لم يخلق الله خلقاً لولا "فاطمه" (ع) ، فهي علة الوجود ... ،
لقد ورد في عدة اخبار ، ان من كنى و القاب امير المؤمنين (ع) هو (( أبو تراب )) ، و يقال انه كان احب ما ينادى به ، و تكمن العلة وراء تلقيبه (ع) بهذا اللقب ، ما ورد في الخبر التالي ... { عن ابن ربعي قال : قلت لعبد الله بن عباس ، لم كنى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام أبا تراب ؟ قال لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده وبه بقاؤها واليه سكونها ، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إنه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة قال يا ليتني كنت ترابا يعني من شيعة علي و ذلك قول الله عز وجل : ( ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ) . } ( 1 )
و لقد كان آدم (ع) و هو ابو البشر من "تراب" ، و قد قال تعالى « إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ » ، فآدم (ع) الذي هو ابو البشر و والدهم من تراب ، و علي (ع) ابو تراب ، دفكأن علياً (ع) هو " ابو ابو البشر " ،
كما انه من القاب أمير المؤمنين (ع) الثابته (( قسيم الجنة و النار )) ، و هو (ع) صاحب الجواز يوم القيامه ، لا يدخل احد الجنة الا على حد قسمه ، و على ذلك تواترت الروايات ، و منها : { عن امير المؤمنين (ع) قال : أنا قسيم الله بين الجنة والنار لا يدخلها داخل إلا على حد قسمي وأنا الفاروق الأكبر، وأنا الإمام لمن بعدي والمؤدي عمّن كان قبلي، لا يتقدمني أحد إلا أحمد (صلى الله عليه وآله)، وإني وإياه لعلى سبيل واحد، إلا أنه هو المدعو باسمه ، ولقد أعطيت الست: علم المنايا والبلاياوالوصاياوفصل الخطاب وإني لصاحب الكرات ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس } ( 2 )
و قد سأل الامام الرضا (ع) عن سبب تكنية رسول الله (ص) بـ "أبي القاسم" ، فأجاب صلوات الله عليه :
{ عن علي بن الحسين بن فضال عن ابيه قال : سألت الرضا (عليه السلام) فقلت له : لم كني النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بابي القاسم فقال لانه كان له ابن يقال له القاسم فكني به, قال فقلت : يا ابن رسول الله فهل تراني اهلا للزيادة ؟ فقال : نعم, اما علمت ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال : انا وعلي ابوا هذه الامة ؟ قلت : بلى, قال: اما علمت ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) اب لجميع امته وعلي بمنزلته فيهم ؟ قلت : بلى، قال: اما علمت ان عليا قاسم الجنة والنار ؟ قلت : بلى, قال : فقيل له (ص) ابو القاسم لانه ابو قاسم الجنة والنار، قلت له : وما معنى ذلك ؟ فقال : ان شفقة الرسول على امته شفقة الاباء على الاولاد، وافضل امته علي (عليه السلام) ومن بعده شفقة علي (عليه السلام)عليهم كشفقته لانه وصيه وخليفته والامام بعده، فلذلك قال (صلى الله عليه واله وسلم) : انا وعلي ابوا هذه الامة ... } ( 3 ) .
و من هذا الخبر يتضح ان رسول الله (ص) كان بمثابة ابٍ لأمير المؤمنين (ع) و كان امير المؤمنين (ع) ابو تراب و كان آدم (ع) من تراب و هو ابو البشر ، فكأن رسول الله (ص) هو الاب الاول للخليقه ،
و من الثابت ان من القاب فاطمة الزهراء (ع) ، هو لقب (( أم ابيها )) ، ذكر الاربلي :{ ان النبي صلى الله عليه واله يعظم شأنها ( أي الزهراء -ع- ) ويرفع مكانها وكان يكنيها بأم ابيها .... } ( 4 ) .
و اذا كان رسول الله (ص) هو ابو علي (ع) ، و علي (ع) هو ابو تراب و آدم هو ابو البشر من تراب ، فهذا يعني ان رسول الله (ص) هو ابو البشر الأول ، و لكن الزهراء (ع) في كل ذلك هي (( ام ابيها )) الذي هو ابو البشر !! ،
و هذا يعني ان الزهراء صلوات الله عليها هي اصل الانسان و امه ، و منها تفرع بنو آدم .... ،
و قد ورد في الحديث القدسي المشهور « يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما » ( 5 ) .
و هذا يعني ان للزهراء (ع) من الخصائص و المزايا و المواهب الالهيه ما ليس لأحد من كافة خلقه ، كيف و قد خلق الله الوجود بأسره لها و لأجلها ، و لولاها ما خلق الله خلقاً ؟ ، و هي ام ابيها و ابوها اب علي (ع) ، ثم هي ام الحسن و الحسين (ع) و الحسين اب للتسعة المعصومين (ع) ، فكأن الزهراء (ع) ام جميع المعصومين من اهل البيت (ع) ، و هؤلاء المعصومون هم علة الوجود ، فهي ام علل الوجود ...
صلوات الله عليها و على ابيها و بعلها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها و لعنة الله على قاتليها و رحمة الله على شيعتها و مواليها .
__________________________________________________
( 1 ) ( علل الشرائع ج1 ص156 ) .
( 2 ) ( الكافي: ج1 ص197 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم أركان الأرض ح3 ) .
( 3 ) ( علل الشرائع: 53 و 54، معاني الأخبار: 20، عيون الأخبار: 238 و 239. بحار الانوار ج16/95) .
( 4 ) ( كشف الغمة 2/ 90 ) .
( 5 ) ( مستدرك سفينة البحار : ج3 ص334 و ملتقى البحرين : ص14 ) .
تعليق