كَانَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ ص يَقُولُ اللَّه تَعَالَى ولَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ * ( وأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ والْمِيزانَ ) الْكِتَابُ الِاسْمُ الأَكْبَرُ وإِنَّمَا عُرِفَ مِمَّا يُدْعَى الْكِتَابَ التَّوْرَاةُ والإِنْجِيلُ والْفُرْقَانُ فِيهَا كِتَابُ نُوحٍ وفِيهَا كِتَابُ صَالِحٍ وشُعَيْبٍ وإِبْرَاهِيمَ ع فَأَخْبَرَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ : ( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ ومُوسى) * فَأَيْنَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ إِنَّمَا صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ الِاسْمُ الأَكْبَرُ وصُحُفُ مُوسَى الِاسْمُ الأَكْبَرُ فَلَمْ تَزَلِ الْوَصِيَّةُ فِي عَالِمٍ بَعْدَ عَالِمٍ حَتَّى دَفَعُوهَا إِلَى مُحَمَّدٍ ص فَلَمَّا بَعَثَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ مُحَمَّداً ص أَسْلَمَ لَه الْعَقِبُ مِنَ الْمُسْتَحْفِظِينَ وكَذَّبَه بَنُو إِسْرَائِيلَ ودَعَا إِلَى اللَّه عَزَّ وجَلَّ وجَاهَدَ فِي سَبِيلِه ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّه جَلَّ ذِكْرُه عَلَيْه أَنْ أَعْلِنْ فَضْلَ وَصِيِّكَ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ الْعَرَبَ قَوْمٌ جُفَاةٌ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ كِتَابٌ
ولَمْ يُبْعَثْ إِلَيْهِمْ نَبِيٌّ ولَا يَعْرِفُونَ فَضْلَ نُبُوَّاتِ الأَنْبِيَاءِ ع ولَا شَرَفَهُمْ ولَا يُؤْمِنُونَ بِي إِنْ أَنَا أَخْبَرْتُهُمْ بِفَضْلِ أَهْلِ بَيْتِي فَقَالَ اللَّه جَلَّ ذِكْرُه : * ( ولا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) : ( وقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِ وَصِيِّه ذِكْراً فَوَقَعَ النِّفَاقُ فِي قُلُوبِهِمْ فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّه ص ذَلِكَ ومَا يَقُولُونَ فَقَالَ اللَّه جَلَّ ذِكْرُه يَا مُحَمَّدُ * ( ولَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ ) ( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ ولكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ الله يَجْحَدُونَ ) * ولَكِنَّهُمْ يَجْحَدُونَ بِغَيْرِ حُجَّةٍ لَهُمْ وكَانَ رَسُولُ اللَّه ص يَتَأَلَّفُهُمْ ويَسْتَعِينُ بِبَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ ولَا يَزَالُ يُخْرِجُ لَهُمْ شَيْئاً فِي فَضْلِ وَصِيِّه حَتَّى نَزَلَتْ هَذِه السُّورَةُ فَاحْتَجَّ عَلَيْهِمْ حِينَ أُعْلِمَ بِمَوْتِه ونُعِيَتْ إِلَيْه نَفْسُه فَقَالَ اللَّه جَلَّ ذِكْرُه : * ( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) يَقُولُ إِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ عَلَمَكَ وأَعْلِنْ وَصِيَّكَ فَأَعْلِمْهُمْ فَضْلَه عَلَانِيَةً فَقَالَ ص مَنْ كُنْتُ مَوْلَاه فَعَلِيٌّ مَوْلَاه اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاه وعَادِ مَنْ عَادَاه ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ لأَبْعَثَنَّ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّه ورَسُولَه ويُحِبُّه اللَّه ورَسُولُه لَيْسَ بِفَرَّارٍ يُعَرِّضُ بِمَنْ رَجَعَ يُجَبِّنُ أَصْحَابَه ويُجَبِّنُونَه وقَالَ ص عَلِيٌّ سَيِّدُ الْمُؤْمِنِينَ وقَالَ عَلِيٌّ عَمُودُ الدِّينِ وقَالَ هَذَا هُوَ الَّذِي يَضْرِبُ النَّاسَ بِالسَّيْفِ عَلَى الْحَقِّ بَعْدِي وقَالَ الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ أَيْنَمَا مَالَ وقَالَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا - كِتَابَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ وأَهْلَ بَيْتِي عِتْرَتِي أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وقَدْ بَلَّغْتُ إِنَّكُمْ سَتَرِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ فَأَسْأَلُكُمْ عَمَّا فَعَلْتُمْ فِي الثَّقَلَيْنِ والثَّقَلَانِ كِتَابُ اللَّه جَلَّ ذِكْرُه وأَهْلُ بَيْتِي فَلَا تَسْبِقُوهُمْ فَتَهْلِكُوا ولَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ فَوَقَعَتِ الْحُجَّةُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ ص وبِالْكِتَابِ الَّذِي يَقْرَأُه النَّاسُ ...." .
أقول : والحديث ايضا صحيح بملاحظة مجموع الطرق الصحيحة التي مرت وغيرها ، وهو منهج معمول به عند مخالفينا ايضا ، بل هم يصححون الحديث وان كانت طرقه كلها ضعيفة فمثلا الالباني في سلسلته الصحيحة صحح حديث ( اقتدوا بالذين من بعدي ابي بكر وعمر )(1) مع ان الحديث جاء عن اربعة من الصحابة وكلها ضعيفة ؟ ! فما بالك بحديث الثقلين الذي وصل حد التواتر ولا اقل ذكرنا من الكافي فقط اربعة احاديث صحيحة فكيف لا تكون شاهدا على صحة الطريق الاخير لحديث الثقلين الذي اوردناه ، وتكون الاحاديث الضعيفة يجبر بها بعضها بعضا وتصح ؟ ! {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم : 22]
اذن فثبت ان حديث الثقلين الشريف في الكافي فقط ورد في خمسة مواضع صحيحة .
والحمد لله اولا وآخرا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع السلسلة الصحيحة الحديث رقم 1233
تعليق