المــقدمـــــــة
لقد استطاعت الأسوة على المستوى الإيجابي في التاريخ أن تلعب دورا كبير في حياة الأفراد والجماعات لتخلق منهم مجتمع إنساني يحمل في نفسه وعقله منظومة قيًّم ومعارف فكرية وإنسانية تخرجه من صواف البهائم إلىروح الكمال الإنساني الذي خلقه الله تعالى من أجله حتى يكسب رضاه أولا ويفوزبالدارين ويعيش آمن ومطمئن ومتحاب فيما بين أفراده. وقد أرسل الله تعالى لهم الرسل والأنبياء والأوصياء والصالحين ومن كلا الجنسين حتى يكونوا مصداق للأسوة الحسنة التي تقودهم لذلك الكمال ألا متناهي. وقد كان لسيدتنا فاطمة الزهراء (عليهاالسلام) الدور المهم في خلق روح المحبة والخير والحرية في الكثير من عشاقها من خلال المنهج الذي تربة عليه وعاشت بكل مفرداته حتى ترسم صورة متناسقة الجمال في أبعادها الروحية والنفسية والكمالية لتصبح أسوة حسنة لكل طلاب النجاح والرقي في كل العوالم. أما الأسوة في بعدها السلبي فإنها تصنع مجتمع شيطاني يعزز بين أفراده روح العداوة والبغضاء والتناحر من أجل تحقق المصالح الشخصية وبشتى الوسائل الوحشية . لا يحكمهم قانون ولا أخلاق ولا عرف ولا عادات . فقط المصلحة الذاتية أو الآنية هي الغالبة نتيجة اجتماع النفس الأمارة بالسوء والهوى والشيطان. والنتيجة هي خسارة الدارين وفي كل ذلك كان إمامهم وسيدهم الشيطان وأولياءه . قال تعالى) وَلَقَدْذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّيَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّيَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُالْغَافِلُونَ(([1])
[1]- سورة الأعراف179
تعليق