بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
قال تعالى ((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ))/الكوثر 1-2-3
المعنى
الكوثر : لغة هو الخير الكثير ، وقد إختلف المفسرون بمعنى الكوثر في هذه الآية فمنهم من قال بانه الخير الكثير ومنهم من قال حوض في الجنة ومنهم من قال القرآن ومنهم من قال أولاده ومنهم من قال أصحابه وأشياعه .
انحر : هو رفع اليد الى المنحر حال التكبير في الصلاة ، ((لكل شئ زينة ، وزينة الصلاة رفع اليدين الى المنحر حال التكبير)) .
شانئك : مبغضك .
الأبتر : المنقطع النسل .
نظرة تأمل
نحن نعلم بأن أحداً عندما يعطي الى أحد عطية تكون بقدر المعطي والمعطى إليه ، فالملك مثلاً عندما يعطي أحد خلاصائه ومقربيه
يجب أن تكون العطية مهيبة وعظيمة تليق به .
يجب أن تكون العطية مهيبة وعظيمة تليق به .
فكيف إذا كان ذلك العطاء من ملك الملوك ؟ ولخاتم الرسل والأنبياء ؟
لذا قال تعالى في كتابه العزيز ((وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى))/الضحى 5 ، وإذا وافقنا بينها وبين قوله تعالى ((إنّا أعطيناك الكوثر)) ، نلاحظ عظمة عطاء الله لنبيه الكريم .
وقد إتفق أكثر المفسرين بأن المراد من الكوثر هي الزهراء عليها السلام وذريتها بدليل إنّ السورة نزلت عندما قال العاص بن وائل إنّ محمداً أبتراً (أي لاولد له) ، فيكون هذا المعنى مناسباً .
العطاء يشملنا
ونحن نستفيد من هذا العطاء كالفائدة من الشمس ، بعدما ماعرفنا بأن الكوثر هو الخير الكثير والمستمر الى آخر يوم من الدنيا متمثلاً بالأئمة عليهم السلام والعلماء الذين ينتشرون في شتى أنحاء العالم ، فهم النور والهداية ، وبذلك فانّ هذا العطاء شملنا أيضاً فيجب علينا أن نشكر الله على هذه النعمة ، ولايكون شكرنا له إلا بإتباع النبي وأهل بيته عليهم السلام ، ولايتم ذلك إلا بالمعرفة .
(((السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين)))
*** والحمد لله ربّ العالمين ***
تعليق