((أذا أراد الله بقوم ٍسوءاً أعطاهم الجدل ومنعهم العمل )) كُل مَن يأتي عملاً حسناً يميل الى التنويه به التماساً لحسن السيرة ، لأن الانسان مفطور على الشهرة فيلذ له أن يسمع ثناء الناس على أعماله والأعجاب باقتداره ،وقد ينوه هو هو بعمله ليستدر الثناء من سامعيه ، فأذا رأى الناس يثنون على أعماله من عند أنفسهم أمسك هو عن ذكرها . والغالب في الناس إلايكلفوا رجل العمل ان يتكلم عن نفسه ، بل هم يذيعون فضله ، ويزدادون رغبة في إذاعته كُلما رأوه ساكتاً عنه . فأذا أكثر من تحدثه بأعماله مالوا الى تنقيصها وإن كانت جليلة . والغلب في مَن يعمل أنه ينقطع للعمل واعماله تترجم عنه ، فمن لم ينل إعجاب الآخرين عمد الى مدح نفسه وتعظيم عمله ، فإذا لم يأنس أصغاء الناس أليه أو تمجيد أعماله طعنهم بالجهل والغبن لحقه، وأذا سمعهم يثنون على شخص آخر من أبناء مهنته بما يفوقه من مزايا أصبح همه تنقيص ذلك الزميل المتفوق ويشتغل بالطعن الآخر مشتغل بالعمل .أذا تدبرت احوال الناس ودرست أخلاقهم رأيت أكثرهم انتقاداً للأعمال أعجزهم عن الأتيان بمثلها .فالناس رجلان : (قوال وفعال ). وقد لايجد العاجز لنفسه عملاً يطريه ، ومع ذلك فهو يكلف الناس امتداحه وينسب لنفسه عملاً لم يعمله أو يرجع الى الأفتخار بالأباء وأعمالهم . ولايخلو أن يكون لأبيه أو جده أو أحد من اهله عمل يستحق الذكر فيأخذ في أطرائه ويفتخر به .ولو عقل لاقتدى بذلك السلف وعمل مثل عمله ليكون بذلك خير خلف لخير سلف ،لكنه إذا لم يجد بين أسلافه مَن يُفاخر بعمله فتش عن شىء لايميز سواه وإن كان لايهم الناس ،كجمال وجهه أو رشاقة جسمه أو رخامة صوته أو فصاحة لسانه . وقد يتفاخر بما بأكله أو يلبسه وهو منتهى السخف والصغر والحماقة .أن كبير النفس يلتمس الشهرة من طريقها الحقيقي بالعمل والجد ، إذا امتدحه الناس فوق استحقاقه خجل وازداد تواضعاً و واصل السعي حتى يدرك مبلغ ظنهم به ......
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
(( القول والعمل ))
تقليص
X
تعليق