جبلت النفس البشرية على تمجيد الإبداع ، وتقديسه ، أينما حلَّ ذلك الإبداع ووجد ؛ لذا تجدنا سرعان ما ننجذب لمشاهدة لوحة فنية أبدع في رسمها فنان ، عرفت أنامله كيف تتلاعب بتحريك ريشته المبدعة ، موزعة تلك الألوان المختلفة على ظهر ورقته البيضاء ، أو قد نعجب بآية كريمة أو حديث شريف أو حكمة بالغة ، خطتها يد خطاط مبدع ملمّ بقواعد الخط العربي ؛ فنقف برهة من الوقت نتأمل ذلك الإبداع المتميز ، أو لعلنا ننقاد خلف مشهد مسرحي يحاكيه مجموعة من الفنانين المبدعين في مجال التمثيل الكوميدي ، فتظل ابتسامتنا ملازمة لشفتينا مادامت المسرحية في وقت عرضها ، بل وحتى بعد العرض ، إذا ما مرت تلك الأحداث بذاكرتنا ، وكذلك فقد تأسرنا أحداث فلم أخرجه مخرج مبدع في المجال التراجيدي ، يحكي قصة مؤلمة تجذب كل أحاسيسنا ومشاعرنا نحوها ، ونحن نترقب النهاية المؤلمة أو المفرحة لبطل هذا الفلم ، والأكثر من ذلك فقد يبدع قائد عسكري في تحقيق نصر مؤزر ، جراء تصديه لعدو غاشم يريد أن يقضي على إنجازاته وإبداعاته ، فيسجل ذلك القائد نصراً يظل مخلداً في ذاكرة المعاصرين لتلك المعركة ؛ مما يجعله محط إجلال وتقدير طيلة وجود ذلك الجيل .
نعم ، كل ذلك إبداع ، بل وكل ذلك الإبداع قد يعد مدعاة للتمجيد والتقديس ، ولكنني أستطيع القول جازماً بأن كل ذلك الإبداع ستجده يتلاشى شيئاً فشيئاً عندما يظهر في الأفق إبداع من نوع آخر يفوق ما سبقه من إبداعات ويتغلب عليها ؛ مما يجعل ذلك التغلب إبداعاً آخر في حد ذاته ، فيكون الإبداع مركباً .
وبما أنني على يقين بأن كل إبداع شريف في هذه الحياة ما كان ليكون لولا ذلك الإبداع الذي حققه ذلك الفنان العبقري المبدع الإلهي ، المسمى من قبل مبدع الخلق بـ (الحسين ) ، الحسين ، الذي رسم كل تلك اللوحات الفنية الشريفة والنبيلة بريشة نحره المبارك ، مستبدلاً ، في لوحاته تلك ، الألوان الطبيعية بلون دمه القاني الذي سيبقى مخلداً لإبداعه ، مهما أخلق الزمان .
نعم ، بإمكاننا أن نقول بأن كربلاء كانت لوحة صماء ، وورقة بيضاء فارغة من أية جمالية إبداعية ، قبل أن تطؤها أقدام فنانها المبدع ، وبمجرد أن لامست أقدام أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) تراب كربلاء ، تحولت ذرات ترابها تبراً نفيساً يتسابق على اقتنائه عظماء الدنيا وسلاطينها ، وتحولت أرض الطفوف لوحة فنية رسمها الحسين وأهل بيته وأصحابه بأنامل عطائهم اللامحدود ؛ فأبدعوا في غرس كل قيم الشرف والعزة والإباء في نفوس كل من يلقي نظرة على ملامح تلك اللوحة العبقرية الزاخرة بالعطاء الرباني .
إنني لم أعثر بعد ، ويقيني يؤكد لي بأنني لن أعثر مهما عمرت ، على لوحة فنية بجمالية لوحة كربلاء ، التي رسمها أبو الأحرار (عليه السلام) ، ولن أجد طيلة حياتي لوحة خطت بعبارة أفضل مما خطها منحر الحسين (عليه السلام) ، مدوناً (هيهات منا الذلة) ، ولن تشاهد عيني أروع من انتصار الدم على السيف ، وفي الوقت نفسه فلن تنشد عاطفتي وكياني لفلم يصور تلك المواقف التراجيدية المؤلمة لما نال أطفال الحسين (عليه السلام) ونساءه ، بفقد كفيلهم ، ولن يبتسم ثغري سخرية لمهزلة كتلك المهزلة التي لحقت بيزيد وأعوانه ، عندما توهموا بأنهم قد قتلوا الحسين (عليه السلام) ، وإذا بهم يفاجئوا بأن قتل الحسينُ يزيدَ.
إنَّ كربلاء في الحقيقة مجمع إبداعات ، فاقت كل إبداعات الدنيا ، منذ أن خلق الله البسيطة ، وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها ، وكل تلك الإبداعات ما كانت لتكون لو لا ذلك المبدع الملهم ، الذي ضحى بكل غال ونفيس من أجل خالقه ، فكان الإبداع بمستوى الهدف المنشود من رسم لوحة واقعة الطف الأليمة ، وبما أن الإبداع كان في سبيل الواحد القهار ؛ لذلك كان الخلود سبيل الإبداع ومبدعه ؛ لذا نجد الحسين (عليه السلام) ، وإبداعه أصبحا شعاراً لمن ينشد الإبداع ، كما نجد بأن من يتخذ من إبداع الحسين (عليه السلام) قدوة ونهجاً ومثالاً يحتذي به ، يبدع في حياته إبداعاً ولا أروع .
ثبتناالله وإياكم وجميع خدمة الحسين (ع) على حب الحسين وجده وأبيه وأمه وأخيه والتسعة المعصومين من بنيه ، علة الوجود ورحمة الباري وجنته دنيا وآخرة ؛ إنه سميع مجيب ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نعم ، كل ذلك إبداع ، بل وكل ذلك الإبداع قد يعد مدعاة للتمجيد والتقديس ، ولكنني أستطيع القول جازماً بأن كل ذلك الإبداع ستجده يتلاشى شيئاً فشيئاً عندما يظهر في الأفق إبداع من نوع آخر يفوق ما سبقه من إبداعات ويتغلب عليها ؛ مما يجعل ذلك التغلب إبداعاً آخر في حد ذاته ، فيكون الإبداع مركباً .
وبما أنني على يقين بأن كل إبداع شريف في هذه الحياة ما كان ليكون لولا ذلك الإبداع الذي حققه ذلك الفنان العبقري المبدع الإلهي ، المسمى من قبل مبدع الخلق بـ (الحسين ) ، الحسين ، الذي رسم كل تلك اللوحات الفنية الشريفة والنبيلة بريشة نحره المبارك ، مستبدلاً ، في لوحاته تلك ، الألوان الطبيعية بلون دمه القاني الذي سيبقى مخلداً لإبداعه ، مهما أخلق الزمان .
نعم ، بإمكاننا أن نقول بأن كربلاء كانت لوحة صماء ، وورقة بيضاء فارغة من أية جمالية إبداعية ، قبل أن تطؤها أقدام فنانها المبدع ، وبمجرد أن لامست أقدام أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) تراب كربلاء ، تحولت ذرات ترابها تبراً نفيساً يتسابق على اقتنائه عظماء الدنيا وسلاطينها ، وتحولت أرض الطفوف لوحة فنية رسمها الحسين وأهل بيته وأصحابه بأنامل عطائهم اللامحدود ؛ فأبدعوا في غرس كل قيم الشرف والعزة والإباء في نفوس كل من يلقي نظرة على ملامح تلك اللوحة العبقرية الزاخرة بالعطاء الرباني .
إنني لم أعثر بعد ، ويقيني يؤكد لي بأنني لن أعثر مهما عمرت ، على لوحة فنية بجمالية لوحة كربلاء ، التي رسمها أبو الأحرار (عليه السلام) ، ولن أجد طيلة حياتي لوحة خطت بعبارة أفضل مما خطها منحر الحسين (عليه السلام) ، مدوناً (هيهات منا الذلة) ، ولن تشاهد عيني أروع من انتصار الدم على السيف ، وفي الوقت نفسه فلن تنشد عاطفتي وكياني لفلم يصور تلك المواقف التراجيدية المؤلمة لما نال أطفال الحسين (عليه السلام) ونساءه ، بفقد كفيلهم ، ولن يبتسم ثغري سخرية لمهزلة كتلك المهزلة التي لحقت بيزيد وأعوانه ، عندما توهموا بأنهم قد قتلوا الحسين (عليه السلام) ، وإذا بهم يفاجئوا بأن قتل الحسينُ يزيدَ.
إنَّ كربلاء في الحقيقة مجمع إبداعات ، فاقت كل إبداعات الدنيا ، منذ أن خلق الله البسيطة ، وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها ، وكل تلك الإبداعات ما كانت لتكون لو لا ذلك المبدع الملهم ، الذي ضحى بكل غال ونفيس من أجل خالقه ، فكان الإبداع بمستوى الهدف المنشود من رسم لوحة واقعة الطف الأليمة ، وبما أن الإبداع كان في سبيل الواحد القهار ؛ لذلك كان الخلود سبيل الإبداع ومبدعه ؛ لذا نجد الحسين (عليه السلام) ، وإبداعه أصبحا شعاراً لمن ينشد الإبداع ، كما نجد بأن من يتخذ من إبداع الحسين (عليه السلام) قدوة ونهجاً ومثالاً يحتذي به ، يبدع في حياته إبداعاً ولا أروع .
ثبتناالله وإياكم وجميع خدمة الحسين (ع) على حب الحسين وجده وأبيه وأمه وأخيه والتسعة المعصومين من بنيه ، علة الوجود ورحمة الباري وجنته دنيا وآخرة ؛ إنه سميع مجيب ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
* دعاءكم *
عباس
تعليق